لونا الشبل.. سقوط الأسد يكشف خفايا مصرعها
تاريخ النشر: 15th, December 2024 GMT
بغداد اليوم- متابعة
مع سقوط نظام بشار الأسد وفراره من البلاد، في الثامن من الشهر الجاري، إثر تقدم قوات المعارضة السورية ووصولها الى العاصمة وسيطرتها على كبريات المدن، بدأت تتكشف أسرار النظام السوري ووثائق ارتكاباته على مختلف الصعد العسكرية، والمالية، والأمنية، والسياسية.
في هذا الإطار، عاد اسم مستشارة الأسد السابقة، الإعلامية لونا الشبل، والتي أعلن النظام السوري وفاتها بحادث سير، في شهر يوليو/ تموز الماضي، عاد إلى التداول بعد معلومات صحافية ورد فيها، أن لونا الشبل ماتت مقتولة، لا بحادث سير، كما أشاع إعلام الأسد الفارّ.
الفرار بالأموال
وكانت تقارير مختلفة، قد تحدثت في سابق، عن ما وصفته بشبهات تحيط بوفاة لونا الشبل، باعتبارها مستشارة الأسد المقربة، خاصة أنه تم إبعادها عن دائرته اللصيقة به، قبل أسابيع قليلة من الإعلان عن وفاتها بعد تعرضها لحادث سير.
وذكر الباحث السياسي نضال السبع، في لقاء تلفزيوني، أن بشار الأسد اغتال لونا الشبل، في إطار خطته المبكرة لمغادرة البلاد والتنحي عن السلطة، مشيرا إلى أن الأسد، عمليا، بدأ بالإعداد للتنحي، منذ مطلع العام الجاري، عندما بدأ بنقل الأموال من سوريا إلى روسيا.
وأوضح السبع أن الأسد وفي إطار استعداده المبكّر للانتقال الى موسكو، قام بتصفية أكثر من شخص مطلع على عملية نقل الأموال من سوريا إلى روسيا، كانت لونا الشبل أحدهم، حيث قام الأسد بتصفية محمد براء قاطرجي الذي سبق له القيام بتجارة النفط لصالح الأسد، مع تنظيم داعش، وكان يوصل الأموال إلى الأسد.
محمد براء قاطرجي بين الأسد وإسرائيل
وقال الباحث السياسي، إن محمد براء قاطرجي، لم يقتل على الحدود السورية اللبنانية، على الجانب السوري، بقصف من مسيرة إسرائيلية كما أشاع النظام، بل إنه قتل على يد النظام السوري نفسه، في إطار التخلص من الأشخاص العارفين بالأموال التي جناها من تجارة النفط وغير النفط مع داعش، ثم بدأ بنقلها إلى روسيا، وأن اغتيال لونا الشبل كان جزءا من التخلص من هؤلاء الشهود العارفين بحجم الأموال ونقلها خارج سوريا.
وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان، قد قال إن إعلان النظام السوري عن وفاة لونا الشبل بحادث سير، جاء بعد قيام أمن النظام السوري باعتقال شقيقها العميد ملهم الشبل، بعد حادثة استهداف إسرائيل للسفارة الإيرانية في دمشق، ثم تم إخضاع شقيق الشبل، لإقامة جبرية، بحسب المرصد الذي تساءل: مَن قتل لونا الشبل؟
صدم متعمد لسيارتها
وكانت شائعات مختلفة قد أحاطت بحقيقة وفاة الشبل، استناداً إلى واقعة تضرر سيارتها بشكل "متعمد" أكثر من مرة، في الواقعة المشار إليها، وأن السيارة تعرضت لعملية صدم متكرر بعنف، ولم يكن مجرد حادث سير. ويبدو أن سقوط الأسد وتكشف المزيد من الوثائق أو الشهود، سيلقي بالضوء على كثير من عمليات الاغتيال التي حصلت بأوامر منه مباشرة، ومنها، كما ذكر الباحث نضال السبع، أن لونا الشبل تمت تصفيتها، لما تملكه من معلومات عن حجم الأموال التي نقلها الأسد من سوريا إلى موسكو، في إطار خطة مبكرة للفرار من البلاد، بدأت من أوائل العام الجاري.
المصدر: العربية
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: النظام السوری لونا الشبل فی إطار
إقرأ أيضاً:
سوريا ما بعد الأسد.. صراعات الجيران وانقسامات المجتمع مع انهيار دولة المخابرات
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، تقريرا، للصحفيين لويزا لوفلوك، وزكريا زكريا، وسلوان جرجس، قالوا فيه إنّ: "نظام بشار الأسد المخلوع كان قد حوّل سوريا إلى دولة مخابرات، بمراقبةٍ قلبت البلاد على نفسها".
