غزة الجرح النازف في جسد الأمة العربية والإسلامية، غزة الوجع الواسع المدى، الذي وصل صدى أنينها لكل أرجاء المعمورة، غزة المظلومية التي نسفت وفضحت أدعياء الحقوق والحريات، غزة الصمود الذي أذهل العالم، غزة الثبات الذي بات مضرب المثل وبات ملهما لكل أحرار العالم في مختلف القارات، غزة الشموخ والإباء، والتي تمثل اليوم كربلاء عصرها قياسا على حجم الإجرام والتوحش الذي تعرضت وما تزال تتعرض له حتى هذه اللحظة على يد كيان العدو الصهيوني .
نفس النزعة الإجرامية العدوانية الأموية اليزيدية التي أظهرها ومارسها الطاغية المجرم يزيد وزبانيته تجاه الإمام الحسين بن علي -عليهما السلام- وأصحابه وأهل بيته في مأساة كربلاء في العاشر من محرم الحرام من العام 16هجرية، هي ذاتها التي يمارس القاتل السفاح الصهيوني النتن ياهو وحكومته اليمينية المتطرفة وجيشه المتوحش بحق أطفال ونساء قطاع غزة، مع اختلاف أدوات القتل والحصار، القتل العمد والاستهداف الممنهج للأرواح البشرية مع سبق الإصرار والترصد، الحصار المطبق على المواطنين ومنع دخول المساعدات الغذائية والإيوائية الضرورية، استهداف الأطفال والنساء بشكل مباشر، والتنكيل بجثث الشهداء وتركها في الشوارع ومنع طواقم الإسعاف والفرق الطبية من رفعها، وهدم المنازل على رؤوس ساكنيها، والحيلولة دون تمكين الهلال والصليب الأحمر وفرق الإنقاذ من انتشالها من تحت الأنقاض، والإيغال في الدم الفلسطيني .
أراد يزيد الفاجر وطواغيته من خلال استهداف الإمام الحسين -عليه السلام- وأهل بيته محو ذكر آل بيت النبي وفصل الأمة وعزلها عن كتاب الله والعترة المطهرة، ليسود حكم الطغيان والاستبداد، وتتحول الولاية إلى وراثة يتوارثها الأبناء عن الآباء، كما أراد “النتن ياهو” ومن خلفه بايدن وتلاه ترامب من خلال العدوان والحصار على قطاع غزة القضاء على المقاومة الفلسطينية، وتهجير أهالي غزة إلى سيناء، وتحويل غزة إلى مستعمرة صهيونية من أجل تنفيذ قناة بن غوريون، والذهاب لإحكام السيطرة على الضفة الغربية، والانتقال إلى ما هو أخطر وهو تدمير المسجد الأقصى ومن ثم التمدد باتجاه لبنان وسوريا والأردن ومصر تحت يافطة إقامة دولة إسرائيل الكبرى .
وعلى الرغم من النزعة الصهيونية الإجرامية المتوحشة التي حصدت أرواح أكثر من 75 ألف شهيد غالبيتهم من الأطفال والنساء ومئات الآلاف من الجرحى والمعاقين والمفقودين؛ إلا أن الصهاينة تفاجأوا وانصدموا ببأس وشجاعة وإقدام وثبات وصمود أهالي غزة، الذي أفشل كل رهاناتهم، ووجدوا أنفسهم في مأزق خطير وهم يتلقون الضربات الموجعة الواحدة تلو الأخرى على أيدي كتائب القسام وسرايا القدس وبقية فصائل المقاومة الفلسطينية، والتي تحصد أرواح جنودهم في كمائن محكمة وعمليات نوعية مخطط لها ومدروسة بكل دقة، في تأكيد على المضي في درب النضال ومقارعة الطغيان الصهيوني، على خطى الإمام الحسين الذي شكلت ثورته ملهمة لكل الشرفاء الأحرار على امتداد المعمورة .
