موقع 24:
2025-08-01@10:44:11 GMT

مفترق طرق.. ما مصير الأكراد في سوريا الجديدة؟

تاريخ النشر: 17th, December 2024 GMT

مفترق طرق.. ما مصير الأكراد في سوريا الجديدة؟

انتهت الحرب الأهلية بين القوات الحكومية السورية والفصائل المسلحة. لكن الخطر لم ينتهِ بالنسبة للأقلية الكردية السورية.  

أي غزوٍ لمدينة كوباني الكردية، سيعتبر انتهاكاً لاتفاق توسطت فيه واشنطن

وكتبت لارا جايكس في صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن عدداً من الفصائل المسلحة لا تزال تقاتل لبسط سيطرتها عقب سقوط نظام بشار الأسد.

ويشمل ذلك قوات سوريا الديمقراطية الكردية التي تحالفت مع الولايات المتحدة لقتال تنظيم "داعش" الإرهابي، و"الجيش الوطني السوري"، الميليشيا المدعومة من تركيا، التي تكن العداء للقوات الكردية.  
ومنذ أكثر من عقد، يعتبر المقاتلون الأكراد الشريك الأكثر موثوقية بالنسبة للولايات المتحدة في سوريا، وقد حرروا مناطق سيطر عليها داعش، واعتقلوا تسعة آلاف من مقاتلي التنظيم الإرهابي.      

Why America’s Kurdish Allies Are Under Threat in a New Syria https://t.co/0e925bezce

— Mutlu Civiroglu (@mutludc) December 17, 2024

لكن تركيا التي تتشارك الحدود مع سوريا، لطالما اعتبرت الأكراد، عدواً لها. وتعتقد الحكومة التركية أن المقاتلين الأكراد في سوريا متحالفون مع حزب العمال الكردستاني، الذي يقاتل تركيا منذ عقود.  
ويبدو أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي دعم الفصائل المسلحة السورية التي أسقطت نظام الأسد، متحمس لانتهاز فرصة التحول السياسي الهائل في سوريا، من أجل مواصلة أجندته الخاصة ضد المقاتلين الأكراد.  
ولا يزال شكل الحكومة السورية الجديدة، بقيادة "هيئة تحرير الشام"، قيد التشكل. لكن المسؤولين الأمريكيين ومحللي الشرق الأوسط يتفقون على أن تركيا سيكون لها تأثير كبير.
وبحسب الخبير في الشأن السوري والديبلوماسي الأمريكي السابق وائل الزيات، فإن هذا يعني أن معقل الأكراد في شمال شرق سوريا يبدو "هشاً". وأضاف أن تركيا "ستملك الرافعة الأكبر في ما يحدث، وسيحدث، في سوريا على المدى المنظور".      
إلى ذلك، يرى الباحث البارز في معهد نيولاينز نيكولاس هيراس، أنه في الوقت الذي انتزعت هيئة تحرير الشام وحلفاؤها الحكم من الأسد، فقد "جلبوا معهم تياراً من القوة والنفوذ التركيين إلى سوريا".  

Why America’s Kurdish Allies Are Under Threat in a New Syria https://t.co/XLDUi1HVut

— Colin P. Clarke (@ColinPClarke) December 16, 2024

وسُلط الضوء على المخاطر الكبيرة بالنسبة للأكراد، وللقوى الغربية العازمة على منع تجدد تهديد داعش، في وقت سابق من الأسبوع الماضي. إذ أنه حتى مع سيطرة هيئة تحرير الشام وحلفائها على المنطقة، هاجمت الفصائل المسلحة المدعومة من تركيا، قوات سوريا الديموقراطية تحت غطاء من الغارات الجوية ونيران المدفعية التركية.

عبدي مظلوم

وصرح قائد قوات سوريا الديموقراطية الجنرال مظلوم عبدي، لصحيفة "نيويورك تايمز"، بأنه اضطر إلى تحويل المقاتلين الذين كانوا يحرسون السجون التي تضم عناصر داعش، من أجل القتال ضد المسلحين المدعومين من تركيا.
ويتوقع هيراس الآن، أن يعمد العرب الذين انضموا إلى قوات سوريا الديمقراطية للقتال ضد داعش، إلى الانشقاق والالتحاق بميليشيات أخرى، وذلك تحت ضغط من تركيا وهيئة تحرير الشام. وسيؤدي هذا إلى مزيد من الإضعاف للقوات الكردية.  
وفي أفضل سيناريو للأكراد، وفق مسؤولين وخبراء، هو أن يتلقى هؤلاء دعماً كافياً من الولايات المتحدة لحماية الأراضي التي يسيطرون عليها في شمال شرق سوريا. ويمكن أن يمنحهم ذلك رافعة في مواجهة الحكومة الجديدة في دمشق كي يستمروا في ممارسة حكم ذاتي كامل، وهي مسألة طالما طمح إليها أكراد سوريا.  

