منتدي الاعلام السوداني : غرفة التحرير المشتركة

اعداد وتحرير/ سودان تربيون

الفاشر، 13 ديسمبر 2024 – تعيش السيدة حجة (40 عامًا) حالة من الصدمة جراء الهجوم الوحشي الذي تعرضت له قريتها الواقعة شمال غرب محلية كتم بولاية شمال دارفور على يد قوات الدعم السريع.

تروي حجة لـ “سودان تربيون” تفاصيل تلك الليلة المرعبة بصوت يملؤه الحزن: “هاجمتنا قوات الدعم السريع ليلاً أثناء نومنا، وأمرونا بمغادرة القرية فورًا.

تركنا كل شيء خلفنا ونجونا بأنفسنا”.

نزح أهالي القرية سيرًا على الأقدام بعد أن نهب المسلحون ممتلكاتهم، بما في ذلك المؤن الغذائية والحيوانات.

وتضيف حجة، وهي من قرية إبراهيم نور الدين: “نعيش الآن في العراء ونعاني من الجوع. اقتحموا قريتنا دون سابق إنذار، اعتدوا علينا بالضرب وطردونا ونهبوا كل ما نملك. أطلقوا علينا النار وتفرق الأهالي في الوديان. مات الكثير من الأطفال وكبار السن جوعًا”.

أصل المشكلة

شنت قوات الدعم السريع، منذ منتصف أكتوبر الماضي، هجمات انتقامية على عشرات القرى شمال غرب محلية كتم، أسفرت عن إحراق 65 قرية، وفقًا لشهادات قادة أهليين.

استمرت قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها لأكثر من شهر في ارتكاب جرائم واسعة ضد سكان قرى كتم من عرقية الزغاوة، في انتهاكات تذكر بفظائع نظام البشير في دارفور.

وقال شهود عيان لـ “سودان تربيون” إن “مسلحين يرتدون زي قوات الدعم السريع اقتحموا المنازل وأطلقوا النار على الرجال بزعم موالاتهم للحركات المسلحة”.

وأضافوا أن القوات المهاجمة اعتدت على النساء وأجبرتهم على الفرار في رحلة نزوح خطيرة بسبب انتشار الجماعات المسلحة وقطع الطرق.

وأفاد الشهود بأن المهاجمين أشعلوا النيران في المنازل بما فيها مؤن وطعام ودواء الأهالي.

تسببت هذه الهجمات في نزوح أكثر من 40 ألف شخص، يعيشون الآن في الوديان والكهوف في ظروف إنسانية صعبة للغاية.

ويعاني النازحون الذين وصلوا إلى مدينة الطينة ومواقع أخرى من نقص الغذاء بعد أن نهبت قوات الدعم السريع ممتلكاتهم وتركتهم بلا شيء.

شهادات أخرى

قالت قسمة علي، وهي من قرية ديار بأنكا، لـ”سودان تربيون”: “نعيش الآن في العراء دون طعام أو ماء، ولا نعرف إلى أين نذهب. أطفالنا جوعى ونحن أيضًا. شردنا العرب ونهبوا ما نملك وأحرقوا قريتنا. نجري من مكان إلى مكان خوفًا من ملاحقة الجنجويد الذين دمروا مصادر المياه وطواحين الغلال ونهبوا منظومات الطاقة الشمسية”.

وأضافت، وهي تبكي بحرقة: “ما فعله الجنجويد بنا لا يعلمه إلا الله. يريدون إبادتنا ومسحنا من الوجود”.

بدورها، قالت فاطمة، وهي نازحة من قرية صغير ميكي بلدة انكا، بألم وحسرة: ” كنا في الصباح عندما هاجمنا مسلحون ذوو شعر طويل يستقلون سيارات الدعم السريع، وأشهروا السلاح في وجوهنا”.

وأشارت إلى أن المهاجمين نهبوا المنازل ثم أشعلوا النيران فيها.

تقع القرى التي تعرضت للهجوم في دار بيري، التي تبعد حوالي 50 كيلومترًا عن محلية كتم. وتضم دار بيري أكثر من 180 قرية، تقع تحت إدارة ملك ينتمي لعرقية الزغاوة.

تهجير السكان

قال محمد ناصر، عضو غرفة طوارئ دار بيري، لـ “سودان تربيون”: “فرضت قوات الدعم السريع حصارًا على المنطقة منذ 3 أكتوبر الماضي، مما منع دخول السلع والإغاثة. وارتكبت تحت هذا الحصار جرائم قتل وتشريد وإبادة جماعية واغتصاب وحرق للقرى. هذه المجازر موثقة، بل إن الجنجويد يوثقون انتهاكاتهم بأنفسهم ونحتفظ بهذه الفيديوهات”.

وأضاف: “يموت الأطفال وكبار السن يوميًا بسبب البرد والجوع. يعتمدون في غذائهم على بقايا الذرة المحروقة، ويأكل بعض الأطفال دقيق الذرة جافًا. إنه وضع إنساني مأساوي”.

