مصطفى عامر: ما هي الإرادة الشعبية؟
تاريخ النشر: 18th, December 2024 GMT
كيف تم قياسها؟ ومن قال لكم بأن الشعب السوري يؤيد “ثواركم” بالإجماع؟ أو حتى بأغلبيته؟ وإذا كنتم تعرفون: فهلّا وافيتمونا بالنّسب التقديرية؟!
إذن فنحن نتحدث- في الحقيقة- عن تزييف العناوين، ومصادرة الإرادة الشعبية لأيّ بلدةٍ تريدون تدميرها، وبالمال الخليجيّ القذر.
وإذا كان الديكتاتور المحلّي يزوّر الإنتخابات لصالحه، ويصنع إرادةً شعبية مؤيدة بنسبة ١٠٠٪، فأنتم تصنعون في استديوهات الجزيرة إرادةً شعبيّة مزيفة موازية، وبنسبة ١٠٠٪ أيضًا!
فيما تموت الإرادة الشعبية الحقيقية في المنتصف!
على أن الديكتاتور المحليّ يبقى من أبناء الشعب، فيما أنتم- يا أيها الغرباء- تعبثون بإرادات الشعوب، وفقط لأنكم تملكون مالًا لم يكن قط نتاج جهدكم، ولا حصيلة عرقكم، يا رعاة الشاء الذين يتطاولون حاليًّا في البنيان، ويعتقدون أنّهم بالمال سيمسحون خرائط، ويصنعون أنظمة، ويقولبون إرادات الشعوب وفقًا لأهواء غلمان الغاز الطبيعيّ المُسال، ورخوات البترول العربيّ الخفيف!
وإذا كان للشعوب أن تختار حاكمها، فالأحقر في التزوير الأخير هو تمرير التطبيع، كما لو كان إرادةً شعبية!
وهنا ينبغي رفع إشارة: قف!
للتأكيد على أن إرادات الشعوب العربية ترفض التطبيع، قولًا واحدًا باستثناء أراذلها المنتفعين سفلة القوم ورخاص الأمة!
ترفض اعتلالكم المنكود يا مشيخات الذل، ويا حكّام العار، فلا تحاولوا تمرير سفالاتكم تحت هذا العنوان!
وإذا كان للشعوب العربية اختيار حاكمها،
فلا يحقّ لها تحويل البوصلة عن عدو الأمة، وليس من حقنا احترام أي إرادةٍ تعترف بالعدو كدولة، أو تخاطبه من غير زواية الإستعداء، وتحت أي عنوان!
لأنها، في هذه اللحظة بالذات، تعتدي على كل الأمة، وفي صدارتهم الشعب الفلسطيني الذي من حقه بسط سيادته على كلّ فلسطين!
وإذا لم يكن من حقنا الإعتداء على أرضكم، فليس من حقكم الاعتداء على أرض فلسطين.
ومجرد اعترافكم بعدو فلسطين اعتداءٌ عليها، يجعلكم بنفس درجته أعداءً لكلّ الأمة!
حتى بالنسبة لأرضكم، في سوريا كما غيرها.
ليس من حقكم التفريط بشبرٍ منها!
وحتى لو أنجبت الأمة- جدلًا- جيلًا كاملًا من الوضعاء المنحطين، الذين يسقطون يهود من رأس قائمة الأعداء.
حتى لو فرضنا هذا، فليس من حقهم أن يتنازلوا عن حقوق وثوابت الأجيال القادمة!
ولتمرير التطبيع تحت عنوان الإرادة الشعبية،
فينبغي أن تحشدوا كل الأمة، بكل أجيالها حتى قيام الساعة، وتستفتوها بهذا الشأن!
وحتى استكمال الإجراءات التنظيمية لمثل هكذا إستفتاء، فعليكم الإنتظار حتى قيام الساعة، لأن آخر أجيال الأمة لن يصل إلى السن القانونية للإعتداد بصوته، قبل قيام الساعة بالطبع.
المصدر: الوحدة نيوز
كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة الدكتور عبدالعزيز المقالح السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا انصار الله في العراق ايران تونس روسيا سوريا شهداء تعز صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نائب رئيس المجلس السياسي نبيل الصوفي الإرادة الشعبیة
إقرأ أيضاً:
بين نشوة المفاجأة وشبح الحسابات الخاطئة.. ما مآل رهان نتنياهو على الحرب مع إيران؟
وإذا لم يحقق نتنياهو هدفه النهائي، وإذا فشل الرهان في إسقاط طهران أو تحجيمها، فإن فواتير الحرب ستلاحقه في السياسة كما في الشارع. اعلان
في لحظة مثقلة بالتوترات والانهيارات الإقليمية، اتخذ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قراراً مصيرياً بتوجيه ضربة مباشرة إلى عمق إيران. قرار لم يكن عسكرياً فقط، بل مقامرة سياسية بامتياز، تحمل في طياتها كل عناصر المجازفة: من انفجار الجبهات إلى اهتزاز الداخل، ومن رهانات الخارج إلى المجهول الإقليمي.
