جاء ذلك خلال استضافته في برنامج "المقابلة"، حيث استعرض رحلته الفكرية من الفكر الماركسي إلى جذوره التراثية، وتجربته مع حركة فتح، كما قيم خلالها "طوفان الأقصى"، متحدثا عن الاستعدادات التي سبقت العملية وردود الفعل الدولية والإسرائيلية عليها.

وأوضح شفيق أن الانتقادات التي اعتبرت العملية مغامرة غير محسوبة تفتقر إلى الأساس القانوني والإنساني، ووصف الطعن فيها وربطها بالإبادة الجماعية التي وقعت في غزة بأنه جريمة قانونية وأخلاقية، وشدد على أن القانون الدولي يجرم الإبادة بشكل مطلق، ولا يجوز نسبها لأي عمل مقاوم.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4منير شفيق يروي قصة النضال الفلسطيني من عرفات إلى السنوارlist 2 of 4منير شفيق: الأنظمة العربية لديها أوراق كثيرة ولكنها خذلت غزةlist 3 of 4منير شفيق: الاغتيالات لا تحسم الحربlist 4 of 4منير شفيق يتحدث عن الطوفان والإبادة والضمير العالمي ومصير إسرائيلend of list

وأشار شفيق إلى أن المقاومة الفلسطينية حق مشروع معترف به دوليا، بما في ذلك استخدام القوة المسلحة ضد الاحتلال، مستشهدا بتجارب تاريخية مشابهة مثل الثورة الأميركية، وأكد أن تحميل "طوفان الأقصى" مسؤولية الإبادة محاولة لتبرير الجرائم الإسرائيلية ضد المدنيين.

إنجاز إستراتيجي

وفي تقييمه للعملية، اعتبر شفيق أنها إنجاز إستراتيجي كبير، موضحا أن التخطيط المحكم والتنفيذ الدقيق عكسا كفاءة القيادة العسكرية للمقاومة، التي نجحت في تحقيق عنصر المفاجأة رغم تفوق العدو العسكري، كما أشار إلى استعدادات المقاومة لمواجهة التصعيد الإسرائيلي، منها شبكة الأنفاق ومراكز الدعم اللوجيستي.

إعلان

وشدد على أن الجرائم التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين الفلسطينيين تمثل وصمة عار على جبين المجتمع الدولي، وأوضح أن استهداف البنية التحتية والمستشفيات والمنازل يمثل امتدادا لمجازر الاحتلال منذ عام 1948.

وبشأن ردود الفعل الدولية والإسرائيلية، أشار شفيق إلى الصدمة التي أحدثتها العملية في الأوساط الإسرائيلية، موضحا أن المقاومة نجحت في تضليل الأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية.

وفي جانب آخر من الحلقة، استعرض شفيق رحلته الفكرية التي بدأت بالفكر الماركسي، بتأثير من والده حيث اعتبره قمة الحداثة الغربية وأداة للتحرر، قبل أن يدرك عزلته الفكرية عن مجتمعه، وأوضح أن التجارب القومية والإسلامية كانت أكثر قربا للجماهير مقارنة بالشيوعيين.

العودة لجذور الأمة

وأشار إلى أن الهيمنة الغربية، من بينها الفكر الماركسي، عزلت المنطقة عن هويتها العربية والإسلامية، وأكد أن العودة إلى جذور الأمة ضرورة لتحريرها من الاستيراد الفكري المفرط. واستشهد بمساهمة إدوارد سعيد في نقد الاستشراق.

ووصف شفيق تجربته داخل حركة فتح بأنها محطة بارزة للتقارب مع جماهير الشعب الفلسطيني، بعد أن شعر بالعزلة أثناء تبنيه للفكر الماركسي. وأوضح أن الهزيمة في حرب 1967 كانت نقطة تحول فكري أعادت طرح أسئلة عن الأسباب الحقيقية للهزيمة.

كما تحدث عن ضرورة النظر إلى الغرب من زاوية نقدية، مشيرا إلى أن الهيمنة الغربية لم تقتصر على الجوانب العسكرية والاقتصادية، بل امتدت إلى الفكر والثقافة. وأكد أن التحرر من هذه الهيمنة يتطلب العودة إلى المرجعية الإسلامية.

وتحدث شفيق عن التناقضات التي رافقت "عصر الأنوار" الأوروبي، إذ أوضح أن هذا العصر الذي رفع شعارات الحرية والديمقراطية ارتكب فظائع إنسانية بحق الشعوب المستعمرة، مثل إبادة السكان الأصليين في أميركا واستعباد ملايين الأفارقة.

إعلان

واستعرض شفيق المميزات التي يحملها الإسلام كمرجعية فكرية، مشيرا إلى التوازن الذي يطرحه بين الملكية الفردية والجماعية، وإلى النظرة المتكاملة للإنسان التي تجمع بين الغرائز الفطرية والقيم الروحية، واعتبر أن الإسلام يقدم نموذجا فريدا يتفوق في كثير من جوانبه على الأطروحات الماركسية أو الغربية.

