تقارير عبرية: تركيا تفرج عن إسرائيلي متهم بتهريب مخدرات استجابة لتل أبيب
تاريخ النشر: 18th, August 2023 GMT
قالت تقارير عبرية إن تركيا قررت الإفراج عن إسرائيلي محكوم عليه بالسجن لمدة 10 سنوات بتهمة تهريب المخدرات (القات) إلى البلاد، وكان مسجونا منذ 2019، فيما أفادت بأن قرار أنقرة جاء بعد مطالبات من مسؤولين إسرائيليين.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي، إيلي كوهين، إن الإسرائيلي الذي حُكم عليه في تركيا بالسجن لمدة عشر سنوات، سيعود إلى عائلته في بداية الأسبوع، وفقا لما نقلته صحيفة "معاريف"، الخميس.
وأضاف بأن "هذا جزء من الجهود العديدة التي تبذلها إسرائيل ووزارة الخارجية لصالح مواطني إسرائيل، ودليل على دفء العلاقات بين إسرائيل وتركيا"، وفق تعبيره.
وأعرب كوهين عن شكره للرئيس التركي رجب طيب أردوغان ووزير الخارجية هاكان فيدان على المساهمة في حل القضية.
ووفق (القناة 12) الإسرائيلية، فإن مفاوضات جرت بين تل أبيب وأنقرة، للإفراج عن إسرائيلي معتقل لدى السلطات التركية، مته بحيازة مخدرات.
اقرأ أيضاً
بلومبرج: لقاء متوقع بين أردوغان ونتنياهو الشهر المقبل.. دوافعه وأجندته
وكانت محكمة تركية حكمت قبل عدة أيام، على الإسرائيلي بالسجن لمدة (10 سنوات) بعد حيازته للمخدرات.
وتمر العلاقات التركية الإسرائيلية بمرحلة دفء، أعقبت سنوات من القطيعة والتصعيد المتبادل بدأت منذ اغتيال قوات الاحتلال الإسرائيلي مواطنين أتراك كانوا على متن سفينة "مافي مرمرة"، التي كانت ضمن أسطول بحري لمحاولة فك الحصار عن قطاع غزة في مايو/أيار 2010.
وشهد العام الماضي قرارات من أنقرة وتل أبيب بالتقارب، توجت باستقبال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لنظيره الإسرائيلي إسحق هرتسوج في مارس/آذار 2022.
المصدر | الخليج الجديد + متابعاتالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: العلاقات التركية الإسرائيلية مخدرات الإفراج عن إسرائيلي رجب طيب أردوغان
إقرأ أيضاً:
دمشق بين أنقرة وتل أبيب.. هل تخسر تركيا ورقتها السورية؟
في الوقت الذي يجري به الحديث عن تقارب محتمل بين سوريا وإسرائيل في خطوة قد تُعيد رسم ملامح التوازنات الإقليمية، تواجه تركيا تحديًا استراتيجيًا مباشرًا يهدد نفوذها في دمشق. فهل يشكل هذا التقارب حجر عثرة في طريق أنقرة، أم أنه مجرّد ورقة تفاوض في صراع جيوسياسي أشد تعقيدًا؟ اعلان
فبحسب الدكتور هاي إيتان كوهين ياناروچاك، الباحث الإسرائيلي في مركز موشيه ديان لدراسات الشرق الأوسط وأفريقيا بجامعة تل أبيب، فإن أي اتفاق محتمل بين دمشق وتل أبيب لا يعني فقط تحوّلاً إقليميًا، بل "يقوّض أيضًا استراتيجية تركيا".
الشرع يسعى للاستقلال عن أنقرةويرى ياناروچاك أن رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا أحمد الشرع، الذي تسلّم السلطة بعد انهيار نظام بشار الأسد، لا يتقارب مع إسرائيل بدافع أيديولوجي، بل بدافع سياسي واقتصادي بحت، إذ يسعى لتقليل اعتماده على تركيا دون إحداث قطيعة كاملة. وأضاف: "إن تعميق العلاقات مع إسرائيل يمنحه هامش استقلال سياسي، وفرصة لكسر العزلة الدولية المفروضة على حكومته، ويمهّد الطريق نحو تقارب مع دول الخليج الغنية، وبالتالي إلى استقلال اقتصادي وأمني عن النفوذ التركي".
تركيا.. نفوذ راسخ لكنه مهددلكن رغم هذه التحولات، لا يزال النفوذ التركي في سوريا حاضرًا بقوة. فتركيا تسيطر فعليًا على مناطق واسعة في الشمال السوري، وتقدّم بنية تحتية وخدمات في مجالات النقل والمطارات، كما أن عددًا كبيرًا من قادة الحكومة السورية الجديدة درسوا في تركيا، ويحمل بعضهم جنسيتها.
