كشف كريستر فيكتورسن، المدير العام للهيئة الاتحادية للرقابة النووية، عن استعدادات الهيئة للمشاركة في مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ “COP28” الذي تستضيفه دولة الإمارات بنهاية نوفمبر المقبل، حيث ستعمل الهيئة على تقديم مبادرات تستشرف مستقبل الطاقة النووية من خلال عقد بعض الحلقات النقاشية في هذا الإطار.

وأضاف في تصريحات لوكالة أنباء الإمارات “وام”، أن الحلقات النقاشية ستسهم في الحفاظ على سلامة وأمن المنشآت النووية، حيث ستعقد الهيئة بعض المناقشات حول تأثير تغير المناخ على المنشآت النووية في المستقبل وعلى المدى البعيد، وذلك نظرا لأن محطات الطاقة النووية تعمل لنحو 80 عاما أو يزيد.

وأكد ضرورة الاهتمام بالمتغيرات البيئية والمناخية؛ لضمان مستقبل آمن ومستدام للمحطات، موضحا أن الهيئة تعمل بدورها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والمنظمات الوطنية من أجل اتخاذ التدابير والإجراءات الصحيحة للتأكد من سلامة المنشآت النوية في الدولة من الظواهر البيئية المتغيرة.

وفي إطار حرص “الرقابة النووية” لضمان سلامة وأمن المجتمع والبيئة، أكد فيكتورسن جاهزية الهيئة للاستجابة السريعة لحالات الطوارئ من خلال المتابعة الدائمة في مركز الطوارئ التابع لها المجهز بأحدث التقنيات، والتعاون مع الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، وشرطة أبوظبي، بالإضافة إلى المنظمات الأخرى سواء عبر المتابعة عن بعد أو في الميدان.

وتعد حماية البيئة ركيزة أساسية لحماية المجتمع من الإشعاعات والمتغيرات البيئية؛ حيث تعمل الهيئة في هذا الإطار على متابعة وقياس مستويات الإشعاع في الهواء على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع، وذلك من خلال شاشات قياس الإشعاع التي ترصد الانبعاثات الإشعاعية على المستويين المحلي والدولي، بالإضافة إلى مواصلة حماية المياه والتربة والبيئة البحرية من خلال جمع العينات وفحصها في المختبر البيئي التابع للهيئة.

وأشار إلى استراتيجية الهيئة للأعوام 2023-2026 التي تهدف إلى تحقيق مهمتها في حماية المجتمع والبيئة والعاملين في القطاع النووي والإشعاعي؛ إذ تقوم الهيئة من خلال الاستراتيجية بدراسة واستشراف مستقبل الطاقة النووية والتطورات التكنولوجية والطبية في هذا المجال، وكذلك التطورات على الصعد الوطني والإقليمي والدولي، بالإضافة إلى القضايا الأمنية في المنطقة وعلى المستوى الدولي.

ولفت فيكتورسن إلى أن الهيئة تعمل على متابعة التطورات التكنولوجية في مجال الرقابة على الطاقة النووية، وتبني الابتكارات لتطوير نظام محسن أكثر للرقابة التنظيمية باستخدام تقنيات وأدوات جديدة، كالطائرات بدون طيار، والذكاء الاصطناعي وغيرها من التقنيات الحديثة، مؤكدا اهتمام الهيئة ببند البحث والتطوير الذي يعد ركيزة أساسية في تطوير الاستراتيجية؛ حيث تقوم بالبحث عن حلول لتحسين الرقابة سواء على محطة الطاقة النووية أو في المجالات الأخرى التي تشرف عليها.

وفي إطار التعاون الدولي، أشار مدير عام “الرقابة النووية” إلى التعاون الوثيق مع المؤسسات المعنية في جمهورية كوريا باعتبارها إحدى الدول التي حققت تطروا مشهودا في هذا المجال، بالإضافة إلى التعاون مع الجهات التنظيمية العالمية بهدف تبادل المعرفة والخبرات حول التجربة التشغيلية ونتائج الفحوصات والبحث والتطوير المشترك.

وقال إن الهيئة تعمل على تكثيف تعاونها مع نظيرتها في المملكة العربية السعودية، في مجال التخطيط للطوارئ والسلامة الإشعاعية، مشيرا في هذا الصدد إلى زيارة قام بها وفد من الهيئة إلى المملكة مطلع أغسطس الجاري، وتم خلالها توقيع عدد من الاتفاقيات في مجالات عدة، ومؤكدا أهمية التعاون مع الدول المجاورة لتفعيل أنظمة الاستجابة المماثلة لضمان فاعلية التعامل مع الحالات الطوارئ.

