يمن مونيتور:
2025-05-31@10:09:12 GMT

“قيم الدين والأخلاق” في أغاني أيوب طارش

تاريخ النشر: 18th, December 2024 GMT

“قيم الدين والأخلاق” في أغاني أيوب طارش

على الرغم من التباين الملحوظ بين المدافعين عن الأغاني والمناهضين لها، ثمة وجهة نظر يجب قولها، من زاوية أن هناك أغانٍ يمنية فيها تعبيرات مهمة تدل على القيم الأخلاقية والدينية والوطنية، والتي هي بمثابة نشر للخصال الإيجابية

عن طريق “الموسيقى الحميدة”.

فعلى سبيل المثال، تغنى الفنان الكبير أيوب طارش بعديد من الأغاني التي تحمل قيمًا حميدة وخصالاً نبيلة، تدعو إلى الوحدة والحب والوئام ورفض الخضوع أو الاستسلام للواقع.

ففي جانب الدعوة إلى حب الوطن والوقوف معه في كل الأوقات، لا يوجد أغلى وأروع من كلمات النشيد الوطني الذي لحنه وقام بغنائه أيوب طارش، وهو النشيد الذي يشدد على ضرورة الوحدة التي يفترض أن تظل “عالقة في كل ذمة”، إضافة إلى زرع مفهوم “الحب الأممي” والتآلف بين الأمم وأبناء الأمة ؛ بغض النظر عن أي قناعات أو اختلافات : ” عشت إيماني وحبي أمميا”.

وبغض النظر عن اختلاف الانتماء للمناطق والمحافظات، وتباين القناعات السياسية الفكرية، إلا أن اليمن هي دوما في القلب :” وسيبقى نبض قلبي يمنيا”.

وفي الشق السياسي، نجد تشديدا على أهمية السيادة اليمنية وعدم الانقياد للخارج، وأن اليمن هي لليمنيين إدارة وحكما: ” لن ترى الدنيا على أرضى وصيا”.

وثمة كلمات من أغنية أخرى في السياق نفسه : “قسما لن ينال منك دخيل أو يبيع المكاسب العملاء ”

وهنالك أغانٍ أخرى تحث على زرع الخير والحب وقيمة التفاؤل، مثل:

سيدوم الخير في أرضي مقيما

رافض الإصرار إلاّ أن يدوما

أرضنا بوركتِ من ولاّدةٍ

لم يعش في عمركِ الخير عقيما

وعلى الرغم من حالة الوجع الذي يعيشه اليمنيون، ثمة موسيقى رائعة بصوت أيوب تشدد على التفاؤل والبسمة والقوة الدائمة والوحدة وعدم الانقسام والاستسلام بغض النظر عن كل الظروف القاسية:”

املؤا الدنيا ابتساما

وارفعوا في الشمس هاما

واجعلوا القوة والقدرة في

الأذرع الصلبة خيراً وسلاما

واحفظوا للعز فيكم ضوءه

واجعلوا وحدتكم عرشاً له

واحذروا أن تشهد الأيام في صفكم

تحت السماوات انقساما

وفي ظل المحنة الحالية التي يعاني منها اليمنيون، يجب أن نستلهم الصبر والقوة والأمل والمضي قدما من أغنية أيوب الجميلة:

وسنمضي رافضين

كل من جاء لكي يدجي ضحانا

وسنمضي داحضين

كل إثمٍ شاء للناس الهوانا

وسنمضي فارضين

صدقنا حتى يرى الحق مصانا

وهناك كلمات غناها أيوب تحث على التعاون بين أبناء الوطن من أجل بنائه ونهضته، سواء في المجال الزراعي أو الصناعي، وهي قيم أخلاقية ودينية واجتماعية فريدة:

ألا معين.. ألا تعاونوا ياجماعة..  تعاونوا بالزراعة

ألا معين.. حب التراب به نفاعة

بالتعاون نقوي الزراعة

بالتعاون جمب الصناعة

بالتعاون الأرض تندي

بالتعاون ساعة بساعة

وهناك من أغاني أيوب الحث على قيمة الوفاء بين الخلق بشكل عام والأصدقاء بشكل خاص:

