حسام عبدالنبي (أبوظبي) 

أخبار ذات صلة وزارة الثقافة واللجنة الوطنية للثقافة والفنون الفلبينية توقعان مذكرة تفاهم تعاون بين جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية والمؤسسة الروسية لدعم الثقافة

تقود الإمارات مسار تنظيم قطاع الأصول الرقمية، وفقاً لأفضل المعايير العالمية، بحسب عدد من الخبراء والمشاركين في فعاليات اليوم الثاني من أسبوع أبوظبي المالي.

 
وقال هؤلاء لـ«الاتحاد»: إن الإمارات تستهدف بناء مناخ استثماري آمن يعزز من جاذبيتها كمركز مالي عالمي رائد، مؤكدين، أن الهيئات والجهات التنظيمية المختلفة في الإمارات وضعت عدداً من الضوابط والمعايير لتنظيم القطاع وحماية المستثمرين، حيث تتضمن أسساً للتعامل بشفافية وكفاءة.
أطلقت سلطة تنظيم الخدمات المالية في أبوظبي العالمي (ADGM)، قبل أيام، الإطار التنظيمي لإصدار العملات الرقمية الثابتة المدعومة بالعملات الورقية (FRTs) في أبوظبي العالمي (ADGM) في خطوة هامة في تطور «أبوظبي العالمي» كمركز مالي دولي تقدمي، ولتوسع بذلك مجموعة الأصول الرقمية التي يمكن تقديمها في بيئة منظمة. ويقدم الإطار عدة مكونات رئيسية تضع معايير قوية لمُصدّري العملات الرقمية الثابتة المدعومة بالعمالات الورقية (FRTs) لضمان الاستقرار المالي وحماية المستثمرين. ويبرز سوق أبوظبي العالمي، كمركز رائد لإدارة الأصول في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حيث سجل زيادة كبيرة بواقع 215% في إجمالي حجم الأصول تحت الإدارة بحلول نهاية الربع الثالث من 2024 مقارنة بالربع الثالث من 2023. 
ويعكس هذا النمو قدرات «أبوظبي العالمي» على استقطاب مديري الأصول رفيعي المستوى وصناديق الاستثمار وشركات الأسهم الخاصة، ما يرسخ مكانته وجهةً مفضلةً للاستثمار المؤسسي حول العالم، حيث انعكس ذلك أيضاً من خلال ارتفاع عدد مديري الأصول والصناديق في أبوظبي العالمي (ADGM) إلى 128 يديرون حالياً 156 صندوقاً، وذلك مع نهاية الربع الثالث 2024.
أمن المحفظة
وقال وائل حماد، المدير التجاري لإحدى منصات التداول، إن أهم ما يميز دولة الإمارات كوجهة لتنظيم الأصول الرقمية، هو الحرص على ضمان أمن المحفظة الرقمية، ولذا فرض «أبوظبي العالمي» تدابير أمنية قوية للمحفظة الرقمية للمؤسسات التي تدير الأصول الرقمية. 
وأضاف، أن من أهم تلك التدابير عدداً من الإرشادات والتوصيات وأولها الإشراف من قبل طرف ثالث، حيث يعد إجراء العناية الواجبة على خدمات المحافظ من قبل طرف ثالث أمراً ضرورياً قبل المشاركة، ويجب على المؤسسات تحديد المسؤوليات بوضوح فيما يتعلق بإدارة الأصول الرقمية وضوابط المعاملات.  وأشار إلى أن من الضوابط ما يتعلق بإدارة المحفظة الباردة، حيث يجب تخزين المحافظ الباردة على أجهزة آمنة، والنسخ الاحتياطي لها بانتظام، وإدراجها في مخزون أصول المؤسسة، كما يجب على المؤسسات المالية ضمان التوليد الآمن لمفاتيح المحفظة والوصول الآمن إليها واستخدامها واستعادتها، إذ أن ذلك يضمن الحفاظ على أمن الأصول الرقمية، لافتاً إلى أنه بالإضافة إلى ذلك، يجب على المؤسسات تنفيذ ضمانات مثل المصادقة متعددة العوامل وحدود السرعة لمنع هجمات المحفظة الآلية، وضمان دفاعات قوية ضد التهديدات الناشئة.