وقال كريستر فيكتورسن إنه سيتعين على محطة “براكة” بعد التشغيل الكامل، إخراج جزء من الوقود النووي المستخدم في المفاعل كل 18 شهرا وتخزينه في بركة مياه في المحطة لسنوات عديدة، ثم معالجته بعد ذلك ونقله إلى مستودع نهائي، موضحا أن هذا الأمر ما يزال قيد الدراسة والمتابعة والبحث، خصوصا وأن مثل هذه المواد تحتاج إلى طرق وتقنيات خاصة للتعامل معها وإلى مدة تخزين طويلة.وام

 

 


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

مصر وروسيا تناقشان تطورات مشروع الضبعة النووية

مصر – ناقش وزير الكهرباء والطاقة المتجددة في مصر محمود عصمت مع أندري بيتروف، النائب الأول لمدير عام مؤسسة “روسآتوم” الروسية تطورات العمل في مشروع الضبعة النووية.

وأكد الجانبان خلال الاجتماع التزامهما بالجداول الزمنية المحددة للمشروع، مع التركيز على استكمال التجهيزات الفنية لاستقبال المعدات الكهربائية والمحولات العملاقة، وتعزيز برامج تدريب الكوادر الوطنية استعدادا لمرحلة التشغيل. كما تم استعراض معدلات الإنجاز المحققة في الجوانب الهندسية والفنية والإدارية للمشروع.

وأوضح وزير الكهرباء أن المشروع يحظى بمتابعة مباشرة من القيادة السياسية، باعتباره أحد الركائز الأساسية في استراتيجية الدولة لتنويع مصادر الطاقة وتحقيق رؤية مصر 2030. وأشار إلى أهمية المشروع في تعزيز أمن الطاقة ودعم النمو الاقتصادي، مع التركيز على الجوانب البيئية من خلال استخدام الطاقة النظيفة.

من جانبه، أعرب الوفد الروسي عن التزامه الكامل بتنفيذ المشروع وفقا لأعلى المعايير الدولية، مؤكدا على عمق العلاقات الاستراتيجية بين البلدين في مجال الطاقة النووية السلمية. وجدد الطرفان التأكيد على أهمية المتابعة المستمرة لضمان تنفيذ المشروع ضمن الإطار الزمني المخطط له.

ويجري بناء أول محطة للطاقة النووية في مصر في مدينة الضبعة بمحافظة مطروح على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وتتألف المحطة من 4 وحدات للطاقة، قدرة كل منها 1200 ميجاوات، وستكون موافقة تماما لمعايير السلامة الدولية.

والمحطة مزودة بمفاعلات الماء المضغوط من الطراز الروسي VVER-1200 من الجيل الثالث المُطور، التي تعد أحدث التقنيات، والمطبقة بالفعل بمشاريع تعمل بنجاح في الوقت الحالي، حيث هناك أربع وحدات طاقة نووية قيد التشغيل من هذا الجيل، بحسب هيئة الطاقة النووية في مصر.

ووقعت مصر وروسيا اتفاق بناء المحطة في نوفمبر 2015، ولهذا السبب تحتفل هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء في مصر، بعيد الطاقة النووية في 19 نوفمبر من كل عام.

المصدر: RT

مقالات مشابهة

  • حث على تقديم أفضل الخدمات لضيوف الرحمن.. أمير الحدود الشمالية يستقبل مدير جمرك “جديدة عرعر”
  • الهيئة العامة للإحصاء تُطلق النسخة الثانية من برنامج “الإحصائيين السعوديين”
  • انطلاق فعاليات الدورة الرابعة من “اصنع في الإمارات”
  • بحضور عدد من الصناعيين المغتربين.. جلسة حوارية بعنوان “مستقبل الاستثمار الصناعي في حلب”
  • محافظة حلب تنظم جلسة حوارية تحت عنوان “مستقبل الاستثمار الصناعي في حلب” بحضور عدد من الصناعيين المقيمين في المدينة والمغتربين.
  • “بانثيون” تطور مشروع “فوكسـا” الجديد في دبي
  • مبادرات “عام الحرف” ترسو في مشروع سولتير بالرياض
  • مصر وروسيا تناقشان تطورات مشروع الضبعة النووية
  • هيئة التراث تفعّل مبادرات “عام الحرف” في مشروع سولتير بالرياض
  • وزير الثقافة: تشكيل “الهيئة الوطنية للمفقودين” بداية لمسار الشفاء وحفظ كرامة الغائبين