وجه آخر لـ «البالطو الأبيض».. أطباء سرقوا أدوية السرطان وآخرين انتهكوا حرمة الحياة
تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT
أشخاص جعلوا من البالطو الأبيض ستارا لإخفاء وجه الشيطان الذي بداخلهم، ارتكبوا جرائم بلا رحمة، سطرت السجلات الجنائية عنهم العديد والعديد من السطور عن ما اقترفته أيديهم بل «مخالبهم»، وفي هذا التقرير ينشر موقع صدى البلد قصة «شياطين البالطو الأبيض».
. ضبط 7 متهمين بسرقة ملفات صرف الأدوية لمرضي السرطان بالمحلة
لعل أبرز قضايا أطباء بلا رحمة، كانت قضية طبيب الساحل، الذي سطر نهاية لزميله بمعهد ناصر لسرقة أمواله، وآخرهم كان ضبط أطباء وممرضين في الغربية لسرقتهم مستندات صرف أدوية مرضى السرطان، لا سيما قرار المحكمة بتأييد السجن المشدد لطبيب الأجنة والأجهاض في الجيزة.
قضية طبيب الأجنة الذي استتر خلف البالطو الأبيض لإجهاض السيدات، بدأت بمداهمة مركز طبي، وتمكنت حينها الشرطة من ضبط متهمين متلبسين أثناء إجراء عملية إجهاض لسيدة تُدعى ك.م، فضلًا عن ضبط 3 أجنة محترقة، والعثور على عقاقير مخدرة ومسدس صوت و10 طلقات، وباشرت النيابة التحقيقات في الواقعة وقررت إحالة الطبيب صاحب المركز للمحاكمة لأنه أنشأ في عام 2017 مركزا طبيا للنساء والتوليد، وبدأ إجراء عمليات إجهاض نظير أجر مادي 1500 جنيه، وكان يحرق الأجنة بمحرقة صنعها خصيصا أعلى سطح العقار محل سكنه والمتواجد به المركز الطبي، وبعدها يلقيها لكلاب شرسة يربيها.
التحقيقات أضافت أن المتهم قام بإدارة المركز خاصته دون ترخيص واستخدامه في إجراء عمليات الإجهاض من الحمل السفاح، وكذا حيازة وإحراز مواد مخدرة دون ترخيص، واستخدامها في إجراء تلك العمليات غير المشروعة والاتجار بها في غير الأحوال المصرح بها قانونا، وبعد إحالته للمحاكمة عاقبته محكمة جنايات الجيزة بالسجن المشدد 10 سنوات عن التهمة الأولى وهي الإجهاض والسجن 3 سنوات عن التهمة الثانية حيازة مواد مخدرة.
في الغربية نجحت أجهزة الأمن في ضبط 7 أطباء وطاقم تمريض اتخذوا من البالطو ستارا أيضا لارتكاب جرائمهم، حيث قاموا بالاستيلاء على ملفات حصر صرف أدوية مرضي السرطان بعيادة ابن سينا بقيمة مالية تصل لأكثر من 10 مليون جنيه، حيث ورد بلاغا من مسئولي مجلس إدارة عيادات ابن سينا التابعة لفرع التأمين الصحي بطنطا يفيد باختفاء وسرقة ملفات حصر صرف الأدوية لمرضي السرطان بقيمة مالية تتجاوز 10 مليون جنيه.
بتكثيف التحريات والجهود الأمنية تبين أن وراء ارتكاب الواقعة نحو 7 متهمين من بينهم أطباء وطاقم من التمريض والإداريين وتم ضبطهم، وكلفت إدارة البحث الجنائي بالتحري ظروف وملابسات الواقعة وتحرر محضر بالواقعة وأخطرت النيابة العامة للتحقيق والتي أمرت بحبس المتهمين 4 أيام علي ذمة التحقيقات.
تفاصيل مؤلمة كشفها بكاء مريضة فور خروجها من غرفة العمليات حيث اثار انهيارها الطبيب المعالج وعندما سألها كان السبب مفاجأة بشكواها من ممرض انتهك جسدها مستغلا حالة التخدير وعدم افاقتها الكاملة من الجراحة التي خضعت لها، حيث تبين أن المتهم انتهك حرمة جسد مريضة عندما كانت في غرفة الافاقة حيث فوجئت بممرض يلمس اجزاء حساسة من جسدها ويهتك عرضها ثم قام بتقبيلها مستغلا عدم قدرتها على مقاومته بسبب عدم افاقتها الكاملة من البنج.
أضافت المريضة انها في المرحلة الأخيرة من الافاقة دخلت في نوبة بكاء شديدة فاستدعى طاقم التمريض الطبيب المعالج لها وسألها حول سبب بكاءها لتخبره لتعرضها للتحرش وهتك العرض من ممرض بالمستشفى فعرض عليها عدد من الممرضين لكنها لم تتعرف على اي منهم ليتأكد الطبيب ان الممرض من فريق تمريض العمليات فاستدعاهم ايضا فتعرفت المريضة على احدهم.
