مرضى زراعة الأعضاء يرثون ذكريات وشخصيات المتبرعين.. دراسة تكشف التفاصيل
تاريخ النشر: 13th, December 2024 GMT
تشير دراسة حديثة إلى أن الأشخاص الذين يتلقون عمليات زراعة قلب منقذة للحياة أبلغوا عن تغيرات غريبة في عواطفهم وأذواقهم وحتى ذكرياتهم وحتى أولئك الذين حصلوا على الكلى والرئتين وحتى الوجوه لاحظوا أيضاً تغييرات في تفضيلاتهم الغذائية واختياراتهم الموسيقية وفقًا لصحيفة ديلي ميل البريطانية.
بالنسبة لبعض المرضى، فإن هواياتهم وتفضيلاتهم الجديدة تعكس هوايات وتفضيلات المتبرعين لهم، مما دفع الخبراء إلى التساؤل عما إذا كان المتلقون يتلقون أيضًا ذكريات المتبرعين بهم.
وفي مراجعة نشرت في وقت سابق من هذا العام، أشار الباحثون إلى دراسة حالة واحدة حيث تلقى طفل يبلغ من العمر تسع سنوات قلبًا من فتاة تبلغ من العمر ثلاث سنوات غرقت في حمام السباحة الخاص بعائلتها.
ورغم أن الصبي لم يكن لديه أي فكرة عن كيفية وفاة المتبرع، إلا أن والدته أفادت بأنه أصبح "خائفاً للغاية من الماء".
وفي حالة أخرى، بدأ أستاذ جامعي تلقى قلبًا من ضابط شرطة سقط بعد إطلاق النار على وجهه، في رؤية "وميض من الضوء" أمام عينيه مباشرة، قال: "وجهي يصبح ساخنًا جدًا، إنه يحترق بالفعل".
وتشير الأبحاث المتزايدة إلى أن هذا قد يكون بسبب ارتباط القلب والدماغ بشكل جوهري، حيث يشترك القلب في الخلايا العصبية والخلايا المشابهة للدماغ.
بالإضافة إلى ذلك، قد تؤدي عملية زرع الأعضاء إلى تغيير الجينات التي تتحكم في السمات والتعبير عن نفسها بشكل مختلف.
وكتب الباحثون في مراجعة عام 2024 : "تشير الأدلة الناشئة إلى أن عملية زرع القلب قد تنطوي على نقل سمات شخصية المتبرع وذكرياته إلى المتلقي، وهو ما يتحدى وجهات النظر التقليدية حول الذاكرة والهوية، "وعلاوة على ذلك، فإن الشبكة العصبية للقلب والتواصل ثنائي الاتجاه مع الدماغ يدعمان مفهوم الاتصال بين القلب والدماغ في الذاكرة والشخصية."
واقترح الفريق أن هذه التغيرات قد تكون ناجمة عن نقل الذاكرة الخلوية، وهو ما يشير إلى أن الخلايا الفردية قد تكون قادرة على تكوين الذكريات. ومع ذلك، فإن آلية ذلك لا تزال غير واضحة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن إدخال عضو جديد إلى جسم المتلقي قد يؤدي إلى تعبير الجينات عن نفسها بشكل مختلف.
ومع ذلك، يعتقد العديد من الخبراء أن هذه الحالات هي مجرد مصادفة، وأن التغييرات قد تكون في الواقع استجابة نفسية للتعافي من عملية جراحية كبرى وأمراض القلب القاتلة تقريبا.
على سبيل المثال، اقترح خبراء من جامعة ماكجيل في كندا أن الأدوية المثبطة للمناعة التي يتعين على متلقي الأعضاء تناولها يمكن أن تسبب زيادة في الشهية، مما قد يغير وجهة نظرهم تجاه الطعام.
وتشير أبحاث أخرى إلى أن المتلقين قد يذهبون إلى الجراحة وهم قلقون بالفعل بشأن وراثة سلوكيات المتبرع أو سمات شخصيته، مما قد يؤدي إلى تغييرات سلوكية.
إن الضغط الناتج عن إجراء عملية جراحية كبرى قد تنقذ حياة المريض قد يؤدي أيضًا إلى تغيير وجهة نظر المرضى بشأن جوانب معينة من حياتهم مثل العلاقات.
بالإضافة إلى الذكريات، أفاد بعض المرضى أيضًا بتحول تفضيلاتهم المحددة.
في إحدى دراسات الحالة التي أجريت عام 2002 ، شرح الأطباء بالتفصيل حالة امرأة ورثت تفضيلات الطعام الخاصة بمتبرعها.
