شركة تشاينا ريل وى 18 بيرو جروب اكتمال بناء أطول مبنى فندقي في العالم
تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT
حققت شركة تشاينا ريل وى 18 بيرو جروب (ش.ذ.م.م)إنجازًا كبيرًا من خلال اكتمال بناء سييل (Ciel Tower)، الذي يُعد أطول مبنى فندقي في العالم بارتفاع يبلغ 373.5 مترًا. يعكس هذا الإنجاز التزام الشركة الصينية بمبادرة”الحزام والطريق”، مما يجعله مشهدًا جديدًا ومذهلاً في أفق دبي.
يقع برج سييل في منطقة دبي مارينا النابضة بالحياة، حيث يمتد على مساحة أرض تبلغ 3,662 مترًا مربعًا، بمساحة بناء تقدر بحوالي 102,000 متر مربع.
عند تشغيله،سيوفر سييل 1,100 غرف فندقية، ومسبح مفتوحًا على ارتفاع 306 أمتار، ومطعم في الاعلي على ارتفاع 353 مترًا، بالإضافة إلى 12 مستوى من حدائق معلقة مفتوحة. سيمنح الزوار إطلالات خلابة على معالم دبي الأيقونية، مثل برج خليفة، ومرسى دبي، ونخلة جميرا.
منذ بدء البناء سيل في مايو 2020، اعتمد فريق المشروع نظام نمذجة معلومات البناء (BIM) لإدارة دورة حياة المشروع بالكامل. أتاح هذا النهج الاستباقي تحديد نقاط المخاطر والتحديات التقنية في مراحل مبكرة.
ونتيجة لذلك، تمكن الفريق من التغلب على أكثر من عشر تحديات رئيسية في البناء، بما في ذلك الأعمدة العملاقة على شكل “Y” بارتفاع 10 أمتار، وحدائق معلقة مفتوحة ذات الامتداد الكبير بطول 15 مترًا، وتركيب مصاعد مراقبة عالية السرعة تصل سرعتها إلى 10 أمتار/ثانية. وبفضل فريق إدارة دولي عالي الكفاءة والتعاون، عمل 12 موظف صيني بشكل وثيق مع زملائهم الأجانب، مما أدى إلى تعزيز الإنتاجية بشكل كبير. وقدأولوا الأولوية للسلامة والجودة ورضا العملاء، وحققوا عدة إنجازات رئيسية:
• في أغسطس 2020، تم صب 8,000 متر مكعب من الخرسانة بسماكة 7 أمتار في عملية متواصلة واحدة، مما أدى إلى إكمال أساس الحصيرة.
• في يوليو 2021، تقدم المشروع إلى مرحلة بناء الطوابق النموذجية.
• في نوفمبر 2021، سجل الفريق رقمًا قياسيًا لأسرع سرعة بناء للطوابق القياسية في دبي مع”سقف واحد كل ثلاثة أيام”، وحققوا إنجازًا بـ”سبعة أسقاف في شهر واحد”.
• في أغسطس 2022، اكتمل الهيكل الرئيسي لسيل عند 76 طابقًا، بارتفاع بلغ 306.5 مترًا.
• في يناير 2023، اكتمل بناء جميع الهياكل الرأسية، ليصل البرج إلى ارتفاع 373.5 مترًا.
• حتى الآن، تم الانتهاء بالكامل من أعمال الديكور الداخلي والخارجي للفندق، بالإضافة إلى تركيب جميع الأنظمة الميكانيكية والكهربائية، مما يضمن تلبية المعايير التشغيلية ومتطلبات الفندق.
كما تضمن المشروع مفاهيم وتقنيات صينية مبتكرة، مثل استخدام ألواح جدران خرسانية مسبقة الصنع خفيفة الوزن، وخرسانة ذاتية الدمك عالية القوة،وغيرها من المواد اجديدة الأخرى. علاوة على ذلك، تم تنفيذ نظام معالجة مياه الصرف الصحي لتحقيق إعادة تدوير المياه، مما يعكس التزامًا قويًا بالاستدامة البيئية.
كما تم استخدام معدات ومنتجات صينية في مختلف مراحل البناء، مما ساهم في تعزيز ودعم تطور الصناعة الصينية، بالإضافة إلى تحفيز التوظيف المحلي وتنمية الصناعات المرتبطة.