وأضاف التقرير الذي ترجمته "عربي21" أنّ: "الجيران والزملاء تبادل أخبار بعضهم البعض في كل حيّ ومكان عمل: ما قالوا، وأين ذهبوا، ومن جاء لتناول العشاء".
وتابع: "بعد أكثر من نصف قرن، انهار ذلك النظام الخانق بين عشية وضحاها في كانون الأول/ ديسمبر، مع زحف قوات الثوار نحو العاصمة دمشق. وخلّف وراءه مجتمعا منقسما، يُخيّم عليه سؤال عمّن ساهم سرا في استبداد آل الأسد".
وبحسب التقرير، كان حمدي البربري يعتني بمجموعة من الحمام الزاجل على سطح منزله في آذار/ مارس عندما سمع أول رصاصة تخترق وجهه. يتذكر أنه انحنى، ثم مرّت أخرى بسرعة، وسقط على ظهره وهو يصعد الدرج. كان يعرف من أي منزل انطلقت الرصاصات.
"شتم الجيران والده، أبو أيمن، الخباز، واصفين إياه بأنه مخبر لنظام الأسد خلال الحرب الأهلية السورية الطويلة" يردف التقرير، مبرزا أن "أبو أيمن ينفي كونه مخبرا، لكنه أقرّ في مقابلة أجريت معه مؤخرا بأنه قاد قوات الأمن من فرع المخابرات العسكرية، إلى منازل أشخاص يعرفهم، وقال إنهم هددوه. وهو وحمدي قد ماتوا أثناء الاحتجاز".
وأورد: "على بُعد بضعة أبواب من منزل البربري، كانت تسكن عائلة المغربي، الذين قالوا إنهم معروفون في المنطقة منذ فترة طويلة كمعارضين للحكومة. استذكروا موجة من الخوف أطلقها خلال الحرب موالون للأسد، ضمّت أبو أيمن وابنه الأكبر وسيم. وقالوا إن أحمد المغربي وابن عمه موسى اعتُقلا على يد القوة وتعرضا للتعذيب لاحقا".
قال أحمد، مشيرا إلى قضيته: "كان المخبر أبو أيمن. لقد آذى عائلتنا كثيرا". بينما أنكر أبو أيمن تورطه في اعتقال أحمد، وقال إنه أبلغ عن مواطنيه السوريين في مناسبة واحدة فقط. وقال أبو أيمن: "كنت دائما مؤيدا لأهل حيي".
ووفقا للتقرير ذاته، فإنه: "في الأشهر التي تلت سقوط الأسد، تكرّرت حالات التوتر، كالتي بين هاتين العائلتين مرّات عدّة، بجميع أنحاء البلاد، إذ عبر من تمّ الإبلاغ عن شكاواهم ضد من زُعم أنهم خانوهم. تُشكل هذه الخلافات تحديا كبيرا للحكومة السورية الجديدة، التي تواجه أيضا انقسامات، حيث دعت السلطات الجديدة إلى التعافي والوحدة الوطنية، لكنها لم تُقدّم سوى اقتراحات قليلة حول كيفية تحقيق ذلك".
وأضاف: "تعيش عائلتا البربري والمغربي في حي التضامن بدمشق، الذي صُوّر في دعاية نظام الأسد كنموذج للوئام الاجتماعي. لكن على مدار الحرب، اختفى آلاف من سكان التضامن، بعضهم في السجون، والبعض الآخر في قبور ضحلة بين المنازل. غالبا ما كان الضحايا والجناة جيرانا".
ولفت إلى أنه: "في المدارس، قدّم المعلمون بلاغات بعد أن أفصح الأطفال عما سمعوه في منازلهم. في الأسابيع التي تلت سقوط الأسد، يتذكر السكان أن أحد الطلاب، عاد لمواجهة مديرة مدرسته، مُحمّلا إياها مسؤولية اختفاء والديه. وقالت امرأة أخرى إن أصدقاء زوجها المنفصل عنها أبلغوا السلطات بتعاطفها مع المعارضة".
ونقلا عن أبو أيمن البربري، تابع التقرير أنه: "بعد أن حاولت مجموعة من سكان حي مجاور ابتزازه للحصول على المال، ساعد قوات الأمن في تحديد هوية المسؤولين، وقاد القوات ليلا إلى منازلهم"، متابعا بأنه: "انضم لمجموعة محلية موالية للحكومة، تُعرف باسم قوات الدفاع الوطني، كانت تقوم بدوريات في المنطقة".
وتابع التقرير بأنّ: "أحمد المغربي قال إنه احتُجز بعد وقت قصير من رؤية شقيقته وهي تُهين صورة للرئيس. وأضاف أن ابن عمه موسى أُلقي القبض عليه بعد عدة أشهر، بعد اشتباك مع جاره في الطابق العلوي، الذي كان أيضا قد انضم إلى قوات الدفاع الوطني. سحبه ضباط بملابس مدنية من شاحنته، تاركين أطفاله الصغار وحدهم في المقعد الخلفي".
