الدوحة- أكد مشاركون في منتدى الدوحة أن مصير الرئيس السوري بشار الأسد مرهون باتفاق 3 دول هي تركيا وروسيا وإيران لتأثيرها المباشر والكبير على كافة الأطراف المتناحرة داخل سوريا.

وخلال جلسة بمنتدي الدوحة تحت عنوان "15 عاما من الأزمة في سوريا"، ناقش المجتمعون التطورات الميدانية المتسارعة في سوريا والسقوط الكبير للقوات الحكومية أمام هجمات المعارضة في محاور القتال المختلفة داخل البلاد، مشددين على أن سقوط مدينة حمص يمكن أن يعجّل برحيل النظام الحاكم في البلاد.

وخلال مداخلته في الجلسة، أكد مدير برنامج سوريا في معهد الشرق الأوسط تشارلز ليستر، أن مصير بشار الأسد أصبح مرتبطا باتفاق 3 دول وهي تركيا وروسيا وإيران، موضحا أنه إن تخلت هذه الدول عنه فإن سقوطه لا يعدو كونه مسألة وقت.

ليستر: مصير الأسد مرتبط بسقوط مدينة حمص (الجزيرة) سقوط حمص

وأضاف ليستر، في تصريح للجزيرة نت، أن هناك العديد من الأمور الأخرى التي تحدد مصير الرئيس السوري وأهمها سقوط مدينة حمص التي تعد موقعا إستراتيجيا في البلاد وذلك بعد سقوط كل من حلب وحماه في أيدي قوات المعارضة المسلحة.

وأضاف أن التصريحات الواردة من كل من إيران وروسيا توحي أنهم يعلمون جيدا أن الأسد في طريقه للسقوط وأعتقد أنهم يركزون كل مواردهم حاليا في شكل دبلوماسي فقط ويحاولون التوصل إلى صفقة تلبي الحد الأدنى من مصالحهم على الأقل في سوريا، حيث بات واضحا أن الديناميكيات العسكرية على الأرض تسير حاليا في اتجاه واحد فقط.

وأوضح أن حلفاء الأسد يبدو أنهم يتقبلون الأمر الواقع ويبدو أن الوقت قد فات لتغيير هذا الواقع، موضحا في الوقت نفسه أن مسألة نهاية الأسد مرهونة بسقوط مدينة حمص في أيدي قوات المعارضة، وهو ما يدركه حلفاء الرئيس السوري بالفعل، فإذا سقطت حمص، فإن الأمر قد انتهى، وبعدها سيكون الأمر مجرد وقت.

إعلان

وشدد على أن المعركة الجارية في حمص حاليا دموية للغاية وربما تكون هذه هي المحطة الأخيرة، مؤكدا أن حمص تعد العمود الفقري الغربي الأكثر اكتظاظًا بالسكان في سوريا، وفي حال تم الاستيلاء عليها سيتم عزل دمشق عن الساحل، وهي الجبهة الأمامية الأخيرة أمام نظام الرئيس الأسد.

جانب من المشاركين في الجلسة (الجزيرة) التغيرات على الأرض

وحول الاجتماع الثلاثي في الدوحة بين وزراء خارجية كل من روسيا وإيران وتركيا بشأن الأزمة في سوريا، استبعد تشارلز التوصل إلى الكثير من التوافق، مشيرا إلى أن كلا من إيران وروسيا تقبلان التغيرات الكبيرة في ميزان القوى على الأرض "ولا يسعنا إلا أن نأمل أن يسيروا في هذا الاتجاه".

وأوضح أن هجوم المعارضة مؤخرا كان مفاجئا للجميع ولكن من الواضح أيضا أنه كان أمرا مخططا من قبل، فيما لم يتوقعه أحد على الإطلاق كما لم يتوقع أحد أيضا الانهيار السريع للآلة العسكرية للجيش السوري.