وكتب الباحثون: "كانت راقصة ومصممة رقصات مهتمة بصحتها، وعند مغادرتها المستشفى كانت لديها رغبة لا يمكن السيطرة عليها للذهاب إلى مطعم كنتاكي فرايد تشيكن وطلب قطع دجاج، وهو طعام لم تأكله أبدًا".
وحذر الفريق المسؤول عن مراجعة عام 2024 من أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث حول العلاقة بين عمليات زرع القلب والذاكرة.
وكتبوا: "إننا بحاجة إلى مزيد من البحث متعدد التخصصات لكشف تعقيدات نقل الذاكرة، والمرونة العصبية، وتكامل الأعضاء، وتقديم رؤى ثاقبة في كل من زراعة الأعضاء والجوانب الأوسع لعلم الأعصاب والهوية البشرية.
"إن فهم هذه التعقيدات يحمل وعدًا بتعزيز رعاية المرضى في مجال زراعة الأعضاء ويعمق فهمنا للجوانب الأساسية للتجربة الإنسانية والوجود."
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: زراعة قلب زرع الأعضاء الجينات الخلايا العصبية إلى أن
إقرأ أيضاً:
شم الطعام قبل تناوله قد يكون سرّك لخسارة الوزن.. دراسة تكشف
كشفت دراسة ألمانية جديدة عن طريقة بسيطة وغير متوقعة قد تساعدك في التحكم بشهيتك وتتمثل في شم رائحة الطعام قبل تناوله.
فوائد غير متوقعة لشم الطعام قبل تناولهوأفاد الباحثون، بأن شمّ الطعام قبل تناوله قد يُعزز الشعور بالشبع، مما يقلل من احتمالية الإفراط في الأكل على الأقل لدى الأشخاص النحفاء.
أجرى باحثون في ألمانيا تجارب على الفئران، حيث راقبوا تأثير الروائح المرتبطة بالطعام على الدماغ، وفقا لما نشر في صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.
ووجد الباحثون، أن مجموعة محددة من الخلايا العصبية في الدماغ، والتي ترتبط مباشرة بحاسة الشم تنشط عند شم الطعام.
وأشار الباحثون، إلى أنه عندما تم تنشيط هذه الخلايا قبل الأكل، أكلت الفئران كميات أقل، ولكن فقط عندما كانت الروائح خاصة بالطعام، وليس بروائح أخرى.
وأوضح الباحثون، أن الإنسان يمتلك نفس الخلايا العصبية المسؤولة عن هذا التفاعل، ما يشير إلى احتمال وجود تأثير مماثل.
لكن المفاجأة كانت أن الفئران البدينة لم تُظهر نفس الاستجابة، ويرجّح الباحثون أن السمنة قد تؤثر سلبًا على حاسة الشم، وهو ما تم رصده أيضًا لدى البشر سابقًا.
الباحثون يعتقدون أن هذا السلوك غريزي تطوّري لحماية الفئران من الحيوانات المفترسة؛ كلما قل وقت الأكل، قلّ خطر التعرض للهجوم.
وفي الإنسان، قد يساعد هذا في تنظيم الشهية والحد من الإفراط في الأكل، مما يساهم في الوقاية من السمنة.
وأشارت دراسات سابقة، إلى أن شم التفاح أو النعناع أو الكمثرى قبل الأكل يمكن أن يخفف من الرغبة في تناول الطعام خلال اليوم.
ولكن النتائج ليست دائمًا إيجابية، إذ أظهرت بعض الأبحاث أن الأشخاص البدناء قد يأكلون أكثر بعد شم الطعام، وهو ما يعكس تعقيد العلاقة بين الرائحة والجوع في حالات السمنة.
وفي إنجلترا وحدها، أكثر من 14 مليون شخص يعانون من السمنة – أي حوالي 26.5% من السكان.
وبعض المناطق يسكنها ثلث السكان من البالغين المصابين بالسمنة، خاصةً في الشمال الشرقي والوسط.
وتُكلّف السمنة هيئة الصحة البريطانية أكثر من 11 مليار جنيه إسترليني سنويًا، إلى جانب خسائر اقتصادية ضخمة في الإنتاجية.
وبحسب توصيات هيئة الصحة البريطانية (NHS)، فإن الطريقة المثلى لفقدان الوزن هي:
ـ اتباع نظام غذائي صحي
ـ ممارسة التمارين الرياضية بانتظام
ـ التحكم في توقيت ونوع الطعام، مثل: تناول البروتين أو الألياف قبل النشويات
وعلى الرغم أن استنشاق رائحة الطعام قبل تناوله قد يبدو سلوكًا بسيطًا، إلا أن العلم يشير إلى أنه قد يلعب دورًا في كبح الشهية وتحقيق التوازن الغذائي. خاصةً لمن لم يقع بعد في فخ السمنة.