التنازل عن أراضي

وفي أسوأ الأحوال، من الممكن أن يواجه الأكراد نزاعاً ملتهباً مع المقاتلين المدعومين من تركيا، وأن يكونوا مجبورين على التنازل عن بعض الأراضي الغنية بالنفط، في حين أنه إذا ما قرر الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب سحب القوات الأمريكية، فإن الأكراد سيفتقدون إلى مساعدة برية حيوية.   
وتقول الخبيرة في الشأن السوري لدى مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن ناتاشا هول: "هناك حاجة إلى نوع من وقف النار واتفاق سلام بين الأتراك والأكراد، يمكن الجانبان أن يتفقا عليهما".  

سباق مع الوقت

وتسابق إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن الوقت للتفاوض على مثل هذا الاتفاق، قبل أن تغادر البيت الأبيض الشهر المقبل.  

وبعد اجتماعات في تركيا الأسبوع الماضي، قال وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينكن السبت، إن "التأكد من وجود داعش الإرهابي في صندوق" يظل أولوية ملحة في سوريا. وقال إن المقاتلين الأكراد "يلعبون دوراً حاسماً في متابعة هذه المهمة".
لكن التوازن الدبلوماسي الذي واجهه كان واضحاً: لقد شملت اجتماعاته في تركيا وزير الخارجية هاكان فيدان، الذي صرح في وقت سابق من الأسبوع الماضي، بأن "أي توسع لحزب العمال الكردستاني في سوريا لا يمكن أن يعتبر شريكاً شرعياً".  
ومع ذلك، هناك دلائل تشير إلى أن الديبلوماسية الأميركية تحقق تأثيراً. إذ زار القائد الأمريكي  الجنرال مايكل كوريلا شمال شرق سوريا الأسبوع الماضي، حيث يتمركز 900 جندي أمريكي. وبعد ساعات، تم الإعلان عن وقف النار بين القوات الكردية وفصيل الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا في مدينة منبج بشمال سوريا، حيث اشتبك الجانبان مراراً.
وأكد رئيس الجناح السياسي لقوات سوريا الديموقراطية في واشنطن سينام شيركاني محمد، إن "تركيا تستغل الأزمة في سوريا لزعزغة استقرار المنطقة والاستيلاء على أراضينا، بينما تزعم أنها تقاتل الإرهابيين...لسنا إرهابيين، نحن حلفاء ديمقراطيون للولايات المتحدة".  
وحذر السفير الأمريكي السابق لدى تركيا جيمس جيفري، الذي عمل مبعوثاً رئيسياً للشؤون السورية خلال الولاية الأولى لترامب، من أن أي اقتحام لمدينة كوباني الكردية، سيعتبر انتهاكاً لاتفاق توسطت فيه الولايات المتحدة عام 2019 لتحقيق الوفاق و"لن يكون ثمة فارق في ما إذا حصل الغزو من قبل الأتراك أو من قبل قوات سورية شريكة للأتراك".     
وفي الوقت نفسه، يعمل مظلوم عبدي على ترميم العلاقة بين المقاتلين الأكراد وهيئة تحرير الشام، قائلاً إنه يسعى إلى علاقات مباشرة مع قادة الهيئة.       

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية سقوط الأسد الأسبوع الماضی تحریر الشام قوات سوریا من ترکیا فی سوریا

إقرأ أيضاً:

الشراكة الوطنية عند مفترق أمني.. الطائفة يكشف حدود اللعبة

29 يوليو، 2025

بغداد/المسلة:

في مشهد سياسي عراقي لا يخلو من التوترات الطائفية والخطابات المُلغَّمة، برز تصريح رئيس تحالف العزم النائب محمود القيسي كواحد من ردود الأفعال اللافتة على ما وصفه بـ”القول الصريح بعدم الثقة الأمنية بالسنة” الذي صدر عن نائب شيعي لم يُسمّه. ولم يكن تصريح القيسي مجرّد بيان استنكاري اعتيادي، بل تضمّن محمولاً سياسياً عميقاً أعاد تظهير الإشكالية الأزلية في بنية الدولة العراقية بعد 2003: أزمة الثقة، وتكريس التهميش، وإخفاق مشروع الشراكة الوطنية.