قصة طبيب التجمع، ذلك الشخص الذي أكمل عامه الـ 57 وظل طوال ثلاث سنوات يرتكب جريمة بشعة في حق بناته الثلاثة، اللاتي لم تتجاوز أكبرهن الثامنة عشر ميلاديا، حيث قام بالتعدي عليهن جسديا طوال هذه الفترة داخل فيلته في منطقة التجمع الخامس، حيث تبين أنه كان يهددن بالإيذاء البدني في حال رفضهن الممارسة معهن، وبعد إقامة العلاقة معهن كان يقوم بحبسهن داخل غرف في الفيلا الخاصة به لمنعهن من الهروب منه، وهو ما أكدته الفتيات خلال التحقيقات التي تمت في الواقعة.
إحدى بنات طبيب التجمع أخطرت الشرطة بما يقوم به، وقررت أنها تعرضت وشقيقاتها للاغتصاب والممارسة الغير مألوفة على يد والدهن وكان يستغل سلطته عليهن ويرتكب تلك الجرائم مستخدما عنف جسدي لإجبارهن على الانصياع له، ثم كان يقوم بحبسهن في غرف داخل الفيلا المملوكة له في التجمع الخامس، وخلال التحقيقات قرر الأب واعترف بارتكاب جريمته في حق بناته، وأنه استغل ضعفهن وسلطته عليهن وقام بمواقعتهن كرها عنهم في الفيلا الخاصة به وبعد انتهاء التحقيقات معه أحالته النيابة إلى محكمة جنايات القاهرة التي قررت في النهاية حبسخ 15 عاما سجن مشدد عما أسند اليه من اتهامات.
أما قصة طبيب الساحل، فهو شيطانا ارتدي البالطو، سطر نهاية مأساوية لحياة طبيب بشري - زميله - عمدًا مع سبق الإصرار، والمقترنة بجنايات خطفه بالتحايل، وسرقته بالإكراه، واحتجازه دون وجه حق، وتعذيبه؛ لرغبتهم في الاستيلاء على أمواله، بعدما أوعز إليهم الطبيب المتهم بذلك، لمعرفته بالمجني عليه، وعلمه بثرائه، حيث انتهت تحقيقات النيابة إلى أن المتهم وآخرين قد تخلصا من الطبيب المجني عليه والذي كان على علاقة زمالة بالمتهم الأول عمدًا مع سبق الإصرار، واشتركت المتهمة الثالثة معهما في ارتكاب الجريمة بطريقي الاتفاق والمساعدة، حيث أعد المتهمان مقبرة له في عيادة الطبيب المتهم وجهزا فيها عقاقير طبية وفرتها المتهمة الثالثة لهما لحقن المجني عليه بها حتى الموت.
ولكي ينقلوه إلى تلك المقبرة استدرجوه بداية إلى وحدة سكنية استأجروها، حيث اتصلت المتهمة بالمجني عليه وأوهمته بحاجة والدتها لتوقيعه كشفًا طبيًّا منزليًّا عليها لكبر سنها وضعفها، فاستجاب لادعائها، والتقى- كما اتفقت معه- بالمتهم الثاني الذي تظاهر له بنقله إلى حيث مسكن المريضة، فاستدرجه بذلك تحايلًا إلى الوحدة السكنية المشار إليها، والتي كان يتربص له فيها الطبيب المتهم.
وبعد وصول المجني عليه إليها؛ أجهز المتهمان عليه، وحقنه الطبيب المتهم بعقار مخدر، وتعديا عليه بالضرب وبصاعق كهربائي، وسرقا منه بالإكراه هاتفه المحمول ومبلغًا نقديًّا كان معه، وبطاقاته الائتمانية، ثم أحضرا كرسيًّا نقالًا، وتظاهرا- بعد غيابه عن الوعي- بمرضه، ونقلاه إلى العيادة التي فيها المقبرة التي حفراها سلفًا، فألقياه بها؛ بعد أن قيدا حركته بوثاق، وعصبا عينيه، وكمما فاه، وأمعنا في حقنه بجرعات إضافية من العقاقير المخدرة، قاطعين سبل الحياة عنه، قاصدين بذلك قتله؛ حتى أوديا بحياته، فواريا جثمانه بالتراب داخل المقبرة، وبعد إحالته للمحاكمة قضت محكمة جنايات القاهرة، بمعاقبة الطبيب المتهم في قضية طبيب الساحل بالإعدام شنقا.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الغربية البالطو الأبيض طبيب الساحل طبيب التجمع البالطو طبيب الأجنة ممرض الجيزة المزيد البالطو الأبیض الطبیب المتهم طبیب الساحل
إقرأ أيضاً:
الدكتور امتياز سليمان.. الطبيب الذي أصبح رمزًا للعطاء الإنساني بأفريقيا والعالم
في أحد مطاعم مدينة ديربان، التقيت الدكتور امتياز سليمان، مؤسس منظمة "وقف الواقفين"، إحدى أبرز منظمات الإغاثة في جنوب أفريقيا. كان قد أنهى للتو اجتماع إفطار مع ممثلين عن شركة متخصصة في رعاية العيون تبرعَت بمستلزمات طبية بقيمة مليون راند لدعم برنامج إزالة المياه البيضاء الذي تديره زوجته ضمن المنظمة.
قبل ذلك بيوم، كان في جوهانسبرغ لتسلُّم "جائزة التيتانيوم للتميّز في توفير الرعاية الصحية"، التي منحته إياها هيئة ممولي الرعاية الصحية في جنوب أفريقيا، تقديرًا لجهود منظمته في تعزيز النظام الصحي بعد جائحة كوفيد-19، من خلال تحسين البنية التحتية وتقليص قوائم الانتظار الجراحية وتقديم الرعاية الأولية للمجتمعات المهمشة.
رغم جدول أعماله المزدحم، فلا يعرف الدكتور سليمان معنى للراحة، إذ يؤكد: "أعمل 365 يومًا في السنة. لا أحب العطلات، بل أجدها مرهقة".
ينام 3 ساعات فقط يوميًا، ويخصص بقية وقته لعائلته الكبيرة التي تضم زوجتين، و6 أبناء، و9 أحفاد. حتى ابنته الصغرى، البالغة من العمر 9 سنوات، ترافقه في المؤتمرات، ويصر على حضورها، وإلا يعتذر عن المشاركة.
تأسست منظمة "وقف الواقفين" عام 1992، استجابة لتوجيه "روحي" يقول دكتور سليمان إنه تلقاه خلال زيارة إلى تركيا. يتذكر تلك اللحظة قائلًا: "قال لي مرشدي الروحي: يا بني، لا أطلب منك، بل آمرك بتأسيس منظمة اسمها بالعربية سيكون ‘وقف الواقفين’. ستخدم جميع الناس، من كل الأعراق والأديان والثقافات، دون مقابل، ولا حتى كلمة شكر".
إعلانكان حينها طبيبًا شابًا في أوائل الثلاثينيات من عمره، يدير 3 عيادات في بلدته بيترماريتسبورغ. لكنه قرر الاستجابة لأزمة البوسنة، وأرسل 32 حاوية مساعدات إلى هناك. ومن تلك التجربة، تعلّم كل ما يحتاجه في العمل الإنساني: من اللوجستيات والتحويلات المالية، إلى البيروقراطية، والشحن، والطيران، والمخاطر، والدبلوماسية.
في العام التالي، صممت المنظمة مستشفى متنقلًا، وأرسلته داخل حاويات من جنوب أفريقيا إلى البوسنة. يقول بفخر: "كانت أول مرة في العالم يُبنى فيها منتج طبي بتكنولوجيا أفريقية ويُرسل إلى أوروبا".
منظمة متعددة الأوجهبعد تأسيس "وقف الواقفين"، اضطر سليمان للتخلي عن عياداته الطبية. يقول: "المشاريع أضيفت مع مرور الوقت– كانت هناك حاجة، وجاء الناس إلينا، فدرسنا الأمر ونفذناه".
بدأت المؤسسة بتقديم خدمات متنوعة، منها مطابخ لتوزيع الطعام، ومنح دراسية للطلاب غير القادرين على دفع الرسوم، وخدمات استشارية للمحتاجين.
على مدى أكثر من 3 عقود، تدخلت المنظمة في أزمات إنسانية في رواندا، والشيشان، وأفغانستان، وكوسوفو، وفلسطين، وموزمبيق، ونيبال، وغيرها. كما أسهمت في تحرير رهائن جنوب أفريقيين دون دفع فدية، مثل يولاند كوركي وستيفن ماكغوان في اليمن عام 2014، وفي مالي عام 2017.
يقول سليمان "بعض المنظمات تقدم خيامًا أو طعامًا أو أدوية. نحن نقدم كل شيء: فرق طبية، ومستشفيات ميدانية، ودعم نفسي، ومعدات، وحتى مفاوضات لتحرير الرهائن. يمكننا إنشاء مستشفى كامل في الصومال خلال 3 ساعات، أو غرفة عمليات على مدرج طائرات خلال 45 دقيقة".
اليوم، تضم المنظمة مكاتب في جنوب أفريقيا، وزيمبابوي، وملاوي، والصومال، واليمن، وغزة، وسوريا، وتركيا، ويعمل بها أكثر من 600 موظف.
إعلان رؤية سليمان لأفريقيارغم التحديات، يرى سليمان أن جنوب أفريقيا هي "أعظم بلد في العالم"، مشيدًا بحرية التعبير فيها، لكنه يعترف بأن الفساد والبيروقراطية يعرقلان التقدم. ويؤكد أن الحكومة تتعاون مع منظمته بشفافية، رغم الصعوبات.
مؤخرًا، عيّنه الرئيس سيريل رامافوزا ضمن لجنة وطنية تضم 31 شخصية بارزة لقيادة الحوار الوطني في البلاد.
أما عن القارة الأفريقية، فيدعو سليمان إلى التحرر من النفوذ الأجنبي، ويقول: "لدينا الموارد، ولدينا الانسجام. يجب أن نعيد بناء قارتنا بأنفسنا، بكرامة وفخر، دون أن نسمح لأي قوة خارجية أن تملي علينا ما نفعل".