خالد الجندي: الآيات البديهية في القرآن وراءها إعجاز عظيم
تاريخ النشر: 17th, December 2024 GMT
في حلقة جديدة من برنامجه "لعلهم يفقهون" المذاع على قناة "DMC"، ألقى خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، الضوء على ما وصفه بـ"الإعجاز الخفي" وراء الآيات البديهية في القرآن الكريم، مشددًا على أن هذه الآيات تحمل معاني تفوق تصورات العقل البشري رغم بساطتها الظاهرية.
واستشهد الجندي بقول الله تعالى: (ولا طائر يطير بجناحيه)، موضحًا أن الآية تكشف إعجازًا إلهيًا في بساطة تركيبها.
وأوضح أن حركة الطائر بجناحيه تتطلب جهداً دقيقاً، حيث يفرد جناحيه ثم يضمهما، وأن هذه الحركة البسيطة الظاهرة محمولة بقدرة الله المطلقة، قائلاً: "ربنا يريد أن يلفت أنظارنا إلى أن الطائر بجناحيه هو جزء من نظام كامل محكوم بقدرته عز وجل".
وأضاف الجندي أن البديهيات هي الأمور التي يدركها الإنسان تلقائيًا دون عناء التفكير، مثل السماء فوقنا والأرض تحتنا، مؤكدًا أن القرآن مليء بهذه الآيات التي تبدو بسيطة ولكنها تخفي وراءها أسرارًا عميقة.
وأشار إلى أن الناس تجاه هذه الآيات ينقسمون إلى قسمين: الأول، وهو من لا يدرك عمق المعنى فيرى الآية عادية بلا جديد؛ والثاني، هو من يدرك الإعجاز فيسجد شكرًا لعظمة الله.
وتابع قائلاً: "الذي ينكر وجود الله ليس لديه عقل إنساني عادي، لأن تأمل هذه الآيات يكشف عن قدرة لا يمكن إنكارها".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: خالد الجندي لعلهم يفقهون المزيد هذه الآیات
إقرأ أيضاً:
خالد الجندي: عطاء الدنيا زائل وليس دليلا على محبة الله للعبد
أجاب الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، عن سؤال حول قول الرجل المؤمن لصاحب الجنتين في سورة الكهف: «فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِي خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ»، موضحًا أن التعبير القرآني يحمل أدبًا رفيعًا، إذ قال «فعسى ربي» مراعاة لمشاعر صاحبه حتى لا يدفعه إلى التطاول أو الاعتراض بقوله: «لا، ربك وحدك!»، فيرد عليه المؤمن بأدب: «ربي لوحدي وخير لي»، مؤكداً أن كلمة «خيرًا من جنتك» لا تُفهم على أنها جنة في الدنيا، لأن نعم الدنيا زائلة مهما عظمت، بينما المقصود هو الخير الأبقى في الآخرة، جنة الخلد التي لا تزول ولا تتبدل.
وأضاف عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية خلال حلقة خاصة بعنوان "حوار الأجيال" ببرنامج "لعلهم يفقهون" المذاع على قناة "DMC" اليوم الأربعاء، أن طلب الرجل المؤمن ليس بالضرورة قصره على نعيم الدنيا أو الآخرة فقط، فالآية تحتمل رجاء الخير في الدارين، لكن نهاية السياق القرآني ترجّح أن «الخير» المقصود هو نعيم الآخرة؛ بدليل أن المؤمن نفسه قال بعدها مباشرة: «وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا»، أي أنه يعلم أن نعيم الدنيا قد يزول، وأن ما يبقى هو النعيم الدائم.
وبيّن أن الفرق بين عطايا الدنيا والآخرة واسع، فالدنيا نعيمها زائل، محدودة، ويأتي معها تعبٌ وتكليف وحفظ ورعاية، وقد تكون اختبارًا للمؤمن والكافر معًا، بينما عطاء الآخرة باقٍ لا يزول، ولا مشقة فيه، وهو جزاءٌ خالصٌ للمؤمنين وحدهم، بلا حسد ولا تبعة ولا حساب.
وأوضح الشيخ خالد الجندي أن عطاء الدنيا لا يدل على محبة الله، فقد يعطيها الله لمن يحب ولمن لا يحب، بينما عطاء الآخرة دليل على الرضا والمحبة الإلهية، وأن نعيم الدنيا مرتبط بالموت ويعقبه حساب، بينما نعيم الآخرة لا موت فيه ولا انقطاع ولا سؤال عن كيفية حفظه وإنفاقه.
وأكد أن قول المؤمن: «خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ» لا يمكن أن يُفهم على أنه يطلب «جنينة مثلها»، لأن المِثل لا يكون خيرًا، أما «الخيرية» فلا تتحقق إلا في النعيم الأبدي، ومن ثم فإن المقصود بالآية هو دار البقاء وثواب الآخرة، لا جنة الدنيا المحدودة التي قد تصبح «صعيدًا زلقًا» في لحظة بحسابٍ إلهي دقيق.