يمانيون:
2025-06-03@21:49:47 GMT

مفارقاتٌ غريبة ومعاييرُ مزدوجة

تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT

مفارقاتٌ غريبة ومعاييرُ مزدوجة

أسماء الجرادي

مع استمرار الهجمة الصهيونية الشرسة على الأُمَّــة الإسلامية، نجد أن هناك مفارقات غريبة تتعلق بكيفية تعامل قوى العالم مع الجماعات المسلحة؛ فقد أصبح من الواضح وجود ازدواجية ملحوظة في المعايير المستخدمة لتصنيف المقاومة والإرهاب في حين واحد؛ ففي الوقت الذي تدعم فيه أمريكا جماعات مسلحة في دول مثل أفغانستان والعراق وسوريا واليمن تحت مزاعم متعددة، نجدها تصف من يدافع عن أرضه ووطنه بالإرهاب، يستدعي منا هذا الوضع وقفة للتفكير في عواقب هذه السياسات وضرورة إعادة النظر في فهمنا للمقاومة؛ فلنتفكر ولنعيد تقييم الأوضاع بالشكل الصحيح، لعلنا نستعيد حريتنا وأوطاننا المسلوبة.

ها هو الوضع في سوريا يبرز كيف يتم دعم مجموعات مسلحة متعددة الجنسيات والاتّجاهات بالعتاد والأسلحة المتطورة والطائرات المسيّرة لمواجهة الحكومة السورية الشرعية والمعترف بها دوليًّا، وفي الوقت نفسه، يتم تشكيل تحالف دولي للاعتداء على اليمن، ودعم مسلحين فيه بحجّـة استعادة الشرعية لرئيس منتهية ولايته هارب مع حكومته المفككة خارج البلاد، وهكذا، يرتبط الأمر بمرتزِقة اليمن الذين يدعمون اليوم المسلحين في سوريا لمواجهة النظام السوري الشرعي والثابت على أرضه وعاصمته، وفي اليمن، يتحدثون عن شرعية أفراد عملاء باعوا وطنهم وتشردوا في البلدان، وهكذا هي وسائل الإعلام التي تتجاهل إنجازات المقاومة الفلسطينية أمام العدوّ الصهيوني، بل وتصفها بالإرهاب، في حين تقوم اليوم بتسليط الضوء على الجماعات المسلحة في سوريا وتعتبر أفعالهم الإجرامية إنجازات كبيرة، رغم أن الدم هنا هو دم مسلم.

في فلسطين، هناك اعتداء من الصهاينة على المسلمين، والأرض تُحتل وتُسفك الدماء، ونجد وسائل الإعلام والسياسيين يحذرون من مواجهة الصهاينة والدفاع عن النفس، بينما يحرصون على الفتنة والتحريض على القتل في الدول العربية والإسلامية.

لقد أصبحت سياسة الدول ووسائل الإعلام تتماشى مع مصالح الغرب لضرب وتفكيك الدول الإسلامية، حَيثُ يتم توجيه الاتّهامات بالإرهاب لمن يكافح الاحتلال، بينما تُبنى التحالفات مع الجماعات المسلحة التي تمارس أنشطة إرهابية.

في ضوء هذه المفارقات، تطرح التساؤلات حول كيفية استيعاب العقل البشري لهذه السياسات المتناقضة؛ فيتساءل المرء: كيف يمكن لمجموعة من الدول أن تدعم الجماعات المسلحة في وقت تدين فيه إرادَة الشعوب في الدفاع عن أنفسهم؟ وما هي المعايير التي تحدّد من يُعتبر إرهابيًّا ومن يُعتبر مقاومًا؟

وهنا، نستنتج من هذا أن هناك مؤامرة كبيرة تستهدف الإسلام والمسلمين الحقيقيين، ليفسحوا المجال لليهود ليحتلوا الوطن العربي بلا مقاومة من أية جهة؛ فقد فرَّقوا الأُمَّــة إلى دويلات، وقسّموا الدين إلى مذاهب متعددة، وحرضوا بينهم، واليوم، يقسمون الدول والجماعات إلى فرق صغيرة، ويزرعون العداء ليقتتلوا فيما بينهم، مما يجنب اليهود الحرب المباشرة مع المؤمنين، بينما يتيح لهم الفرصة لتوسيع الأراضي المحتلّة والاستمتاع بالدماء المسلمة التي تسفك.

هذه هي الثورات التي يقودها الأعداء في أوطاننا اليوم؛ في سوريا، نعلم أن المسلحين تحَرّكهم دول أُخرى، فتتوقف الحرب وتشتعل حسب مصالح تلك الدول، وهؤلاء هم معسكرات لدول متعددة دفعوا بهم إلى سوريا لعدة أهداف، منها قطع إمدَادات السلاح إلى المقاومة الإسلامية، إذلال الرئيس السوري الذي وقف شامخًا رافضًا التصالح مع تركيا حتى تنسحب من الأراضي السورية، ومنها أَيْـضًا قطع يد روسيا من المنطقة، وبالتأكيد، فالأهم هو توسيع الأراضي التابعة للعدو الصهيوني واستنزاف مقاتلي المقاومة، وإشغالهم بجبهات أُخرى لتجنب مواجهتهم بشكل مباشر.

إن هذه السياسات تتبنى مفهوم التحالفات غير المتوازنة التي تتحكم فيها المصالح السياسية والاقتصادية، وبذلك تتضح الصورة أمامنا: حرب تُشعل بلا رحمة بينما تُصنف الأعمال البطولية لمن يدافعون عن أوطانهم وأعراضهم بالإرهاب، في حين تُعتبر الأعمال التي تخدم مصالح القوى الكبرى تدبيرًا سياسيًّا.

هنا يبقى التساؤل قائمًا: كيف يمكن للدول والشعوب أن تتكاتف لتغيير هذا الواقع المرير؟ نحتاج إلى وحدة الصف بين أبناء الأُمَّــة، وإعادة تعريف ما يتعين علينا اعتباره إرهابًا أَو مقاومة مشروعة؛ فنحن في أمس الحاجة إلى بناء أفكار واقعية تتجاوز الخطاب الإعلامي المضلل، لتصل إلى جوهر القضايا التي تمس الوجود الإسلامي.

في الختام، علينا أن نكون حذرين وواعين لخطط الأعداء، ونعلم أن تحالف القوى الكبرى لا يعني إلا مزيدًا من السيطرة والاستغلال في وطننا العربي، وأن تعاضدنا كأمة واحدة يكون بداية الطريق نحو التحرّر واستعادة الهوية، حَيثُ تكون حرية الأرض والإنسان ممارسة حقيقية وليست مُجَـرّد شعارات ترفع؛ فالإسلام كفيل بأن يجمعنا كأفراد وشعوب تحت مظلة واحدة لمواجهة خطر التفرق.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الجماعات المسلحة فی سوریا

إقرأ أيضاً:

طبيب نفسي إسرائيلي : نتنياهو نرجسي ويعيش حياة مزدوجة بأقنعة

#سواليف

وصف #الطبيب_النفسي الإسرائيلي والمستشار السابق في شعبة الاستخبارات العسكرية #عوفر_جروزبيرد، رئيس وزراء الاحتلال والمطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بنيامين #نتنياهو، بأنه “شخصية غير قادرة على تقبل #الفشل”.

وقال الطبيب عن نتنياهو، إنه “يحارب من أجل سمعته” ويرى الأزمة الحالية كمعركة من أجل “إسرائيل”.

وأوضح جروزبيرد، أن “هيكل شخصية نتنياهو لا يسمح له بتحمل الإهانات”، قائلا: “عندما يتهم بالفساد، بدلا من مواجهة ذلك بهدوء على المستوى القانوني، يقع في جنون الارتياب، ويحشد مؤيديه ويتحدث عن مؤامرة ضده”.

