تضاربت الأنباء حول مصير رئيس النظام السوري بشار الأسد بعد أن فقدَ السيطرة على العاصمة دمشق بدخول فصائل المعارضة المدينة فجر السبت، فيما تناقلت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي ادعاءات حول مغادرته على متن طائرة من دمشق إلى مدينة اللاذقية.وذكرت مواقع تتبُّع الرحلات الجوية على شبكة الإنترنت أن الطائرة التي يُعتقد أنها تقلّ بشار الأسد شوهدت آخر مرة في سماء غرب حمص بعد إقلاعها من مطار دمشق الدولي، لكنها فُقدت لاحقاً من شاشات الرادارات.

وادعت تلك المواقع أن الطائرة انخفضت إلى ارتفاع 1600 قدم، وأدت “حركات غير عادية” قبل أن تختفي من شاشات الرادار.وأعلنت فصائل المعارضة السورية، الأحد، سيطرتها على العاصمة دمشق بعد ساعات من استعادتها مدينة حمص، وسط البلاد، إثر اشتباكات عنيفة مع قوات النظام التي انسحبت من أغلب مواقعها.عربي – TRT إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

من الجولان إلى السويداء.. هل دمشق على طريق التطبيع؟

عندما سقط نظام الأسد - أو بالأحرى، حين سقطت شرعيته السياسية والأخلاقية منذ اندلاع الثورة السورية - هرولت بعض الأصوات المحسوبة على التيارات الإسلامية السياسية إلى الاحتفاء بـ«النظام البديل»، مهلّلين له باعتباره خلاصًا من «نظام باع الجولان»، زاعمين أن آل الأسد هم سبب ضياع الأرض والانكسار القومي.

ولكن، لعل ما لم ينتبه إليه هؤلاء أن الهزيمة لا تُختزل في وجوه الحكّام، بل تُصنع وتتعمّق حين تتحالف الأوهام مع الإيديولوجيا العمياء.

تاريخيًا، لا يمكن فصل ضياع الجولان عن السياق العام لهزيمة 1967، ولا يمكن إغفال أن احتلال الأرض تم في ظل غياب نظام عربي قادر على صدّ المشروع الصهيوني المتكامل.

لكن المفارقة أن من كانوا يزايدون على «خيانة آل الأسد»، هم اليوم أنفسهم في صمت مطبق أمام ما يحدث في جنوب سوريا، لقد انكشف المستور.

فبعد سحب قوات النظام «المحسوبة على بقايا الشرعية الشكلية» من محافظة السويداء، يبدو أن هناك ترتيبات ميدانية تُدار برعاية أميركية - إسرائيلية، تسعى لتجهيز تلك المنطقة لتكون منطقة عازلة، وربما لاحقًا بوابة خلفية لـ«تطبيع مُقنّع» زيارة حاخامات من أصول سورية إلى دمشق، والتي حدثت للمرة الأولى منذ عقود، لم تكن حدثًا عابرًا، بل جزءًا من مشهد جديد يُرسم بهدوء.

أما اللقاء الذي جرى بين وزير خارجية النظام السوري ومسؤول إسرائيلي في باريس، فليس إلا حجرًا آخر في هذا البناء الغامض. لقاء لم يخرج للعلن بتفاصيله، لكنه يحمل دلالات تتجاوز الشكليات البروتوكولية. إنها مفاوضات على مرحلة ما بعد "سوريا الدولة"، وعلى خرائط نفوذ، وأدوار وظيفية جديدة.

المشهد في دمشق اليوم لا يختلف كثيرًا عما جرى في بغداد بعد الاحتلال الأميركي. حكومات تأتي على ظهر صفقة دولية، أو على دبابة أجنبية، وتلبس عباءة الوطنية. التغيير لم يكن تغييرا للنهج، بل إعادة توزيع للسلطة، وإعادة تشكيل للهويات الطائفية والمناطقية بما يخدم مشاريع التقسيم الزاحف.

يبقى السؤال المُلح: هل سنشهد قريبًا اتفاق تطبيع رسمي بين دمشق وتل أبيب؟ أم سيكون الأمر على طريقة «التطبيع الصامت» الذي بدأه الأسد الأب واستكمله الابن بصيغ استخباراتية وأمنية خلف الستار؟

وفي قلب كل ذلك، تقف السويداء، المحافظة ذات الثقل الدرزي، كاختبار لإرادة السوريين وللقدرة على مقاومة تحويل الجنوب السوري إلى ساحة مصالح إسرائيلية أميركية، إنها لحظة الحقيقة، حين يصبح الحياد خيانة، والصمت تواطؤًا، والواقعية السياسية طريقًا نحو الانهيار الكامل لمفهوم الدولة.

لقد تغيرت المعادلة: لم تعد دمشق حاضنة للممانعة، بل صارت ساحة لعروض المجاملة ومراسم الخضوع التدريجي، والحديث عن التطبيع لم يعد من المحرّمات، بل ربما بات مدخلاً لحماية النظام وضمان بقائه، ولو بثمن التنازل عن آخر ما تبقى من السيادة.

فهل بات علينا أن نقرأ الفاتحة على «قضية الجولان»، وننتظر سفارة إسرائيلية في قلب دمشق؟

أم أنّ الصراع لم ينتهِ بعد، لكنه ببساطة انتقل من ميادين الحرب إلى مكاتب التفاوض خلف الكواليس؟

اقرأ أيضاًمجلس الأمن يجدد ولاية الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك في الجولان لمدة 6 أشهر

صافرات الإنذار تدوي في جنوب الجولان المحتل

صفارات الإنذار تدوي في الجولان خشية تسلل طائرة مسيرة

مقالات مشابهة

  • من رحم الحرب إلى غياهب النسيان.. ما مصير أبناء المقاتلين الأجانب في سوريا؟
  • رئيس اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب محمد طه الأحمد لـ سانا: تم خلال اللقاء مع السيد الرئيس أحمد الشرع أمس، إطلاعه على أهم التعديلات التي أُقرت على النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب، بعد الجولات واللقاءات التي قامت بها اللجنة مع شرائح المجتمع السوري
  • من الجولان إلى السويداء.. هل دمشق على طريق التطبيع؟
  • القضاء الفرنسي يلغي مذكرة توقيف بشار الأسد
  • أعلى محكمة فرنسية تبطل مذكرة توقيف بحق بشار الأسد
  • محكمة فرنسية تقضي ببطلان مذكرة اعتقال بشار الأسد
  • فرنسا تلغي مذكرة لتوقيف بشار الأسد
  • بيان مشترك فرنسي أمريكي يدعم وحدة سوريا.. إلغاء مذكرة التوقيف بحقّ «بشار الأسد»!
  • “قرار فرنسي مفاجئ… هل طُوي ملف بشار الأسد؟”
  • عاجل. محكمة التمييز الفرنسية تلغي مذكرة التوقيف بحق بشار الأسد