واسترسل: "في فرع فلسطين، قال موسى، إن السجانين أطفأوا السجائر في أطرافه وجرحوها بالزجاج المكسور، وعلّقوا أحمد من معصميه حتى انكسرا. وعندما سُمح لأفراد عائلة المغربي أخيرا بزيارة السجن، قالوا إنهم لم يتعرفوا على الشابين إلا عندما نادوا بأسمائهم".
"قال إنه مع تقدم قوات الثوار نحو العاصمة السورية في 7 كانون الأول/ ديسمبر، ومع شروق شمس صباح الثامن من كانون الأول/ ديسمبر، وقف موسى وأحمد المغربي مذهولين في الشارع بينما مزّقت الحشود ملصقات الأسد من الجدران. اختفت نقطة تفتيش قوات الدفاع الوطني، وانتهى معها الرعب الذي أثارته. سمح موسى لأطفاله باللعب في الخارج لأول مرة منذ سنوات" وفقا للتقرير نفسه الذي ترجمته "عربي21".
وتابع: "اندلعت التوترات في الزقاق بعد ثلاثة أيام، بينما كان حمدي وإخوته يُجهّزون خبز اليوم داخل المخبز، حسبما أفاد أفراد العائلة. قال حمدي إن حوالي اثني عشر رجلا ملثما وصلوا مُسلحين، وسحبوا قمصان الرجال فوق رؤوسهم وأجبروهم على الوقوف على الحائط بينما أطلق المارة صرخات عدائية".
وأضاف: "صرخ أحدهم: والدك متورط في القتل. تذكر حمدي صراخه: أرجوكم، إذا كنتم ستتهمونه، فعليكم بتقديم دليل. كان يسمع زوجته تبكي وتتوسل إلى الرجال أن يرحموهم. في النهاية، رضوا".
وأورد: "في أول خطاب له كرئيس جديد لسوريا، خاطب أحمد الشرع، الأمة، قائلا إن العدالة الحقيقية تأتي من: تحقيق السلم الأهلي وملاحقة المجرمين الملطخين بالدماء السورية، سواء ممن اختبأوا داخل البلاد أو فروا خارجها".
وتابع: "أنشأت الحكومة مراكز مصالحة، حيث سلم الجنود السابقون وعناصر المخابرات، وهم قلقون وشاحبو الوجوه، أسلحتهم رسميا، مقابل بطاقات هوية مدنية. لكن العملية كانت اختيارية، وتجاوزها عدد متزايد من الموالين لنظام الأسد بالرحيل إلى مناطق أخرى من البلاد".
واسترسل: "في التضامن، صُدم العديد من السكان عندما انتشرت أنباء عن عودة فادي صقر، الرئيس السابق لقوات الدفاع الوطني، لفترة وجيزة حرا طليقا، بعد مصالحته رسميا مع السلطات الجديدة. وقال البعض إنه عاد لحضور اجتماع محلي؛ زعم آخرون، أنه زار موقع مجزرة اتُهمت قوات الدفاع الوطني بارتكابها. توافد السكان للاحتجاج بالمئات".
"في أنحاء حي التضامن، أفاد سكان أن بعض المخبرين المعروفين والموالين للنظام حاولوا التفاوض مع جيرانهم. سلّم أحد الرجال شقته لمقاتلين من المعارضة عادوا مع سقوط الأسد. وقال إن العائلة التي حمّلها موسى مسؤولية سجنه حضرت لمنزله لتقدم له سيارة باهظة الثمن. وأضافوا أن عائلة المغربي عانت من ضائقة مالية بسبب الاعتقالات، حيث دفعوا أكثر من 200 ألف دولار رشاوى مقابل معلومات عن مكان موسى ونيل حريته" وفقا للتقرير.
وأبرز: "بعد إخلاء السجون وإطلاق سراح نزلائها الناجين، نشر الصحفيون الاستقصائيون قصصا تصف ما كُشف عنه في الملفات المُخزّنة هناك: أي العائلات لديها مُخبرون بينهم والتفاصيل التي أبلغوا عنها والتي شقت طريقها إلى تقارير الاستخبارات".
إلى ذلك، أجّجت مواقع التواصل الاجتماعي الشعور المتزايد بانعدام الأمن بين الموالين السابقين للأسد، بمن فيهم المُخبرون، مع تدفق مستمر من التقارير حول هجمات لجان الأمن الأهلية ضد أشخاص تربطهم صلات حقيقية أو مُتصوّرة بنظامه السابق.