بالمختصر المفيد، كربلاء غزة اليوم، هي امتداد لكربلاء الحسين بن علي -عليهما السلام- ومن ناصروا الإمام الحسين وأهل بيته بالأمس البعيد في كربلاء العراق، هم اليوم من ناصر أحفادهم غزة العزة وأهلها في مواجهة العدوان والحصار والطغيان الصهيوني الأمريكي، وهم اليوم الذين يخوضون معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس ضد هذا الطغيان، وهم من يدفعون ثمن هذه المواقف التي تبعث على العزة والشموخ، المواقف الإيمانية الأخوية الإنسانية الأخلاقية التي افتقر إليها يزيد وأتباعه، وترامب و”النتن ياهو” وحكومته ومن دار في فلكهم من المرتزقة العملاء الخونة المنافقين .
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
إسرائيل اليوم: هؤلاء قادة حماس الذي ما زالوا في غزة
نشرت صحيفة "إسرائيل اليوم" تقريرا بعد مزاعم الاحتلال حول اغتيال القيادي في القسام رائد سعد عن قادة حماس الذين ما زالوا في غزة.
وقالت الصحيفة إنه بعد اغتيال رعد سعد، "الرجل الثاني" في "الجناح العسكري" لحماس، بقي عدد من قادة الحركة وعلى رأسهم:
1. عز الدين الحداد: القائد الحالي للجناح العسكري، الذي وصل إلى السلطة بعد اغتيال محمد ضيف ونائبه مروان عيسى ومحمد السنوار بحسب الصحيفة.
وكان الحداد قائداً للواء مدينة غزة، ووفقاً لتقارير عربية، كان من بين القلائل الذين علموا بتوقيت هجوم 7 أكتوبر. حيث كان شريكا رئيسيا في التخطيط للعملية.
وأوضحت أنه مع كل عملية تصفية، ارتقى في التسلسل القيادي، حتى أصبح مسؤولا عن قضية الأسرى الذي ذكروا أن الحداد كان يتحدث العبرية ويتواصل معهم.
وخلال الحرب، قُتل اثنان من أبنائه، اللذين كانا يعملان في صفوف نخبة القسام النخبة.
محمد عودة: رئيس مقر استخبارات حماس في غزة. لا يُعرف الكثير عن عودة، لكن بحكم طبيعته، كان متورطًا بشكل كبير في التخطيط لعملية ٧ أكتوبر.
وفي وثائق نُشرت قبل الحرب، يظهر اسمه إلى جانب محمد ضيف والمتحدث باسم القسام أبو عبيدة.
ووفقًا لتقارير ، أُجبر عودة على تولي قيادة لواء شمال غزة، بعد اغتيال القائد السابق أحمد غندور كما زعمت الصحيفة العبرية.
وبينت "إسرائيل اليوم" أنه إلى جانب كبار قادة الجناح العسكري، بقي اثنان من الشخصيات البارزة في حماس على قيد الحياة، واللذان كانا في السابق ضمن أعلى مستويات نظامها في غزة.
الأول هو توفيق أبو نعيم، الذي ترأس جهاز الشرطة وكان يُعتبر من المقربين من السنوار. أما الثاني فهو محمود الزهار، عضو المكتب السياسي في غزة وأحد أعضاء الفصائل المؤسسة لحماس.
وأشارت إلى أن هناك أيضاً قادة كتائب مخضرمون في حماس لم يُقتلوا بعد أولهم حسين فياض ("أبو حمزة")، قائد كتيبة بيت حانون، الذي نجا من محاولتي اغتيال على الأقل حيث أسفرت المحاولة الأخيرة عن مقتل أفراد من عائلته.
وفي وقت سابق من الحرب، أعلن جيش الاحتلال أنه قُتل، لكن فياض ظهر بعد فترة من وقف إطلاق النار.
ولفتت الصحيفة إلى قائد كتيبة آخر هو هيثم الحواجري، المسؤول عن كتيبة مخيم الشاطئ.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي اغتياله، لكنه ظهر خلال وقف إطلاق النار في إحدى المراسم الدعائية لإطلاق سراح الأسرى.
وفي تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، برز اسم قائد بارز آخر في حماس وهو مهند رجب. وبحسب تقارير عربية، عُيّن رجب قائداً للواء مدينة غزة خلفاً للحداد، الذي أصبح قائداً للجناح. كما ورد أنه، على غرار رجب، عُيّن قادة ميدانيون آخرون ليحلوا محل من قُتلوا خلال الحرب.