مقالات ذات صلة البروفيسور الدكتور محمد علي المعايطة: أيقونة الطب العربي، وعبقرية واحتراف جراحة الوجه والفكين 2025/05/29

وأضاف: “تحت قناع الصلابة الذي قد يبدو غير قابل للكسر – يدير محاكمة أثناء الحرب – تقف شخصية غير قادرة على تقبل الفشل وتلقي باللوم على الآخرين”.

ولفت جروزبيرد إلى أن نتنياهو “لن يدخل في اكتئاب مثل بيغن في حرب لبنان الأولى عندما قتل الجنود، ولن يستقيل مثل غولدا مائير، ولن تخطر بباله أفكار انتحارية كما حدث مع غولدا”.

وتابع: “بيبي لن يهاجم نفسه كما يحدث في الاكتئاب (مشاعر الذنب، الاعتراف بالفشل) – بل سيدافع عن نفسه. لذلك، لن يدفع نحو انتخابات ولن يشكل لجنة تحقيق حكومية، وسيقابل عددا قليلا من عائلات الأسرى، وسيوزع الأموال على الحريديم للحفاظ على ائتلافه، وفوق كل شيء لن يتحمل المسؤولية الشخصية عما حدث”.

وقال جروزبيرد: “بيبي، كما وصفناه، هو قائد يتمتع بقدرة فكرية عالية وقوة أنا كبيرة لمواجهة النقد والصعوبات. لكن هذه مجرد القشرة الخارجية لشخصيته”.

وأضاف: “عندما هددته القضايا القانونية بالإقالة والعار وربما السجن، انتهت قدرته على المواجهة التي حافظ عليها لسنوات، وانهارت دفاعاته وظهر بيبي مختلفا بتصريحات معاكسة لتلك التي دافع عنها لسنوات مثل الحفاظ على النظام القضائي، ضرورة تجنيد الحريديم، كل ذلك من أجل البقاء”.

واختتم جروزبيرد تحليله بالقول: “نرجسيته التي تحميه من مشاعر الفشل والاكتئاب دخلت حيز التنفيذ، ومن وجهة نظره جميع الوسائل مشروعة للدفاع عن نفسه. لذلك، ليس من المستغرب أن يقول المقربون منه إنه ‘ببساطة ليس نفس بيبي'”.

وأشار إلى أن “بيبي يعيش حياة مزدوجة وحتى هو نفسه لا يعرف ما الذي يكمن تحت قناعه”، مقارنا ذلك بتطور علاقته مع زوجته التي “لم يرغب بها في البداية وانتهى بالاستسلام لشروطها”.

مقالات مشابهة

  • وزير الدفاع: القوات المسلحة على استعداد للتصعيد ضد كيان العدوّ الإسرائيلي
  • وزير الخارجية: مصر من أوائل الدول التي اعترفت باستقلال دولة بنين
  • هل تقود السعودية مرحلة إعادة إعمار سوريا؟
  • آيفون 17 قد يخسر هذه الميزة الجديدة بينما باقي الهواتف تستفيد منها
  • محللون: إسرائيل تلقت ضربة مزدوجة من اليمن وغزة ومتورطة بحرب استنزاف
  • رفع العقوبات عن سوريا.. هل يطلق نظامًا إقليميًا جديدًا؟
  • تصعيد أمريكي خطير يهدد أمن سوريا والمنطقة وهذا ما حدث (تفاصيل)
  • توقيف عشرات العسكريين في نيجيريا هرّبوا أسلحة للجماعات المسلحة
  • واشنطن بوست: سوريا قد تُساق لحرب أهلية من جديد!
  • طبيب نفسي إسرائيلي : نتنياهو نرجسي ويعيش حياة مزدوجة بأقنعة