واتهم ناصر قوات الدعم السريع وحلفاءها بحرق 65 قرية في دار بيري خلال شهرين، مما أجبر السكان على العيش في الوديان والجبال وفي العراء خوفًا من الهجمات. كما أحرقوا المستشفيات والمدارس في تدمير ممنهج.

وقال: “ما يحدث في دار زغاوة عمل غير إنساني. ترتكب جرائم لا أحد يعلم بها بسبب بُعد المنطقة”.

وأشار إلى أن منطقة دار بيري خالية من أي وجود عسكري، ورجّح أن يكون هدف قوات الدعم السريع هو تهجير السكان الأصليين والاستيلاء على أراضيهم الزراعية الخصبة وإحضار مستوطنين جدد. وتمتد هذه الأراضي حتى منطقة زرق، وهي قاعدة لوجستية لقوات الدعم السريع تقع على الحدود بين السودان وليبيا وتشاد.

وأضاف: “أقامت الإمارات مشاريع زراعية لزراعة القمح في الزرق، لكن اندلاع الحرب أوقفها. تهدف مليشيات الدعم السريع إلى تهجير السكان الأصليين لتوسيع مناطق سيطرتهم”.

ينشر هذا التقرير بالتزامن في منصات المؤسسات والمنظمات الإعلامية والصحفية الأعضاء بمنتدى الإعلام السوداني

#SilenceKills

#الصمت_يقتل

#NoTimeToWasteForSudan

#الوضع_في_السودان_لا_يحتمل_التأجيل

#StandWithSudan

#ساندوا_السودان

#SudanMediaForum

الوسومالحرب الفاشر شمال دارفور قرى محروقة

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الحرب الفاشر شمال دارفور

إقرأ أيضاً:

الفاشر تشتعل مجدداً... الجيش السوداني يصد أعنف هجوم ونداءات استغاثة لإنقاذ المدنيين من الجوع

 

تجددت المواجهات العنيفة في مدينة الفاشر، آخر معاقل الجيش السوداني في إقليم دارفور، وسط تصعيد عسكري غير مسبوق بين الجيش وقوات الدعم السريع، ما فاقم الأوضاع الإنسانية في المدينة التي ترزح تحت حصار خانق منذ أكثر من 18 شهراً.

وأعلن الجيش السوداني، الأحد، تصديه لهجوم واسع شنّته قوات الدعم السريع على خطوطه الأمامية في المدينة، بعد قصف مكثف بالمدفعية الثقيلة والطائرات المسيّرة استهدف مواقع عسكرية في محيط الإشارة وحي المهندسين والسلاح الطبي.

وأكدت الفرقة السادسة مشاة أنها تمكنت، بدعم من القوات النظامية والحركات المسلحة المتحالفة معها، من تدمير دبابات وآليات قتالية تابعة للمهاجمين، مشيرة إلى سقوط أكثر من 100 قتيل في صفوف الدعم السريع.

وشهدت أحياء الفاشر قصفاً عشوائياً طال مناطق سكنية مكتظة، أبرزها أولاد الريف والوادي والدرجة الأولى، ما أجبر السكان على التزام منازلهم في ظل انعدام الغذاء والدواء.

وأوضحت لجان مقاومة الفاشر أن توقف التكايا ونفاد الإمدادات الإنسانية جعل المدينة على وشك كارثة إنسانية وشيكة.

وفي محور كردفان، واصل الطيران الحربي للجيش غاراته على مواقع الدعم السريع في مدينة سودري بولاية شمال كردفان، ما أدى إلى تدمير مخازن أسلحة وعربات قتالية، وسط تأكيدات بسيطرة الجيش على الأجواء بشكل كامل.

ويحذر مراقبون من أن استمرار التصعيد في دارفور وكردفان سيزيد من تدهور الوضع الإنساني ويهدد بانهيار ما تبقى من الخدمات الأساسية في المناطق المنكوبة.

مقالات مشابهة

  • الدعم السريع تقصف بالمسيرات والجيش السوداني يصد هجوما بالفاشر
  • الأمم المتحدة تُـدين استهداف الدعم السريع “المتكرر والمتعمد” للمدنيين في الفاشر
  • الجيش السوداني يتصدى لهجوم على الفاشر
  • الفاشر تشتعل مجدداً... الجيش السوداني يصد أعنف هجوم ونداءات استغاثة لإنقاذ المدنيين من الجوع
  • “درع السودان” تحبط محاولة تسلل إلى مدينة محورية في شمال كردفان
  • (السيادة السوداني): نستنكر الصمت الدولي على جرائم (الدعم السريع)
  • السودان يدين الصمت الدولي تجاه هجمات «الدعم السريع» في الفاشر
  • السيادة السوداني يستنكر الصمت الدولي على جرائم الدعم السريع
  • قوات الدعم السريع تنفي استهداف ملجأً للنازحين بالفاشر
  • الخارجية السودانية تطالب المجتمع الدولي بدعم جهود إنهاء حصار الفاشر