بعد ذهاب القوات الروسية إليها في سوريا.. ماذا تعرف عن اللاذقية؟
تاريخ النشر: 14th, December 2024 GMT
بعد تداول أنباء إعلامية تكشف أن روسيا حصلت على ضمانات من أجل نقل قواتها من دمشق إلى اللاذقية، لذلك نستعرض إليكم جميع التفاصيل حول تلك المدينة.
مدينة اللاذقيةهي واحدة من أبرز المدن السورية، وتحتل المرتبة الخامسة في الجمهورية من حيث عدد السكان، تقع المدينة على الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، على بعد نحو 335 كم شمال غرب العاصمة دمشق، مما يجعلها المنفذ البحري الرئيسي لسوريا والحاضنة لأكبر مرافئها.
يتميز موقعها الاستراتيجي بجذب الاستثمارات والمرافق الحيوية التي ساهمت في تنامي أهميتها الاقتصادية والصناعية.
تاريخ غني وحضارة ممتدةاللاذقية ليست مجرد مدينة ساحلية بل هي موقع حضاري ذو جذور تاريخية تعود إلى العصر الحجري.
ارتبط اسمها بمدن عريقة كأوغاريت التي شهدت ميلاد أول أبجدية في العالم، عبر العصور، ازدهرت المدينة تحت حكم السلوقيين والرومان، وكانت مركزًا ثقافيًا واقتصاديًا هامًا.
لكن الأوضاع السياسية والطبيعية، بما فيها الزلازل والكوارث، أدت إلى تراجع مكانتها في بعض المراحل التاريخية، خصوصًا خلال الحكم العثماني.
ومع بداية القرن العشرين، عادت المدينة لتستعيد دورها الريادي كمركز تجاري وصناعي وسياحي.
اختيرت قلعة صلاح الدين الأيوبي، الواقعة على بعد 30 كم منها، كواحدة من مواقع التراث العالمي المحمية من قبل منظمة اليونسكو، ما أضاف بُعدًا ثقافيًا وسياحيًا للمدينة.
تنوع سكاني وثقافة غنية
تضم اللاذقية نحو 650،000 نسمة حسب إحصاءات عام 2009، مع مجتمع متنوع طائفيًا وعرقيًا، المسلمون العلويون والسنة يشكلون غالبية السكان إلى جانب المسيحيين، خصوصًا من طائفة الروم الأرثوذكس، بالإضافة إلى أقليات أرمنية وتركمانية؛ يتميز سكان المدينة بمستوى تعليمي عالٍ، حيث تبلغ نسبة الأمية 9% فقط، وهي أقل من المعدل الوطني.
اقتصاد متنوع ومكانة تجاريةيعتمد اقتصاد اللاذقية بشكل رئيسي على التجارة البحرية وخدمات الاستيراد والتصدير، إلى جانب الصناعات المتنوعة مثل السجاد والألمنيوم والإسفلت.
كما تلعب السياحة دورًا محوريًا في اقتصاد المدينة بفضل موقعها الساحلي ومعالمها الأثرية والمناخ المعتدل.
أصل التسمية وألقاب المدينةمرّت تسمية اللاذقية بتغيرات عديدة على مر التاريخ، أطلق الفينيقيون عليها اسم "أوغاريت"، بينما سماها الإمبراطور سلوقس نيكاتور "لاوديكيا" تكريمًا لوالدته.
لاحقًا، حُرّف الاسم ليصبح "اللاذقية"، وهو الاسم الذي ظل شائعًا حتى اليوم. تُلقب المدينة بـ "عروس الساحل" نظرًا لجمالها وموقعها المميز، فيما يحمل شعارها الذي اعتمد عام 1975 رمزية عميقة تعبر عن تاريخها البحري، حيث يتضمن مرساة ودلفينين.
مركز سياحي بارزبفضل شواطئها الجميلة ومواقعها الأثرية مثل قلعة صلاح الدين، أصبحت اللاذقية وجهة سياحية هامة تستقطب ما يقارب نصف مليون زائر سنويًا.
