لا وطنية بلا حقوق: رسالة إلى قادة العرب والمسلمين
تاريخ النشر: 20th, December 2024 GMT
#سواليف
لا #وطنية بلا #حقوق: رسالة إلى #قادة_العرب و #المسلمين
بقلم : ا د #محمد_تركي_بني_سلامة
الوطنية ليست مجرد عاطفة جياشة أو كلمات رنانة تتغنى بحب الوطن، بل هي أعمق وأسمى من ذلك. الوطنية هي عقد متبادل بين الشعب والدولة، ترتكز على أساس الحقوق المكفولة والواجبات المؤداة. إنها شعور ينمو ويترسخ عندما يشعر المواطن بالكرامة، والعدالة، والمساواة.
عندما يُحرم الشعب من حقوقه الأساسية، يصبح الدفاع عن الوطن أو النظام أمراً شبه مستحيل. التاريخ مليء بالشواهد على أن الشعوب التي قُهرت وظُلمت لم تجد في نفسها الحافز للدفاع عن أنظمة مارست القمع والإفقار والإجرام ضدها. ولعل المثال الأبرز في عصرنا الحديث هو النظام السوري الذي انهار بسرعة كأنه “قميص لوكس” – تعبير يصف هشاشته وفقدانه لأي سند شعبي. لم يكن سقوطه مفاجئاً، بل نتيجة منطقية لعقود من القهر والتهميش والفقر والقتل.
مقالات ذات صلة الأمم المتحدة: إسرائيل تستخدم نظام المساعدات الإنسانية سلاحا بغزة 2024/12/20على النقيض من ذلك، نرى اليوم أن السلطة الجديدة في سوريا، ورغم قصر فترة وجودها، قد بدأت بتحقيق ما عجز عنه النظام السابق لعقود طويلة. خلال أيام معدودة، شعر الشعب بتحسن في حياته، بمؤشرات أمل لم يكن يتخيلها. هذا التحسن، وإن كان محدوداً، أعاد للشعب جزءاً من كرامته، وبدأ يزرع فيه شعوراً بالمسؤولية تجاه هذه السلطة. لماذا؟ لأن الشعوب تدافع عن ما يحفظ كرامتها، ويحسن معيشتها، ويعزز حقوقها.
إن الوطنية ليست شعاراً يُرفع في المناسبات أو أغنية تُردد في المهرجانات. الوطنية هي حصيلة ما تقدمه الدولة لشعبها من حقوق وخدمات وإنجازات. إنها علاقة قائمة على الثقة المتبادلة. الدولة التي تحترم حقوق مواطنيها، توفر لهم العدالة، وتمنحهم فرص الحياة الكريمة، هي دولة ستجد شعبها يقف معها في كل الظروف، ويدافع عنها في وجه كل التحديات.
أيها القادة العرب والمسلمون، إن الشعوب اليوم ليست كما كانت في الماضي. وعيها أكبر، وصوتها أعلى، وصبرها أقل. لم يعد من الممكن أن تُقمع الشعوب أو تُسكت بالقوة أو بالخوف. الشعوب التي تحرمونها من حقوقها لن تبقى صامتة إلى الأبد. وإذا سقطت الأنظمة التي تظلمها، فلن تجد من يدافع عنها. الشعوب تريد حقوقها، تريد الكرامة، تريد الحياة، تريد الحرية. هذه ليست مطالب مستحيلة، بل هي أساس أي عقد اجتماعي ناجح.
انظروا حولكم، وتأملوا دروس الماضي والحاضر. الدول التي أعطت شعوبها حقوقها، ووفرت لها حياة كريمة، هي التي بقيت قوية ومستقرة. أما الدول التي تجاهلت شعوبها، فقد انهارت، مهما كانت قوتها العسكرية أو الاقتصادية.
إننا ندعوكم اليوم، من منطلق الحب لأوطاننا وأمتنا، أن تجعلوا حقوق الشعوب أساساً لكل سياساتكم وقراراتكم. أعطوا شعوبكم الكرامة التي تستحقها، وفروا لهم العدالة التي يطلبونها، وسترون كيف ستقف شعوبكم معكم، تحمي أوطانها، وتدافع عنكم. لأن الوطنية الحقيقية تنبثق من العدل، وتترسخ بالحقوق، وتتجذر في القلوب حين يشعر المواطن أن هذا الوطن هو له، بكل ما تعنيه الكلمة.
لا وطنية بلا حقوق. هذه ليست مقولة عابرة، بل هي حقيقة يجب أن تُكتب بأحرف من نور في ضمائر كل من يحمل مسؤولية قيادة شعب أو أمة.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف وطنية حقوق قادة العرب المسلمين محمد تركي بني سلامة
إقرأ أيضاً:
قيادى بحركة فتح : جماعة الإخوان وإسرائيل يسعون لإثارة الفتن بين الشعوب العربية
أكد الدكتور أيمن الرقب، القيادي بحركة فتح الفلسطينية، أن مصر والأردن تمثلان ركيزة الاستقرار في المنطقة، مشددا على أنهما يشكلان حائط الصد الأول أمام المخططات المشبوهة التي تهدف إلى تهجير الفلسطينيين أو تصفية القضية.
وقال الدكتور أيمن الرقب في مداخلة هاتفية لبرنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، إن الجغرافيا السياسية تفرض دورا استراتيجيا محوريا لكلا الدولتين، مضيفًا: "كممثلين عن الشعب الفلسطيني، نرى أن العلاقة مع مصر والأردن يجب أن تبقى في أعلى درجات التنسيق والتكامل، خاصة في ظل الظروف الإقليمية المتأزمة والصراعات المتلاحقة التي تعصف بالمنطقة".
وأشار إلى أهمية الحفاظ على متانة هذه العلاقات، وتحصينها من أي محاولات للوقيعة أو التشكيك، مؤكدًا أن هناك تعاونًا وثيقًا بين مصر والأردن في إدارة الملفات الإقليمية، لا سيما ما يتعلق بالقضية الفلسطينية والتصدي لمحاولات طمس الهوية أو تغيير الحقائق على الأرض.
وحذر الدكتور أيمن الرقب من حملات التشويش الإعلامي التي تنفذها جماعة الإخوان الإرهابية، إلى جانب جهات معادية للاستقرار، وعلى رأسها الاحتلال الإسرائيلي، والتي تسعى لإثارة الفتن بين الشعوب العربية كما حاولت سابقًا اللعب على وتر العلاقات المصرية-السعودية، وتعيد الكرة اليوم بين مصر والأردن.
وأضاف: "هذه المحاولات مكشوفة وساقطة، ولا قيمة لها في ظل وعي الشعوب العربية وتماسك القيادات، كما أن الروابط الاستراتيجية بين مصر والأردن متجذرة وعابرة للمؤامرات العابثة".
وأكد الدكتور أيمن الرقب على أن الاحتلال الإسرائيلي لا يتوقف عن محاولاته لإشعال التوتر في العمق العربي، لكن الموقف العربي الموحد وتماسك الصف الوطني كفيل بإسقاط تلك المحاولات الفاشلة.
https://www.facebook.com/watch/live/?ref=watch_permalink&v=710857624665302