مسقط- الرؤية

بدأت بالعاصمة المصرية القاهرة أمس الأربعاء اجتماعات الدورة الثانية والسبعون للجنة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط التي تحتضنها جمهورية مصر العربية حتى السابع عشر من أكتوبر الجاري، وتشارك فيها سلطنة عُمان ممثلة بوزارة الصحة بوفد رسمي يترأسه سعادة الدكتور أحمد بن سالم المنظري وكيل وزارة الصحة للتخطيط والتنظيم الصحي؛ بمشاركة عدد من المسؤولين في الوزارة.

وتجمع الاجتماعات القادة الصحيين ومتخذي القرار من جميع أنحاء إقليم شرق المتوسط لمناقشة المواضيع والقضايا ذات التحديات المشتركة في الصحة العامة، ومواءمة الجهود الرامية إلى مستقبلٍ أوفر صحة على مستوى دول الإقليم. وتُعقد دورة هذا العام تحت شعار "معًا من أجل مستقبل أوفر صحة: العمل والإتاحة والإنصاف"، وتُناقش التقدم المُحرَز في الأولويات الرئيسة، وتبحث عن إستراتيجيات جديدة، لتبني عليها قرارات ترسم مستقبل الصحة في جميع أنحاء الإقليم.

وخلال برنامج الجلسة الافتتاحية، استعرضت الدكتورة حنان حسن بلخي المديرة الإقليمية لإقليم شرق المتوسط بمنظمة الصحة العالمية، التقرير السنوي للمدير الإقليمي عن أعمال منظمة الصحة العالمية في إقليم شرق المتوسط لعام (2024- 2025)، الذي أعقبته سلطنة عُمان بمداخلة؛ حيث أعرب سعادة الدكتور أحمد بن سالم المنظري وكيل وزارة الصحة للتخطيط والتنظيم الصحي، عن تثمين سلطنة عُمان التركيز الواضح للتقرير على المبادرات الثلاث الرئيسة، التي تمثل محاور عمل محورية لتسريع تحقيق أهداف التنمية المستدامة في الإقليم، وهي مبادرات: توسيع نطاق الحصول المُنصف على المنتجات الطبية، والاستثمار في القوى العاملة الصحية المستدامة، وتسريع إجراءات الصحة العامة بشأن تعاطي مواد الإدمان.

وأشار المنظري إلى أن سلطنة عُمان أولت هذه المجالات أولوية وطنية واضحة ضمن إستراتيجيتها الصحية؛ إذ عززت الأمن الدوائي الوطني بتطوير القدرات التنظيمية، ودعم التصنيع المحلي، وتحسين سلاسل الإمداد الدوائية، بما يتماشى مع الجهود الإقليمية لتعزيز الحصول العادل على المنتجات الطبية.

وأكد أن سلطنة عُمان تبنّت نهجًا إستراتيجيًا في تطوير القوى العاملة الصحية عبر سياسات وطنية تركز على بناء القدرات، وتحسين توزيع الكوادر الصحية، وتوسيع نطاق برامج التعليم الطبي والتمريضي، بالتوازي مع مبادرات مشتركة مع دول الإقليم في مجالات التدريب والتخصصات النادرة.

وفيما يتعلق بمحور الصحة النفسية وتعاطي مواد الإدمان، أوضح سعادته أن سلطنة عُمان تعزز خدمات الرعاية النفسية المجتمعية، وتدمجها ضمن خدمات الرعاية الصحية الأولية، إلى جانب برامج التوعية والوقاية المبكرة، انسجامًا مع التوجه الإقليمي لتعزيز الصحة النفسية والعافية.

وشهد اليوم الأول منح الدكتورة نور بنت بدر البوسعيدية مديرة المركز الوطني للسكري والغدد الصماء بالمستشفى السلطاني بوزارة الصحة، جائزة دولة الكويت لمكافحة السرطان، والأمراض القلبية الوعائية، والسكري بإقليم شرق المتوسط، وذلك بصفتها ممثلةً لسلطنة عُمان، تقديرًا لجهودها في مجال الوقاية من داء السكري وتعزيز الرعاية التخصصية في مجال الغدد الصماء.

ويُجسّد هذا الفوز اعترافًا إقليميًا بجهود سلطنة عُمان في تطوير السياسات الصحية وتنفيذ البرامج الوطنية لمكافحة السكري، وتعزيز الخدمات التخصصية، بما يتماشى مع رؤية عُمان 2040 الرامية إلى بناء مجتمع يتمتع بالصحة والرفاه.

وتناقش الاجتماعات على مدى أيام انعقادها عددًا من المباحثات والمناقشات في القضايا الصحية على مستوى إقليم شرق المتوسط، وتبحث في الإستراتيجيات الجديدة لاتخاذ قرارات تحسن مستقبل الصحة في جميع أنحاء الإقليم، إلى جانب استعراضها عدد من الأوراق الصحية مع تبادل المعلومات والآراء والخبرات حول القضايا الصحية المتعلقة بالدول المشاركة، واتخاذ قرارات تُعزز من الرعاية الصحية وتحسن جودة الخدمات الصحية في المنطقة.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: الصحة العالمیة شرق المتوسط

إقرأ أيضاً:

مديرة إقليم شرق المتوسط بـ"الصحة العالمية": منطقتنا تواجه أخطر التحديات الصحية عالميًا

أكدت الدكتورة حنان بلخي، المديرة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط، أن العالم والمنطقة يمران بمرحلة “غير مسبوقة من الاضطراب وعدم اليقين”، في ظل تصاعد الحروب والكوارث والنزوح وتراجع المساعدات الإنسانية، ما أدى إلى تدهور الوضع الصحي في العديد من الدول.