يقول ياناروچاك: "الاستخبارات التركية كانت أول جهة دولية تقوم بزيارة رسمية إلى سوريا بعد سقوط الأسد، وشمال سوريا ما زال فعليًا تحت الاحتلال التركي". ويضيف: "جزء كبير من نخب الحكومة السورية الجديدة لديهم علاقات شخصية ومصلحية مع أنقرة، وهو ما يجعل تركيا لاعبًا يصعب تجاوزه".
Relatedتحولات في المشهد بين سوريا وإسرائيل.. الشرع سيلتقي نتنياهو على هامش الأمم المتحدة!جدعون ساعر: مهتمون بتوسيع التطبيع مع لبنان وسوريا لكن الجولان سيبقى جزءا من إسرائيلالموفد الأمريكي إلى سوريا: الحرب بين إيران وإسرائيل مهدت لطريق جديد في الشرق الأوسط رهانات أنقرة: من اللاجئين إلى الإرث العثمانيلطالما تعاملت أنقرة مع الملف السوري من منطلقات تتجاوز الأمن القومي، لتلامس البعد التاريخي والديمغرافي. ففي إحدى خطاباته، أكد أردوغان أن "لو كانت نتائج الحرب العالمية الأولى مختلفة، لكانت مدن مثل حلب والرقة ودمشق جزءًا من تركيا"، مشيرًا إلى أن التواجد التركي في سوريا ليس موضع جدل بل "مسؤولية تاريخية".
كما شدد أردوغان مرارًا على التزام تركيا بدعم اللاجئين السوريين، رافضًا دعوات ترحيلهم، واصفًا إياهم بـ"المهاجرين" الذين تستحقهم "أنصار" تركيا.
المواجهة التركية – الإسرائيلية: سوريا كساحة صراعمن جهة أخرى، تحولت سوريا تدريجيًا إلى مسرح تنافس بين إسرائيل وتركيا وخاصة بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد، ومع تواتر الغارات الإسرائيلية على الأراضي السورية، التي تعتبرها أنقرة تهديدًا للاستقرار ومحاولة لتقويض نفوذها. وهذا ما كان واضحاً في تصريح وزير الدفاع التركي يشار غولر الذي قال فيه إن بلاده "ستعيد النظر في انتشار قواتها داخل سوريا" بعد القضاء على ما وصفه ب"التهديدات الإرهابية"، مشددًا في الوقت ذاته على أن ما أسماه في ذلك الوقت بالمحادثات الفنية الجارية مع إسرائيل لا تعني "تطبيعًا" للعلاقات.
ويقول ياناروچاك إن تركيا تستفيد من تراجع نفوذ إيران في سوريا، ويضيف: "رغم أن الأتراك لن يعترفوا بذلك علنًا، إلا أنهم جنوا مكاسب كبيرة من الحرب الأخيرة التي أضعفت الإيرانيين"، معتبرًا أن أنقرة تسعى لطرح نفسها الآن كـ"القوة الإسلامية الوحيدة المؤثرة في الشرق الأوسط".
هل تستطيع أنقرة منع التقارب السوري – الإسرائيلي؟بحسب ياناروچاك، فإن تركيا ستبذل كل ما في وسعها لضمان عدم توقيع سوريا على اتفاق تطبيع مع إسرائيل. "أنقرة تريد سوريا إلى جانبها ومع قطر، كما أنها تسعى لأن تبقى إسرائيل معزولة إقليميًا".
لكن واقع الجغرافيا السياسية الجديد يفرض معادلات مختلفة. فاليوم، بحسب المحلل الإسرائيلي، ثمة "أبرز لاعبيْن إقليمييْن هما تركيا وإسرائيل، وسوريا تمثّل نقطة التماس الاستراتيجية بينهما".
قد يبدو تقارب سوريا مع إسرائيل خطوة نحو فك العزلة وتحقيق الاستقلال السياسي عن النفوذ التركي، إلا أنه في المقابل ينذر بفتح جبهة توتر جديدة بين أنقرة وتل أبيب، في وقت تشهد فيه المنطقة تصدّعات في موازين القوى، وتضاربًا حادًا في المصالح بين اللاعبين الإقليميين.
وفي حال مضت دمشق فعلًا في هذا الاتجاه، فإن تركيا ستكون أمام اختبار صعب: إما القبول بخسارة تدريجية لهيمنتها في الشمال السوري، أو التصعيد على أكثر من جبهة للحفاظ على موقعها، في صراع لا يزال مفتوحًا على كل الاحتمالات.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة