لبنان ٢٤:
2025-08-01@16:28:59 GMT

سقوط الأسد إضعاف لإيران وحلفائها

تاريخ النشر: 13th, December 2024 GMT

ما حدث في سوريا ليس "بصرة منام". وقد يكون سقوط نظام البعث بعد 55 سنة من الحكم من بين أكثر الأحداث تأثيرًا على وضع المنطقة ومستقبل دولها وشعوبها. ولا شك في أن نصيب لبنان من هذه التأثيرات هو الأكبر من بين سائر الدول. فما كان قائمًا بين لبنان ونظام الأسدين لم تشهده أي دولتين متجاورتين ومتداخلة حدودهما إلى درجة حالت دون ترسيم هذه الحدود البرية والبحرية.

ويكفي أن تكون المسافة التي تفصل بيروت عن دمشق هي الأقرب بين عاصمتين ليس في العالم العربي فحسب، بل في العالم كله، وذلك للتدليل على ما كان بينهما من علاقات على امتداد عشرات السنين، وإن كان أغلبها متوترًا. قد تكون مبررةً هذه الاحتفالات والمهرجانات التي عمّت بعض المناطق اللبنانية كتعبير عفوي عمّا يرمز إليه سقوط هذا النظام بهذه السرعة، الذي لا يزال لغزًا لم يُكشف بعد. فما عاناه قسم كبير من اللبنانيين خلال الوصاية السورية دفعهم إلى مثل هكذا انفعالات. ولكن سرعان ما تذهب مفاعيل "السكرة وتأتي الفكرة". وهذا القول مستند إلى تجارب سابقة في عدد من دول المنطقة التي لفحتها رياح التغيير. وما بين الفوضى والاستقرار خيط رفيع. وقد يكون من المبكر جدًّا الحكم على أحداث سوريا سلبًا أو إيجابًا. وربما تكون لغة العقل والمنطق في هكذا ظروف أجدى من لغة الغرائز المبررة في لحظتها. فالتعاطي مع الزلزال السوري يفرض على الجميع أن يكونوا في مستوى هذا التغيير، الذي لم يكن مفاجئًا لكثيرين، وبالأخص لعدد كبير من اللبنانيين ولغير اللبنانيين، ومن بينهم الإيرانيون، حيث قال مرشد الثورة الامام على خامنئي إنه حذّر الأسد منذ أيلول في شأن التهديدات "لكنه أهمل تحذيرنا". وهذا القول أعاد إلى الذاكرة مشهدية لبنانية مماثلة حصلت قبل سنوات. وهذا النوع من التعاطي يفرض نفسه على جميع المعنيين بما حدث في سوريا. فما هو آتٍ قد يكون أصعب مما فات، لأن هذا الزلزال ستكون له ارتدادات غير محسوبة النتائج، لذلك فإنه من الأفضل التعامل معه بعقل بارد بعيدًا عن العواطف المبررة ليوم واحد وليس لأكثر من ذلك. فما ينتظر لبنان واللبنانيين من نتائج هذه الأحداث المتسارعة قد يفاجئ كثيرين ممن هللوا لسقوط نظام الأسد، مع تكرار التأكيد أن هذا "التهليل" مبرر في لحظة تاريخية قد تكون من بين أهم اللحظات في حياة اللبنانيين، سواء أكانوا مؤيدين للنظام السوري أو معادين له. فمفاعيل هذا "الحدث – الزلزال" لن تقتصر بالطبع على اللحظة الآنية، بل يجب أن تؤخذ من زوايا عديدة، وقد يكون أهمها على الاطلاق ما تقوم به إسرائيل في الداخل السوري، وذلك استكمالًا لما ارتكبته من مجازر في قطاع غزة ولبنان. فهذا السقوط وبهذا الشكل الدراماتيكي لا يمكن فصله لبنانيًا عن حرب الستين يومًا بين "حزب الله" وإسرائيل، والتي انتهت صوريًا باتفاق لوقف النار بعد مفاوضات تولاها الرئيس نبيه بري باسم "حزب الله" باعتباره "الأخ الأكبر"، وباسم لبنان الرسمي في الوقت ذاته. ولا شك في أن لمفاعيل هذين الحدثين المتزامنين من حيث نقطة الالتقاء مع نتيجة واحدة، وهي إضعاف قدرة إيران على التحكم عن بعد بمسرى الأحداث التي تُجرى على أراضٍ عربية. المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: قد یکون من بین

إقرأ أيضاً:

أمين عام حزب الله: لبنان لن يكون تابعاً لإسرائيل ولو اجتمع علينا العالم كله

يمانيون |
أكد الشيخ نعيم قاسم، الأمين العام لحزب الله اللبناني، أن الولايات المتحدة الأمريكية تعمل على تدمير لبنان بشكل ممنهج، خدمةً لمصالح الكيان الصهيوني، مشدداً على أن المقاومة لن تقبل بتحويل لبنان إلى كيان تابع لإسرائيل مهما بلغ حجم التهديدات أو تصاعد الضغوطات الدولية.

وفي كلمة ألقاها بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد القائد فؤاد شكر، قال الشيخ قاسم: “أمريكا لا تسعى فقط إلى حماية إسرائيل، بل إلى صناعة لبنان خاضع وذليل ضمن مشروع ما يسمى ‘الشرق الأوسط الجديد’، وذلك من خلال الفتنة الداخلية، والتجويع، والتخريب الممنهج، ومنع المواطنين من الوصول إلى حدودهم، كل ذلك في خدمة كيان العدو”.

وأضاف: “العدو الإسرائيلي لا يعير أمن مستوطنيه في الشمال أي أهمية، لأنه منشغل بمشروعه التوسعي الذي يبدأ من الجليل ولا ينتهي عند حدود لبنان أو سوريا، في حين أن حزب الله يقف اليوم سداً منيعاً أمام هذا الزحف الاستعماري”.

وأكد الشيخ قاسم أن المقاومة اليوم في حالة دفاع مفتوح، وأن خيار المواجهة سيبقى قائماً حتى لو كلف ذلك حياة الجميع، وقال: “لن نقبل أن يكون لبنان تابعاً أو ملحقاً لإسرائيل، ولو اجتمع علينا الكون كله، ما دام فينا عرق ينبض ونَفَس حي”.

وفيما يخص سلاح المقاومة، جدد قاسم تمسك حزب الله بهذا السلاح، رافضاً كافة الدعوات التي تطالب بتسليمه. وقال: “سلاح المقاومة هو قوة حقيقية للبنان، ولم يُستخدم يوماً في الداخل، بل هو حصنٌ يحمي سيادتنا وكرامتنا. ومن يطالب بتسليمه لا يخدم سوى المشروع الصهيوني والأمريكي”.

كما توجه بالتحية إلى أرواح الشهداء، وفي مقدمتهم الشهيد فؤاد شكر، وكذلك الشهيد إسماعيل هنية الذي ارتقى في اليوم نفسه، واعتبر أن خط الشهادة هو طريق الكرامة والسيادة الوطنية.

وتطرق قاسم إلى المجازر الدموية التي يرتكبها كيان العدو الإسرائيلي في قطاع غزة، مؤكداً أن ما يجري هو “إبادة منظمة برعاية أمريكية وصمت عربي ودولي”. وقال: “استشهد أكثر من 17 ألف طفل في غزة، وقتلت النساء الحوامل وجوّع الأطفال، وسط صمت مطبق من منظمات حقوق الإنسان، وغياب تام للمجتمع الدولي الذي يتغنى بشعارات كاذبة”.

وختم كلمته بالدعوة إلى تحرك عربي ودولي جاد، لا يقتصر على التنديد بل يشمل خطوات عملية، وفي مقدمتها التحرك العسكري لوقف حرب الإبادة بحق أهل غزة، مطالباً الأحرار في العالم بتحمل مسؤولياتهم الأخلاقية والتاريخية.

مقالات مشابهة

  • غادة أيوب: نتطلع إلى عيدٍ قريب يكون فيه كل لبنان تحت سلطة الجيش فقط
  • فتاة تروي لحظات الرعب التي عاشتها مع سقوط لعبة 360 في منتزة الجبل الأخضر بالطائف.. فيديو
  • ملتقى التأثير المدني: متى يصدق شبه الدولة أنه يستطيع أن يكون دولة؟
  • أمين عام حزب الله: لبنان لن يكون تابعاً لإسرائيل ولو اجتمع علينا العالم كله
  • الشيخ قاسم: لبنان لن يكون ملحقًا بـإسرائيل ولن نقبل أن نسلّم سلاحنا
  • الأمين العام لحزب الله: لن نقبل أبدا أن يكون لبنان ملحقا بإسرائيل
  • أول تنسيق أمني بعد سقوط الأسد.. الداخلية العراقية: ضبط شبكة دولية للمخدرات بسوريا
  • الجماز: الرئيس الجديد للهلال لن يكون له الصلاحيات التي كان يتمتع بها من سبقه
  • لأول مرة منذ سقوط الأسد.. الشيباني إلى موسكو
  • 120 ألف لاجئ سوري عادوا من الأردن إلى بلادهم منذ سقوط الأسد