بعد الأسد.. هل تمنع تركيا دوراً للأكراد في سوريا؟
تاريخ النشر: 17th, December 2024 GMT
تناول المحلل السياسي التركي روبرت إليس، التورط التركي المعقد والمتناقض غالباً في الحرب الأهلية السورية، متتبعاً سياسات تركيا بدءاً من الصداقة المبكرة مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد إلى موقفها الحالي المتوتر، والذي تشكله الأولويات المحلية والطموحات الإقليمية والتحالفات مع الجماعات المسلحة.
تشمل التدخلات العسكرية التركية أربع عمليات عبر الحدود
وأشار الكاتب إلى العلاقات الوثيقة التي كانت تربط بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والرئيس السوري المخلوع قبل ما يسمى بالربيع العربي، حتى أنهما فكرا في إقامة اتحاد في الشرق الأوسط.ومع ذلك دفعت اضطرابات الربيع العربي والقمع العنيف الذي شنه الأسد على الاحتجاجات إلى انقلاب أردوغان على حليفه السابق، بل إنه وصف الأسد بأنه "قاتل". الحسابات الاستراتيجية التركية
وقال روبرت إليس، وهو مستشار دولي في معهد البحوث للدراسات الأوروبية والأمريكية في أثينا، في مقاله بموقع مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية: كان تدخل تركيا في سوريا مدفوعاً بأهداف شاملة تتعلق بالإطاحة بالأسد والقومية الكردية. ويشكل ملف القومية الكردية، التي نشأت عن صراع طويل الأمد مع حزب العمال الكردستاني، استراتيجية أنقرة العسكرية والسياسية.
Turkey’s Syria Conundrum https://t.co/G1Djb60tSu via @TheNatlInterest
— Nino Brodin (@Orgetorix) December 16, 2024ولفت الكاتب النظر إلى اعتراف أردوغان في البداية بـ "المشكلة الكردية" في تركيا، وانخراطه في محادثات سلام مع حزب العمال الكردستاني في عام 2013، لكن هذه الجهود انهارت عام 2015 عندما أبرم أردوغان صفقة مع الرئيس الأمريكي آنذاك باراك أوباما للسماح لقوات التحالف بالوصول إلى قاعدة إنجرليك الجوية التركية مقابل حرية استهداف القوات الكردية في سوريا. وكانت هذه الخطوة هي بداية الموقف العدواني لتركيا ضد الجماعات الكردية مثل قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، على الرغم من دورها الرئيس في هزيمة "داعش".
العمليات العسكرية التركية في سورياوتشمل التدخلات العسكرية التركية أربع عمليات عبر الحدود: أولاً؛ عملية درع الفرات (2016)، التي استهدفت طرد داعش والقوات الكردية بعيداً عن الحدود التركية، تزامناً مع زيارة نائب الرئيس آنذاك جو بايدن إلى أنقرة. ثانياً؛ عملية غصن الزيتون (2018)، التي استهدفت مدينة عفرين التي يسيطر عليها الأكراد، مما عزز السيطرة التركية على شمال غرب سوريا. ثالثاً؛ عملية نبع السلام (2019) التي ركزت على المناطق الكردية في شمال شرق سوريا، وهو تحد مباشر آخر لدعم الولايات المتحدة لقوات سوريا الديمقراطية. رابعاً؛ عملية درع الربيع (2020) التي عززت وجود تركيا في محافظة إدلب، وساعدت تحالف المتمردين هيئة تحرير الشام.
Neocon and anti-Russia outlets are just starting to recognize the dilemma in Syria, when the US decided to resolve the dilemma by siding with Erdogan against its Kurdish allies. The Kurds have been had again. pic.twitter.com/drqyiuyuZW
— Sophia (@les_politiques) December 16, 2024نجحت هذه العمليات في إنشاء مناطق خاضعة لسيطرة تركيا في شمال سوريا، مما أدى إلى تقويض الدعم الرسمي الذي تقدمه أنقرة لسلامة أراضي سوريا. وينتقد إليس الاحتلال التركي، ووصفه بأنه يتناقض مع التزامها المعلن بالوحدة السورية.
