في غابة منعزلة بالقرب من بلدة فيرنون الفرنسية شمالي فرنسا، تقود شركة "ماياسبيس"، التابعة لمجموعة "أريان" العملاقة في صناعة الطيران، جهود تطوير صاروخ قابل لإعادة الاستخدام لمنافسة شركة "سبيس إكس" التابعة لرجل الأعمال الأميركي إيلون ماسك.

وقد جرى تأسيس شركة "ماياسبيس" قبل عامين فقط، هادفة إلى إطلاق أول صاروخ أوروبي جزئي قابل لإعادة الاستخدام بحلول عام 2026، كما تستهدف هذه المبادرة تلبية الطلب المتزايد على إطلاق الأقمار الصناعية التجارية الصغيرة على مستوى الاتحاد الأوروبي على وجه الخصوص.

وجاء هذا التوجه نحو إعادة استخدام الصواريخ بعد عقد من الانتقادات لقرار وكالة الفضاء الأوروبية في تطوير صاروخ "أريان 6" الثقيل دون تزويده بتقنية إعادة الاستخدام، وقد وصف خبراء الصناعة "أريان 6" بأنه عفى عليه الزمن حتى قبل إطلاقه التجاري المخطط له العام المقبل.

وتخطط "ماياسبيس" لبناء صاروخ متوسط الحجم مكون من مرحلتين، يمكن استعادة مرحلته الأولى على متن بارجة واقعة في غويانا الفرنسية شمالي قارة أميركا اللاتينية، ويمكن استخدامها 5 مرات تقريبا، ويمثل هذا التصميم تحديا مباشرا لصاروخ "فالكون 9" الذي تنتجه شركة "سبيس إكس" وكذلك صاروخ "نيوشيبرد" الذي تنتجه شركة "بلو أوريجن".

إعلان

وتتراوح حمولة الصاروخ بين 0.5 إلى 4 أطنان، وذلك يعتمد على مستوى المدار، والحمولة، وما إذا كانت المرحلة الأولى قد أُعيد استخدامها مسبقا أو لا، كما يمكن إضافة مرحلة إضافية تعرف بـ"مرحلة الدفع الإضافي" لتعزيز الأداء وتوفير مرونة أكبر للمهام المختلفة.

يعد "فالكون 9" الصاروخ الأكثر نجاحا في تاريخ صناعات الفضاء إلى الآن (بيكسل) تحديات في تحقيق الهدف المنشود

رغم الطموحات الكبيرة، تواجه "ماياسبيس" تحديات جمة، إذ يعمل فريقها المكون من 230 مهندسا في منشأة عالية الأمان تعود إلى البرنامج الفرنسي في تطوير الصناعات الفضائية والباليستية خلال حقبة الحرب الباردة، وتتمثل إحدى العقبات الرئيسة في فصل المرحلة الأولى من الصاروخ في وقت مبكر أثناء الطيران داخل الغلاف الجوي للأرض بدلا من الفضاء، ذلك لحماية الصاروخ لدى عودته إلى الأرض من الاضطرابات الجوية.

تعمل "ماياسبيس" على معالجة هذه المشكلة باستخدام نموذج أولي يُعرف بـ"المرحلة البينية"، حيث سيجري اختبار النموذج باستخدام أسطوانة فولاذية مثبتة تحت مخالب حمراء عملاقة لمحاكاة القوى الديناميكية المؤثرة على الصاروخ.

وفي الوقت ذاته، تواجه "ماياسبيس" منافسة قوية من شركات أخرى، مثل "روكيت فاكتوري أوغسبورغ" الألمانية، التي تعمل أيضا على تطوير صاروخ جزئي قابل لإعادة الاستخدام يحمل اسم "آر إف إيه وان" (RFA ONE)، رغم تعرض الشركة الألمانية لانتكاسة بسبب انفجار محرك صاروخها في وقت سابق هذا العام.