سوسن أبو زين: الهجوم الأخير يشير إلى فشل استخباراتي روسي إيراني سوري (الجزيرة) فشل استخباراتي

من جهتها، قالت المديرة التنفيذية لمبادرة "مدنية"، السورية سوسن أبو زين، إن الهجوم الأخير من قبل المعارضة السورية المسلحة يشير بدون شك إلى فشل استخباراتي روسي إيراني سوري حيث لم يتوقع أحد هذا الهجوم الكبير، الذي يعد مثالا واضحا على مدى هشاشة الوضع في سوريا، كما يؤكد فشل سياسة الاحتواء التي اتبعها الجميع في السنوات القليلة الماضية من خلال البدء في تطبيع العلاقات مع نظام الأسد.

وأشارت إلى أنها تشعر بالتفاؤل بمستقبل سوريا وأنه آن الأوان للتغيير والتخلص من الظلم وتحرير البلاد بعد مرور 15 عاما من الحرب والأزمة الإنسانية الكبيرة بالبلاد، فقد كان الجميع ينتظر ويتطلع لهذا التغيير الذي ينبغي العمل والتكاتف بشأنه لكي يكون تغييرا يلبي تطلعات الجميع.

واستدركت بالقول إن "هناك بالفعل مخاوف من المرحلة القادمة بشأن عدم الوضوح حول من سيقود المرحلة المقبلة والتغيرات الديمغرافية التي قد تشهدها البلاد فضلا عن الانتهاكات التي قد تحدث وحالة من الفوضى وعدم اليقين التي قد تعم البلاد، ولكن على الأقل ما هو أساسي للغاية هو أنه سيكون نهاية حكم الأسد".

ماري فوريستير: الهجمات الأخيرة توضح مدى هشاشة الجيش السوري (الجزيرة) هشاشة الجيش

وقالت ماري فوريستير مستشارة مختصة بالشأن السوري بالمعهد الأوروبي للسلام، "إن الأمر اللافت للنظر خلال الهجمات الأخيرة هو أنها توضح مدى هشاشة الجيش السوري، وقد حاول النظام خلال العام الماضي إجراء بعض الإصلاحات وإضفاء الطابع المهني عليه ولكن الهجوم الأخير يوضح أنه كان فاشلا وكان من المفاجئ جدًا أن نرى هذه الانسحابات وفرار بعض الجنود من القتال أمام جماعات المعارضة المسلحة".

وتابعت: إن الأزمة الإنسانية في البلاد بلغت مراحل مأساوية متجسدة في آلاف الضحايا القتلى والسجناء والفارين من جحيم الحروب والذين بلغوا ملايين المشردين خارج مناطق معيشتهم مما يتطلب ضرورة البدء في عملية دبلوماسية بأسرع وقت ممكن لإنهاء هذه المعاناة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات سقوط مدینة حمص فی سوریا

إقرأ أيضاً:

سوريا في عهد ” الثوار”

 

 

