مستشار الرئيس الفلسطيني: المسجد الأقصى سيظل حاملًا لآمالنا وسنصلِّي فيه بأمان قريبًا
تاريخ النشر: 15th, December 2024 GMT
ألقى الدكتور محمود صدقي الهباش، قاضي قضاة فلسطين مستشار الرئيس الفلسطيني، في افتتاح أعمال الندوة الدولية الأولى التي نظَّمتها دار الإفتاء المصرية، كلمةً بارزة عبَّر فيها عن تقديره لجهود دار الإفتاء في جمع العلماء والمفكرين لمناقشة قضايا الأمة الإسلامية، معربًا عن شُكره العميق لفضيلة الأستاذ الدكتور نظير عيَّاد، مفتي الجمهورية، على تنظيم هذه الفعالية التي تفتح الأُفق للتشاور حول ما يُصلح حال الأمة.
كما وجَّه تحياته للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مشيدًا برعايته لهذه الندوة التي تساهم في تعزيز التعاون بين الدول الإسلامية ودعم القضايا المصيرية للأمة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
مستشار الرئيس الفلسطيني:دعم مصر لفلسطين وحمايتها من التهجير والعدوان هو مصدر قوة وصمود لناونقل معالي الدكتور الهبَّاش في كلمته شكرَ الشعب الفلسطيني وقيادته لمصر، لما تقدِّمه من دعمٍ مستمر وثابت للقضية الفلسطينية، سواء من خلال مواقفها السياسية الثابتة أو من خلال دعمها الشعبي والعلمي، مؤكدًا أن مصر تمثل صمام الأمان لفلسطين ولقدسها ومقدساتها. وقال: "إن دعم مصر لفلسطين وحمايتها من التهجير والعدوان، هو مصدر قوة وصمود لنا في وجه المحاولات المستمرة لتدمير ما تبقى من هويتنا الوطنية والدينية."
وواصل الهباش حديثه عن التحديات الكبيرة التي تواجه الأمة الإسلامية في الوقت الراهن، مستعرضًا وضع المنطقة العربية التي تشهد صراعاتٍ مستمرةً، والتهديدات التي تواجه الشعب الفلسطيني.
وذكَّر الحضورَ بحديثين نبويين شريفين يقدمان وصفًا دقيقًا لواقع الأمة الإسلامية؛ الأول، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: "يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها"، مبيِّنًا التحديات التي تواجه الأمة الإسلامية في ظل الانقسامات والتدخلات الأجنبية في شؤونها.
أما الحديث الثاني فكان عن فقدان العلم، حين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا، ولكن يقبضه بقبض العلماء." مستعرضًا بذلك أهمية دَور العلماء في حفظ القيم والثوابت الإسلامية في وجه محاولات تحريف الوعي.
وأشار الهباش إلى أن الشعب الفلسطيني يتعرض لمحاولات مستمرة لانتزاع هويته وحقوقه من خلال الاحتلال الصهيوني الذي يسعى إلى محو الوعي الفلسطيني وإجبار الشعب على الاستسلام.
وقال: "إن الاحتلال يسعى من خلال قتل الأطفال، وتدمير المساجد والمستشفيات، وتخريب المنشآت، إلى زرع الإحباط في نفوس الفلسطينيين ودفعهم إلى الاستسلام. لكنهم، رغم كل ما يمارس عليهم من ظلم، لن ينكسروا ولن يتخلوا عن أرضهم."
وأكد الهباش أن الشعب الفلسطيني، كما هو الحال مع الأجيال السابقة، سيظل متمسكًا بأرضه ولن يغادرها، وأنه سيظل يدافع عن المقدسات الإسلامية، وعلى رأسها المسجد الأقصى، قائلًا: "كما بقي التين والزيتون في أرضنا، سيظل المسجد الأقصى حاملًا لآمالنا، وسننتصر في النهاية، إن شاء الله."
وفيما يتعلق بالتهديدات التي يواجهها الشعب الفلسطيني من جانب الكيان الصهيوني، أشار الهباش إلى تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التي قال فيها إن "إسرائيل" يجب أن تبقى قائمة لـ 100 عام، مضيفًا: "لكن هذا الأمل الذي يراوده بعيد المنال، لأن وعد الله في سورة الإسراء حاسم وواضح: {إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا} [الإسراء: 108]، وكل ما يفعله الاحتلال لن يغير من هذه الحقيقة".
وأكمل الهباش متحدثًا عن التحدي الثاني الذي يواجهه الشعب الفلسطيني والأمة الإسلامية، وهو التحدي الداخلي المتعلق بالوعي، حيث أشار إلى محاولات الاحتلال الصهيوني لتغيير وعي الأجيال الفلسطينية، وزرع أفكار تدفع إلى الاستسلام وإضعاف الهوية الوطنية. وأوضح أن هناك جهودًا مكثفة من قِبل بعض القوى الخارجية لاستغلال الفكر الإسلامي وتحريفه لصالح مصالح الاحتلال، من خلال حملات إعلامية وفكرية تسعى إلى غزو العقول وتضليل الشباب العربي والفلسطيني، وخلق حالة من الإحباط والتنازل عن الحقوق. وقال: "إن محاولات تغيير الوعي الفلسطيني تندرج ضمن مخطط استعماري طويل الأمد يهدف إلى تدمير فكرة المقاومة والتمسك بالأرض."
وأكد الهباش أنَّ هذه المحاولات يجب أن تواجَه بتعزيز الوعي الديني والسياسي، وتربية الأجيال القادمة على فهم تاريخهم ومقدساتهم، وعلى أن فلسطين ستظل قلب العالم العربي والإسلامي، وأن الطريق الوحيد هو المقاومة والصمود في وجه كل محاولات الاحتلال وأعوانه.
وفي ختام كلمته، أكد الهباش أن الشعب الفلسطيني ماضٍ في نضاله ولن ينهزم، مشيرًا إلى أن الشعب الفلسطيني لا يترقب إلا وعد الله بالنصر، مؤكدًا: "نحن ماضون في دربنا، ولن ننهزم، وسنبقى على عهدنا بالدفاع عن أرضنا ومقدساتنا. وإننا ننتظر وعد الله في النصر القريب، حيث سيكون المسجد الأقصى مسرحًا لصلاة المسلمين بأمان، وسنصلي في المسجد الإبراهيمي في الخليل، بإذن الله، لنحقق وعده سبحانه."
وتوجه الدكتور الهباش بالدعاء إلى الله أن يكتب لفلسطين النصر القريب، وأن يعيد للأمة الإسلامية عزتها وكرامتها، وأن يتمكن المسلمين من أداء صلواتهم في المسجد الأقصى الشريف، وفي المسجد الإبراهيمي في الخليل.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الفلسطيني الرئيس الفلسطيني فلسطين دار الإفتاء دار الافتاء المصرية السيسي الدول الإسلامية الشعب الفلسطينى أن الشعب الفلسطینی الأمة الإسلامیة المسجد الأقصى من خلال
إقرأ أيضاً:
غزة والمسجد الأقصى في صدارة خطب العيد بعدة دول عربية
اشتملت خطب عيد الأضحى في عدة دول عربية، اليوم الجمعة، على دعوات صادقة لدعم الفلسطينيين في قطاع غزة وتحرير المسجد الأقصى، في ظل استمرار الإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل بحق سكان القطاع للشهر الـ20 على التوالي.
وجاء ذلك في خطب رصدتها وكالة الأناضول في كل من السعودية وقطر وسلطنة عُمان ومصر والجزائر والأردن.
فضيلة الشيخ يحيى بطي النعيمي : " عيد الأضحى المبارك له أهمية كبيرة للمسلمين، حيث جعله الله يومًا للذكر والفرح والسرور "#تلفزيون_قطر pic.twitter.com/fVW6dZrtla
— تلفزيون قطر (@QatarTelevision) June 6, 2025
قطرشهد مصلى لوسيل حضور أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ووزير الخارجية محمد بن عبدالرحمن آل ثاني خلال صلاة عيد الأضحى، حيث دعا الخطيب يحيى النعيمي إلى نصرة غزة وتحرير المسجد الأقصى.
وقال النعيمي في خطبته: "هذا العيد المبارك جعله الله يوم ذكر وفرح وسرور؛ يوم تتحرر فيه النفوس من الشهوات والملذات، والقلوب من الكذب والنفاق، والصدور من الشحناء".
وأضاف أن "العيد الأكبر هو أن يتحرر المحاصرون في غزة مما يتعرضون له من ظلم وحصار ظالم وعداء متراكم، وأن تتحرر ساحات وأكناف المسجد الأقصى المبارك".
ودعا خطيب العيد في المسجد الحرام، الشيخ ماهر المعيقلي، لوحدة الصف بين المسلمين، وقال: "لقد حرص النبي -صلى الله عليه وسلم- على توحيد الصف، وجمع الكلمة، ونبذ الخلاف والفرقة، وفي الحج اجتماع ووحدة ومساواة وأخوّة، فربنا واحد، ونبينا واحد، وكتابنا واحد، وأصل خلقتنا واحد".
إعلانوتوجّه بالدعاء لغزة والمسجد الأقصى قائلا: "اللهم فرّج هم إخواننا في فلسطين، وتقبّل شهداءهم، وداوِ جرحاهم، واشفِ مريضهم، وأطعم جائعهم. اللهم عليك بالصهاينة المحتلين المعتدين، شتّت شملهم وفرق جمعهم، واحفظ المسجد الأقصى شامخا عزيزا".
سلطنة عُمانوفي جامع السلطان قابوس بمحافظة الداخلية، دعا وزير الأوقاف محمد المعمري: "اللهم كن للمظلومين في فلسطين نصرا يليق بجلال عدلك، وطهر أرضهم".
كما دعا مساعد مفتي السلطنة، كهلان الخروصي، لغزة في أحد مساجد مسقط، بحضور نائب رئيس الوزراء فهد بن محمود.
مصروأدى الرئيس عبد الفتاح السيسي صلاة العيد بمركز مصر الثقافي الإسلامي بالعاصمة الإدارية الجديدة (مسجد مصر). وأكد خطيب صلاة عيد الأضحى بالمسجد أن فريضة الحج تهدف إلى ترسيخ القيم العليا في النفس البشرية، وعلى رأسها السعة والإنسانية، مشددا على أهمية أن يتحلى الإنسان بالسلوك القويم، وأن يكون صانعا للخير.
كما شهدت مساجد عديدة، منها مسجد عمرو بن العاص التاريخي في القاهرة، دعوات لغزة والمسجد الأقصى.
الجزائر
وفي الجزائر، أدى الرئيس عبد المجيد تبون صلاة العيد في جامع الجزائر. وفي خطبته، دعا عميد الجامع، الشيخ محمد الحسني، إلى الإكثار من فعل الخيرات والتقرب إلى الله في هذا اليوم المبارك.
كما شبه الحسني مقاومة الفلسطينيين ضد الاحتلال الإسرائيلي بكفاح الجزائريين ضد الاستعمار الفرنسي، مؤكدا مشروعية نضالهم، "نستحضر ما يجري على أرض فلسطين من عدوان غاشم يمارسه الاحتلال الصهيوني بحق شعب أعزل، ونتوقف عند المقاومة المشروعة التي يخوضها الفلسطينيون، أسوة بكفاح الشعب الجزائري خلال الثورة التحريرية المجيدة من أجل تحرير الوطن واستعادة عزته"، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الرسمية.
الأردنوأدى الآلاف من المواطنين في الأردن، صباح الجمعة، صلاة عيد الأضحى في الساحات والمساجد التي حددتها وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في مختلف أنحاء المملكة، حسب وكالة الأنباء الرسمية.
إعلانوألقى مفتي المملكة، أحمد الحسنات، خطبة العيد الرئيسية في مدينة الحسين للشباب، ودعا خلالها إلى نصرة الفلسطينيين في غزة، قائلا: "اللهم تقبل شهداءنا، وداوِ جرحانا، وانصر أهلنا في فلسطين وفي غزة الصامدة، واجعل النصر والفرج قريبا، واجمع كلمة الأمة على الخير والحق والعدل".
ويُعد عيد الأضحى الحالي هو الرابع الذي يحل على قطاع غزة في ظل أوضاع كارثية جراء حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين منذ 20 شهرا.
وتواصل إسرائيل، بدعم أميركي، ارتكاب إبادة جماعية في غزة، رغم النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها. وأسفرت الحرب عن أكثر من 180 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود ومئات آلاف النازحين وسط مجاعة متفاقمة.