دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- سيعاد افتتاح معرض تجهيز فني خاص بالنساء فقط، سبق واتّهمه رجل ساخط مُنع من الدخول بأنه "تمييزي"، وذلك بعدما نجح في الدفاع عن حقه القانوني بمشاهدته.

تم إنشاء صالة السيدات داخل متحف الفن القديم والجديد (MONA) في ولاية تسمانيا بأستراليا، قبل خمس سنوات على يد الفنانة كيرشا كايتشيلي، زوجة مؤسس المتحف ومالكه ديفيد والش.

تحتوي صالة السيدات، المحاطة بستائر من الحرير الأخضر، على "تحف ثمينة وأعمال حداثية لا تقدر بثمن"، بينها "لوحتان توضحان عبقرية بيكاسو بشكل مذهل"، وفق كيرشا كايتشيلي.Credit: Jesse Hunniford

واستمر التجهيز الفني، وقوامه بديكور فخم، وخادم يقدّم شراب الشمبانيا، من دون انقطاع حتى زار جيسون لاو المتحف العام الماضي. وعندما مُنع من دخول صالة السيدات على أساس هويته الذكورية، قام برفع دعوى قضائية ضد متحف الفن القديم والحديث بتهمة التمييز.

وقد حكمت محكمة في مدينة هوبارت عاصمة تسمانيا في وقت لاحق، بأنّ صالة السيدات يجب أن "تتوقف عن رفض دخول الأشخاص الذين لا يحددون هويتهم كسيّدات".

لكن كايتشيلي اختارت إغلاق الصالة، عوض فتح أبوابها أمام الرجال.

مع ذلك، لم تعوّل المحكمة على قرار كايتشيلي التي سارعت إلى استئناف الحكم أمام المحكمة العليا. وحضرت كايتشيلي جلسة الاستماع برفقة مجموعة من النساء المؤيدات لها يرتدين ملابس قوية ويضعن أحمر الشفاه الأحمر الزاهي.

مجدّدًا، سيسكب شراب الشمبانيا لأي سيدة ترغب بالدخول.

كايتشيلي (إلى اليسار)، والوفد المرافق لها بملابس البحرية، خارج المحكمة في وقت سابق من هذا العام. Credit: Charlotte Vignau

وفي سبتمبر/ أيلول الماضي، ألغت المحكمة العليا حكم المحكمة، وأعلن متحف الفن القديم والحديث هذا الأسبوع أن صالة السيدات ستعيد فتح أبوابها لدورة شرفية ابتداء من يوم الخميس حتى منتصف يناير/كانون الثاني عام 2025.

أما بالنسبة للرجال، فلا يزالون ممنوعين من ذلك. لكن المتحف قال إن التصويت على تطبيق المتحف، "The O"، سيمنح عددًا ضئيلا من الرجال فرصة لدخول المساحة النسائية في صالة السيدات "لدروس الفنون المنزلية وغيرها من التعويضات".

ورغم إغلاق صالة السيدات الوشيك، صرحت كايتشيلي أنها تعد بمثابة "عمل فني حي"، وألمحت إلى أنها قد تقدّم نسخة منه "في أي مكان، وفي أي وقت، لا سيّما في مراكز القوة الذكورية".

وفي بيان، رحّبت كايتشيلي بزائرات العمل الفني مجددًا، وأفادت: "من خلال قضية المحكمة، تجاوزت صالة السيدات متحف الفن وأصبحت حية. وقد تمت دعوة الناس من جميع أنحاء العالم للتأمل في تجارب النساء عبر التاريخ واليوم.

وتابعت: "لقد حان الوقت للاحتفال في المكان الذي بدأ فيه كل شيء، مع التنويه بالتفاني الرائع لساكبي الكميات الوفيرة من الشمبانيا، احتفالًا بهذا الفصل المذهل!". 

وستعرض مجموعة مختارة من الأعمال والعروض الجديدة داخل صالة السيدات لكن، رغبة بالحفاظ على عنصر المفاجأة، لم يكشف المتحف عن التفاصيل الكاملة.

وجاء في بيان المتحف: "يعتبر دخول السيدات، واستبعاد الرجال، جزء من تذكرة دخول المتحف".