السياسة الداخلية والسياسة الخارجية وأكد الكاتب على كيفية تشابك سياسة تركيا تجاه سوريا بشكل وثيق مع الاعتبارات السياسية المحلية، مستشهداً بقول فرانشيسكو سيكاردي "أن السياسة الخارجية القومية والعسكرية لأردوغان تهدف إلى تأمين الدعم الانتخابي".ويتردد صدى هذا النهج مع الكتلة القومية التركية، بما في ذلك شريك أردوغان في الائتلاف، حزب الحركة الوطنية. ومع ذلك، فقد أدى ذلك أيضاً إلى توتر العلاقات مع المجتمعات الكردية، كما يتضح في إزالة رؤساء البلديات الأكراد المنتخبين والعواقب الإنسانية للغارات الجوية التركية على الأراضي التي يسيطر عليها الأكراد. التحالف التركي الروسي والتحولات الاستراتيجية ويعكس تعاون تركيا مع روسيا في سوريا طبقة أخرى من التعقيد. فبينما كان الهدف الأساسي لروسيا هو بقاء نظام الأسد، ركزت تركيا على إضعاف الحكم الذاتي الكردي. وعلى الرغم من أهدافهما المتباينة، تعاونت الدولتان تكتيكياً. ومع ذلك، مع الإطاحة الأخيرة بالأسد من قبل هيئة تحرير الشام، يبدو أن نفوذ موسكو يتضاءل، مما يشير إلى إعادة ضبط التحالفات المحتملة.
إن تأكيد أردوغان على هيمنة تركيا في سوريا، والتفاخر بشراكته مع فلاديمير بوتن كزعيم عالمي رئيس، يوضح بشكل أكبر تطلعات أنقرة لتوجيه الانتقال السياسي في سوريا. ومع ذلك، فإن رفض تركيا إشراك الأكراد السوريين في أي تسوية سياسية مستقبلية يشكل عقبة رئيسة، نظراً لوجودهم الكبير وسيطرتهم الإقليمية. معضلة اللاجئين والمخاوف الدولية تواجه تركيا أيضاً ضغوطاً متزايدة لمعالجة استضافتها لأكثر من أربعة ملايين لاجئ سوري. لقد غذت المشاعر العدائية ضد اللاجئين مساعي أردوغان لإعادتهم إلى وطنهم، مدعوماً بإنشاء مناطق تديرها تركيا في شمال سوريا. ومع ذلك، فإن مشاركة هيئة تحرير الشام في الحكومة السورية المؤقتة الجديدة تثير المخاوف بشأن اتجاهها الأيديولوجي واستقرارها. التحديات المقبلة ورغم طموحات أردوغان، يقول الكاتب، ساهمت تصرفات تركيا في إطالة أمد عدم الاستقرار؛ فدعم أنقرة للمتمردين المتشددين مثل جماعة هيئة تحرير الشام يقوض مصداقيتها الدولية، في حين أن عداءها لتقرير المصير الكردي يمنع تحقيق مصالحة حقيقية داخل سورية. وظهور حكومة مؤقتة هشة من شأنه أن يؤدي إلى تعميق حالة عدم اليقين، حيث يعتمد مستقبل سورية على التعامل مع الانقسامات الداخلية والضغوط الخارجية.
وقال الكاتب إن الأولويات المتشابكة لتركيا في سوريا تحركها مجموعة من الطموحات الجيوسياسية والضرورات المحلية. ومع دخول الصراع مرحلة جديدة، تظل قدرة تركيا على موازنة مصالحها مع الاستقرار الإقليمي سؤالاً مفتوحاً.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية سقوط الأسد هیئة تحریر الشام ترکیا فی فی سوریا ومع ذلک
إقرأ أيضاً:
قائد قوات سوريا الديمقراطية يكشف عن اتصالات مباشرة مع تركيا
وصباح الجمعة، كشف موقع "المونيتور" عن تطورات جديدة تتعلق بالتواصل الأمريكي مع "قوات سوريا الديمقراطية"، وتحرّكات تركية لفتح قنوات حوار مباشرة معها عبر العاصمة السورية دمشق. اعلان
أعلن قائد "قوات سوريا الديمقراطية" مظلوم عبدي، اليوم الجمعة، أن هناك قنوات اتصال مباشرة بين قواته والحكومة التركية، مشيرًا إلى أنه لا يمانع عقد لقاء مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في المستقبل.
