بعد سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، أكد المستشار الألماني أولاف شولتس رفضه إعادة اللاجئين السوريين المندمجين بشكل جيد في المجتمع الألماني، بينما اتخذت النمسا نهجًا مختلفًا بعرض مكافأة قدرها ألف يورو لكل لاجئ يرغب في العودة إلى بلاده.

في مدونة صوتية، شدد شولتس على أهمية الحفاظ على اللاجئين السوريين الذين يتحدثون الألمانية ولديهم وظائف في ألمانيا.

وقال: "أي شخص يندمج بشكل جيد في ألمانيا يمكنه أن يشعر بالأمان هنا. هذا ينطبق على السوريين أيضًا".

وحذرت وزيرة الداخلية نانسي فيزر  من التأثير السلبي المحتمل على سوق العمل إذا أعيد اللاجئون السوريون، لا سيما مع وجود أكثر من 6,000 طبيب سوري مدمجين في نظام الرعاية الصحية الألماني. كما أشار وزير الصحة كارل لاوترباخ إلى الدور الحاسم لهؤلاء الأطباء في دعم النظام الصحي.

وانضم النقابات وأرباب العمل الألمان إلى المدافعين عن اللاجئين، محذرين من أن عودة السوريين قد تزيد من نقص العمالة في الاقتصاد الألماني، خاصة مع اعتماد نحو 43,000 سوري على قطاع التصنيع الذي يمثل محركًا رئيسيًا للنمو.

في المقابل، أعلنت الحكومة النمساوية، بقيادة المستشار كارل نيهامر، عن برنامج "مكافأة العودة" الذي يمنح 1,000 يورو لكل لاجئ سوري يرغب في العودة إلى وطنه. وأكدت الحكومة أنها تعيد تقييم الوضع الأمني في سوريا لتحديد إمكانية ترحيل اللاجئين بشكل طوعي في المرحلة الحالية، مع تعليق معالجة طلبات اللجوء الجديدة للسوريين.

نيهامر شدد على أن الترحيل القسري لن يتم إلا إذا ثبت أن سوريا آمنة بشكل واضح، مما يترك المجال حاليًا للترحيلات الطوعية كأولوية.

وتشكل الهجرة قضية محورية في السياسات الأوروبية، حيث تواجه ألمانيا والنمسا تحديات متباينة في التعامل مع اللاجئين السوريين. ففي حين تركز ألمانيا على دمج اللاجئين واستثمار مهاراتهم لدعم اقتصادها المتباطئ، تتجه النمسا نحو تقليل أعدادهم عبر الترحيل الطوعي، مما يعكس استراتيجيات مختلفة في التعامل مع تداعيات النزاع السوري.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: النمسا اللاجئون ألمانيا المزيد

إقرأ أيضاً:

كيف مرت ساعات العملية الإسرائيلية في بيت جن على سكانها السوريين؟

دمشق- شهدت بلدة بيت جن الواقعة في أقصى ريف القنيطرة، تصعيدا عسكريا إسرائيليا فجر اليوم الجمعة، أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، وتدمير للمنازل في البلدة.

وقال الناشط أمجد الحجي للجزيرة نت إن "دورية إسرائيلية دهمت أحد منازل بيت جن، مما أدى إلى اشتباكات بين شبان البلدة وعناصر الاحتلال"، وأضاف أن الاشتباكات أسفرت عن إصابة عدد من عناصر الاحتلال، الذين اضطروا للانسحاب باتجاه الأراضي المحتلة، تاركين خلفهم سيارة من طراز جيب دفع رباعي.

وأشار إلى أن طائرات مروحية إسرائيلية قصفت البلدة بعدة صواريخ بالتزامن مع قصف مدفعي من تل الباط، مما أدى إلى مقتل 13 مدنيا -بينهم طفلان وسيدتان- وإصابة أكثر من 20 آخرين بجروح، وتدمير 20 منزلا بشكل جزئي.

وتعيش بلدة بيت جن الآن حالة من الهدوء الحذر، في حين غادر البلدة أكثر من 50 عائلة باتجاه قرى مجاورة، خوفا من ردة فعل الاحتلال الإسرائيلي، بينما لا تزال طائرات الاستطلاع في سماء المنطقة ولم تغادرها منذ ساعات الصباح الأولى.

شهادات ميدانية

واجهت فرق الدفاع المدني صعوبة في التوجه إلى البلدة لنقل الجرحى إلى المستشفيات، بسبب استهداف القوات الإسرائيلية لأي حركة في محيط المنطقة، حيث استهدفت سيارة ودراجة نارية أثناء محاولة نقل الجرحى إلى خارج البلدة، وتمكنت الفرق من الدخول إلى البلدة بعد أكثر من 4 ساعات على عمليات الاستهداف، ونقلت الجرحى إلى مستشفيات قريبة ومنها إلى العاصمة دمشق.

ويروي أحمد كسحوت، وهو أحد سكان بلدة بيت جن، تفاصيل اللحظات الأولى للقصف الذي طال منزله فجر اليوم، قائلا "قبل الفجر بقليل سقطت قذيفة مدفعية على منزلي وأصابت إحدى الغرف بشكل مباشر، وبدأ الزجاج يتكسر وتسقط بعض رفوف المطبخ، وانتشر الغبار في أرجاء المنزل، وبدأ أطفالي الثلاثة بالصراخ من شدة الخوف، وكنا نشعر أننا سنفقد حياتنا في أي لحظة".

