بوابة الوفد:
2025-07-31@16:40:09 GMT

سوريا.. وخريطة الشرق الأوسط

تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT

تعيش سوريا لحظات فارقة فى تاريخها، بعد أن سقط نظامها السياسى، الذى امتد لأكثر من نصف قرن بقيادة - الأسد - الأب والابن، وكان سببًا فى ترسيخ الطائفية والعرقية فى هذا الوطن العريق، وربما تكون حالة الفرح التى سيطرت على شريحة كبيرة من السوريين، كاشفة بجلاء عن التخلص من هذا النظام الطائفى الذى تسبب فى تقطيع أوصال سوريا فى السنوات الأخيرة وجعلها ساحة خصبة للتدخلات الأجنبية وفقد مناطق كبيرة فى الشرق والشمال والشمال الغربى، بعد أن استدعى هذا النظام بنفسه التدخلات الخارجية لحمايته فى مواجهة شعبه، من خلال إيران وحزب الله والقواعد الروسية، وهو ما استدعى التدخل الأمريكى ليكون له مواطئ قدم بحجة مواجهة الإرهاب الذى شكلته الولايات المتحدة ودربته ودعمته لتحقيق أكبر قدر من المكاسب للأراضى والمدن السورية، وهو ما شجع تركيا أيضًا أن تغتنم الفرصة لاحتلال مناطق سورية، وباتت سوريا تعيش فى جزر منعزلة واضطر الملايين من السوريين للهجرة إلى الدول العربية والأوروبية، إلى أن جاءت لحظة التفاهمات الدولية الجديدة التى باع فيها الجميع نظام الأسد.

من المبكر الحكم على مستقبل سوريا فى ظل تعدد الوكلاء داخل المشهد السورى الآن، سواء كانوا وكلاء لدول إقليمية أو دولية، أو حتى كانوا من المعارضة السورية الوطنية، وذلك لأسباب جوهرية وهامة، يأتى على رأسها استمرار المشروع الأمريكى للشرق الأوسط الجديد، الذى يعتمد على دعم تيارات الاسلام السياسى بهدف وصولها للحكم فى كل الدول العربية، وتوطين تيارات الاسلام السياسى بما فيها من التيارات المتشددة والإرهابية داخل المنطقة العربية، وإقامة أنظمة سياسية قائمة على أسس طائفية وعرقية، سوف تؤدى لا محالة إلى تقسيم عدد من الدول إلى عدة دويلات متصارعة بشكل مستمر، وليس أدل على ذلك من تجربة تقسيم السودان، ثم التجربة العراقية وتسطير دستور عراقى قائم على الطائفية والعرقية، وبعدها جاء الربيع العربى الذى تشكل أحداث سوريا الآن جولة أخرى منه، واستقبله السوريون بفرح شديد، كما حدث سابقًا فى كثير من الدول العربية فى الجولة الأولى من الربيع العربى، ومازالت تدفع ضريبته حتى الآن، بسبب وقوع الشعوب بين فكى رحى الديكتاتورية أو الفوضى، لذلك الشعب السورى الآن أمام تحد هو الأعظم فى تاريخ سوريا الحديث، ومدى قدرته على الحفاظ على وحدة سوريا بكل مؤسساتها وطوائفها فى مواجهة شر التقسيم والسقوط فى الفوضى الخلاقة على غرار دول عربية أخرى.

الآن سوريا فى أمس الحاجة إلى الدول العربية أكثر من أى وقت مضى، قبل أن تتفكك وتتحول إلى أشلاء وبؤر متصارعة لوكلاء قوى دولية أو اقليمية.. بل إن كل دروس الماضى البعيد والقريب، تؤكد أن الدول العربية فى نفس الحاجة إلى استمرار وحدة سوريا لأسباب تاريخية وقومية وأمنية وسياسية، ويكفى الدول العربية شاهد واحد من كل الأحداث الجارية، وهو سرعة رد الفعل الصهيونى بالقيام باحتلال أجزاء من سوريا، وشن غارات جوية متواصلة لتدمير سلاح الجو السورى، والاسطول البحرى والمركز العلمى وكل ما يستطيع تدميره من مؤسسات الدول السورية حتى لا تقوم لها قائمة مرة أخرى.. ولم تقف خسة وحقارة نتنياهو عند حد استغلال الأحداث بهذا الشكل الوضيع والانتهازى، بل كشف بكل وضوح عن المخطط الحقيقى، عندما قال إن إسرائيل ترسم خريطة الشرق الأوسط الجديد فى رسالة تحمل من الفجاجة والتحدى ما يدعو كل الدول العربية إلى تحرك جاد لمساندة سوريا فى هذه اللحظات الفارقة والحاسمة على تجاوز أزمتها والحفاظ على وحدتها، ويجب على جامعة الدول العربية أن تكون وعاء حاضنًا لموقف عربى موحد يرسخ وحدة سوريا من خلال تبنى موقف دولى وصدور قرارات دولية تحافظ على وحدة وهوية الدولة السورية.