ومن أجل الاحتفال بالأيام الأخيرة للصالة، قامت كايتشيلي بتكليف إنتاج عطر جديد محدود الإصدار يسمى "The Verdict" (الحكم).

وتابع البيان: "يتميز العطر بباقة أنيقة من الأزهار الجميلة، والسيقان الخضراء المورّقة، والحمضيات الشهية، ولمسة من التوابل".

أسترالياالقانونفنونمتاحفنساء ناجحاتنشر الأربعاء، 18 ديسمبر / كانون الأول 2024تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2024 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: القانون فنون متاحف متحف الفن

إقرأ أيضاً:

روبوت قهوة بين سيارات ملكية.. مفاجأة تنتظر زوار متحف في عمّان

عمّان – بين أروقة متحف السيارات الملكي التي تتلألأ فيها سيارات كلاسيكية تستحضر ذاكرة الأردن التاريخية، ينبثق مشهد عصري يفاجئ الزائر، وكأنه قادم من زمن متطور مستقبلي، حيث يمتزج الماضي الذي ترويه المحركات الكلاسيكية الصامتة بالمستقبل الذي يقدمه روبوت حديث يصنع فنجان قهوة بلا أي لمسة بشرية، في تلاقٍ فريد بين عبق الماضي وروح الابتكار.

عبر جناح وآخر داخل متحف السيارات الملكي في العاصمة الأردنية عمّان، يمتد ذراع معدني أنيق يخط مسارا جديدا للحضارة بين أجنحة المتحف، حيث يباشر روبوت صيني الصنع إعداد القهوة بخفة ودقة، كأنه يجسر الهوة بين تراث راسخ وطموح تكنولوجي يتقدم بثبات.

هذه التجربة غير المألوفة تمنح الزائر رحلة مزدوجة، يستدعي خلالها روح الماضي، ليصافح ملامح المستقبل في اللحظة نفسها.

مجموعة سيارات كلاسيكية تحكي تاريخ الأردن في متحف السيارات الملكي (الجزيرة)متحف كلاسيكي

يتجاوز المتحف الملكي كونه مجرد معرض للسيارات الكلاسيكية فحسب، بل هو جزء من بيئة تاريخية غنية، تضم مركبات ترتبط بمحطات مفصلية من تاريخ الأردن، من سيارات الملك المؤسس عبد الله الأول إلى مركبات كلاسيكية نادرة، ووسط هذا الإرث، يبدو الروبوت علامة فارقة تضيف بُعدا جديدا للرواية، ليؤكد أن المستقبل يمكن أن يكون جزءا طبيعيا من الهوية السياحية لعمّان.

ليُمثل المتحف الكلاسيكي إحدى أبرز الوجهات الثقافية والسياحية في الأردن، إذ يجمع بين التراث والتاريخ، ولا يقتصر دوره على كونه مجرد معرض للسيارات، بل يُشكّل منصة تعليمية تبرز الروابط بين التكنولوجيا والهوية الوطنية.

المتحف الملكي يجمع بين عبق الماضي وروح الابتكار حيث تتناغم السيارات القديمة مع التكنولوجيا الحديثة (الجزيرة)أفكار مستقبلية

أما المقهى الحديث، فعمل الروبوت فيه يتجاوز تقديم خدمة مبتكرة، ليصل إلى بعد علمي واضح، إذ يشير القائمون على المقهى إلى أن الروبوت يشكّل نموذجا تجريبيا يمهد الطريق أمام استخداماته المستقبلية في المؤسسات السياحية والخدمية داخل المملكة.

إعلان

ومع ذلك، لم يقلل القائمون على المقهى جاذبيته بين الزوار، إذ يؤكدون أن المشروع لقي تفاعلا كبيرا وأصبح إضافة سياحية تعزز تجربة زوار المتحف، وتمنح المتحف الملكي نقطة جذب جديدة تشجّع الزائرين على التوقف والتصوير والتساؤل عن هذه التجربة الفريدة.