قرارات تنظيمية 
وقال الدكتور محمد شاكر، الخبير المالي، إن أهمية الأصول الرقمية في الإمارات تتزايد في ظل التحول الرقمي السريع والتطورات التكنولوجية المتلاحقة، وبعد أن فرضت نفسها كأحد المفاهيم الاقتصادية الجديدة في الأسواق المالية العالمية.  وأضاف لـ «الاتحاد» أن هذه الأصول النوعية من الأصول تتميز بقدرتها على تقديم طرق مبتكرة للاستثمار والتداول، ولذا باتت تشهد إقبالاً ملحوظاً من قبل المستثمرين. 
وأشار إلى أن قرار مجلس الوزراء رقم (111) لسنة 2022 بشأن تنظيم الأصول الافتراضية ومزودي خدماتها، يشكل إطاراً قانونياً قوياً ينظم التعامل بالأصول الافتراضية ويضمن حوكمته وشفافيته، إذ يحدد هذا القرار الأحكام العامة والمتطلبات اللازمة للترخيص، وضوابط ممارسة الأنشطة المرتبطة بالأصول الافتراضية، منوهاً أن قرار مجلس الوزراء رقم (99) لسنة 2024 ينص على لائحة جزاءات وعقوبات تطبق في حال حدوث أي مخالفة، حيث تتدرج العقوبات من غرامات مالية إلى إيقاف النشاط أو إلغاء الترخيص في حالات تكرار المخالفات.
وأوضح شاكر، أن تميز الإمارات كوجهة عالمية لإدارة الأصول الرقمية، يرجع إلى حرص الجهات التنظيمية على تطبيق مبادئ النزاهة والكفاءة لضمان سلامة التعاملات وحماية المستثمرين في تلك الأصول، مدللاً على ذلك بفرض هيئة الأوراق المالية والسلع إجراءات تحد من محاولات خداع واستغلال المستثمرين.
نهج تنظيمي 
وقال كوري بوغ، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة «بريدج تاور ميدل إيست»، إن الشركة تهدف إلى إطلاق وتشغيل منصة بنية تحتية للأصول الرقمية على مستوى المؤسسات، ما سيسهم في تعزيز نمو أعمال الأصول الرقمية في دولة الإمارات، وباقي دول مجلس التعاون الخليجي والمنطقة، مؤكداً أهمية النهج التنظيمي الرائد لدولة الإمارات في مجال الأصول الرقمية، ولذا تتطلع الشركة إلى استثمار الموارد وتوفير فرص جديدة في الإمارات من خلال تمويل الأصول الرقمية في «أبوظبي العالمي».
من جهته، يؤكد لينكس لاي، المدير التجاري لشركة «أو. كي. إكس» أن المستثمرين المؤسسيين ينظرون الآن إلى الأصول الرقمية باعتبارها فرصة مؤسسية حتمية، وفئة أصول واعدة من المقرر أن تنمو بشكل كبير. 
وقال: هناك «إجماع متزايد» بين المستثمرين المؤسسيين على أن الأصول الرقمية، مثل العملات الرقمية ورموز NFT والصناديق الخاصة الرمزية، لها مكانة مهمة في تخصيصات أصول المحفظة.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الإمارات أسبوع أبوظبي المالي الخدمات المالية العملات الرقمية الشرق الأوسط الأسهم الاستثمار التحول الرقمي الأصول الرقمیة أبوظبی العالمی