كما تشكل التحديات المالية عائقا إضافيا، ومما يُذكر بأن الشركة قد حصلت حتى الآن على تمويل بقيمة 125 مليون يورو من شركتي "إيرباص" و"سافران"، مع خطط لبحث جولة تمويل جديدة العام المقبل.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

سي إن إن: أميركا استنفدت ربع مخزونها من صواريخ ثاد خلال حرب إسرائيل وإيران

نقلت شبكة "سي إن إن" عن مصدرين أن الولايات المتحدة استنفدت نحو ربع مخزونها من صواريخ ثاد للدفاع الجوي خلال حرب إسرائيل مع إيران في يونيو/حزيران الماضي.

وأضاف المصدران أن القوات الأميركية ردت على الصواريخ الباليستية الإيرانية بـ100 أو 150 صاروخ ثاد، وهو جزء كبير من مخزونها.

وتشير معطيات نشرتها صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية إلى أن تكلفة كل صاروخ اعتراض من منظومة "ثاد" الأميركية تصل إلى 15 مليون دولار.

وبحسب مسؤولين أميركيين سابقين وخبراء تحدثت إليهم "سي إن إن"، فقد أثار الانخفاض السريع في مخزون صواريخ ثاد مخاوف أمنية لواشنطن.

لكن متحدثا باسم وزارة الدفاع (البنتاغون) قال إن "الجيش الأميركي في أقوى حالاته ولديه ما يحتاجه لتنفيذ أي مهمة في العالم".

و"ثاد" منظومة دفاع جوي مضادة للصواريخ يمكنها اعتراض الصواريخ الباليستية قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى، وهو النظام الوحيد في الولايات المتحدة الأميركية المصمم لاعتراض الأهداف داخل وخارج الغلاف الجوي، وتستخدمه واشنطن وعدد من حلفائها مثل الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل، وتعارض الصين وروسيا نشره في كوريا الجنوبية.

ويؤمّن "ثاد" منطقة أكبر مقارنة بنظام باتريوت للدفاع الجوي والصاروخي، ويعمل بشكل تكاملي معه، ومع نظام إيجيس للدفاع الصاروخي البحري ونظام الدفاع الأرضي، ويوفر "ثاد" طبقة دفاعية إضافية على ارتفاعات أعلى جويا.

وفي 13 يونيو/حزيران الماضي شنت إسرائيل حربا مفاجئة على إيران استمرت 12 يوما، وشملت ضربات متبادلة أسفرت عن مئات القتلى والجرحى، قبل أن تعلن واشنطن وقف إطلاق النار في الـ24 من الشهر نفسه، وسط ادعاء كل طرف تحقيق النصر.

وقبيل العدوان الإسرائيلي على إيران خاضت طهران وواشنطن جولات عدة من مفاوضات غير مباشرة بشأن البرنامج النووي الإيراني.

إعلان

مقالات مشابهة

  • الآثار الصحية للمواد الكيميائية الأبدية الموجودة في منتجات الدورة الشهرية الصديقة للبيئة
  • سي إن إن: أميركا استنفدت ربع مخزونها من صواريخ ثاد خلال حرب إسرائيل وإيران
  • ارتفاع أسعار النفط بعد اتفاق أمريكي أوروبي وتفاؤل بالمحادثات مع الصين
  • «سبيس إكس» تطلق 28 قمراً صناعياً جديداً عبر «ستارلينك»
  • إلحق اشتري.. أفضل سماعات لاسلكية في الأسواق بخصم كبير
  • مواجهة كلامية بين ممثلي الولايات المتحدة والصين خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي
  • لمستخدمي الإيربودز.. 7 مخاطر صحية تهدد سمعك ونفسيتك
  • «أنصار الله» تعلن قصف مواقع إسرائيلية بصاروخ فرط صوتي وطائرات مسيّرة
  • نجاح عملية إطلاق الصاروخ فيغا سي في غويانا الفرنسية
  • صاروخ من اليمن يُفاجئ إسرائيل.. واعتراض في اللحظات الأخيرة!