الموسم السياحي معلّق على خشبة الحرب.. هل يكون واعداً؟
تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT
جسّد لبنان قصة صمود لا مثيل له، وتحمل شعبه أعباء الحرب وأوجاعها، وواجه تحديات هائلة أثرت على جميع مناحي الحياة فيه. أضرار جمة تكبدها لبنان من أثر امتداد التصعيد في بيروت والجنوب والبقاع، تمثلت في دمار كبير للبنية التحتية والمناطق السكنية، بجانب عمليات نزوح كبيرة للسكان، فضلا عن الخسائر في الأرواح. وباتت أجزاء كبيرة من المدن والقرى تحت الأنقاض.
أثرت الحرب الإسرائيلية على الأوضاع الأمنيّة بشكل كبير، كما ضربت قطاعاً مهماً يُعتبر عصب "الاقتصاد اللبناني" وهو السياحة. حيث يُسهم قطاع السياحة في توفير فرص العمل وتحريك العجلة الاقتصادية، ويُعد أيضاً مصدراً مهما للعملة الأجنبية.
ولم تعد السياحة تستهوي السياح الاجانب اولا بسبب الاوضاع الامنية غير المستقرة وثانيا بسبب غلاء تذاكر السفر التي تبقى اسعارها اغلى من الدول المجاورة وثالثا غياب البنية التحتية من كهرباء وطرقات وانترنت، هذه العوامل ادت الى غياب السياح. والتهديدات الإسرائيلية كانت لها تداعيات سلبية، لكن المؤشرات عاودت الارتفاع، حيث ارتفعت نسبة ملاءة الحجوزات.
وتشير التحليلات إلى أن الاقتصاد اللبناني من بين الاقتصادات الإقليمية الأكثر تضرراً جراء الحرب، بحيث تبرز التأثيرات على إجمالي الاستثمار، في ظل ضبابية الآفاق من جهة، وتأثيرات الحرب على أداء القطاع السياحي من جهة أخرى، الذي كان قد بدأ يشهد مؤشرات ملموسة على النهوض قبيل الصراع.
وخلال شهر كانون الأول، العابق سحر الأعياد وأجواء الفرح، يبقى السؤال معلقاً: هل سيشهد لبنان انتعاشاً في الحجوزات ؟ مع الأمل في عودة الحياة إلى طبيعتها، واستعادة الفعاليات السياحية التي تعيد للبنان تألقه وجماله.
وفي هذا السياق، أكد صاحب مكتب سفريات "الأبرج" السيد محمد وليد الحاج أن في أغلب بلدان العالم، تحضّر الدول لاستضافة السياح، لا بل أكثر من ذلك تدرس كيفية جذبهم، إلا في لبنان. جمال طبيعته ونوعية الحياة فيه وطقسه كفيلة باستقطاب السياح و المغتربين رُغم عدم إكتراث المسؤولين لهذا الأمر.
وأشار الحاج إلى أن الأفق يبدو أكثر إشراقاً، بحيث من المتوقع أن تعود كل شركات الطيران العربية والأجنبية إلى تسيير رحلاتها بصورة طبيعية من المطار واليه خلال الفترة ما بين 5 إلى 15 كانون الأول. مؤكدا أنه يلمس "بوادر خير" تتمثّل بحركة لافتة من المغتربين.
وذكر أن "كانون الأول وكانون الثاني يعدان من أشهر الذروة للسياحة رغم التحديات الراهنة، وتوقع أنه في حال تحسنت الأوضاع الأمنية سيشهد القطاع زيادة كبيرة في عدد الزوار، مما سيعزز النشاط السياحي بشكل كبير".
ولفت الحاج الى أن لبنان بدأ يستعيد عافيته رُغم كلّ الصعوبات، و الحركة السياحية سوف تعود إلى سابق عهدها أيام ما قبل الأزمة. ولاحظ بأن المطاعم أصبحت جاهزة وتعمل بجد لاستقبال موسم الأعياد، الذي نأمل في أن يحمل الخير على الرغم من التحديات التي واجهت البلاد.
وتابع "اليوم يبدو الوضع مبشّراً. فالتجوّل في شوارع بيروت وجبيل والبترون يختلف راهناً عمّا كان عليه في الأشهر الماضية. بحيث عادت الحياة والأضواء إلى شوارع المدينة، وتنتشر الإعلانات في كل مكان عن منشآت سياحية جديدة أو لتلك التي قررت العودة عن قرار إقفالها".
وعن نهوض القطاع السياحي عند انتهاء الحرب، يؤكد الحاج أن "الأمر سيستغرق وقتاً، كما أن هناك حاجة إلى دعم"،
وفي ختام حديثه، يقول: "في حال دخول أموال إلى لبنان، يمكن أن نرى العديد من المواطنين يعودون إلى بلدهم"، مشيداً بجهود بعض المناطق والقرى التي حاولت مراراً جلب السياح إليها.
الثابت أن المواجهات العسكرية لم تقف عائقا أمام موسم السياحة في لبنان، وإن هذه الظروف لم تؤثرعلى نشاط الموسم السياحي أو على عودة المغتربين اللبنانيين إلى بلدهم.