إعلان

اضطر كسحوت لإخلاء المنزل على الفور، وحمل أطفاله للخروج باتجاه أحد المنازل القريبة يحتوي على قبو للاختباء من القصف المستمر، ثم غادروا مع بداية شروق الشمس إلى منطقة مزارع بيت جن حيث تقطن إحدى شقيقاته بحثا عن مكان آمن، تاركا كل شيء خلفه.

وبعد أن شهدت البلدة حالة من الهدوء وتوقف القصف، صلّى الأهالي على ذويهم الضحايا في إحدى الساحات، ثم شيعوهم إلى مثواهم الأخير، وبعد الانتهاء من الدفن، عاد الأهالي إلى ساحة البلدة معلنين عن عزاء جماعي، وبدؤوا بالهتاف ضد الاحتلال الإسرائيلي مؤكدين أنهم لن يسمحوا له بالدخول إلى البلدة.

آثار الاشتباكات العنيفة التي اندلعت خلال تصدي أهالي بلدة بيت جن السورية لجيش الاحتلال (شبكة قدس الإخبارية عن وكالة سانا)دلالات العملية الإسرائيلية

أكد العميد أسعد الزعبي للجزيرة نت أن ما جرى في بلدة بيت جن يحمل جملة من الرسائل السياسية والعسكرية المتعمدة، ويتجاوز كونه حادثا أمنيا أو عملية اعتقال كما تحاول إسرائيل إظهاره.

وأضاف الزعبي أن الرسالة الأولى هي تزامن العملية مع مرور عام على انطلاق "معركة ردع العدوان"، وتحمل تأكيدا إسرائيليا بأنها لا تعترف بالواقع السوري الجديد ولا بمرحلة ما بعد سقوط النظام، وأنها بدأت منذ اليوم الأول محاولة إعادة رسم حدود نفوذها داخل سوريا، عبر تحريك شبكات محلية مرتبطة بها.

والرسالة الثانية -وفق الزعبي- هي الرد الإسرائيلي المباشر على رفض الحكومة السورية الجديدة لشروط اتفاق كانت إسرائيل تسعى لفرضه، معتبرا أن هذا الرفض يثير قلقا لدى تل أبيب لأنه يعني أن "القيادة السورية الحالية ليست مستعدة لتقديم التنازلات التي كان يطمح إليها الاحتلال".

وأشار الزعبي إلى أن الرسالة الثالثة تأتي في سياق التطورات السياسية الأخيرة، إذ تحاول إسرائيل عرقلة أي تقارب سوري أميركي، وتوجيه رسالة بأنها غير معنية بموقف واشنطن ولا بقرارات مجلس الأمن، وأنها "ستفرض ما تريده بالقوة العسكرية".

البعد العسكري

وشدد العميد الزعبي على أن ما جرى "غير منطقي عسكريا" إذا ما قورن بالذريعة الإسرائيلية، قائلا إن استخدام الطائرات وفتح النار بهذا الشكل يؤكد أن العملية مدبرة وليست حادثا أمنيا عابرا.

وأوضح أن إسرائيل تعمل منذ فترة على تثبيت نقاط عسكرية تمتد على مساحة تقارب 950 كيلومترا مربعا، انطلاقا من غربي بيت جن باتجاه خان أرنبة، ثم نبع الصخر، وصولا إلى المعلقة وصيدا الحانوت، وهي منطقة تشكل امتدادا طبيعيا لريف القنيطرة الذي تبلغ مساحته نحو 1800 كيلومتر مربع.

ويرى الزعبي أن هذه التحركات تُظهر سعيا إسرائيليا لإعادة ترسيم حدود احتلالها أو فرض اتفاق ضمن هذه المساحة، واعتبر أن ما يجري في البلدة "ليس حدثا عابرا"، مرجحا أن تواصل إسرائيل سياسة الاستفزاز والضغط والتخريب في المنطقة ضمن خطة طويلة الأمد، تهدف إلى "ترسيخ الاحتلال وفرض وقائع جديدة على الأرض".

مقالات مشابهة

  • أمريكا تمنح مادورو مهلة للرحيل وتشدد الوجود العسكري قبالة السواحل الفنزويلية
  • تدمير 15 موقعاً لداعش بتعاون أميركي - سوري
  • إلى أين تتجه أزمة تونس في ظل تمسك سعيد بملاحقة معارضيه؟
  • في ذكرى إسقاط النظام… الشرع يعود إلى حلب ويخاطب السوريين من قلب القلعة
  • القدس للدراسات: إسرائيل تريد أن تجعل حياة الفلسطينيين جحيما لدفعهم للرحيل
  • خضر بحث مع بيلينغ في سبل تفعيل التعاون مع مفوضية اللاجئين
  • في ليلة زفافه .. اسرائيل تقتل شابًا سوريًا فيي ريف دمشق
  • كيف مرت ساعات العملية الإسرائيلية في بيت جن على سكانها السوريين؟
  • بعد عام على سقوط الأسد.. اللاجئون السوريون في أوروبا يفكرون في العودة إلى الديار
  • خارجية سوريا: الجريمة الإسرائيلية لن تزيدنا إلا تمسكًا بحقنا وسيادتنا