يجمع تاريخها الطويل بين عبق الماضي وألق الحاضر، مما يجعلها واحدة من أبرز المدن السورية التي تمزج بين التراث والحداثة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: القوات الروسية سوريا روسيا اللاذقية مدينة اللاذقية السورية
إقرأ أيضاً:
بعد انسحاب رواندا.. ماذا تعرف عن التجمع الاقتصادي لدول وسط إفريقيا؟
يشهد التجمع الاقتصادي لدول وسط إفريقيا (CEEAC) مرحلة دقيقة من تاريخه، بعد إعلان رواندا انسحابها رسميًا من المنظمة، في خطوة تعكس عمق التوترات السياسية داخل التكتل الإقليمي الذي يضم 11 دولة. جاء هذا القرار عقب القمة السادسة والعشرين للمنظمة، التي استضافتها مدينة مالابو في غينيا الاستوائية، يوم السبت 7 يونيو 2025.
التجمع الاقتصادي لدول وسط إفريقيا
أُسس التجمع الاقتصادي لدول وسط إفريقيا عام 1983، بهدف تحقيق التكامل الاقتصادي والسياسي بين دول المنطقة، وتعزيز الأمن والاستقرار والتنمية المستدامة. يضم التكتل كلًا من: أنغولا، بوروندي، الكاميرون، جمهورية إفريقيا الوسطى، تشاد، جمهورية الكونغو، جمهورية الكونغو الديمقراطية، غينيا الاستوائية، الغابون، رواندا، وساو تومي وبرينسيب.
من بين أبرز أهداف التجمع:
تعزيز التجارة البينية والاندماج الاقتصادي.
تنسيق السياسات الاقتصادية.
دعم جهود السلم والأمن في المنطقة.
تنفيذ مشاريع بنية تحتية مشتركة.
انسحاب رواندا: أزمة سياسية تعصف بالتكتل
في تطور غير مسبوق، أعلنت رواندا انسحابها من التجمع، معللة ذلك بما وصفته بـ "الإقصاء السياسي" من رئاسة المنظمة، و"استغلال بعض الدول الأعضاء، وعلى رأسها جمهورية الكونغو الديمقراطية، للمنظمة لأغراض سياسية".
وأشارت كيغالي إلى أن حقها في تولي الرئاسة الدورية للتجمع تم تجاهله عمدًا، بعد أن قررت القمة تمديد فترة رئاسة رئيس غينيا الاستوائية تيودورو أوبيانغ لعام إضافي، خلافًا لترتيبات التداول المنصوص عليها في ميثاق المنظمة.
خلفيات التوتر بين كيغالي وكينشاسايعود التوتر بين رواندا والكونغو الديمقراطية إلى اتهامات متبادلة تتعلق بدعم الحركات المسلحة، لا سيما حركة M23، التي تتهم كينشاسا كيغالي بدعمها عسكريًا في إقليم شمال كيفو شرقي الكونغو.
وكانت المنظمة قد أدانت مرارًا "الانتهاكات" التي تقوم بها حركة M23، داعية في فبراير الماضي إلى "انسحاب فوري للقوات الرواندية من الأراضي الكونغولية"، ما فاقم الخلافات بين البلدين داخل أروقة التجمع.
مستقبل CEEAC في ظل الانقسامانسحاب رواندا يطرح تساؤلات جدية حول قدرة التجمع على الحفاظ على وحدته، خاصةً في ظل صراعات إقليمية متصاعدة، وتأثيرها المباشر على آليات العمل المشترك داخل المنظمة.
رغم هذه الأزمات، أعلنت القمة الأخيرة في مالابو إطلاق منطقة التجارة الحرة الخاصة بالتجمع، على أن تدخل حيز التنفيذ في 30 أغسطس 2025، في محاولة لتعزيز البعد الاقتصادي للتكتل.
محاولات لاحتواء الأزمةتزامنًا مع انسحاب رواندا، تستعد العاصمة التنزانية دار السلام لاستضافة قمة مشتركة بين التجمع الإنمائي للجنوب الأفريقي (SADC) والمجموعة الاقتصادية لدول شرق إفريقيا (EAC)، في 8 يونيو، لبحث سبل التهدئة في منطقة شرق الكونغو واحتواء الانقسامات الإقليمية.
في النهاية يعكس انسحاب رواندا من التجمع الاقتصادي لدول وسط إفريقيا عمق الخلافات السياسية بين الدول الأعضاء، ويضع المنظمة أمام تحديات مصيرية تتطلب إعادة تقييم شاملة لآليات عملها، وضمان احترام المبادئ التأسيسية التي أنشئت على أساسها. وفي ظل النزاعات الإقليمية المستمرة، يبقى مستقبل التكامل في وسط إفريقيا رهينًا بقدرة القادة على تغليب منطق الحوار على صراع المصالح.