بوابة الوفد:
2025-07-13@05:10:43 GMT

حكم رد السلام أثناء قراءة القرآنِ

تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT

أوضحت دار الإفتاء المصرية أن الشخص إذا رد السلام أثناء قراءته القرآنِ أمر مشروعٌ، فيمكن للرجلَ الذي يقرأ القرآن رَدُّ السلام أو عدمُه، مِن غير إثمٍ عليه في ذلك ولا حرج، لكن إذا عَلِم أنَّ ترك الردِّ قد يترتب عليه أثرٌ سلبيٌّ في نَفْس المُسَلِّم عليه، فالردُّ حينئذٍ أَوْلَى ولو إشارةً باليد؛ جبرًا لخاطِرِه، وحفاظًا على روح المحبَّة، وتعميقًا لأواصر الأُخُوَّة بينهم.

بيان فضل السلام

والسلام تحيةٌ مَنَّ اللهُ تعالى بها على أهل الإسلام؛ قال تعالى: ﴿فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً﴾ [النور: 61].

وقد أُمرنا الشرع بإلقاء السلام وإفشائه في المجتمع عامَّةً؛ لما فيه من بِرٍّ وإكرامٍ، فعن عبد الله بن عمرٍو رضي الله عنهما أنَّ رجلًا سأل النبيَّ صلى الله عليه وآله وسلم: أيُّ الإسلام خيرٌ؟ قال: «تُطْعِمُ الطَّعَامَ، وَتَقْرَأُ السَّلَامَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ» متفق عليه.

قال الإمام أبو سليمان الخَطَّابِي في "أعلام الحديث" (1/ 149، ط. جامعة أم القرى) في مَعرِض شرح قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «وَتَقْرَأُ السَّلَامَ»: [ثمَّ جاء إلى بيان ما يكون به قضاءُ حقوقهم مِن الأقوال، فجعل خيرَها وأوسَعَها في البِرِّ والإكرام إفشاءَ السلام، وجعله عامًّا لا يخص به مَن عرف دون مَن لَم يعرف؛ ليكون خالصًا لله، بريئًا مِن حظِّ النَّفْس والتصنع؛ لأنَّه شعار الإسلام، فحقُّ كلِّ مسلمٍ فيه شائع] اهـ.

حكم إلقاء السلام ورده
وأجمع الفقهاء على أنَّ إلقاءَ التحية والسلام سُنَّةٌ مُرغَّبٌ فيها، وأنَّ رَدَّه واجبٌ في حق المنفرد؛ لقول الله تعالى: ﴿وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا﴾ [النساء: 86].

قال الإمام ابن حزم في "مراتب الإجماع" (ص: 156، ط. دار الكتب العلمية): [واتفقوا على أنَّ المارَّ مِن المسلمين على الجالس أو الجلوس منهم، أنَّه يقول: السلام عليكم، واتفقوا على إيجاب الردِّ بمثل ذلك] اهـ.

وقال الإمام القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" (5/ 298، ط. دار الكتب المصرية): [أجمع العلماء على أنَّ الابتداءَ بالسلام سُنَّةٌ مُرَغَّبٌ فيها، ورَدَّه فريضة] اهـ.

حكم إلقاء السلام على قارئ القرآن ورد السلام منه

واستثنى جمهورُ الفقهاء مِن الحنفية، وبعض أئمةِ المالكيةِ، وكذا بعض أئمة الشافعيةِ كالأَذْرَعِيِّ وجلال الدين السيوطي، والحنابلة -مِن وجوب رد السلام على مَن يُلْقِيهِ-: مَواطنَ لا يتمكن فيها المتلقي (المُسَلَّم عليه) مِن رَدِّ السلام؛ مراعاةً لحاله التي يكون عليها حتى لا يقع في الحرج، ومِن هؤلاء: قارئ القرآن -كما هي مسألتنا-، فلا يجب عليه رَدُّ السلام على مَن يُسَلِّم عليه، لا باللفظ ولا بالإشارة.

قال زين الدين ابن نُجَيْم الحنفي في "البحر الرائق" (2/ 16، ط. دار الكتب العلمية): [اعلم أنَّه يكره السلام على المصلي والقارئ.. ولو سُلِّم عليهم لا يجب عليهم الرَّد؛ لأنَّه في غير محلِّه] اهـ.

وجاء في "رد المحتار" للعلامة ابن عابدين الحنفي (1/ 617، ط. دار الفكر): [يُكرَه السلام على العاجز عن الجواب حقيقةً كالمشغول بالأكل أو الاستفراغ، أو شرعًا كالمشغول بالصلاة وقراءة القرآن، ولو سَلَّم لا يَستَحِقُّ الجواب] اهـ.

وقال أيضًا (1/ 618): [كلُّ محلٍّ لا يُشرع فيه السلام لا يَجب رَدُّه] اهـ.