حفظ الله مصر

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: صواريخ تعيش سوريا بقيادة الأسد الدول العربیة سوریا فى

إقرأ أيضاً:

روسيا: السلام في الشرق الأوسط لن يتحقق دون إقامة دولة فلسطينية

أكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي فيرشينين أنه من المستحيل تحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط دون إقامة دولة فلسطينية، واصفًا الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة بأنه "انتهاك واسع النطاق للإنسانية".
وقال فيرشينين، خلال مؤتمر الأمم المتحدة الدولي رفيع المستوى بشأن التسوية السلمية لقضية فلسطين وتنفيذ حل الدولتين: "إن الأحداث في الشرق الأوسط، والأزمة غير المسبوقة والتصعيد الكبير للعنف، برهنت مجددًا على أنه بدون حل عادل ودائم لقضية فلسطين لن يكون هناك سلام وأمن حقيقيان في المنطقة".
وأضاف: "ما يحدث اليوم في الأراضي الفلسطينية المحتلة يتجاوز الوصف، إننا نشهد تطوّرًا مأساويًا من الانتهاك واسع النطاق للإنسانية والمعاناة والخسائر الفادحة والدمار".

تدهور الوضع الإنساني

حذر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) من أن الوقت ينفد لتقديم استجابة إنسانية شاملة في قطاع غزة، حيث يتدهور الوضع الإنساني بوتيرة مقلقة.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي فيرشينين - رويترز

أخبار متعلقة باكستان تؤكد دعمها مبادرة المملكة وفرنسا لإقامة دولة فلسطينيةأبو الغيط: السلام الدائم لن يتحقق إلا بإنهاء احتلال الأراضي الفلسطينيةفرنسا تؤكد أن دولًا أوروبية ستتعهد قريبًا بالاعتراف بدولة فلسطين

وأوضحت المنظمتان الأمميتان -في بيان مشترك اليوم- أن قطاع غزة يواجه خطر المجاعة الشديد، حيث وصلت مؤشرات استهلاك الغذاء والتغذية إلى أسوأ مستوياتها منذ بدء الصراع، وفقًا للبيانات الواردة في أحدث تنبيه للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC).

انهيار الخدمات الأساسية

وأضاف البيان أن الصراع المستمر، وانهيار الخدمات الأساسية، والقيود الشديدة المفروضة على إيصال وتوزيع المساعدات الإنسانية من قِبل الأمم المتحدة؛ أدَّى إلى ظروفٍ كارثية للأمن الغذائي لمئات الآلاف من الناس في جميع أنحاء قطاع غزة.
وشدد البيان على أن وكالات الأمم المتحدة تجدد دعواتها العاجلة إلى وقف إطلاق نار فوري ومستدام لوقف القتل، وتعزيز العمليات الإنسانية المُنقذة للحياة.

مقالات مشابهة

  • فورين أفيرز: كيف يفسد نتنياهو فرصة ترامب للسلام؟
  • الشرق الأوسط فوق رقعة النار.. هل تقترب الحرب الكبرى؟
  • الأقليات في الشرق الأوسط بين الاعتراف والإنكار
  • محللة سياسية: موقف فرنسا من الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني مميز وأسبق من دول أخرى
  • أول سيارة طائرة هجينة تنطلق من الإمارات
  • بيان جديد لـطيران الشرق الأوسط.. ماذا أعلنت فيه عن تأجيل بعض الرحلات؟
  • بديل أمريكا عن مؤتمر نيويورك ... لا شيء
  • روسيا: السلام في الشرق الأوسط لن يتحقق دون إقامة دولة فلسطينية
  • مجلس الوزراء: المملكة تواصل جهودها لإرساء السلام العادل في منطقة الشرق الأوسط
  • حمزة: تلقينا حتى الآن تأكيدات بمشاركات دولية كبيرة إضافة إلى مشاركة فاعلة من المحافظات السورية والقطاعات الصناعية والزراعية والحرفية وهو ما يجعل من هذه الدورة منصة وطنية شاملة تعبر عن قدرات سوريا وتنوعها