ويأتي هذا التصريح في وقت يشهد فيه الملف السوري حراكًا متسارعًا، في ظل محاولات إقليمية ودولية لإيجاد تسوية سياسية تنهي أكثر من عقد من الحرب.
وكانت تركيا و"قوات سوريا الديمقراطية"، التي يشكل الأكراد عمودها الفقري، قد توصّلتا في ديسمبر/كانون الأول الماضي إلى اتفاق وقف إطلاق النار بوساطة أميركية، وذلك بعد مواجهات عنيفة شهدتها مناطق الشمال السوري.
وبين عامي 2016 و2019، شنّت أنقرة ثلاث عمليات عسكرية في شمال سوريا ضد "وحدات حماية الشعب" الكردية، واستطاعت بسط سيطرتها على مناطق حدودية واسعة داخل الأراضي السورية، في خطوة تعتبرها حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان ضرورية لحماية أمنها القومي.
Relatedقوات سوريا الديمقراطية تتوعد بالرد بعد مقتل 6 من عناصرها في قصف استهدف قاعدة أمريكيةقوات سوريا الديمقراطية ترفض تسليم إدارة السجون لحكام دمشق الجدد والسبب.. عناصر داعشفي المقابل، تصرّ الإدارة السورية الجديدة في دمشق على ضرورة إنهاء وجود أي تشكيلات مسلّحة خارج إطار الدولة. وكانت قد دعت "قوات سوريا الديمقراطية" إلى إلقاء السلاح والانضمام إلى الجيش الوطني التابع لوزارة الدفاع، مؤكدة رفضها لأي شكل من أشكال الحكم الذاتي في المناطق ذات الغالبية الكردية.
وشدد رئيس المرحلة الانتقالية، أحمد الشرع، خلال مؤتمر الحوار الوطني المنعقد في دمشق، على أنه "لن يُسمح بأي تشكيلات مسلّحة تعمل خارج مؤسسات الدولة".
وصباح الجمعة، كشف موقع "المونيتور" عن تطورات جديدة تتعلق بالتواصل الأمريكي مع "قوات سوريا الديمقراطية"، وتحرّكات تركية لفتح قنوات حوار مباشرة معها عبر العاصمة السورية دمشق.
Related"قسد" تنسحب من حلب إلى شرق الفرات ضمن اتفاق مع الحكومة السورية الحكومة السورية و"قسد" تتفقان على إجلاء عائلات من مخيم الهولونقل الموقع عن مصدريْن مطلعيْن أن المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا توماس باراك، أجرى يوم الخميس مكالمة هاتفية من دمشق مع القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، أبلغه خلالها باستمرار الدعم الأمريكي لقواته في مواجهة تنظيم داعش، كما حثه على مواصلة المسار الدبلوماسي لخفض التصعيد بين "قسد" وتركيا.
وفي السياق ذاته، أفاد "المونيتور" نقلاً عن مصادر إقليمية مطلعة أن وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، أو رئيس جهاز الاستخبارات التركي، عرضا عقد لقاء مباشر مع مظلوم عبدي في دمشق، في مؤشر على تحوّل محتمل في المقاربة التركية تجاه الملف الكردي في سوريا.
وأضافت المصادر أن اللقاء المرتقب بين عبدي وكبار المسؤولين الأتراك سيكون مرتبطاً بنتائج المحادثات التي كان مقرراً انطلاقها اليوم في دمشق، بين وفد كردي سوري وأعضاء من الحكومة السورية المؤقتة، في محاولة لبحث مستقبل العلاقة بين الطرفين ضمن إطار تفاهمات إقليمية أوسع.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة