في دراسة رائدة تبحث في العلاقة بين توزيع الدهون في الجسم والعلامات المبكرة لمرض ألزهايمرأوضحت نتائج دراسة أجراها علماء من جامعة واشنطن أن الدهون الحشوية (الدهون العميقة المحيطة بالأعضاء الداخلية)، ترتبط بتراكم غير طبيعي للبروتين في المخ مرتبط بمرض ألزهايمر.

ويبدو أن هذا الارتباط ظهر قبل 20 عاماً من ظهور الأعراض الأولى للخرف، وهو ما يوفر رؤى جديدة بشأن استراتيجيات الوقاية المحتملة.

وركز فريق البحث، بقيادة الدكتورة مهسا دولاتشاهي، في معهد مالينكرودت للأشعة التابع لكلية الطب بجامعة واشنطن، على البالغين في منتصف العمر، وهي فترة حرجة قد يكون فيها التدخل أكثر فعالية.

وقد أجريت الدراسة على 80 فردًا طبيعيًا من الناحية الإدراكية بمتوسط ​​عمر 49.4 عامًا، باستخدام مزيج من فحوصات التصوير المقطعي بالإصدار الـ"بوزيتروني" للدماغ، وتصوير الجسم بالرنين المغناطيسي والتقييمات الأيضية، وما يميز هذا البحث هو تركيزه على المشاركين في منتصف العمر، قبل عقود من ظهور الأعراض النموذجية.

وتوضح دولاتشاهي: "تم اكتشاف هذه النتيجة الحاسمة لأننا حققنا في علم أمراض مرض ألزهايمر في وقت مبكر من منتصف العمر، في الأربعينيات والخمسينيات من العمر، عندما يكون علم أمراض المرض في مراحله الأولى".

 

وكشفت النتائج عن ارتباط مذهل، إذ إن ارتفاع مستويات الدهون الحشوية كان مسؤولاً عن 77% من العلاقة بين ارتفاع مؤشر كتلة الجسم وتراكم "الأميلويد" في الدماغ ومن المهم أن أنواعاً أخرى من الدهون في الجسم لم تظهر نفس الارتباط بعلم أمراض ألزهايمر.

ووجدت الدراسة أيضاً أن ارتفاع مقاومة الأنسولين وانخفاض مستوى الكوليسترول الجيد كانا مرتبطين بزيادة "الأميلويد" في الدماغ، في حين بدا أن ارتفاع مستويات الكوليسترول الجيد يحمي جزئياً من آثار الدهون الحشوية.

وتكتسب هذه النتائج أهمية خاصة بالنظر إلى المشهد الصحي الحالي في أمريكا. ويقول الدكتور سايروس راجي، الأستاذ المشارك في الأشعة ومؤلف الدراسة الرئيسي: "سيكون لهذا العمل تأثير كبير على الصحة العامة لأن ما يقرب من 3 من كل 4 أمريكيين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة".

 

ويشير البحث إلى أن الأساليب المستهدفة لتقليل الدهون الحشوية يمكن أن تلعب دورًا حاسمًا في استراتيجيات الوقاية من مرض ألزهايمر.

وبحسب مجلة "scienceblog" في دراسة ذات صلة، وجد فريق البحث أن الأفراد الذين لديهم نسبة عالية من الدهون الحشوية أظهروا انخفاضًا في تدفق الدم إلى المخ بالكامل، في حين لم يكن للدهون تحت الجلد أي تأثير كبير على تدفق الدم إلى المخ. يعزز هذا الاكتشاف الإضافي من الحجة لصالح التركيز على تقليل الدهون الحشوية كإجراء وقائي محتمل ضد مرض ألزهايمر.

الدهون الحشوية، والتي يشار إليها غالبًا باسم "الدهون المخفية"، هي نوع من الدهون المخزنة في الجسم في أعماق تجويف البطن. وعلى عكس الدهون تحت الجلد، والتي تقع أسفل الجلد مباشرة، تحيط الدهون الحشوية بأعضاء حيوية مثل الكبد والبنكرياس والأمعاء، وفي حين أن بعض الدهون ضرورية للتخفيف من الصدمات وتخزين الطاقة، فإن الدهون الحشوية الزائدة تشكل مخاطر صحية كبيرة.

 

هذا النوع من الدهون نشط أيضيًا، ما يعني أنه يفرز هرمونات ومواد كيميائية يمكن أن تعطل وظائف الجسم الطبيعية. ترتبط المستويات المرتفعة من الدهون الحشوية بحالات مزمنة مثل مرض السكري من النوع 2 وأمراض القلب والأوعية الدموية وبعض أنواع السرطان، كما أنها تسهم في الالتهاب ومقاومة الأنسولين، ما يؤدي إلى تفاقم هذه المشكلات الصحية.

يتأثر تراكم الدهون الحشوية بعوامل مثل النظام الغذائي والنشاط البدني والعوامل الوراثية والإجهاد، وتعد الأنظمة الغذائية الغنية بالأطعمة المصنعة والسكريات، إلى جانب نمط الحياة المستقر، من الأسباب الشائعة. ومع ذلك، من الممكن تقليل الدهون الحشوية من خلال استراتيجيات مستهدفة. يمكن أن تساعد التمارين الهوائية المنتظمة وتمارين القوة واتباع نظام غذائي متوازن غني بالأطعمة الكاملة، كما أن إدارة الإجهاد وضمان النوم الكافي أمران بالقدر نفسه من الأهمية.

 

إن فهم الدهون الحشوية ومعالجتها لا يتعلقان بالجانب الجمالي فحسب، بل يتعلقان أيضًا بالصحة، إن اتخاذ خطوات استباقية من شأنه أن يحسن بشكل كبير من الصحة العامة ويقلل من خطر الإصابة بأمراض خطيرة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الدهون الحشوية الزهايمر واشنطن مؤشر كتلة الجسم الأميلويد مقاومة الأنسولين الكوليسترول الدهون الحشویة مرض ألزهایمر من الدهون

إقرأ أيضاً:

بيانات تكشف ارتفاع وفيات مراكز المساعدات في غزة 8 أضعاف

ذكرت مجلة إيكونوميست البريطانية أن عدد الوفيات في صفوف الفلسطينيين قرب مواقع توزيع المساعدات ارتفع بأكثر من 8 أضعاف بين مايو/أيار ويونيو/حزيران الماضي، بالتزامن مع بدء عمل "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة والممولة من جانب الولايات المتحدة.

وأضافت الصحيفة نقلا عن مشروع بيانات مواقع وأحداث النزاعات المسلحة أن 800 فلسطيني في غزة قتلوا في يونيو/حزيران الماضي أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات الإنسانية، محذرة من أن تلقي المساعدات في غزة أصبح أمرا مميتا.

وقالت "إيكونوميست" إن "صور الأقمار الصناعية والخرائط تظهر أن مراكز مؤسسة غزة الإنسانية الأربعة تقع داخل مناطق خاضعة لسيطرة الجيش الإسرائيلي، وطُلب من المدنيين إخلاؤها مسبقا".

ومنذ أواخر مايو/أيار الماضي تقود "مؤسسة غزة الإنسانية" مشروعا أميركيا إسرائيليا للسيطرة على توزيع الغذاء بالقطاع المحاصر بدلا من المنظمات الدولية التي رفضت هذا المشروع، ووصفته بأنه مصيدة لقتل المدنيين وأداة لتهجير السكان وإذلالهم.

ووثقت وزارة الصحة في قطاع غزة منذ بدء هذا المشروع استشهاد 1157 فلسطينيا وإصابة أكثر من 7758 بنيران جيش الاحتلال في نقاط توزيع الغذاء وطوابير انتظار المساعدات.

شكوى قضائية

تقدمت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا بشكوى إلى مكتب المدعي العام في المحكمة الجنائية الدولية دعت فيها إلى فتح تحقيق عاجل في جرائم خطيرة منسوبة إلى مسؤولين في ما تسمى "مؤسسة غزة الإنسانية" وشركات أمنية متعاقدة معها.

وأوضحت المنظمة في بيان أمس الاثنين أن الجرائم المرتكبة تندرج في صلب اختصاص المحكمة الجنائية الدولية، وتشمل أخطر الجرائم المنصوص عليها في نظام روما الأساسي، وهي جرائم الحرب، والجرائم ضد الإنسانية، والمشاركة في جريمة الإبادة الجماعية.

وأضافت أن الشكوى أُرفقت بأدلة وخرائط وصور التقطتها الأقمار الصناعية، تظهر أن مراكز توزيع المساعدات التابعة للمؤسسة أنشئت بهدف القتل والتجويع والتهجير، وليس بغرض الإغاثة الإنسانية.

إعلان

ووفقا للمنظمة، فإن الصور الجوية تبين أن هذه المراكز صُممت على نمط قواعد عسكرية بمداخل ضيقة تمتد في اتجاه واحد لمسافات طويلة تصل إلى كيلومترات عدة تؤدي إلى مناطق اختناق تدريجي، وكلما تقدم المدنيون في هذه الممرات يبدأ إطلاق النار عليهم، وفي بعض الحالات تُطلق قذائف دبابات مباشرة نحو الجموع.

وأشارت المنظمة إلى أن عمليات القتل لا تزال تتصاعد داخل وحول مراكز توزيع المساعدات، وهي موثقة بشهادات ميدانية وتقارير أممية وإعلامية مستقلة "مما يؤكد أن تلك المراكز تحولت إلى مصائد قتل تدار ضمن أجندات عسكرية، وتستخدم غطاء لعملية التجويع الممنهجة التي تمارس بحق سكان قطاع غزة"، وفقا للبيان.

وفي الآونة الأخيرة وصل تجويع الفلسطينيين في غزة جراء الحصار الإسرائيلي وحرب الإبادة المدعومة أميركيا إلى مستويات غير مسبوقة وفقا لتقارير محلية ودولية، حيث تزايدت الوفيات جراء سوء التغذية والجفاف، وبلغ العدد الإجمالي 147 شهيدا، بينهم 88 طفلا، وفقا للمصادر الطبية في القطاع.

وقالت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا إن تلك المؤسسة "لعبت دورا محوريا في تعزيز موقف الاحتلال بمنع دخول المساعدات الإنسانية المقدمة من الأمم المتحدة والمنظمات المتعاقدة معها، مما أدى إلى وفاة العديد من المدنيين -بينهم أطفال- نتيجة نقص الغذاء والدواء، وبات الجوع يهدد حياة عشرات الآلاف".

مقالات مشابهة

  • هل نقع اللوز سر خسارة الوزن وتحسين الهضم؟.. دراسة تكشف الحقيقة
  • أحدث دراسة علمية تتوصل للتوقيت المثالي للاستحمام لتحسين جودة النوم
  • بيانات تكشف ارتفاع وفيات مراكز المساعدات في غزة 8 أضعاف
  • هل يؤدي ارتفاع سكر الدم إلى تراجع القدرة الجنسية لدى الرجال؟ دراسة تجيب
  • دراسة تحذر: هذا ما يفعله الحزن الشديد في الجسم
  • مع ارتفاع درجات الحرارة.. طرق الوقاية من ضربات الشمس والإجهاد الحراري
  • دراسة رائدة تكشف عن السبب الذي يجبر الدماغ على النوم
  • تحذير من الأطباء: الحكة بعد الاستحمام قد تكشف أمراضًا خطيرة
  • طبيب : الصيام المتقطع يخفض الإنسولين ويحرق الدهون
  • غوغل تكشف عن ميزة ذكاء اصطناعي جديدة في محرك البحث