السفيرة الأمريكية ووزير الاستثمار يعززان التجارة والاستثمار الأمريكي في مصر
تاريخ النشر: 15th, December 2024 GMT
استضافت السفيرة الأمريكية في مصر هيرو مصطفى جارج والقائمة بأعمال مساعد وزير الخارجية للشؤون التجارية إيمي هولمان مكالمة مع عشرات الشركات الأمريكية بمشاركة وزير الاستثمار والتجارة الخارجية المصري لتعزيز التجارة والاستثمار الثنائي بين الولايات المتحدة ومصر في قطاع التكنولوجيا الصحية والطبية.
تُعد "دعوة الاستثمار المباشر" الأولى في سلسلة من المكالمات التي ستجريها السفيرة مع كبار المسؤولين المصريين لتسليط الضوء على الفرص التجارية الكبيرة للشركات الأمريكية في مصر من خلال التركيز على القطاعات ذات الأولوية التي ستعزز العلاقة الاقتصادية الثنائية.
انضم إلى مكالمة اليوم أكثر من 60 رجل أعمال أمريكي، يمثلون شركات الرعاية الصحية والطبية من 27 ولاية وإقليم أمريكي.
تقدم هذه الشركات حلول وخدمات رعاية صحية مبتكرة وبأسعار معقولة وبأعلى جودة.
وقالت السفيرة الأمريكية في مصر هيرو مصطفى جارج: "ستزيد "دعوة الاستثمار المباشر" اليوم من التعاون الأمريكي-المصري في قطاع الرعاية الصحية والتكنولوجيا الطبية الحيوي".
وأضافت: "هذا هو أحدث مثال على الجهود المشتركة بين الولايات المتحدة ومصر لتعزيز علاقاتنا التجارية والاقتصادية، ويأتي بعد الجلسة الثانية للجنة الاقتصادية المشتركة بين الولايات المتحدة ومصر، والحوار الاستراتيجي الأمريكي-المصري، ومحادثات اتفاقية إطار التجارة والاستثمار بين الولايات المتحدة ومصر التي جرت هذا الخريف. كل من هذه الأحداث يعزز الشراكة الاستراتيجية الدائمة بين الولايات المتحدة ومصر والالتزام المتبادل ببناء اقتصادات قوية ومزدهرة في الولايات المتحدة ومصر، وخلق فرص عمل وفرص تجارية للأجيال القادمة من المصريين والأمريكيين."
بلغ إجمالي التجارة الثنائية في السلع بين الولايات المتحدة ومصر 6.9 مليار دولار في عام 2023، وتظل مصر أكبر وجهة للاستثمار الأجنبي المباشر الأمريكي في إفريقيا حيث تم استثمار 13.7 مليار دولار في عام 2023. هناك أكثر من ألف شركة مرتبطة بالولايات المتحدة تعمل في مصر اليوم. كما تروج الحكومة الأمريكية للسوق الأمريكية كوجهة استثمارية للشركات المصرية من خلال برنامج SelectUSA.
تستمر الشراكة الاقتصادية بين مصر والولايات المتحدة في النمو وتوفير الازدهار والأمن الاقتصادي لكل من المصريين والأمريكيين. مصر والولايات المتحدة أقوى معًا.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مصر السفارة الأمريكية الولايات المتحدة السفيرة الأمريكية المزيد بین الولایات المتحدة ومصر فی مصر
إقرأ أيضاً:
متى تتراجع الولايات المتحدة؟
لم تُعرف الولايات المتحدة يوما بتقديم تنازلات سياسية أو إنسانية طوعية، لا تجاه الشعوب ولا حتى تجاه حلفائها. سياستها الخارجية قائمة على منطق الهيمنة، واستخدام كل أدوات الضغط: الحروب، والحصار، والانقلابات، والقواعد العسكرية، والإعلام، والابتزاز الاقتصادي، والاغتيالات. ومع ذلك، يعلّمنا التاريخ الحديث أن هذا الوحش الجبّار لا يعرف الانحناء إلا إذا كُسرت إحدى أذرعه، ولا يتراجع خطوة إلا إذا أُجبر على التراجع.
من فيتنام إلى العراق، ومن أفغانستان إلى غزة واليمن.. أمريكا لا تفاوض إلا تحت النار، ولا تعترف بالخصم إلا إذا فشلت في سحقه.
في غزة.. قنابل أمريكا لا تنتصر
منذ أكثر من عام ونصف، تشنّ إسرائيل حرب إبادة على قطاع غزة، بدعم مباشر من أمريكا عسكريا وسياسيا. مئات آلاف القنابل أُلقيت على السكان المدنيين، عشرات آلاف الشهداء، وتجويع وتدمير ممنهج، ومع ذلك لم تُحقق إسرائيل أيا من أهدافها العسكرية: لا القضاء على حماس، ولا تحرير الأسرى، ولا إعادة السيطرة على غزة.
صمود المقاومة مستمر، والقدرة القتالية لم تنهَر، بل أُعيد تنظيمها رغم شدة الضربات.
الدعم الأمريكي بلغ ذروته: حاملات طائرات، جسر جوي عسكري، فيتو سياسي، ومع ذلك.. الفشل واضح.