ذات يوم موغل جاء وزير خارجية أمريكا “هنري كيسنجر” إلى دمشق عارضا على الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد إعادة هضبة الجولان مقابل السلام والتطبيع مع العدو.. رد الأسد: لن يرفع العلم العربي السوري فوق هضبة جولان قبل أن يرتفع علم فلسطين فوق المسجد الأقصى وقبة الصخرة.
طيلة سنوات حكمه، رفض الرئيس الأسد المساومة على فلسطين ودعم فلسطين شعبا ومقاومة وبما هو متاح من الإمكانيات.. كانت سوريا عام 1973 م قد خاضت  الحرب إلى جانب مصر ضد العدو، وكان يمكن أن تكون حرب تحرير حقيقية، غير أن السادات جعل منها حرب تحريك المياه الراكدة، وخذل سوريا حين قبل وقف إطلاق النار في منتصف المعركة بذريعة ” الثغرة” التي تعمد السادات إحداثها مع أحمد إسماعيل، واعترض عليها الفريق الشاذلي قبل بدء الحرب ولكن السادات أصر على خطته التي أعدها مع الفريق أحمد إسماعيل والجمسي، قرار وقف إطلاق النار الذي قبله السادات دون إبلاغ دمشق، دفع العدو لسحب جيشه من وسط سيناء والتوجه نحو الجولان في وقت كان فيه الجيش العربي السوري على مشارف بحيرة طبرية..!
مواجهات دامية خاضها الجيش السوري وأشهرها معركة الدبابات التي لم يحدث مثلها حتى في الحرب العالمية.. رغم ذلك رفض الأسد كل مشاريع الاستسلام..
بعد غزو أمريكا للعراق، حضر وزير خارجية أمريكا إلى دمشق ليقول للرئيس بشار ” دبابتنا على حدودكم”، فرفض بشار هذا المنطق.. تخلى العرب عن سوريا بأوامر أمريكية صهيونية، وتحالف مع روسيا، وإيران، وكوريا الشمالية، والصين، وفنزويلا، وواصل دعم المقاومة وسياسة الممانعة، حدث عدوان 2006م ضد المقاومة في لبنان ممثلة بحزب الله، دخلت قوافل” الميركافا “أو أسطورة الرب، بالعبرية وكانت مجزرة وادي جديد في جنوب لبنان، هناك حيث تحولت “دبابات الميركافا” إلى علب صلصة بفضل صواريخ ” كورنيت” المضادة للدروع، ولم يكن الصاروخ سوى صناعة عربية سورية..!
وكان القرار بإسقاط سوريا أمريكيا _صهيونيا _عربيا للأسف..
قيل عن النظام انه نظام طائفي علوي يضطهد أهل السنة والجماعة..
فيما كان نائب الرئيس سني وقائد الجيش سني ووزير الداخلية سني ورئيس جهاز المخابرات سني وغالبية القادة العسكريين والأمنيين سنة، وكان النظام علماني لا يؤمن بالطائفية ولا يمارسها ولكن تم تصنيفه هكذا وبدأت ثقافة شيطنة النظام بتمويل عربي للأسف..!
فتحت أحداث حماة التي وقعت عام 1982م وقيل إن مائة الآلاف من الشعب السوري قتلهم النظام في مدينة حماة في أحداث فجرها الإخوان المسلمين وبعض أجهزة المخابرات العربية وأنظمة عربية أيضا وقفت داعمة للإخوان في تلك الأحداث الدامية، التي قتل فيها الإخوان من الضباط والجنود أكثر مما قتل النظام منهم.
تم شيطنة نظام بشار وفرض عليه الحصار وتجويع سوريا وشعبها، بموجب قانون قيصر الذي لم يكن سوى عميل للمخابرات الأمريكية.
سوريا التي كانت قد وصلت لمرحلة الاكتفاء الذاتي في كل متطلبات الحياة، وهي البلد الوحيد في العالم التي لم تعرف طريق البنك والصندوق الدوليين.. عام 2011م وتحت ذريعة “الثورة” تم حشد قتلة ومرتزقة العالم ومن 90 دولة وفيهم ضباط استخبارات ومستشارون عسكريون من أمريكا، وفرنسا، وبريطانيا، وقطر، والسعودية، والأردن، والكيان الصهيوني، وتركيا..!
نهب الثوار المزعومون 17 ألف معمل ومصنع من مدينة حلب تم تفكيكها ونقلها إلى “مدينة أضنة التركية” وبيعت تلك المعامل والمصانع لنجل السيد أردوغان”..!
تحدثوا عن البراميل المتفجرة وعن ثروات آل الأسد..!
ودخل “الثوار” وفيما كانت الفضائيات تنقل للعالم ما اسمته جرائم نظام الأسد في سجن صيديانا كان العدو الصهيوني يدمر مقدرات الجيش العربي السوري والدولة السورية، ولم تنقلها الفضائيات أو تتطرق إليها ..!
قيل إنه كان في سجن صيديانا 30 الف سجين..!
اليوم في سجن صيديانا 45 الف سجين، جرائم الساحل السوري يندى لها الجبين ويدينها الملحد قبل الموحد.. السويدا قصفت بالدبابات وصواريخ اسكود، وآلاف من القتلى وجرائم الخطف والاغتصاب والنهب وهتك الأعراض.. جرائم دفعت دروز السويدا وجبل العرب معقل سلطان باشا الأطرش إلى أن يستنجدوا بالصهاينة في خطوة لم يقدم عليها الدروز منذ عهود سحيقة..!
سوريا اليوم لم تعد سوريا التي نعرفها ويعرفها العالم بلد التعايش والتعدد العرقي والتنوع المجتمعي.. إنها اليوم “إمارة أفغانية” وقندهار بالعربي..!!
العدو على بعد 10 كم من دمشق.. هل كان هذا هو ما تريده الثورة ويرغب به الثوار..؟! أديب الشيشكلي قتل خمسة دروز، لحقوه وقتلوه في الارجنتين..؟! فأين سيكون مصير الشرع، الذي قتل وأهان الطائفة الدرزية بكل مقوماتها الوجودية، وأهان وارتكب مجازر بحق العلويين، والمسيحيين، وبحق أهل السنة والجماعة الذين يرفضون ثقافة الموت والقتل، من أمثال العلامة محمد سعيد رمضان البوطي الذي قتله الجولاني والمفتي أحمد بدر الدين حسون المعتقل في سجون الجولاني وعصابته..!
الدروز الذين أصدر رؤساؤهم فتاوى حرمت عليهم الاشتراك بالقتال منذ عام 2011م لأنه لا يجوز أن يقتل المسلم أخاه المسلم وابن وطنه وشريكه في المواطنة، فغادر الجيش أكثر من خمسين الفا من أبناء الطائفة واحترم النظام قرارهم ولم يسألهم..!
في سوريا ثورة قامت من أجل العدو وفي سبيل تحقيق أهدافه ورغم دعم العدو للثوار، وهو من فتح مشافيه لتقديم الرعاية لهم، ما أن حققوا له أهدافه، حتى انقلب عليهم، ذات التجربة التي عملتها أمريكا مع عناصر تيار الإسلام السياسي الذين استخدمتهم ضد أنظمتهم وحاربوا بديلا عنها في أفغانستان، وفي النهاية تخلصت منهم، العدو طبق ذات السيناريو على ثوار سوريا..!
السؤال هو: هل الأنظمة العربية دعمت ثوار سوريا نكاية بالأسد أم حبا بالعدو الصهيوني؟ ولماذا تقف اليوم موقف المتفرج على العدو وهو يعربد في سوريا ويعمل على تمزيقها، ويسعى فعلا لتقسيمها، مبررا عربدته بحماية الدروز..؟ وهو يعمل على إقامة دولة درزية في جنوب سوريا وشمال فلسطين تكون بمثابة حزام أمني له..!
هذا ما سوف نراه في قادم الأحداث.. فترقبوا.

مقالات مشابهة

  • من رحم الحرب إلى غياهب النسيان.. ما مصير أبناء المقاتلين الأجانب في سوريا؟
  • بيان للأمن السوري بشأن ماهر الأسد
  • ماذا سيبحث وزيرا خارجية سوريا وتركيا في العراق؟
  • في ذكرى إجراءات يوليو.. احتجاجات بتونس تطالب بالإفراج عن معتقلي التآمر
  • تحقيق إسرائيلي: ما هي شركات الطيران التي لا تزال تحلق فوق اليمن وإيران؟ (ترجمة خاصة)
  • من الجولان إلى السويداء.. هل دمشق على طريق التطبيع؟
  • احتجاجات في تونس ضد الرئيس.. واتهامات بتحويل البلاد إلى “سجن مفتوح"
  • سوريا في عهد ” الثوار”
  • مصدر مصري يكشف مصير المفاوضات حول غزة بعد عرض حماس
  • طغيان الحجر.. كيف استخدم نظام الأسد العمارة لإحكام قبضته على سوريا؟