وحتى الآن، قامت شركة تشاينا ريل وى 18 بيرو جروب (ش.ذ.م.م) ببناء أكثر من 70 مشروعًا خلال 20 عامًا، بما في ذلك 13 مبنىً فائق الارتفاع يزيد ارتفاعها عن 100 متر. يُبرز هذا السجل سرعة البناء العالية، والإدارة الممتازة للمشاريع، وفريق إدارة محترف، مما أكسب الشركة دعمًا مستمرًا من العملاء والاستشاريين. ويُعتبر إتمام برج سييل بنجاح رمزًا هامًا ولحظة مجيدة تمثل علامة فارقة جديدة للمشروعات الصينية في قطاع المباني فائقة الارتفاع على المستوى العالمي، بالإضافة إلى تعزيز العلاقة التعاونية بين الصين والإمارات. كما يُسهم المشروع بشكل قوي واستباقي في مبادرة رؤية2030 .
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: بالإضافة إلى
إقرأ أيضاً:
الزكاة في الحديدة.. ثمرة الوعي ورافعة التكافل الاجتماعي
تقرير/ جميل القشم
في مشهد يفيض بمعاني الرحمة والإحسان ووضوح الأثر وصدق التوجه، يواصل مكتب الهيئة العامة للزكاة في محافظة الحديدة تنفيذ مشاريعه النوعية التي تجسد حضور الدولة إلى جانب المستضعفين، وتؤكد أن فريضة الزكاة أصبحت رافعة عملية تسهم في بناء مجتمع متماسك.
ويمثل مشروع توزيع الزكاة العينية للعام 1446هـ، الذي يستهدف 17 ألف أسرة فقيرة، وأغلبهم مرضى سرطان وفشل كلوي، ضمن خارطة مشاريع الزكاة المتنامية، محطة جديدة في مسار هذا التوجه التنموي المتكامل، الذي يعلي من قيمة الفقير، ويُرسّخ مبادئ العدالة الاجتماعية عبر أدوات مُحكمة ومؤسسات راسخة.
أصبحت الزكاة في التجربة اليمنية، وتحديداً بمحافظة الحديدة، منظومة تنموية متكاملة تسير وفق رؤية واضحة، تتفاعل فيها روح التكافل مع آليات الأداء المؤسسي المنضبط، وتنعكس آثارها المباشرة على حياة الفقراء والمعوزين.
المشروع الذي حمل شعار “غذاء واكتفاء”، يجسد جزءاً من مسار طويل يستبطن رؤية واضحة لإحياء روح الفريضة وتحقيق الغاية الكبرى منها، المتمثلة في إغناء الفقير، وكفاية المحتاج، وحفظ كرامة الإنسان في ظل الأزمات الاقتصادية والإنسانية المتعددة.
وفي تجسيد عملي لتلك الرؤية، شمل المشروع توزيع 15 ألف قدح من الحبوب، و4500 لتر من زيت السمسم، وألفي كيلوجرام من العسل البلدي، وكلها منتجات يمنية خالصة، في رسالة واضحة مفادها أن العطاء يمكن أن يحمل هوية، وأن الغذاء في أيدي الفقراء والمحتاجين يجب أن يكون مما ينتجه الوطن ويعتز به.
أولوية الاستجابة للمناطق الأشد احتياجا تبرز النهج العملي الذي تتبناه الهيئة في إدارة مشاريعها، حيث تقدّم الحاجة الفعلية على الاعتبارات الشكلية، ويراعى واقع الأسر الفقيرة وفق معايير شفافة، في تأكيد على تطور فلسفة إدارة الزكاة واحترافيتها المتنامية.
يعكس المشروع التوجه الرسمي نحو تكريس فريضة الزكاة كأداة استقرار اجتماعي، تتجاوز حدود الإحسان إلى بناء منظومة تكافلية مستدامة، حيث يسهم توزيع الزكاة في مصارفها الشرعية في تعزيز الثقة المجتمعية، وإعادة ضبط بوصلة العلاقة بين الفقير وهيئة الزكاة على أساس من الإنصاف والشفافية.
ومن زاوية التعبئة المجتمعية، فإن مشروع الزكاة يبرز كجزء من أدوات الصمود، إذ لا يمكن الحديث عن ثبات اجتماعي دون منظومة حماية داخلية تتكفل بالفقراء وتسد فجوات العوز، والزكاة هنا تؤدي هذا الدور ببراعة ودقة.
تجلى تطور أدوات الهيئة في وضوح معايير التوزيع وشفافية الآليات، فقد اعتمد المشروع على بيانات ميدانية ودراسات واقعية بالتنسيق مع المجالس المحلية، ما يعكس انتقال الزكاة من العمل الموسمي إلى العمل المهني طويل المدى.