تجربة فريدة

لعب الزوار والسياح دورا أساسيا في نجاح فكرة المقهى الآلي، إذ تحولت ردود أفعالهم وتعليقاتهم إلى وسيلة دعائية طبيعية للمشروع الناشئ، ومن بين هؤلاء يحيى البوريني -مهندس كمبيوتر في إحدى الدول الخليجية- الذي صرّح قائلا: "بينما كنت أتجول بين السيارات الكلاسيكية، شعرت وكأنني أعيش في حقبة تاريخية قديمة، وفجأة وجدت أمامي روبوتا يصنع لي القهوة دون أي تدخل بشري، وهو شعور غريب يمزج بين الماضي والمستقبل في مكان واحد".

ليضيف في حديثه للجزيرة نت: "أشعر بالفخر لأن لدينا شيئا كهذا في الأردن، وهو ما يُظهر أننا نتقدم ونمتلك أحدث التقنيات، واصفا التجربة بأنها "مشجعة"، مشيرا إلى أن عملية الطلب والدفع تتم عبر شاشة إلكترونية سهلة الاستخدام.

يتيح المتحف للزوار فرصة مشاهدة مراحل تطور السيارات في الأردن منذ القرن العشرين وحتى اليوم (الجزيرة)الدقة التقنية

وبعيدا عن الجانب الانطباعي، يعتمد الروبوت على سلسلة خطوات دقيقة، تبدأ بالتقاط الكوب ووضعه على الميزان للتأكد من الوزن، قبل الانتقال إلى ماكينة المشروبات التي تعبئ الطلب، ثم العودة للميزان للتحقق النهائي، لتزيد هذه التفاصيل التقنية من جاذبية التجربة، وتحوّل طلب القهوة إلى لحظات مشاهدة وترقّب، خاصة للأطفال والسياح الذين يوثقون المشهد عبر هواتفهم.

من جانبه، أوضح عبد الإله السرور من قسم التسويق في متحف السيارات الملكي في حديثه للجزيرة نت، أن المتحف لا يروي فقط قصة وتاريخ الأردن منذ نشأته، بل يعكس أيضا اهتمام المملكة بالمزج بين القديم والحديث، فبين سيارات تعود لبداية القرن العشرين، يبرز اليوم أحدث التطورات التكنولوجية من خلال الروبوت الذي يقدم القهوة للزائرين".

الروبوت يوفر تجربة تفاعلية فريدة من خلال تقديم القهوة وسط السيارات الكلاسيكية (الجزيرة)المستقبل المبتكر

لا يمثل متحف السيارات الملكي تاريخ الأردن فحسب، بل يحتضن تجربة فريدة تجمع بين الماضي والحاضر، إذ يمسك الروبوت بخيط مختلف من الحكاية، ليؤكد أن التكنولوجيا قادرة على إثراء تجربة الزائر وابتكار أسلوب جديد لتقديم التراث الأردني.

بهذه التجربة، لا يقدم المتحف مجرد خدمة قهوة آلية، بل يطرح نموذجا متكاملا ينسجم مع رؤية مستقبلية لتطوير السياحة وتوظيف التكنولوجيا في فضاءات ثقافية وتاريخية، وفي مكان يلتقي فيه إرث السيارات الملكية مع ذراع روبوت حديث، تبدو عمّان كمدينة تعرف كيف تطل على مستقبلها دون أن تترك ذاكرتها خلفها.

مقالات مشابهة

  • متحف غريفان بباريس.. 250 تمثالا شمعيا لإضاءة صفحات التاريخ
  • بشرى تكشف أسرار بدايتها قبل دخول الفن
  • التمكين الاقتصادي للنساء اليمنيات.. ركيزة أساسية للنهوض المجتمعي
  • في أنغولا.. متحف العبودية يشهد على أعظم فظائع التاريخ
  • آخرها اللوفر وبريستول.. عمليات سطو هزت متاحف العالم لن يناسها التاريخ
  • روبوت قهوة بين سيارات ملكية.. مفاجأة تنتظر زوار متحف في عمّان
  • بحضور السيدة الأولى.. متحف بيروت يعزز الإبداع والهوية الوطنية عبر الفن والتعليم
  • إغلاق 9 مراكز خاصة للنساء والتوليد بالقاهرة والجيزة لمخالفتها القواعد الطبية وشروط الترخيص
  • الصحة: إغلاق 9 مراكز خاصة للنساء والتوليد بالقاهرة والجيزة لمخالفتها القواعد الطبية
  • متحف زايد الوطني يستضيف ندوة «اكتشاف التاريخ وصون التراث»