تعيين مبعوث أمريكي جديد للسودان .. تحريك الجمود السياسي مهمة صعبة بانتظار خلف توم بيرييلو
تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT
يواجه المبعوث الأميركي الجديد إلى السودان مهمة صعبة في تحقيق اختراق في الأزمة المستعصية في البلاد، فيما يمثل تعيينه اختبارا لجهود الولايات في الضغط على الجيش السوداني للاستجابة إلى المساعي الدولية بالجلوس إلى طاولة المفاوضات والوصول إلى وقف الحرب وإعادة الاستقرار إلى البلد الذي أصبح على شفا التمزق.
متابعات – تاق برس
وسيتم تعيين مبعوث أميركي جديد إلى السودان في يناير المقبل، بعدما أجاز الكونغرس قبل يومين اقتراح التعيين.
ويأتي المبعوث الجديد خلفا للمبعوث المؤقت الحالي توم بيرييلو الذي تم تعيينه في فبراير الماضي، دون أن يحقق أيّ نتيجة تذكر على الأصعدة كافة؛ إذ رفض قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان جميع المبادرات التفاوضية التي تقدم بها بيرييلو.
وسيتولى المبعوث الخاص الجديد قيادة الجهود الدبلوماسية الأميركية المتعلقة بالسودان، مع التركيز على دعم الجهود السياسية لحل النزاع، ومعالجة الأزمة الإنسانية الناجمة عن الحرب.
وينص القرار على أن يقدم المبعوث الخاص تقاريره مباشرة إلى وزير الخارجية، مع التشاور المستمر مع لجان الكونغرس المختصة لإطلاعها على المستجدات.
وحدد القرار أولويات المبعوث الجديد في “بذل الجهود لإنهاء الحرب المستمرة في السودان منذ 19 شهرا، ورسم مسار مستقبلي للسلام المستدام، ودعم التحول الديمقراطي، إضافة إلى متابعة تنفيذ السياسات بالتنسيق مع الجهات المختصة في وزارة الخارجية والشركاء المحليين والدوليين.”
ويرى متابعون أن إدارة ترامب قد تعمل بجد على هذا الملف، خصوصا أن السياسة الأميركية تبدو داعمة للاستقرار ووقف الحروب في المنطقة، كما توجد مؤشرات عديدة على أن المبعوث الجديد إلى السودان سينجح في مهمة وقف الحرب، من بينها وجود دول أخرى في المنطقة غير راغبة في استمرار الصراعات في الإقليم.
ومن المرجح أن تكون أولى توجهات المبعوث الجديد الضغط على الأطراف المتصارعة ودفعها للجلوس للتفاوض وخصوصا الجيش الذي عرقل سابقا جميع المبادرات بذرائع مختلفة، وفي حال رفض أحد الأطراف الذهاب إلى طاولة المفاوضات ستكون خيارات فرض السلام بالقوة هي الأكثر ترجيحا.
ولم تنجح السياسية الأميركية في عهد الرئيس الأميركي المنتهية ولايته جو بايدن في إنهاء الحرب بالسودان رغم تعيين واشنطن مبعوثا خاصا إلى الخرطوم، هو توم بيرييلو، الذي سعى لذلك مدة 8 شهور مع الأطراف السودانية، لكنه في النهاية فشل في إحداث أيّ اختراق في ملف الأزمة.
وفور إعلان ترامب فوزه بالرئاسة الأميركية سارعت الأطراف السودانية إلى تهنئته بالفوز، معلنة استعدادها للعمل معه لإنهاء الحرب في البلاد.
لكن هناك من قلل من فاعلية الخطوة الأميركية الجديدة نظرا إلى المعطيات الحالية واستمرار الرهان على الحل العسكري، إذ أن تقاطع المصالح الدولية في السودان يشل قدرة الولايات المتحدة على فرض السلام من خلال حمل الأطراف المتقاتلة على الذهاب إلى طاولة التفاوض، إضافة إلى استمرار الجيش في سياسة المناورة تجاه مبادرات التفاوض وعدم نيته إنهاء الحرب من خلال المفاوضات.
المبعوث الأمريكي الخاص توم بيرييلوالمبعوث الأمريكي الخاص للسودانحرب السودانالمصدر: تاق برس
كلمات دلالية: المبعوث الأمريكي الخاص توم بيرييلو المبعوث الأمريكي الخاص للسودان حرب السودان المبعوث الجدید إلى السودان توم بیرییلو
إقرأ أيضاً:
الاحتلال يُعد لسيناريوهات "اجتياح شامل"… خطط جديدة للسيطرة الكاملة على غزة بدعم أمريكي
وصرّح مصدر أمني رفيع لوسائل إعلام عبرية بأن القرار "شديد الصعوبة"، مشيرًا إلى أن توسيع القتال قد يُعرّض حياة الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة للخطر، في حين طالب بـ"حسم واضح" لأهداف الحرب.
في السياق ذاته، هدّد وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس بفتح "أبواب الجحيم" في غزة، إذا لم تُطلق حماس سراح المحتجزين، قائلاً: "هذه حرب غير مسبوقة، ولا تشبه ما مضى".
وتزامن هذا التصعيد مع تسريبات عن خطة تدريجية عرضها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أمام "الكابينيت"، تتضمن إعادة احتلال أجزاء من غزة بهدف تهدئة الخلافات داخل حكومته اليمينية المتطرفة، لا سيما بعد تهديد الوزير المتشدد بتسلئيل سموتريتش بالانسحاب.
وبحسب صحيفة "هآرتس"، فإن الخطة تشمل منح حركة حماس مهلة قصيرة لقبول وقف إطلاق النار، وفي حال الرفض، سيبدأ الاحتلال تنفيذ عمليات ميدانية للسيطرة على مناطق من القطاع، وضمها تدريجياً.
مصادر إسرائيلية زعمت أن الخطة حظيت بموافقة أمريكية ضمنية، رغم الانتقادات العلنية لبعض ممارسات الاحتلال.
في السياق ذاته، وصف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب انسحاب إسرائيل من غزة عام 2005 بـ"الخطأ التاريخي"، في موقف رآه مراقبون دعمًا ضمنيًا لخطة إعادة الاحتلال.
هذه التحركات ترافقت مع تصاعد الدعوات داخل حكومة الاحتلال لفرض "السيادة الإسرائيلية" على القطاع وطرح مشاريع استيطانية فيه، في وقت تُواصل فيه تل أبيب عدوانها العسكري، الذي يُوصف بأنه "حرب إبادة جماعية".
ومنذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023، أوقعت آلة القتل الإسرائيلية أكثر من 205 آلاف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى آلاف المفقودين ومئات الآلاف من النازحين، وسط مجاعة كارثية أودت بحياة 147 مدنيًا على الأقل، أغلبهم من الأطفال.