تأثير الدعاء على القضاء والقدر.. علي جمعة يحسم الجدل
تاريخ النشر: 13th, December 2024 GMT
تحدث الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، عن مسألة تأثير الدعاء على القضاء والقدر، في إطار سؤال وُجّه إليه حول إمكانية تغيير قدر الله بالدعاء، خاصة فيما يتعلق بالدعاء لإبعاد المرض.
في إجابته، أكد جمعة أن القضاء ينقسم إلى نوعين: مبرم ومعلق.
وأوضح جمعة أن القضاء المبرم هو القضاء الذي لا يمكن تغييره أو التلاعب به، لأنه يتعلق بإرادة الله المطلقة التي لا يُسأل عنها، مشيرًا إلى قوله تعالى: "فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ"، ومضيفًا أن الإنسان لا يملك حيلة أمام هذا النوع من القضاء، فهو جزء من حكمة الله الكاملة التي تشمل كل شيء.
أما القضاء المعلق، فأشار جمعة إلى أنه يمكن تغييره بالدعاء إذا كان مستوفيًا لشروطه، واستشهد بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي بين أن الدعاء المقبول عند الله يصعد إلى السماء ويغير من القضاء المعلق.
وأوضح أن من أبرز شروط قبول الدعاء أن يكون الإنسان قد أكل من الحلال، وهو أمر أكده العلماء على وجهين: الأول أن يكون ماله خاليًا من أي تصرف مالي محرم كالرشوة والغش، والثاني أن يكون مطعمه ومشربه خاليين من المحرمات كالميتة ولحم الخنزير أو الخمر.
وأضاف جمعة أن الدعاء إذا كان صادقًا ومقبولًا، فإنه يصعد من الأرض إلى السماء، مستشهدًا بقول الله تعالى: "إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ".
وأوضح أن الدعاء يقابل القضاء في صعوده، حيث يعتلجان (يتصارعان)، وعندما يُقبل الدعاء يغلب القضاء، فيغير الله ما شاء وفقًا لهذا الدعاء.
هل يجوز الدعاء بإطالة العمر؟
وفي سياق آخر، ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" حول حكم الدعاء بطلب إطالة العمر. أجاب الدكتور مجدي عاشور، المستشار العلمي لمفتي الجمهورية، قائلًا إن الدعاء بإطالة العمر جائز شرعًا، مستشهدًا بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: "مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ".
وأكد عاشور أن إطالة العمر ترتبط بحسن العمل وصلة الرحم، مشددًا على أن الدعاء بطلب العمر الطويل يجب أن يقترن بتحسين الأعمال والطاعات، لأن العمر الطويل بغير عمل صالح لا يحقق الفائدة المرجوة للإنسان في الدنيا والآخرة.
هل يشترط الوضوء عند الدعاء؟
أما عن مسألة الطهارة عند الدعاء، فقد أوضح الشيخ عويضة عثمان، مدير الفتوى الشفوية بدار الإفتاء، أن الدعاء هو نوع من أنواع العبادة وذكر الله سبحانه وتعالى، لكنه لا يشترط فيه ما يُشترط في الصلاة من طهارة.
وأشار إلى أن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت عن النبي صلى الله عليه وسلم: "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يذكر الله في كل أحيانه".
وأكد عثمان أن الدعاء يمكن أن يُرفع إلى الله في أي وقت وفي أي حال، سواء كان الإنسان على وضوء أم لا، مشيرًا إلى أن الدعاء هو وسيلة للتقرب إلى الله وإظهار الافتقار إليه، وهو أمر متاح في كل وقت وحال.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: علي جمعة القضاء والقدر المزيد صلى الله علیه وسلم أن الدعاء
إقرأ أيضاً:
سنة الفجر قبل أم بعد؟ .. اعرف فضلها ووقتها
ورد إلى دار الإفتاء المصرية، سؤال يقول "نرجو منكم بيان ما ورد في السنة النبوية الشريفة من الحث على المحافظة على صلاة سنة الفجر، وبيان فضلها، وما هو وقتها؟
وقالت دار الإفتاء إن مِن الأمور التي رغَّبت فيها السُّنَّة المطهرة وأكدت عليها في غير موضع: ركعتا الفجر، أي: سنته؛ فقد ورد في السُّنَّة المشرفة أن ركعتي الفجر خيرٌ من متاع الدنيا، وأنهما من أفضل الأعمال التي يتقرب بها المسلم إلى الله سبحانه وتعالى، ولذلك لم يدعها صلى الله عليه وآله وسلم لا سفرًا ولا حضرًا.
واستشهدت دار الإفتاء بما روي عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «رَكْعَتَا الْفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا»، وعنها أيضًا رضي الله عنها أنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي شَأْنِ الرَّكْعَتَيْنِ عِنْدَ طُلُوعِ الْفَجْرِ: «لَهُمَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا جَمِيعًا» أخرجهما الإمام مسلم.
قال الإمام النووي في "شرحه على مسلم" (6/ 5، ط. دار إحياء التراث العربي): [«رَكْعَتَا الْفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا» أي: من متاع الدنيا] اهـ.
وورد أيضًا عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: "لَمْ يَكُنِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآله وسلم عَلَى شَيْءٍ مِنَ النَّوَافِلِ أَشَدَّ مِنْهُ تَعَاهُدًا عَلَى رَكْعَتَي الْفَجْرِ" متفقٌ عليه.
قال الشيخ ابن القيم في "زاد المعاد" (1/ 305، ط. مؤسسة الرسالة): [وكان تعاهده ومحافظته على سنة الفجر أشد من جميع النوافل، ولذلك لم يكن يدعها هي والوتر سفرًا وحضرًا، وكان في السفر يواظب على سنة الفجر والوتر أشد من جميع النوافل دون سائر السنن، ولم ينقل عنه في السفر أنه صلى الله عليه وآله وسلم صلَّى سنة راتبة غيرهما] اهـ.
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَا تَدَعُوا رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ، وَإِنْ طَرَدَتْكُمُ الْخَيْلُ» أخرجه الأئمة: أحمد في "المسند"، وأبو داود والبيهقي في "السنن"، والبزار في "المسند"، والطحاوي في "شرح معاني الآثار".
وأوضحت أن الأصل أن تؤدى ركعتا سنة الفجر قبل الفريضة؛ لما روته أمُّ حَبِيبَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قال: «مَنْ صَلَّى فِي يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الجَنَّةِ: أَرْبَعًا قَبْلَ الظُّهْرِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ المَغْرِبِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ العِشَاءِ، وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الْفَجْرِ صَلَاةِ الْغَدَاةِ» أخرجه الترمذي في "السنن"، والطبراني في "الكبير".