وحمّل القيسي في بيانه القوى السياسية الشيعية مسؤولية الصمت عن ذلك التصريح، معتبراً أن غياب الرد أو التوضيح يعكس تبنّيًا ضمنيًا لفكرة إقصاء السنة من المفاصل الأمنية العليا، ما يكشف ـ وفق تعبيره ـ “حقيقة المشروع السياسي” الذي يُدار به البلد، وحدود ما يُسمّى بالشراكة الوطنية. وهي عبارة ذات حمولة سياسية واضحة تشير إلى أن المفهوم السائد للوطنية لدى البعض ما زال محصوراً في إطار طائفي ضيّق.

ودفع القيسي خطابه نحو البُعد التعبوي حين خاطب “الجمهور السني المقاطع للانتخابات”، مطالباً إياه بـ”النفير نحو صناديق الاقتراع”، مع تحميلهم مسؤولية استعادة “الوزن السني” في مؤسسات الدولة. وهو نداء يمكن فهمه بوصفه محاولة لإعادة بناء رأسمال انتخابي في لحظة سياسية تبدو حرجة، وربما تعكس تراجعاً ملحوظاً في التمثيل السني داخل مفاصل القرار السيادي والأمني.

وما يلفت في خطاب القيسي هو تأكيده على الانتقاء النوعي في التمثيل، حين دعا صراحة إلى تجنّب انتخاب من وصفهم بـ”المتخاذلين أو الضعفاء أو نواب الغفلة”، وهو بذلك يعكس قناعة متنامية داخل الأوساط السنية بأن جزءاً من أزمة التمثيل يعود إلى ضعف الأداء النيابي أو المساومات السياسية التي أفرغت الصوت السني من مضامينه.

وتُظهر هذه التصريحات، وإن جاءت برد فعل، اتجاهاً نحو إعادة ترتيب الساحة السنية سياسياً، وإعادة بعث سردية التهميش بوصفها أداة لتحفيز المشاركة الانتخابية، في ظل شعور متنامٍ باللاجدوى لدى قطاعات واسعة من السنة تجاه العملية السياسية برمتها.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

مقالات مشابهة

  • ما هي نسب الرسوم الجمركية الجديدة التي فرضها ترامب؟
  • ملف حصر السلاح يضع حزب الله والدولة اللبنانية على مفترق طرق
  • وزير الإعلام: إسرائيل لا ترى بعين إيجابية وجود سوريا الجديدة بل تريدها ممزقة
  • القائم بأعمال سفارة جمهورية أذربيجان بدمشق لـ سانا: القمة التي جمعت السيدين الرئيسين أحمد الشرع وإلهام علييف في العاصمة باكو في الـ 12 من تموز الجاري خلال الزيارة الرسمية للرئيس الشرع إلى أذربيجان، أثمرت عن هذا الحدث التاريخي الذي سيسهم في تعزيز التعاون ا
  • القائم بأعمال سفارة جمهورية أذربيجان بدمشق لـ سانا: القيادة الأذربيجانية تولي أهمية خاصة للعلاقات مع سوريا الجديدة، وقد لقي ذلك ترحيباً وتجاوباً من الجانب السوري، الأمر الذي أدى إلى إقامة علاقات الصداقة والتعاون المتبادل بما يتماشى مع مصالح البلدين والشعب
  • وزير الطاقة: سوريا تبدأ استقبال 3.4 ملايين م3 من الغاز الأذري عبر تركيا اعتباراً من 2 آب المقبل
  • تركيا تبدأ رسمياً تصدير الغاز إلى سوريا
  • تركيا تبدأ تزويد سوريا بالغاز الطبيعي في 2 أغسطس
  • الواقع القضائي في سوريا والتحديات التي تواجه عمل العدليات خلال اجتماع في وزارة العدل
  • الشراكة الوطنية عند مفترق أمني.. الطائفة يكشف حدود اللعبة