في مزهريات روحي لك زرعت الوفاء

واسقيت قلبي بحبك فارتوى واكتفى

لأنك الحب.. أنت الطهر.. أنت الصفاء

يافجر في ابتسامه كل ضوء اختفى

وفي المسار الديني، ثمة أغانٍ أخرى فيها مناجاة ودعاء للرب – القادر على كل شيء- باللطف وقبول التوبة وتسهيل كل عسير :

يالله يارب لاطف عبدك الحائر

يامن لك الحل والإكرام والقدرة

يامولج الليل في الإصباح ياقادر

يامالك الملك سهل كل ذي عسرة

ياقابل التوب يامن للذنوب غافر

تغفر لعبدك ذنوبه أثقلت ظهره

لأن فضلك عظيم ماقط له اَخر

والفضل واسع كريم ماينتهي حصره

وكذلك دعاء الإله بتحقيق الفرج والكرب، وكأنه لسان حالنا الآن مع الظروف الصعبة التي يمر بها اليمن:

يارب بهم وبآلهمُ.. عجل بالغيث وبالفرجِ

يا سيدنا يا خالقنا

قد ضاق الحبل على الودجِ

وعبادك أضحوا في ألمٍ

ما بين مكروبٍ وشجي

أما الجانب الغزلي، فصحيح هناك بعض الكلمات التي فيها نوع من الجرأة، لكنها قليلة ولا تخدش الحياء.. ومع ذلك من لا يريد الاستماع إليها فهو ليس مجبرا على ذلك.

وأيضا من المهم القول إن : الشعر الغنائي اليمني وكذلك الفن اليمني القديم فيه كمية هائلة من العذوبة والمعاني الإيجابية الفريدة التي تدعو إلى الحب والوفاء والحفاظ على الوطن، وثمة أغان متعددة يكون ختامها بالصلاة على النبي، وبعضها قد تكون غزلية لكنها لا تخلو من المناجاة..

“يارب من له حبيب.. لا تحرمه من حبيبه”!

 

نقلاً من صفحة اكاتب على حسابه بفيسبوك 

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: اليمن كتابات محمد السامعي

إقرأ أيضاً:

محمد محيي الدين والوضاءة التي كانت عبر مناديله العديدة

محمد محيي الدين والوضاءة التي كانت عبر مناديله العديدة

محمد كبسور

محمد محيي الدين، مبدع سوداني متعدّد، ورائد من رواد التجديد في الشعر الحديث. قاص وروائي ومسرحي وصاحب ملكات أدبية رفيعة، له إسهامات مقدّرة في الشعر والمسرح والسيناريو والأفلام القصيرة. تميّزت كتابته بمخزون تاريخي وقراءة في الواقع السوداني المعاصر.

من أوائل الذين درسوا بالمعهد العالي للموسيقي والمسرح، وتخصص في الدراسات النقدية. عمل في مجال التعليم. غاب عن الوطن لفترة وعاد ليواصل اسهاماته الأدبية والفنية بمدينة ود مدني والتي استقر فيها حتي لحظة وفاته صباح الثلاثاء 26 مايو 2015م.

محمد محيي الدين من مؤسسي رابطة الجزيرة للآداب والفنون والتي عملت على اثراء الساحة الثقافية في الثمانينات والتسعينات بمعية رابطة سنار الأدبية ورابطة اولوس ورابطة أبناء دارفور ونهر عطبرة الأدبية.

كان مشاركاً في كثير من المنتديات والمهرجانات العربية والسودانية. وكانت آخر مشاركاته في لجنة تحكيم جائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي في محور الشعر.

يعتبر محمد محيي الدين من الأدباء الذين برزوا في السبعينيات وحاولوا التمرد على قيود و بناء قصيدة الستينيات. وهو من أوائل الذين كتبوا قصيدة التدوير، و وسم ببصمته جيلاً كاملاً بمدرسته التجريبية الشعرية والمسرحية. التقط التيارات السابحة في الهواء عاملاً على تحريك الساكن الإبداعي، وبذل مجهوداً كبيراً في تبني المواهب الشابة وفي تقديم خبرته لها، وتحلّقت أجيال كثيرة حوله فرفدها بمعارفه المختلفة.

