أمريكا والإخوان في أحداث سوريا!!
تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT
ولي العهد السعودي محمد بن سلمان صرح بأشهر عبارتين، الأولى في أمريكا وفي أشهر وسائل الإعلام الأمريكية بقوله “نحن صنعنا الإرهاب بطلب أمريكي”، والثانية قالها في السعودية “نريد العودة إلى إسلام ما قبل 1979م”.
بغض النظر عن كل ما تحمله العبارتان من دلالات وربط دعونا نستشف مالا يلتفت له ونقول إنه شجاعة الاعتراف بصناعة الإرهاب بطلب أو بأمر أمريكي، وأن منظوره للمعالجة هو العودة إلى ما أسماه 1979م.
النظام السعودي وفق محمد بن سلمان وقبله هيلاري كلينتون مارس صنع الإرهاب ومن ثم تمويله في أفغانستان، ولكن الحضور الطاغي ميدانياً وقيادياً كإدارة للحرب في أفغانستان كانت للإخوان أكثر منه للنظام السعودي أو لأي نظام آخر.
لنتأمل في حالة أو مشهد آخر في ذات السياق فالنظام السعودي وربما آخرون معه مارسوا تمويل صناعة طالبان في باكستان وصولاً إلى قيام حركة طالبان باجتياح أفغانستان والسيطرة على الحكم بشكل مشابه لما يمارس أو مورس في الحالة لسوريا بقيادة أمريكا وبشراكة تركية خليجية وإن ظل يقر ـ وسيظل ـ غير ذلك.
الإخوان لم يمتلكوا حتى سقف شجاعة بن سلمان ليقولوا إننا شاركنا في صناعة الإرهاب بأمر أو بطلب أمريكي ومارسنا قيادة وإدارة حرب أفغانستان بأمر أو بطلب أمريكي.
لو كانت حرب أفغانستان غير أمريكية القيادة والتوجيه والهدف أمريكياً فالإخوان كانوا سيتفاخرون بها في محطة 2011م التي ارتبط بها ما يعرف بـ “الجهاد” في سورية.
إذا النظام السعودي أراد من عودة أو إعادة سوريا للجامعة العربية أن يبرئ نفسه من الإرهاب في أحداث سورية فالإخوان يكتفون بتبرئة أنفسهم من الإرهاب وعلى أنهم أحزاب سياسية فقط.
فهم من ناحية لا يمتلكون شجاعة النظام السعودي بمرافعة ولطلب الأمريكي ولم يعترفوا بخطأ أو خطيئة جهاد أفغانستان، ثم هاهم يعترفون بقيادة أقنعة “سورية” بأعلى ضجيج وهدير أكثر بكثير من النظام السعودي وكأنهم بهذا الدور الجديد في سوريا يؤكدون المؤكد والواضح بأنهم كانوا هم الإرهاب في أفغانستان.
هذا يؤكد أن الإخوان لايعولون على تبرئة ذاتهم ولا على طرحهم أنهم أحزاب سياسية فقط وإنما على مكافأتهم أمريكياً بعد انتهاء مهمتهم في سوريا بعفو أمريكي عنهم كإرهاب.
فأمريكا وهي التي أقحمتهم أو أشترتهم للجهاد في أفغانستان تحول أمريكياً إلى إرهاب قد قالت لهم إنه لاسبيل لتجاوز إرهابكم إلا بمهمات إرهابية جديدة وفي طليعتها أو أهمها “أفغنة” والإخوان باتوا في قناعة أنها المهمة الأخيرة لنيل المكافأة.
أمريكا أعلنت عن مكافأة كبيرة ومغرية لمن يدلي بمعلومات توصل إلى القائد الإرهابي في سوريا، وخلال الأحداث الأخيرة في سوريا أجرت القناة الأمريكية الشهيرة C.N. N حواراً مع ذات القائد الإرهابي ولكن كقائد ثوري.
كل القيادات الإخوانية المصنفة أمريكياً بالإرهاب أصبحوا في المحطة الأمريكية “المأخونة” في كل بلدان هذه الموجة، وبالتالي فأن يصبح الإرهابي أمريكياً من أبرز قيادات التثوير في سورية فهذا ليس جديداً وعرف وعلم منذ 2011م بأعداد قد لا تحصى ولا تعد بما في ذلك في اليمن.
الإخوان بتنظيماتهم الإرهابية في سورية لن تكون مهمتهم الأخيرة كما يتوهمون لأن هذه المهام لانهاية لها حتى تنصيب إسرائيل زعيماً وقائداً لا ينازع للشرق الأوسط وفق ما طرح “نتنياهو”، فأمريكا لم تعد تحتاج السعودية أو غيرها لصناعة الإرهاب وبات الإخوان أهلاً لهذه المهمة وكل ما على النظام السعودي وغيره هو فقط المال والتمويل وإدخال سورية للجامعة العربية لحاجية الإخفاء.
مثل مصري يقول “الرزق يحب الخفية” وهذا ينطبق على صراع الأرزاق ولكنه في إطار انتشار وتوسع الارتزاق، فالارتزاق يحتاج أكثر لهذا الإخفاء أو الخفية.