وتأتي هذه الزكاة العينية ضمن منظومة متكاملة تعمل على تلبية الاحتياجات الأساسية للأسر الفقيرة، في مسار متدرج يُراعي الأولويات المعيشية ويعزز من حضور الزكاة كرافعة اجتماعية واقتصادية، حيث يعاد توجيه الموارد بما يحقق التوازن بين الاستجابة الإنسانية الفورية وترسيخ مفهوم العدالة في توزيع الزكوات.
الزكاة هنا تمثل مشروعا وطنيا مصغرا ينطوي على أبعاد اقتصادية واجتماعية متداخلة، حيث تسهم في تنشيط السوق المحلي، ودعم المزارعين والمنتجين المحليين، وتوفير الغذاء للأسر المحتاجة، في حلقة تكاملية تعزز الدورة الاقتصادية وترسخ قيم التكافل والاعتماد على المنتج الوطني.
ومن ناحية اجتماعية، فإن الأثر التراكمي لهذا النوع من المشاريع يتمثل في تفكيك بؤر الفقر، وتحصين النسيج المجتمعي من أمراض الحقد الطبقي، عبر إشعار الفقير أن له مكانا محفوظا في خارطة أولويات الدولة والمجتمع.
في بُعده الإيماني، يمثل المشروع تجسيداً لفهم عميق لمعنى الزكاة، حيث تصرف في مواضعها بحس ديني ووطني، يستحضر أوامر الله ويستقرئ مقاصد التشريع في بناء أمة متماسكة عادلة.
تنامي مؤشرات تحصيل الموارد الزكوية، كما تؤكد إدارة المصارف بمكتب الهيئة العامة للزكاة، يعكس تنامي الثقة المجتمعية بدور الهيئة، وفعالية جهود التوعية التي رسخت الزكاة كقيمة إنسانية واجتماعية ذات بعد وجداني ومسؤولية جماعية ودينية.
وعلى مستوى البنية المؤسسية، فإن الهيئة العامة للزكاة تمضي بثبات في ترسيخ معايير النزاهة وتحسين أدوات الأداء، وهو ما جعلها مثالا للمؤسسة الحكومية القادرة على إدارة مورد شرعي بروح المسؤولية وفاعلية التأثير.
أصبح الفقير يترقب موسم الزكاة كمحطة للكرامة، ومؤشر على اهتمام الدولة بأضعف حلقات المجتمع، في دلالة عميقة تسهم في بناء علاقة سليمة بين الشعب ومؤسساته، وتعزز من الثقة والانتماء في إطار تكافلي يحترم الإنسان وحقوقه.
وفي هذا الاطار أكد مدير عام مكتب الهيئة العامة للزكاة في المحافظة، محمد هزاع، أن مشروع الزكاة العينية يأتي امتدادا لرؤية استراتيجية واضحة تعلي من مكانة الفقير، وتجسد التزام الهيئة بتحقيق الكفاية والكرامة لكل محتاج، عبر مصارف الزكاة المشروعة والمنظمة.
وأوضح أن توزيع الزكاة العينية على 17 ألف أسرة فقيرة، غالبيتهم من مرضى السرطان والفشل الكلوي، يجسد بُعداً إنسانياً عميقاً، حيث يقدم العون لمن هم في أمس الحاجة إليه بكرامة واحترام، ويصاغ العطاء بلغة الرحمة والانتماء، من خلال منتجات محلية تعبر عن روح الوطن وتعيد الحياة إلى من أنهكتهم المعاناة.
ونوه إلى أن النجاحات التي يحققها مكتب الزكاة تعكس حالة من النضج المؤسسي في الأداء، حيث تدار الموارد وفق بيانات دقيقة، وخطط مدروسة، وشراكات فعالة مع السلطات المحلية، ما يجعل كل مشروع زكوي نتيجة مباشرة لجهد جماعي منظم.
ولفت هزاع إلى أن تزايد الثقة المجتمعية بمشاريع الزكاة في الحديدة هو ثمرة مباشرة لحرص الهيئة على التوجيه السليم للمصارف، والالتزام الصارم بمبدأ الإنصاف في التوزيع، ما جعل الزكاة اليوم أداة بناء لها أثرها الواضح في حياة الناس.
وأفاد بأن رؤية الهيئة تقوم على جعل كل موسم زكوي محطة فارقة في تحسين حياة الفقراء، وإبراز دور الدولة كمؤسسة راعية ومسؤولة، تعطي كل ذي حق حقه، وتؤسس لمجتمع أكثر تماسكا وعدالة واطمئناناً.