لكن اندفاع المغتربين لزيارة لبنان لا يقل شأنا ، كما تقول زكية الشناتي القادمة من السعودية، التي أكدت أنها تفضل قضاء إجازتها في لبنان، وأن الوضع الأمني لا يمنعها من زيارة بلدها ومقابلة أهلها.
ولفتت الشناتي الى أنه "لأوضاع الأمنية في لبنان ليست مثالية، لكن شوقنا لبلدنا ولأهلنا وأصدقائنا يجعلنا نتجاوز المخاوف، كما أن الأجواء جميلة جداً إلى حد الآن حيث يثبت اللبنانيون دائماً أن قدرتهم على التكيف والبقاء أقوى من كل شيء."
وقالت "حتى لو أحجم بعض المغتربين عن زيارة لبنان نتيجة الأوضاع الأمنية، إلا أنهم يدعمون وطنهم عن بعد، ويرسلون الأموال إلى عائلاتهم وأقاربهم لدعمهم".
وأوضحت الشناتي أن "لبنان في قلبنا جميعاً وسنستمر بتقديم كل ما نستطيع لنهوضه من كبوته، ونريد أن نظهر للعالم أن لبنان ما زال بلداً جميلاً وينافس أهم دول العالم في السياحة".
إلى ذلك، يبقى القطاع السياحي أحد الركائز التي تستهدف كل الدول الحفاظ عليها، لذا هناك جدوى حقيقية ومستمرة للاهتمام به وتطويره، مثل لبنان الذي يحاول دائماً إبعاده عن كل التجاذبات السياسية التي تعيق نهوضه. لكن الحرب الإسرائيلية جاءت وشلّت الحركة كلياً، مع آفاق غير واضحة المعالم. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: فی لبنان
إقرأ أيضاً:
أمين عام حزب الله: لبنان لن يكون تابعاً لإسرائيل ولو اجتمع علينا العالم كله
يمانيون |
أكد الشيخ نعيم قاسم، الأمين العام لحزب الله اللبناني، أن الولايات المتحدة الأمريكية تعمل على تدمير لبنان بشكل ممنهج، خدمةً لمصالح الكيان الصهيوني، مشدداً على أن المقاومة لن تقبل بتحويل لبنان إلى كيان تابع لإسرائيل مهما بلغ حجم التهديدات أو تصاعد الضغوطات الدولية.
وفي كلمة ألقاها بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد القائد فؤاد شكر، قال الشيخ قاسم: “أمريكا لا تسعى فقط إلى حماية إسرائيل، بل إلى صناعة لبنان خاضع وذليل ضمن مشروع ما يسمى ‘الشرق الأوسط الجديد’، وذلك من خلال الفتنة الداخلية، والتجويع، والتخريب الممنهج، ومنع المواطنين من الوصول إلى حدودهم، كل ذلك في خدمة كيان العدو”.
وأضاف: “العدو الإسرائيلي لا يعير أمن مستوطنيه في الشمال أي أهمية، لأنه منشغل بمشروعه التوسعي الذي يبدأ من الجليل ولا ينتهي عند حدود لبنان أو سوريا، في حين أن حزب الله يقف اليوم سداً منيعاً أمام هذا الزحف الاستعماري”.
وأكد الشيخ قاسم أن المقاومة اليوم في حالة دفاع مفتوح، وأن خيار المواجهة سيبقى قائماً حتى لو كلف ذلك حياة الجميع، وقال: “لن نقبل أن يكون لبنان تابعاً أو ملحقاً لإسرائيل، ولو اجتمع علينا الكون كله، ما دام فينا عرق ينبض ونَفَس حي”.
وفيما يخص سلاح المقاومة، جدد قاسم تمسك حزب الله بهذا السلاح، رافضاً كافة الدعوات التي تطالب بتسليمه. وقال: “سلاح المقاومة هو قوة حقيقية للبنان، ولم يُستخدم يوماً في الداخل، بل هو حصنٌ يحمي سيادتنا وكرامتنا. ومن يطالب بتسليمه لا يخدم سوى المشروع الصهيوني والأمريكي”.
كما توجه بالتحية إلى أرواح الشهداء، وفي مقدمتهم الشهيد فؤاد شكر، وكذلك الشهيد إسماعيل هنية الذي ارتقى في اليوم نفسه، واعتبر أن خط الشهادة هو طريق الكرامة والسيادة الوطنية.
وتطرق قاسم إلى المجازر الدموية التي يرتكبها كيان العدو الإسرائيلي في قطاع غزة، مؤكداً أن ما يجري هو “إبادة منظمة برعاية أمريكية وصمت عربي ودولي”. وقال: “استشهد أكثر من 17 ألف طفل في غزة، وقتلت النساء الحوامل وجوّع الأطفال، وسط صمت مطبق من منظمات حقوق الإنسان، وغياب تام للمجتمع الدولي الذي يتغنى بشعارات كاذبة”.
وختم كلمته بالدعوة إلى تحرك عربي ودولي جاد، لا يقتصر على التنديد بل يشمل خطوات عملية، وفي مقدمتها التحرك العسكري لوقف حرب الإبادة بحق أهل غزة، مطالباً الأحرار في العالم بتحمل مسؤولياتهم الأخلاقية والتاريخية.