نادَى محمد محيي الدين بكتابة القصيدة المفتوحة التي تستفيد من تقنيات السينما والحوار والنثر، وشكّل بذلك تياراً شعرياً رائداً في الكتابة التجريبية. ويمتلك محمد محي الدين القدرة علي اختصار تجارب شعرية وسردية عديدة داخل النص الواحد.

ولعل أعماله التي اطلت علي الجمهور مثل ديوان “الرحيل على صوت فاطمة” ومجموعة “عشر لوحات للمدينة وهي تخرج من النهر” أو تلك التي كانت في انتظار النشر مثل مجموعة “اتكاءة على سحابة وردية” هي التي وضعت محمد محي الدين ضمن الشعراء المميزين بالسودان.

كما أن قصائده التي تناولها بعض من المغنين المجدّدين، قد سلطت الضوء علي تجربته خصوصاً وسط الأجيال الجديدة، مثل قصيدة “المناديل الوضيئة” التي لحنها وغنّاها الفنان الراحل مصطفي سيد أحمد، و”مطر الليل” التي صدرت من ضمن ألبوم غنائي للفنانة ياسمين ابراهيم.

تجربة محمد محيي الدين المسرحية تجربة ثرّة دعمها بالدراسة في المعهد العالي للموسيقى والمسرح. ويعد محي الدين من مؤسسي مسرح الشارع، حيث عرضت مسرحياته في الشوارع السودانية في كثير من المدن. ويتداخل الشعر والمسرح في عالم محمد محي الدين، فبقدر ما يكون هو شاعراً متفجراً في اللغة والصورة الشعرية والبناء المعماري للقصيدة، يكون أيضاً كاتباً مسرحياً يسعى إلى ذلك مستفيداً من شاعريته “وفق وصف الشاعر يحي فضل الله”.

ولمحمد محيي الدين العديد من الدراسات عن المسرح نُشرت بالملاحق الثقافية بالصحف ومجلة الثقافة السودانية. وعلي أيام وجوده بالمعهد كان عضواً فعالاً في جماعة السديم المسرحية.

وفي بحثه عن التجريب، قدم محمد محيي الدين مسرحية “ضو البيت” اقتباساً عن رواية الكاتب الراحل الطيب صالح. وعرضت المسرحية عام 1985 بمسرح قاعة الصداقة وقدمتها جماعة السديم المسرحية والتي عرضت له أيضاً مسرحية “مطر الليل” ومسرحية “الرجل الذي صمت” ومسرحية “القطر صفر” ومسرحية “من كي لي كي” ومسرحية “القنبلة والعصفور” كما له مسرحية عن الشيخ فرح ودتكتوك. ومارس محمد محي الدين تجربة الإخراج المسرحي داخل جماعة السديم عبر إخراجه لمسرحيته “هبوط الجراد”.

وفي الكتابة للمسرح مارس محمد محيي الدين أيضاً التأليف المستند على نصوص كتاب آخرين، وأعد كثيرا من المسرحيات العربية مثل مسرحية “أنت قتلت الوحش” للكاتب المصري الشهير علي سالم، ومسرحية “اللغز” وهي إعادة كتابة للمسرحية المعروفة (أوديب ملكاً) لنفس الكاتب، وقام محمد محي الدين بسودنتها (العيش). كما قدّم مسرحية “الرحلة، موت بالجملة”، وهذا النص سودنة لمسرحية الكاتب العبثي الفرنسي (يوجين يونسكو) (ليلة القتلة).