وذهب المالكية والشافعية في المعتمد إلى أنَّ قارئ القرآن كغيره، فيجب عليه رد السلام لفظًا على مَن يُلقي عليه السلام.

وذهب جماعةٌ مِن الفقهاء -منهم الإمام الوَاحِدِي الشافعي- إلى أنَّ قارئ القرآن يُشرَع له أن يَرُدَّ السلامَ على مَن يُسَلِّمُ عليه بالإشارة دون اللفظ، فإن رَدَّ باللفظ كان عليه أن يستأنف التلاوة بالاستعاذة مرةً أخرى، ثم يعود لقراءة القرآن.

والسَّلام الذي هو نَشْرُ الأُلْفَةِ والمحبَّة في المجتمع وبين الناس؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلم: «لَا تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَوَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ؟ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ» أخرجه الإمام مسلم في "صحيحه".

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: القرآن قراءة القرآن رد السلام السلام قارئ القرآن السلام على رد السلام د السلام على م ن ی ه السلام م علیه

إقرأ أيضاً:

كهرباء الحديدة تُحيي ذكرى استشهاد الإمام الحسين

الثورة نت / يحيى كرد نظمت مؤسسة كهرباء منطقة الحديدة، اليوم السبت، فعالية ثقافية وخطابية لإحياء ذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام للعام 1447هـ، تحت شعار “هيهات منا الذلة”، وخلال الفعالية، بحضور وكيل المحافظة لشئون الخدمات ، محمد سليمان حليصي أكد وكيل أول محافظة الحديدة، أحمد مهدي البشري، أهمية إحياء هذه المناسبة باعتبارها محطة لاستلهام القيم والمبادئ التي ضحى من أجلها الإمام الحسين عليه السلام، وفي مقدمتها مقاومة الظلم والانحراف. وأشار إلى أن نهضة الإمام الحسين جاءت لإصلاح واقع الأمة وتصحيح مسارها وفق نهج النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم. وشدد البشري على ضرورة تعزيز ثقافة الصمود والمقاومة في وجه التحديات التي تستهدف الأمة وهويتها، مثمناً في الوقت نفسه جهود مؤسسة الكهرباء والعاملين فيها في ضمان استمرارية الخدمة للمواطنين، خاصة في ظل حرارة الصيف الشديدة رغم  العدوان الإسرائيلي ، مشيراً إلى أن استمرار الخدمة يُعد تجسيداً عملياً للصمود الوطني. من جهته، أشار مدير عام كهرباء منطقة الحديدة، المهندس أحمد محمد روضان، إلى أن إحياء ذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام يمثل تجسيداً لارتباط الشعب اليمني بالقيم الثورية والإنسانية التي حملها الإمام، مشيراً إلى أوجه التشابه بين مظلومية كربلاء والمظلومية التي يعيشها الشعب اليمني جراء العدوان والحصار المفروض عليه منذ أكثر من عشر سنوات. وأكد روضان أن الشعب اليمني لا يزال ثابتاً على مبادئه، متمسكاً بحقه المشروع في الحرية والسيادة والاستقلال، رغم كل محاولات الإخضاع والتجويع. من جانبه، أشار  الشيخ علي عضابي في كلمة العلماء، إلى أن ثورة الإمام الحسين عليه السلام ستظل منارة للأحرار في كل زمان، داعياً إلى التمسك بنهجه في الدفاع عن الدين ومواجهة الظلم، وتحصين الأمة من المشاريع التي تستهدف عقيدتها ووحدتها.  تخلل الفعالية بحضور نواب مدير المنطقة، ومدراء الإدارات والعاملين في مؤسسة الكهرباء فقرات شعرية وإنشادية جسّدت أبعاد المناسبة.

مقالات مشابهة

  • الإمام السجاد.. صوت الحق الصادح في زمن تكميم الأفواه وحامل الراية بعد واقعة “كربلاء”
  • فعالية لمؤسسة المسالخ ومكتب جمارك ورقابة الحديدة بذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام
  • مدارس محافظة البيضاء تدشن فعاليات وأنشطة ذكرى استشهاد الإمام الحسين
  • مقدار ما تدرك به المرأة الصلاة بعد انقطاع الحيض.. دار الإفتاء توضح
  • كهرباء الحديدة تُحيي ذكرى استشهاد الإمام الحسين
  • عاشوراء.. شهادة التاريخ المتكررة على انحراف الأمة
  • الإمام زيد عليه السلام .. نهضة قرآنية خالدة وامتداد حي لثورة كربلاء في وجدان اليمنيين
  • غزة.. انتصار الدم على السيف
  • صندوق النظافة بإب يُحيي ذكرى استشهاد الإمام الحسين
  • احذر| فعل يقع فيه كثيرون عند قراءة القرآن.. الشعراوي يكشف عنه