فهل كانت الضربة محاولة لصناعة نصر سريع؟ أم هروباً للأمام من أزمات داخلية خانقة، على رأسها فشل حكومته في إدارة حرب غزة، وتراجع شعبيته، واحتدام الخلافات في المؤسسة العسكرية والأمنية؟.
نتنياهو، الذي بدا منتشياً بعد نجاح الضربة الأولية، لم يترك مجالاً للتهدئة. بل ذهب بعيداً إلى حد مغازلة الشعب الإيراني علناً، داعياً إياه للثورة على النظام، في خطوة تعكس قناعة أو مراهنة على اهتزاز الداخل. لكنه تجاهل واقعاً آخر: أن النظام يخوض هو الآخر معركة وجودية، ويؤكد أن طهران هي من سيكتب نهاية الحرب، لا تل أبيب.
Relatedدمار واسع وارتفاع في حصيلة القتلى.. استمرار التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيرانكيف تضبط الرقابة العسكرية الإسرائيلية مشهد الإعلام في أوقات الأزمات؟حاملة الطائرات الأميركية "نيميتز" نحو الشرق الأوسط: هل تلوّح واشنطن بالقوة تجاه إيران؟إذا خذلته الحساباتالسيناريو الأخطر يتمثل في فشل نتنياهو في تحقيق هدف إضعاف أو إسقاط النظام الإيراني. فإذا انتهت الحرب دون تحقيق أهدافها، سيكون السؤال المحوري في إسرائيل: ما الذي جنيناه؟ وماذا بعد كل هذا الدمار الذي لم تعرفه البلاد منذ تأسيسها؟
الضربات الإيرانية التي طالت العمق الإسرائيلي، من تل أبيب إلى مواقع استراتيجية حساسة، قلبت المعادلة. فجأة، لم تعد الدولة العبرية في موقع المهاجم الآمن، بل المتلقي المصدوم. دمار لم تشهده منذ 1948، ورأي عام منهك منذ حرب 7 أكتوبر، يبحث عن إجابات.
الأخطر من ذلك، ماذا لو تدحرجت الأمور إلى ما هو أبعد؟ ماذا لو نفّذت إيران تهديدها وأغلقت مضيق هرمز؟ عندها لن يكون نتنياهو فقط في مواجهة الإيرانيين، بل مع العالم كله، الذي قد يدفع ثمن تعطّل شريان الطاقة العالمي. وماذا ستكون تكلفة هذا السيناريو؟ وماذا الذي سيقوله لمجتمع إسرائيلي منقسم بشدة؟ وهل يستطيع تبرير انهيار الاقتصاد، وفقدان الأمن، وتوسع رقعة النار؟
نتنياهو وترامب: خديعة أم تنسيق؟ما يزيد من ضبابية المشهد، ما كشفته تقارير أميركية عن أن نتنياهو قد يكون ضلل الإدارة الأميركية، وتحديداً الرئيس دونالد ترامب، بشأن طبيعة الضربة وعمقها. فإذا صحّت هذه التسريبات، فذلك يفتح الباب أمام أزمة ثقة حادة مع الحليف الأكبر لإسرائيل. والأهم، يعكس اندفاعاً غير محسوب في إدارة أكثر الملفات تعقيداً في الشرق الأوسط.
وجاء ذلك بالتزامن مع تصريح لافت من المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دعا فيه علنًا الرئيس ترامب إلى اتخاذ قرار بمساعدتهم في تدمير منشأة فوردو، واحدة من أكثر المواقع النووية تحصينًا في إيران.
فهل استدرج نتنياهو الإدارة الأميركية إلى صراع أكبر مما كانت تتوقع؟ وهل يدفع ترامب الآن ثمن قرار لم يكن هو من رسم حدوده؟.
من الحسابات إلى الحسابنتنياهو قد يكون استغلّ لحظة ضعف النظام الإيراني باعتبارها فرصته الذهبية. لكنّ معادلات الشرق الأوسط لا تسير وفق رغبات القادة. وإذا لم يحقق هدفه النهائي، وإذا فشلت المقامرة في إسقاط طهران أو تحجيمها، فإن فواتير الحرب ستلاحقه في السياسة كما في الشارع.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة