أول تصريحات للناطق الرسمي باسم الشرطة.. ماذا قال؟
تاريخ النشر: 18th, August 2023 GMT
رصد – نبض السودان
أوضح الناطق الرسمي باسم الشرطة، فتح الرحمن محمد التوم أن عناصر الشرطة “لا دور لهم الآن في المناطق التي تشهد نزاعات”. لكنه أكد أنه “متى ما تحررت منطقة معينة، فهناك خطة واضحة للانتشار”.
وأضاف التوم في تصريحات لوكالة أنباء العالم العربي أن مناطق النزاعات والحروب يحكمها القانون الدولي الإنساني.
كما أردف شارحاً أن الشرطة “انتشرت في الوقت الحالي بقوة في محلية كرري بولاية الخرطوم”، مؤكداً أن عناصرها ظلوا متواجدين “في كل الولايات التي لم تشهد اشتباكات”. وقال”كلما تحررت منطقة وأعلن أنها خالية من النزاعات سوف نقوم بنشر قواتنا ونباشر مهامنا”.
إلى ذلك، أوضح أن “السودان يتضمن 17 ولاية، عملت الشرطة في 14 منها بكامل إداراتها، وأجهزتها، ودورها الأمني”.
وأكد أنه “في مناطق الاشتباكات الآن يتعذر على الشرطة أداء مهامها، لأن الوصول إلى كافة مراكزها غير متاح”.
كما تابع قائلا: “حتى رجال الشرطة يصعب عليهم التحرك في تلك المناطق”، مضيفاً أن الحرب لا تميز بين الشرطي والمواطن. وشدد التوم على أنه “متى ما استقر الوضع ستعود الشرطة بقوة وتعمل في إنفاذ القانون بهذه الأماكن”.
وردا على سؤال عن خطط الشرطة السودانية في بقية الولايات غير المتأثرة بالحرب، في ظل الجرائم التي يمكن أن تفرزها الظروف الحالية بالبلاد، أكد أن وزارة الداخلية ورئاسة قوات الشرطة “وضعت خطة واضحة لتأمين كل المناطق التي لا تشهد اشتباكات”.
ولفت إلى أن مقر رئاسة قوات الشرطة نقل من الخرطوم إلى مدينة بورتسودان عاصمة ولاية البحر الأحمر شرق البلاد.
يشار إلى أن السودان انزلق في 15 أبريل الماضي إلى الفوضى، بعد أن تفجر نزاع دام بين القوتين العسكريتين، فيما كان الحوار جاريا بين المكون العسكري والمدني من أجل العودة إلى المسار الديمقراطي ودمج القوات المسلحة.
وعمت الفوضى في الأيام الأولى العاصمة الخرطوم، حيث شهدت العديد من المناطق عمليات سرقة ونهب، استمرت لاحقاً، وإن بوتيرة أقل، لكن دون أن تختفي.
ما أثار موجة استياء وانتقادات بين العديد من السودانيين الذين أجبروا على ترك منازلهم وأماكن أرزاقهم للمجهول، ونزح الملايين منهم نحو مناطق أقل توتراً، أو إلى خارج البلاد.
المصدر: نبض السودان
كلمات دلالية: أول الرسمي تصريحات
إقرأ أيضاً:
عندما تشهد علينا أعضاؤنا يترجم الـ AI اعترافاتها!
أبوظبي (الاتحاد)
تخيل وجهاً بشرياً: الحاجبان مقطبان، العينان متسعتان، والشفتان مضغوطتان تنحني إحدى زواياهما للأسفل. عندما ينظر الذكاء الاصطناعي إلى هذا الوجه، يحلل ملامحه بدقة متناهية: تجاعيد الأنف، تضييق العينين، توتر الفك. ثم يربط هذه السمات بمجموعة من المشاعر، مثل الغضب، الحزن، أو الدهشة، مع حالات أخرى كالحيرة أو الانتباه، كما تقول صحيفة نيويورك تايمز.
ويستطيع الذكاء الاصطناعي اليوم تحليل ملايين الوجوه في لحظات بسرعة ودقة تشبه البشر. قوته الخارقة تكمن في قدرته على اكتشاف الأنماط وتفسيرها، حيث يغربل البيانات الخام ويقارنها بمجموعات هائلة ليحدد الاتجاهات والعلاقات والتفاصيل الدقيقة.
تقول «نيويورك تايمز»: نحن، كبشر، ننتج أنماطاً باستمرار: في تسلسل جيناتنا، دقات قلوبنا، حركات عضلنا ومفاصلنا. كل شيء فينا، من المستوى الخلوي إلى طريقة تحركنا في الفضاء، هو مادة خام يستغلها الذكاء الاصطناعي. لذا، لا عجب أن أبرز قدراته الجديدة تكمن في كيفية رؤيته لنا: أجسادنا، سلوكياتنا، وحتى نفسياتنا.
على سبيل المثال، من خلال مقارنة حركات العين بآلاف التسجيلات لسائقي الحافلات والشاحنات، يساعد الذكاء الاصطناعي الشركات على اكتشاف تشتت انتباه السائقين أو توقعه. في ألعاب الفيديو، يتيح تتبع العين للمطورين تحسين تجربة اللاعبين، بحيث يمكنهم التصويب بأسلحتهم بمجرد النظر.
كشف الكذب.. بعدسة ذكية
لم تعد أجهزة كشف الكذب تعتمد فقط على التعرّق أو تسارع نبضات القلب. الكاميرات الحرارية وأنظمة تتبّع العين تدخل المشهد الآن، تحلل توسّع البؤبؤ وحركات العين الدقيقة، ثم يفسّر الذكاء الاصطناعي هذه البيانات ليحكم على صدق الشخص. هذه التقنية تُستخدم فعلياً في مقابلات توظيف الأمم المتحدة واستجوابات الشرطة.
الطب يرى ما لا نراه
في غرف التصوير الإشعاعي، لم تعد أعين الأطباء وحدها على الصورة. الذكاء الاصطناعي يرى ما هو أدق: كتلة صغيرة بالكاد تُلاحظ، بداية ورم خفي، أو فرق طفيف بين التهاب رئوي ودرن صدري. بل ويقترح إجراء فحوص إضافية لمن يُحتمل أن يكونوا تعرضوا لتشخيص خاطئ، خاصة في حالات أمراض القلب والأوعية.
دمنا.. سيرة ذاتية كاملة
يتم تدريب الذكاء الاصطناعي لتحديد أنماط في الدم تشير إلى السرطان أو أمراض القلب، ويُحسّن عملية نقل الدم عبر توقع العرض والطلب بين بنوك الدم والمرضى. دمنا يحتفظ بسجل داخلي لجميع المسببات المرضية التي اخترقت دفاعاتنا المناعية، مسجلة في الأجسام المضادة ومستقبلات خلايا الدم البيضاء. نموذج ذكاء اصطناعي تم تدريبه لتحليل الحمض النووي لهذه المستقبلات، مما يكشف عن استجابات لأمراض محددة.
الميكانيكا الحيوية.. رقصة رقمية
حركاتنا اليومية تترجمها خوارزميات ذكية تُستخدم لتحسين العلاج الطبيعي، وتدريب الرياضيين، أو حتى إضفاء الواقعية على الرسوم المتحركة. لم يعد الرسام مضطراً لتحريك كل إطار، فالذكاء الاصطناعي يكمل الحركات بسلاسة، ويُطبق قوانين الفيزياء تلقائياً لجعل الشخصية الرقمية تقفز أو تجري كأنها بشر حقيقي.
الدماغ حيث تبدأ القصة
في دراسة مذهلة عام 2024، تم إدخال صورة لتدفق الدم في الدماغ من التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI) إلى الذكاء الاصطناعي. عندما شاهد شخص صورة قطة، استطاع الذكاء الاصطناعي قراءة بيانات fMRI وإنتاج صورة واقعية لقطة مشابهة. هذا يفتح آفاقاً مثيرة: ماذا لو أصبحت هذه التقنية مترجماً لأدمغتنا، قادراً على إعادة إنتاج ذكرياتنا أو أحلامنا بحيث يراها الآخرون؟
إنه ليس خيالاً علمياً، بل بداية عصر يمكن فيه «رؤية» الأحلام أو الذكريات، كما لو كنا نعرضها على شاشة. في مرضى التصلب الجانبي الضموري، تُستخدم التقنية الآن لترجمة أفكارهم إلى كلمات، فيما تُجرى تجارب لعلاج باركنسون عبر تنظيم كهربائي ذكي لأنماط الدماغ.
ورغم كل هذا، يظل الدماغ البشري هو اللغز الأكبر. مثل الذكاء الاصطناعي، هو «صندوق أسود» نفهم مدخلاته ومخرجاته، لكننا لا نعرف تماماً كيف يعمل داخله. فهل يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يكشف لنا خريطة هذا الكون الصغير في رؤوسنا؟
إذا تحقق ذلك، فلعل أعظم إنجازات الذكاء الاصطناعي لن تكون في التفوق علينا، بل في مساعدتنا على فهم أنفسنا.