يقول محمد محيي الدين عن علاقة الشعر بالمسرح، “يمكن الإستفادة من الشعر في تطوُّر شكل الكتابة المسرحية ولكن يجب أن يتم ذلك بدون تعمُّد، أي لايمكن لمجرد أنك شاعر أن تكتب مسرحية. فالعملية الفنية هنا تخضع في المقام الأول لمعرفتك بفن المسرح معرفةً توازي معرفة أن تكتب قصيدة، كما أني أرى أنه يمكن أن يتطوّر شكل القصيدة بالإستفادة من المسرح، بل من الموروث من الأشكال الفنية الأخرى من (كولاج، فلاش باك، طرق ووسائل المونتاج الزماني والمكاني)”.

ويقول محمد محيي الدين “تجدني أمزج بين المسرح والشعر وأحيانا القصة، ولي مجموعة قصصية بعنوان «الرجوع إلى ضاحية المطر» فقدتها ، على كل ، إنها وسائلي وأدواتي في تعرية القبح وجعل هذا العالم أجمل ما أمكن ذلك”.

انحاز محمد محيي الدين للقصة بشكل كبير، وكان يري أن تجارب كتابة القصة في السودان في تطوّر أكيد برغم حالة الإنكار التي صاحبته.

وفي كتاباته القصصية استخدم الأسطورة والفنتازيا ممزوجة بالثقافة الشعبية السودانية في إطار حداثي لامس القصة العربية في تطور بنائها من حيث استخدام اللغة الموحية بدلالاتها وحوارها.

وعرف عن محمد محيي الدين الصراحة خصوصاً في ابداء الرأي حول كل ما يخص التجارب الأدبية والفنية.

وكثيراً ما كان ينتقد صمت وغياب الكُتاب الذين لديهم عطاء عميق وينتقد عزوفهم عن النشر، وينتقد الأثر السالب لذاك الغياب علي تواصل الأجيال. وكان يري أن انقطاع التواصل بين المبدعين الشباب والأجيال التي سبقتهم، أدى إلى انغلاق منتجات الشباب على التجارب الذاتية، فتمحورت حول الانفتاح على الثقافة العربية والافريقية والعالمية دون أن تلتقي كل الحلقات ما بين الثقافة المحلية والعالمية والعربية والافريقية. وكان يري ان التجربة الابداعية هى اتصال وليس انقطاع، وأن التجديد ليس في هدم التراث وليس في انقطاع تواصل التجارب الابداعية، التجديد في كشف عناصر الجِدّة في الواقع.

ولد  الشاعر والكاتب والمخرج المسرحي محمد محيي الدين في مدينة ود مدني في العام 1952م.

و رحل في 26 مايو 2015 إثر نوبة قلبية عن عمر ناهز 63 عاما. وشيع الشاعر الراحل في موكب مهيب إلى مقابر ود مدني.

له الرحمة و المغفرة.

الوسومالتعليم السودان الشاعر محمد محيي الدين المعهد العالي للموسيقي والمسرح رابطة أبناء دارفور رابطة الجزيرة للآداب والفنون رابطة اولوس رابطة سنار الأدبية محمد كبسور نهر عطبرة الأدبية

مقالات مشابهة

  • وزير المالية السوداني: المسيرات التي تضرب الكهرباء ومستودعات الوقود “إماراتية”
  • في اليمن أكثر من (300) نوع للحمام أشهرها عالمياً “الصنعاوي”
  • العراق يعلن استهدف 6 إرهابيين في “صلاح الدين” وسط البلاد
  • السعودية تمدد مشروع “مسام” لتطهير اليمن من الألغام لعام إضافي
  • صاروخ اليمن يشل الحركة في شوارع “تل أبيب”، بعد تفعيل صافرات الإنذار
  • محمد محيي الدين والوضاءة التي كانت عبر مناديله العديدة
  • “بشر الوالي بعودة مدينة الفولة” .. عضو السيادي الفريق أول كباشي يؤكد حرص الحكومة على تذليل التحديات التي تواجه غرب كردفان
  • باحث “إسرائيلي”: الغارات على اليمن بلا جدوى وغزة هي المفتاح
  •  “كراغ” يوضح: هذه حقيقة الكرة النارية الكبيرة التي أضاءت سماء الجزائر
  •  “كراغ” يوضح : هذه حقيقة الكرة النارية الكبيرة التي أضاءت سماء الجزائر