إقرأ أيضاً:

حكومة الإمارات والمنتدى الاقتصادي العالمي ينظِّمان «مجالس المستقبل العالمية والأمن السيبراني 2025»

تنطلق بعد غدٍ الثلاثاء 14 أكتوبر 2025، الاجتماعات السنوية لمجالس المستقبل العالمية والأمن السيبراني 2025، التي تُنظّمها حكومة دولة الإمارات بالشراكة مع المنتدى الاقتصادي العالمي، وتستمر فعالياتها حتى 16 أكتوبر الجاري.

وتستضيف الاجتماعات أكثر من 700 خبير ومتخصص من 93 دولة، لتُشكّل فضاءً استثنائياً للحوار الدولي والتعاون المشترك، وتُسهم في استشراف مستقبل القطاعات الحيوية ومواجهة التحديات العالمية المتسارعة، وتضم 37 مجلساً تُغطي ستة محاور رئيسية هي التكنولوجيا، والاقتصاد، والمجتمع، والبيئة، والحوكمة، والصحة، وتُركز على تعزيز الجهود العالمية لتصميم مستقبل مستدام يرفع جودة حياة المجتمعات ويفتح آفاقاً جديدة للأجيال القادمة.

وأكد معالي محمد عبد الله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء، الرئيس المشارك لمجالس المستقبل العالمية، عضو مجلس قيادات المنتدى الاقتصادي العالمي، أن دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، تتبنّى تعزيز الحوار العالمي والتعاون الدولي الهادف لتسريع وتيرة التطور والتنمية، وإحداث فارق إيجابي في حياة الناس.

وأشار معاليه إلى أن شراكة حكومة الإمارات مع المنتدى الاقتصادي العالمي الممتدة لعقود طويلة، حوّلت اجتماعات مجالس المستقبل العالمية إلى منصة لصناعة المستقبل تُشكّل مخرجاتها محاور أساسية في الأجندة الرسمية لاجتماع دافوس السنوي، ومرجعاً للحكومات وصُنّاع القرار لتطوير رؤى واستراتيجيات عملية تُسهم في بناء مستقبل أكثر استدامة وابتكاراً للأجيال القادمة، كما تُسهم في توجيه الحوار العالمي حول السياسات المستقبلية وأولويات التنمية، بما يُعزز جاهزية الحكومات والمجتمعات للتعامل مع التحولات القادمة، مؤكداً أن صناعة المستقبل هي مسعى جماعي وعالمي، لا يمكن لأي دولة أن تصنعه منفردة دون تنسيق وجهود مشتركة بين الحكومات والمنظمات والقطاعات المختلفة. 


وقال: إن العالم يشهد تغيرات متسارعة في القطاعات الحيوية المختلفة، مدفوعة بموجة التطور السريع والمتصاعد للذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا، والتحديات المتنامية في مجال الأمن السيبراني، ومتأثرة بواقع جيوسياسي متشابك، ونظام اقتصادي آخذ بالتحول إلى نماذج جديدة، ومنظومات اجتماعية مختلفة آخذة بالتشكُّل، مشيراً إلى أن مجالس المستقبل العالمية والأمن السيبراني، تُمثل مرجعاً مهماً لمنظومة الفكر المستقبلي العالمي، وتشكيل الرؤى وتصميم الحلول لتحديات المستقبل، ومنصة لتبادل المعرفة ومشاركة التجارب والخبرات، وحاضنة للتعاون الدولي الهادف لتحويل الرؤى المشتركة إلى واقع إيجابي.


في السياق ذاته، أكد بورغ برينده، الرئيس والرئيس التنفيذي للمنتدى الاقتصادي العالمي، أن العالم يمرّ بمرحلة غير مسبوقة من الترابط بين التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية والتكنولوجية، الأمر الذي يتطلب تعزيز التعاون الدولي وتكامل الجهود العابرة للتخصصات لمواجهة قضايا المستقبل المُلحّة. وأوضح أن مجالس المستقبل العالمية التي تُعقد في الإمارات، تُمثل منصة رائدة تجمع نخبة من قادة الفكر والخبراء من دول العالم المختلفة، لاستشراف التحولات العالمية وصياغة حلول مبتكرة تسهم في بناء مستقبل أكثر استدامة وازدهاراً. وقال: إن الشراكة الاستراتيجية بين حكومة دولة الإمارات والمنتدى الاقتصادي العالمي تُجسّد نموذجاً عالميًا مُلهماً للتعاون الدولي القائم على الرؤية المشتركة والانفتاح وتبادل الخبرات، مؤكداً أن هذا التعاون المستمر يُعزّز قدرة المجتمع الدولي على إحداث تغيير إيجابي ومستدام ينعكس على تقدم المجتمعات وازدهارها.

أخبار ذات صلة حكومة الإمارات و"جوجل" تتعاونان لإتاحة النسخة المدفوعة من "جيميني"مجاناً لطلبة الجامعات المكتب الإعلامي لحكومة الإمارات يطلق دورة جديدة من برنامج "صناع المحتوى التخصصيين"

ويعكس تنظيم اجتماعات مجالس المستقبل العالمية والأمن السيبراني، بالتزامن، في سابقة هي الأولى من نوعها، أهمية هذه المنصة الدولية السنوية، وسعيها لتوفير مساحة مفتوحة للحوار والتعاون الدولي في المجالات الأكثر ارتباطاً بحياة ومستقبل المجتمعات، فيما يُعدّ الاجتماع السنوي لمجلس الأمن السيبراني حدثاً محورياً يجمع أكثر من 150 من أبرز قادة الأمن السيبراني حول العالم، وأكثر من 90 متحدثاً، يمثلون قطاعات الأعمال والحكومات والمنظمات الدولية والمجتمع المدني والأوساط الأكاديمية، يلتقون في منصة هادفة لتعزيز التعاون، وصولاً إلى ترسيخ فضاء سيبراني أكثر أمناً ومرونة. 


