عين ليبيا:
2025-12-13@05:40:05 GMT

الشمس تُشرق على دمشق

تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT

في لحظة فارقة من تاريخ سوريا المعاصر، استطاعت الثورة السورية أن تحقق انتصارها العظيم بعد سنوات من الكفاح والتضحيات، مُعلنة فتح دمشق العاصمة التي كانت رمزاً للسلطة التي أرهقت الشعب لعقود، حقيقة لقد انتهت تلك الحقبة بهروب بشار الأسد، الذي لم يتوقع أن يجد نفسه يوماً في موقف المُطارد والمهزوم، بعد أن ظن أن نظامه محصّن ضد التغيير.

اندلعت الثورة السورية في مارس 2011م عندما خرج الشعب السوري في مظاهرات سلمية تُطالب بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، مستلهماً روح الثورات العربية التي سبقتها، وقوبلت هذه المطالب بالقمع والعنف المفرط من قِبل النظام مما دفع الحراك السلمي إلى التسلّح دفاعاً عن النفس وتحوّلت الثورة إلى مواجهة شاملة بين نظام الأسد والشعب الذي دفع أثماناً باهظة في سبيل حريته.

استمر الصراع سنوات طويلة، قاسى فيها السوريون الويلات؛ من قصف المدن بالبراميل المتفجرة إلى استخدام الأسلحة الكيميائية والاعتقالات الجماعية وحصار المدن وتجويع أهلها، لكن وبالرغم من كل هذه الجرائم ظل الشعب السوري مُصرّاً على المضي قدماً في ثورته حتى تحقيق النصر.

وفي فجر يوم 8 ديسمبر 2024م وبعد معارك طاحنة وتضحيات كبيرة تمكنت فصائل الثورة السورية وبدعم من مختلف شرائح الشعب من دخول دمشق وتحريرها، لقد كان مشهد الثوار وهم يرفعون علم الثورة في ساحات دمشق لحظة تاريخية، حيث انقلبت الموازين وسقطت رمزية العاصمة من أيدي النظام.

هرب بشار الأسد حين أيقن أن لا سبيل له للبقاء في السلطة، فهرب مُخلّفاً وراءه قصره الرئاسي المُحطم ونظامه المُتهالك، وإن هروب الأسد لم يكن مجرد فرار فردي، بل كان انهياراً لنظام اعتمد على القمع والفساد وشرارة أمل لبداية عهد جديد من الحرية والديمقراطية لسوريا.

وللتاريخ نقول: ما كان لهذا الانتصار أن يتحقق لولا التضحيات الجسيمة التي قدّمها الشعب السوري آلاف الشهداء الذين فقدوا حياتهم دفاعاً عن الحق وملايين النازحين الذين تركوا منازلهم بحثاً عن الأمان ومئات الآلاف من المعتقلين الذين واجهوا أبشع أنواع التعذيب في سجون النظام، وكل تلك التضحيات رسّخت إرادة السوريين وعزيمتهم وأكدت أن الشعوب مهما تعرضت للقمع لا يمكن كسرها إذا طالبت بالحرية، ولقد أثبتت الثورة السورية أن الشعوب قادرة على إسقاط أعتى الأنظمة إذا توافرت الإرادة والإيمان بالحق، وأكدت أيضاً أن الحرية لا تأتي دون ثمن وأن التضحيات الجسيمة هي السبيل لبناء مستقبل أفضل.

هذا وبعد فتح دمشق اليوم يقف السوريون على أعتاب مرحلة جديدة مليئة بالتحديات، لكنها تحمل في طياتها الأمل بإعادة بناء وطنهم على أسس من العدالة والحرية والمساواة، وإن تحقيق العدالة الانتقالية ومحاسبة كل من تورط في الجرائم ضد الشعب السوري سيكون حجر الأساس في هذه المرحلة، كما يتطلع السوريون إلى إعادة بناء ما دمرته الحرب وعودة ملايين اللاجئين إلى ديارهم ليشاركوا في بناء سوريا الجديدة.

ومن نافلة القول: فإن انتصار الثورة السورية وفتح دمشق هو انتصار للحرية على الطغيان وللإرادة الشعبية على القمع، ولقد دفع الشعب السوري ثمناً باهظاً، لكن هذه التضحيات لم تذهب سدى، بل رسمت معالم مستقبل مشرق لسوريا حرة وديمقراطية، وسوف يبقى هذا الانتصار درساً للعالم بأسره عن قدرة الشعوب على تحقيق مصيرها مهما كانت التحديات.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: الثورة السوریة الشعب السوری

إقرأ أيضاً:

إحالة وسيم الأسد ابن عم الرئيس السوري المخلوع للمحاكمة تثير جدلاً واسعاً

صراحة نيوز- أثار نشر وزارة العدل السورية، أمس الثلاثاء، فيديو يظهر إحالة المدعى عليه وسيم بديع الأسد، ابن عم الرئيس المخلوع بشار الأسد، إلى قاضي الإحالة تمهيداً لمحاكمته في إطار مسار العدالة الانتقالية، تفاعلاً كبيراً على منصات التواصل الاجتماعي.

وأظهرت التحقيقات، التي نشرتها وزارة الداخلية على فيسبوك، تورط وسيم الأسد في تشكيل مجموعات مسلحة بطلب من الفرقة الرابعة بقيادة ماهر الأسد، وإنشاء حواجز عسكرية، وتمويل وتسليح مجموعتين مسلحتين بالتنسيق مع عميد يُدعى غياث دله في منطقة المليحة بريف دمشق، حيث بقيت هذه المجموعات مع الفرقة الرابعة نحو عام كامل.

كما كشفت التحقيقات عن تورطه في الترهيب والتخويف والتسبب بمقتل مدنيين في جرمانا قرب دمشق عام 2021، بالإضافة إلى ممارسة “تفييش” العساكر ونقلهم ضمن القطعات العسكرية والقبض على الرشاوى قبل الثورة وبعدها، وعلاقاته بشبكات المخدرات، أبرزها مع من يُلقب بـ “إمبراطور المخدرات” نوح زعيتر.

ويُعرف وسيم الأسد بين العامة بارتباطه بتجارة المخدرات وارتكاب جرائم بحق المدنيين في فترة النظام السابق، وكان يتفاخر بسياراته الفارهة ويدافع عن النظام في مقاطع فيديو يظهر فيها وهو يهدد ويتوعد المعارضين.

مقالات مشابهة

  • ضغوط على بيروت لتسليم مدير المخابرات الجوية السورية السابق
  • أحمد رحال لـعربي21: فلسطين في الوجدان.. والاتفاقية مع إسرائيل ليست تطبيعا أو سلاما دون مقابل
  • أحمد الرحال لـعربي21: فلسطين في الوجدان.. والاتفاقية مع إسرائيل ليست تطبيعا أو سلاما دون مقابل
  • بين تضحيات الرياضة وركام الحرب.. المنتخب السوري يلمع عربيا في ذكرى الثورة
  • ابن عم المخلوع بشار الأسد يمثل أمام القضاء السوري
  • اتحاد العلويين السوري في أوروبا يعلن نواة كيان معارض
  • جغرافيا ملتهبة.. محطات التحول بين سوريا وإسرائيل بعد سقوط الأسد
  • إحالة وسيم الأسد ابن عم الرئيس السوري المخلوع للمحاكمة تثير جدلاً واسعاً
  • الأيوبي.. قصة دبلوماسي عائد إلى دمشق بعد انشقاقه عن الأسد
  • كيف تظهر تسريبات بشار الأسد أسلوب عمل النظام السوري المخلوع؟