فالأنظمة يعني إخفاء أدوارها لتمويل الإبادة والتدمير في فلسطين أو سوريا، والمرتزقة لا هدف لهم غير الارتزاق ويعنيهم عمل كل شيء من أجل إخفاء وخفية ومصرح لهم أن يشتموا إسرائيل وحتى أمريكا من أجل إنجاح الأهداف الأهم لأمريكا وإسرائيل.
الإخوان يجتهدون للوصول إلى “المهمة الأخيرة” وأمريكا تجهد نفسها في الوصول للعشاء الأخير في سباق مع المتغيرات العالمية المضادة، فهل تشترط أمريكا العشاء الأخير على المهمة الأخيرة؟!!.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
خارجية فرنسا تصف منظومة مساعدات غزة المدعومة أمريكيا وإسرائيليا بـالمخزية
ندد وزير الخارجية الفرنسي، جان-نويل بارو، الخميس، بالانتهاكات الجسيمة المرتكبة في قطاع غزة تحت غطاء العمل الإنساني، محملاً منظومة توزيع المساعدات التي تدعمها كل من الولايات المتحدة والاحتلال الإسرائيلي، مسؤولية "إراقة الدماء" في مراكز التوزيع داخل القطاع المحاصر.
وفي تصريحات أدلى بها للصحفيين عقب لقائه نظيره القبرصي في العاصمة نيقوسيا، قال بارو: "أطالب بوقف أنشطة مؤسسة غزة الإنسانية فوراً. إن التوزيع المسلح للمساعدات الإنسانية، والذي تسبب في سفك دماء المدنيين في مراكز التوزيع، يمثل فضيحة وعارًا أخلاقيًا يجب أن يتوقف فوراً".
وجاءت تصريحات الوزير الفرنسي في وقت تصاعدت فيه الاتهامات الحقوقية ضد "مؤسسة غزة الإنسانية"، وهي منظمة أمريكية تُعرف بواجهة إغاثية، حيث حمّلتها منظمات مجتمع مدني فلسطينية مسؤولية مباشرة عن مقتل أكثر من 1500 فلسطيني من طالبي المساعدات خلال الأشهر الماضية، متهمةً إياها بتوفير "غطاء واسع لقوات الاحتلال الإسرائيلي لمواصلة حرب الإبادة الجماعية"، تحت ستار توزيع المساعدات الإنسانية.
وأوضحت المنظمات، في بيان صحفي صدر الخميس، أن مراكز توزيع المواد الغذائية التابعة للمؤسسة تحولت عمليا إلى ما أسمته "معسكرات موت واحتجاز"، تشهد يوميا جرائم قتل واعتقال وتنكيل ممنهجة بحق الجوعى من المدنيين، وخصوصًا النساء والأطفال وكبار السن.
وأكد البيان أن المؤسسة متورطة في "مخطط ممنهج يهدف إلى التهجير القسري والتطهير العرقي باستخدام سياسة التجويع"، معتبرة أن ما يجري يمثل إحدى أدوات الاحتلال الإجرامية لنزع الفلسطينيين من أرضهم قسرًا، عبر الضغط المعيشي والإنساني.
كما وثّقت منظمات حقوقية محلية ودولية مشاهد متكررة من "التحقير وسحق الكرامة الإنسانية" في مراكز توزيع الطعام، حيث تُستخدم فيها القوة المفرطة من قبل عناصر أمنية في مواجهة الحشود الجائعة، وهو ما أدى إلى حالات وفاة واختناق وإصابات متعددة، وسط غياب أي محاسبة أو تدخل دولي جاد.
ودعت المنظمات الجهات القضائية والحقوقية الدولية إلى التحرك الفوري لفتح تحقيقات شفافة ومستقلة، ومساءلة كافة المتورطين في هذه الانتهاكات الجسيمة، بمن فيهم مسؤولو مؤسسة غزة الإنسانية وشركاؤها المحليون والدوليون، ومحاسبة كل من سهل أو تواطأ في هذه الجرائم ضد الإنسانية.
وتأتي هذه التطورات في سياق العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، والذي تقول منظمات حقوقية ومؤسسات دولية إنه يمثل "إبادة جماعية" ينفذها الاحتلال الإسرائيلي بدعم مباشر من الإدارة الأمريكية، وتشمل القتل والتجويع والتدمير المنهجي وتهجير السكان.
ووفق الإحصائيات الصادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية ومصادر حقوقية مستقلة، فقد أسفر هذا العدوان عن استشهاد وإصابة أكثر من 206 آلاف فلسطيني، غالبيتهم من الأطفال والنساء، فضلًا عن 11 ألف مفقود تحت الأنقاض، ونزوح مئات الآلاف، في ظل تفشي المجاعة التي أزهقت أرواح الآلاف، ولا سيما الأطفال.
وأدى العدوان إلى تدمير ممنهج طال معظم مدن ومناطق قطاع غزة، وطمس معالمها من على الخارطة، وسط تجاهل فاضح للنداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية التي طالبت بوقف الإبادة، دون أي التزام من قبل الاحتلال الإسرائيلي أو حلفائه.