ثم جاءت لحظة الاعتراف: "أمريكا تفاوض حماس!" الصفعة الكبرى لهيبة أمريكا جاءت عندما بدأت واشنطن، عبر مدير "CIA" وغيره من الوسطاء، التفاوض غير المباشر مع حماس نفسها -من كانت تصفها بالإرهاب المطلق- بهدف تحرير أسير أمريكي لدى المقاومة.
هنا انكسر القناع: من تقصفه بالصواريخ وبالفيتو، تجلس إليه لتفاوضه من أجل رهينة أمريكية واحدة! وكأن أرواح آلاف الفلسطينيين لا تهم.
وفي اليمن.. من نار الحرب إلى موائد التفاوض
1- الدعم الأمريكي لحرب اليمن: منذ انطلاق "عاصفة الحزم" في 2015، دعمت الولايات المتحدة التحالف السعودي- الإماراتي سياسيا وعسكريا ولوجستيا، عبر صفقات سلاح ضخمة، وتزويد الطائرات بالوقود، وتوفير الغطاء الدولي في مجلس الأمن. الحرب أدّت إلى أكبر كارثة إنسانية في العصر الحديث، قُتل فيها عشرات الآلاف من المدنيين، ودُمرت البنية التحتية، وفُرض حصار خانق على الشعب اليمني. ورغم كل هذه الأدوات، لم تستطع أمريكا ولا حلفاؤها القضاء على أنصار الله (الحوثيين) ولا السيطرة على الشمال اليمني. بل على العكس، تطورت قدرات الحوثيين لتصل إلى ضرب العمق السعودي والإماراتي، واستهدفت حتى مواقع استراتيجية في أبو ظبي والرياض.
الحصيلة: القوة المفرطة والنتائج الهزيلة.
2- فشل الاستراتيجية الأمريكية وتحول الموقف: مع تراكم الفشل، والانقسام داخل التحالف، والضغوط الحقوقية والإعلامية العالمية، بدأت أمريكا تغير خطابها، وانتقلت من مربع "دعم الحرب" إلى مربع "الدعوة للسلام"، ومن تصنيف الحوثيين كـ"إرهابيين" إلى التفاوض معهم بشكل غير مباشر. تراجعت واشنطن، ودعمت اتفاقيات الهدنة، وبدأت تروج لخطاب "إنهاء الحرب" حفاظا على ماء وجهها، في وقتٍ لم تحقق فيه أية نتائج استراتيجية تبرر كل هذا الدمار والدماء.
3- التفاوض مع الحوثيين بعد التجاهل والتصنيف: من كانت أمريكا تنكر شرعيتهم وتدعو لعزلهم، باتت ترسل عبر وسطاء من سلطنة عمان رسائل تفاوضية مباشرة، بل وتضغط على السعودية للقبول باتفاقات طويلة المدى معهم، بعد أن فشلت في إخضاعهم بالقوة. هذا التراجع لا يعكس تغيرا في المبادئ، بل هو ترجمة عملية لفشل الخيارات العسكرية، وكأن أمريكا تقول: "نحن لا نتحدث معكم إلا إذا فشلنا في سحقكم"، وهذا ما حدث.
أفغانستان والعراق
في أفغانستان: بعد 20 عاما من الاحتلال، وإنفاق تريليونات الدولارات، انسحبت أمريكا ذليلة من كابل، ووقّعت اتفاقية مع "طالبان"، بعد أن فشلت في إنهائها رغم كل التفوق الجوي والتكنولوجي.
وفي العراق: رغم الاحتلال الشامل، ما زالت أمريكا غير قادرة على فرض إرادتها السياسية كاملة، واضطرت إلى الانسحاب جزئيا، بينما تتعرض قواعدها لضربات متواصلة حتى اليوم.
ما الذي نتوقعه؟
من المقاومة:
- الثبات والتطوير.
- عدم الاستسلام للضغوط الدولية.
- تطوير أدوات المقاومة، إعلاميا وعسكريا.
- فضح التناقض في المواقف الأمريكية أمام العالم.
- استخدام كل انتصار ميداني لفرض وقائع سياسية جديدة.
من الشعوب:
- كسر الوهم الأمريكي.
- فضح الهيمنة الأمريكية بوصفها مصدر الحروب والفقر في منطقتنا.
- دعم قضايا التحرر لا كـ"تضامن إنساني" بل كـ"صراع وجودي".
- الضغط على الحكومات المتواطئة، ورفض كل تطبيع أو اصطفاف مع واشنطن.
ومن الحكومات:
- عدم الثقة بالقاتل.
- من يتخلى عن عملائه في كابل وبغداد لن يدافع عنكم إن حانت لحظة الحقيقة.
- الاعتماد على القوة الذاتية والشراكات العادلة، لا على الوعود الأمريكية.
- دعم المقاومة لا يضعف الأمن، بل يُعزز التوازن ويمنع الانهيار الكلي أمام إسرائيل.
الخلاصة: ما جرى ويجري في فيتنام، والعراق، وأفغانستان، وغزة، واليمن؛ يؤكد نفس المعادلة: أمريكا لا تتراجع إلا إذا عجزت عن التقدم خطوة أخرى. فما تسميه "تفاوضا" هو غالبا نتيجة لهزيمة ميدانية أو مأزق سياسي لا مخرج منه إلا ببوابة من كانت تحاربه، بينما التوسل إلى "عدالة واشنطن" هو وهْم سقط في كل الميادين.