وقالت بلخي، في كلمتها خلال افتتاح أعمال الدورة الـ72 للجنة الإقليمية لشرق المتوسط، إن “المنطقة التي تضم أكثر من 750 مليون نسمة تواجه أزمات متداخلة تهدد الحق في الصحة”، مشيرة إلى أن ثلثي الهجمات العالمية على المرافق الصحية العام الماضي وقعت في دول الإقليم، وهو ما اعتبرته “مؤشرًا خطيرًا على أن الصحة نفسها أصبحت تحت الهجوم”.

وأضافت:

“رأينا أناسًا يموتون جوعًا أثناء بحثهم عن الطعام، ونساء يلدن في غياب الأمان والكرامة، وأطفالًا بلا حماية أو لقاحات، ومستشفيات تتحول من ملاذات إلى ساحات للموت”.

ورغم ذلك، أكدت بلخي أن الأمل ما زال قائمًا، وأن هناك من يواصلون الإيمان برسالة منظمة الصحة العالمية وحق الجميع في الرعاية الصحية، موجهة تحية خاصة للعاملين الصحيين في مناطق النزاع، مثل أطباء السودان، وفِرق استئصال شلل الأطفال في أفغانستان وباكستان، والمدافعين عن بيئة الأهوار في العراق.

 وفيما يخص ما حدث مت إنجازات بارزة في مكافحة الأمراض والتطعيم

استعرضت الدكتورة بلخي أبرز ما حققته دول الإقليم في عام 2024، مشيدة بانخفاض حالات شلل الأطفال البري في أفغانستان وباكستان، واحتواء فاشيات الفيروس المشتق من اللقاح في غزة ومصر.
وأشارت إلى أن 85% من أطفال المنطقة يحصلون على خدمات التطعيم الروتيني، وتم تقديم أكثر من 30 مليون علاج للأمراض المدارية المهملة، بينما أصبحت السودان أول دولة في الإقليم تُدخل لقاح الملاريا.

كما حققت مصر إنجازات كبيرة بعد السيطرة على التهاب الكبد B واعتمادها خالية من الملاريا، وانضمت إلى البحرين وإيران وعُمان في القضاء على الحصبة والحصبة الألمانية، فيما أصبحت الأردن أول دولة في العالم تتحقق رسميًا من القضاء على مرض الجذام.

في مجال الأمراض غير السارية، أُعلن اعتماد السعودية وسلطنة عمان خاليتين من الدهون المتحولة الضارة، كما تبنت 14 دولة سياسات فعّالة للحد من أمراض القلب والسكري، وطبقت دول عدة إجراءات قوية لمكافحة التبغ، منها التغليف الموحد في السعودية وعمان، والرسائل التحذيرية المصوّرة في تونس والعراق، وحظر الدعاية والرعاية في المغرب، وزيادة الضرائب في 6 دول.كما حدث تقدم في الصحة النفسية والمناخ والرقمنة

وأوضحت بلخي أن خدمات الصحة النفسية توسعت في 14 دولة، وتم دمجها تدريجيًا في الرعاية الصحية الأولية، فيما قُدمت خدمات الدعم النفسي والاجتماعي في الأزمات في دول مثل أفغانستان ولبنان وفلسطين وسوريا والسودان.
وأشارت إلى أن أكثر من 150 مدينة في الإقليم تراقب جودة الهواء، وأن سبع دول دمجت الصحة في خططها الوطنية لمواجهة التغير المناخي.

كما أبرزت التطور الكبير في التحول الرقمي الصحي، لافتة إلى أن مصر أنشأت برنامجًا وطنيًا نموذجيًا للإرشادات الإكلينيكية والصحة العامة، وحصلت السعودية على جائزة التميز العالمية في البيانات الصحية خلال جمعية الصحة العالمية الـ77.

المبادرات الإقليمية الثلاث: الدواء – القوى العاملة – مكافحة تعاطي المخدرات

قالت بلخي إن المبادرات الإقليمية الثلاث التي أطلقت العام الماضي بدأت تؤتي ثمارها، إذ حققت تقدمًا ملموسًا في تسهيل الوصول إلى الأدوية، وتطوير القوى العاملة الصحية، ومواجهة تعاطي المواد المخدرة.

ففي ملف الدواء، وصلت الهيئة السعودية للغذاء والدواء إلى المستوى الرابع من نضج المنظومات الرقابية وفق تصنيف منظمة الصحة العالمية، وتستعد لأن تصبح أول جهة معترف بها رسميًا في الإقليم بحلول عام 2026، بينما حققت هيئة الدواء المصرية المستوى الثالث، وتقترب منها المغرب وباكستان وتونس.

كما تم إطلاق آلية إقليمية للشراء الجماعي للأدوية وتطوير مستودعات رقمية، إلى جانب مبادرة التناغم التنظيمي في شمال إفريقيا التي تضم الجزائر ومصر وليبيا وموريتانيا والمغرب وتونس.

وفي ملف القوى العاملة، حذرت بلخي من أن الإقليم سيواجه عجزًا متوقعًا يبلغ 2.1 مليون عامل صحي بحلول 2030، مؤكدة أن الدول بدأت بالفعل في تطوير سياسات للتعليم والتدريب وتحسين بيئة العمل، بالتعاون مع جامعة الدول العربية والمجلس العربي للاختصاصات الصحية.

أما في ملف مكافحة تعاطي المخدرات، فكشفت أن 6.7% من سكان الإقليم بين 15 و64 عامًا استخدموا مواد مخدرة خلال العام الماضي، مع ارتفاع معدلات العبء المرضي الناتج عنها بنسبة 20% منذ عام 1990.


وأشارت إلى تعاون المنظمة مع مكاتب الأمم المتحدة والدول الأعضاء لإطلاق تحالف إقليمي لمكافحة الإدمان، وتطوير أدوات مثل “أطلس استخدام المواد المخدرة” وبرامج وقاية مدرسية وتدريب الكوادر الصحية، مع بدء مصر وباكستان تنفيذ برامج علاج بدائل الأفيون.

الاستجابة للأزمات الصحية*

أكدت بلخي أن منظمة الصحة العالمية تظل “الركيزة الأساسية للاستجابة الصحية” في منطقة تتحمل ثلث أزمات الصحة العالمية، موضحة أن جهود المنظمة أسهمت في السيطرة على 8 من أصل 9 فاشيات كوليرا العام الماضي بمعدلات وفيات دون 1%.
كما أرسلت مستودعات المنظمة في دبي إمدادات بقيمة 34 مليون دولار إلى 75 دولة، وساعدت العراق في خفض وفيات الحمى النزفية من 18% إلى 5% خلال عام واحد.

وفي غزة، أوضحت أن المنظمة وفرت 60% من الإمدادات الطبية التي دخلت القطاع، بما في ذلك الوقود والعلاجات والعمليات الجراحية، وساعدت في تنفيذ 7800 عملية إجلاء طبي.

كما واصلت دعم السودان في مواجهة الكوليرا وحمى الضنك والملاريا، وساعدت سبع دول في الحصول على 128 مليون دولار من صندوق الجوائح لتعزيز القدرات الوبائية والمختبرية.

  أزمة التمويل  *

أشارت بلخي إلى أن المنطقة تواجه أزمة تمويل حادة مع تقلص المساعدات الدولية، إذ تم إغلاق أكثر من 450 عيادة في أفغانستان والسودان وسوريا، ما حرم 2.5 مليون شخص من الرعاية الصحية، إضافة إلى تراجع خدمات التغذية للأسر النازحة وتعطل خدمات صحة الأم والطفل.

وفي المقابل، نجحت المنظمة في تعبئة 1.4 مليار دولار عام 2024، وإطلاق 15 شراكة جديدة، وتأسيس فريق إقليمي لتمويل الصحة لدعم الدول في تعبئة الموارد المحلية وتعزيز الكفاءة والاستدامة.

لكنها حذرت من أن 40% من ميزانية الإقليم لعامي 2026–2027 ما زالت غير ممولة، بما يعادل 215 مليون دولار، مؤكدة أن “النموذج الحالي للتمويل غير مستدام”، وأن التضامن الإقليمي أصبح ضرورة لا خيارًا.

وفي ختام كلمتها، وجهت الدكتورة حنان بلخي نداءً مؤثرًا قالت فيه:

“لا يمكننا بناء أنظمة صحية تعتمد على أولويات الآخرين. يجب أن نستثمر في أنظمتنا وشعوبنا.
بدلاً من الحرب.. السلام،
وبدلاً من اليأس.. الأمل،
وبدلاً من اللامبالاة.. الرحمة،
وبدلاً من المرض.. الصحة”.

مقالات مشابهة

  • وزير الصحة يشارك في الدورة الـ72 للجنة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية بالشرق المتوسط
  • وزير الصحة العراقي رئيساً لأعمال الدورة 72 للجنة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط
  • وزير الصحة يشارك في الدورة الـ72 للجنة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية في الشرق المتوسط
  • إنطلاق الدورة ال 72 للجنة الإقليمية لشرق المتوسط بالصحة العالمية
  • وزير الصحة يشارك في افتتاح الدورة الـ72 للجنة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط (RC72)
  • سلطنة عُمان تشارك في اجتماعات اللجنة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط
  • مديرة إقليم شرق المتوسط بـ"الصحة العالمية": منطقتنا تواجه أخطر التحديات الصحية عالميًا
  • وزير الصحة يشارك في الدورة الـ72 للجنة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية
  • استجابة الصحة العالمية لـ56 فاشية للأمراض بإقليم المتوسط