9/12/2024

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

التجويع الممنهج في غزة.. جريمة مكتملة الأركان تُدار بوعي سياسي!..

بقلم: د. محمد أبو طربوش ..

في قطاع غزة، تجاوزت الأزمة الإنسانية مجرد كونها وصفًا دبلوماسيًا لتصبح مشهدًا غير مسبوق يكشف كيف يمكن للمجاعة أن تتحول إلى أداة سياسية بامتياز.
الأزمة التي تعصف بالقطاع ليست نابعة من نقص التبرعات أو الأموال، بل من حصار خانق يمنع إدخال المواد الأساسية، جاعلًا حياة أكثر من مليوني إنسان رهينة قرار سياسي مُخطط بعناية.
من أزمة إنسانية إلى سلاح استراتيجي..
ما يحدث في غزة يتجاوز مفهوم “نقص الإمدادات” ليبلغ مستوى سياسة تجويع متعمدة. لا يكتفي الاحتلال بالحصار العسكري، بل يسعى إلى تحويل الغذاء والدواء إلى أدوات ضغط تفاوضي.
هذا التحول يكشف أن المجاعة لم تعد نتيجة جانبية للحرب، بل أداة تُستخدم لفرض واقع سياسي جديد على الأرض.
الموت جوعًا.. مرحلة جديدة من الحصار
ولأول مرة، تُسجل وفيات مباشرة بسبب الجوع الصريح، وليس فقط بسبب سوء التغذية أو نقص الدواء كما في جولات سابقة.
موت الأطفال بعد أيام بلا طعام يعكس أن الأزمة وصلت إلى مرحلة كسر إرادة المجتمع عبر استهداف أساس بقائه: الغذاء.

هذا النوع من الضغط لا يواجهه التصعيد العسكري وحده، بل يحتاج إلى قراءة سياسية تتجاوز لغة الإدانة.
الحصار الثلاثي.. الأرض والبحر والمعابر

الاحتلال يدير المعركة عبر التحكم الكامل في بوابة الطعام، ما يجعل أي حديث عن المساعدات مشروطًا بالمعابر التي يسيطر عليها بالكامل، حيث تشكل السيطرة على الأراضي الزراعية، وتدمير الثروة الحيوانية، وقصف البحر واعتقال الصيادين، أضلاع حصار ثلاثي يقطع أي إمكانية للاعتماد على الذات.
الإنزالات الجوية.. بين الحل والإيذاء
ويبدو الطرح الغربي بخصوص الإنزالات الجوية أقرب إلى إدارة صورة إعلامية منه إلى حل عملي. هذه الإنزالات تعني توزيع الطعام وفق منطق القوة والسرعة، ما يُقصي الفئات الأضعف من الأرامل والأطفال والمرضى. إضافة إلى ذلك، فإن المشهد نفسه يخدم رواية الاحتلال: شعب مذلول ينتظر فتات السماء بدل كسر الحصار من جذوره.
مجاعة على الهواء.. صدمة التاريخ
الفارق في هذه الجولة ليس في قسوة الحصار فحسب، بل في كونه موثقًا بالكامل بالصوت والصورة.
تُبث مشاهد الأطفال الجائعين مباشرة للعالم، ومع ذلك لا يتحرك الشارع الدولي والإقليمي بما يتناسب مع حجم الجريمة. بدا الصمت العربي، وخصوصًا من دول الجوار، صادمًا حتى للإسرائيلي الذي لم يكن يتوقع هذا الفراغ الشعبي والسياسي.

إن ما يجري في غزة اليوم ليس كارثة إنسانية عابرة، بل جريمة مكتملة الأركان تُدار بوعي سياسي. لقد أصبح التجويع لغة تفاوضية ورسالة ردع في آن واحد. ومع استمرار الصمت، تتحول المجاعة من مأساة محلية إلى اختبار أخلاقي عالمي سيسجل التاريخ نتائجه بوضوح: إما صحوة توقف الجريمة، أو عار أبدي سيلاحق الجميع.

user

مقالات مشابهة

  • كاتب بريطاني: الغرب شريكٌ في جريمة تجويع غزة
  • تطورات "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة 31 يوليو
  • 239 مستوطنًا يقتحمون باحات الأقصى
  • تطورات "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة 30 يوليو
  • بطول 850 مترًا.. بدء تطوير شارع أبو معن لتحسينه وربطه بطريق أبو حدرية
  • التجويع الممنهج في غزة.. جريمة مكتملة الأركان تُدار بوعي سياسي!..
  • الاحتلال يشن حملة اعتقالات في الضفة الغربية
  • عشرات المستوطنين المتطرفين يقتحمون الأقصى بحراسة شرطة الاحتلال
  • «طعَنها بتحريض من والدته».. جريمة قطور تهز الغربية: نهاية مأساوية لزوجة خمسينية
  • مستوطنون يقتحمون باحات المسجد الأقصى