وتتميز الدورة الحالية من مجالس المستقبل أيضاً، بتنظيم واستضافة مجالس وأعضاء جدد، حيث سيتم خلالها عقد اجتماعات جديدة لمجالس المستقبل العالمية، والاستفادة من خبرات جديدة لقادة متنوعين، بما يوسّع آفاق المجتمع ويُعزز نطاق تأثيره. كما تشهد اجتماعات مجالس المستقبل العالمية 2025، إطلاق مختبرات النتائج، في إضافة نوعية جديدة لأجندة المجالس، حيث ستجمع المختبرات خبراء في مجالات الاقتصاد العالمي والأمن الرقمي والمناخ، في حوار يهدف إلى تطوير رؤى جديدة ومسارات مختلفة تزوّد القادة حول العالم بفهم أعمق للتحديات الجوهرية، من خلال ورش عمل تجمع أعضاء من مجالس متعددة وخبرات متنوعة عبر أقسام شبكة المجالس. وتهدف المختبرات المتعددة التخصصات، إلى تسليط الضوء على رؤى مبتكرة تُسهم في تزويد خبراء مجالس المستقبل، وصانعي القرار بفهم أكثر شمولاً للمجالات الحيوية، بما يمهّد لتعاون أعمق مستقبلاً.

 

وستشهد فعاليات المجالس إشراك مجتمعات أوسع، عبر استقطاب شخصيات جديدة من مجتمعات كبار القادة التنفيذيين وروّاد الأعمال في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إضافة إلى قادة الاستدامة في المنطقة، بما يُثري وجهات النظر ويُعزّز الأثر الإقليمي والعالمي.

وتضم مجالس المستقبل شبكة من مجموعات التعاون التي ستسهم في إعداد ورش عمل، والتركيز على محاور متنوعة، على رأسها ورشة عمل «المنصة العالمية للابتكار التشريعي»، حول وضع قواعد أذكى للابتكار فيما يخص تشريعات حكومية مرنة وشاملة، وورشة عمل ينظمها مركز الثورة الصناعية الرابعة حول الروبوتات متعددة الثقافات في الحياة اليومية، ومجالس الذكاء الاستراتيجي، ومركز الابتكار الغذائي. كما تستضيف المجالس حلقة نقاشية حول تقنيات التجارة، وجلسة حوارية حول الصحة الرقمية بالتعاون مع دائرة الصحة في أبوظبي.


وتُمثّل مجالس المستقبل العالمية محطة متقدمة في مسيرة الشراكة الاستراتيجية المثمرة بين الإمارات والمنتدى، يبني من خلالها الجانبان على شراكتهما الإيجابية في تنظيم المجالس لأكثر من 16 عاماً، تم خلالها عقد 900 مجلس عالمي للمستقبل، بمشاركة أكثر من 12 ألف مسؤول وخبير ومختص من أنحاء العالم المختلفة، وغطت الموضوعات الأكثر ارتباطاً بحياة ومستقبل الإنسان.

المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • «أبوظبي للشراع» يرفع شعار الذهب في «المصنعة للإبحار»
  • «حكومة أبوظبي» تستعرض مشاريعها الرقمية المبتكرة في «جيتكس»
  • «أبوظبي للغة العربية» يعتمد القوائم القصيرة لجائزة «كنز الجيل»
  • شرطة أبوظبي تنظم فعاليات توعوية تزامناً مع شهر أكتوبر الوردي
  • منظمة التجارة العالمية: 341 مليار درهم تجارة الإمارات من الخدمات الرقمية
  • الإمارات تجدد التزامها بدعم التجارة المفتوحة لتحقيق التنمية الشاملة عالمياً
  • جامعة الشارقة بالمركز الثالث عالمياً في النظرة الدولية وفقا لتصنيف التايمز العالمي 2026
  • اختتام «الندوة الإقليمية» للتحكيم الرياضي في أبوظبي
  • بطولة «أبوظبي سويم فور لايف» تُتوج أبطالها في العين
  • حكومة الإمارات والمنتدى الاقتصادي العالمي ينظِّمان «مجالس المستقبل العالمية والأمن السيبراني 2025»