في مسقط رأس الرئيس السوري السابق حافظ الأسد، حيث كانت السلطة والنفوذ طيلة عقود ملكًا لعائلة الأسد، بدأ التغيير يظهر في كل زاوية. وعلى جدران الضريح الفخم الذي بُني لاحتواء رفاة الأسد الأب، ظهرت عبارات مناهضة للنظام السابق، كتب فيها المعارضون "يلعن روحك يا حافظ".

اعلان

بدأ السكان بالتجمع بعد نحو أسبوعين من سقوط النظام بالقرب من المكان الذي كان يضم قبر حافظ الأسد، بعد أن دمره بالكامل مسلحو المعارضة في أعقاب شنَّ هولاء المقاتلين الهجوم الذي أطاح بالنظام، منهين بذلك أكثر من خمسين عامًا من حكم العائلة الحاكمة.

أصبح الضريح، الذي كان يشهد توافد الزوار من مختلف أنحاء سوريا خلال حكم الأسد، مكانًا مهجورًا ومغلقًا أمام سكان القرداحة. وكانت المدينة الواقعة في الجبال المطلة على مدينة اللاذقية الساحلية، قد تحولت إلى منطقة مغلقة في فترة حكم آل الأسد، حيث لم يُسمح لهم بالاقتراب من القصور الفخمة للعائلة الحاكمة.

قرداحة بعد سقوط الأسد: سكانها بين الأمل في التغيير وقلق المصيرAP videoRelatedقسد تكشف عن تهديدات داعش في شمال سوريا وتدعو لحماية المنشآتبوتين: لم ألتق بشار الأسد بعد قدومه إلى روسيا وما حصل في سوريا ليس هزيمة لنامن سوريا إلى عودة ترامب واحتجاجات جورجيا.. ملفات شائكة على طاولة الاتحاد الأوروبي في بروكسلسوريا والعهد الجديد: المسيحيون بين التفاؤل والحذر من المستقبل والكنيسة تبقى الملاذ الآمن

وعلى الرغم من أن عائلة الأسد كانت تتمتع برفاهية لا نهاية لها، فإن غالبية سكان القرداحة كانوا يعيشون حياة صعبة، إذ كانوا يعتمدون على الأعمال اليدوية والزراعة وأعمال الخدمة المدنية ذات الرواتب المنخفضة.

تم تجنيد العديد من أبناء المدينة في الجيش السوري، ليس بدافع الوطنية، بل لأنهم لم يكن لديهم خيار آخر. وحول هذا الموضوع، قال أحد شيوخ الطائفة العلوية هناك، ديب دايوب: "الوضع كان مختلفًا عما كان يُتصور في باقي أنحاء سوريا."

وبينما رحب كثير من السكان بتغيير الوضع، فإنهم ما زالوا يواجهون تحديات كبيرة. حيث قال بعض الأهالي، مثل السيدة مريم علي، إنه يجب أن يتم القضاء على الطائفية لمنع إراقة الدماء، فيما دعا آخرون مثل المحامي أنيس دايوب، الذي قضى شهورًا في سجون النظام، إلى مصالحة حقيقية بين جميع الطوائف في سوريا.

قرداحة بعد سقوط الأسد: سكانها بين الأمل في التغيير وقلق المصيرAP video

يثير مصير آلاف من شباب قرداحة الذين خدموا في القوات المسلحة قلقًا كبيرًا، حيث اختفى العديد منهم بعد انهيار الجيش السوري. وظهرت بعض الأسماء لاحقًا في قوائم المعتقلين في مراكز احتجاز تابعة للمعارضة، مما يزيد من حالة التوتر والقلق بين أسرهم ومجتمعهم.

قرداحة بعد سقوط الأسد: سكانها بين الأمل في التغيير وقلق المصيرAP video

ومع ذلك، بدأت السلطات الجديدة في سوريا بفتح "مراكز المصالحة" في مختلف المناطق، حيث يمكن للجنود السابقين من جميع الطوائف تسجيل أسمائهم وتسليم أسلحتهم للحصول على بطاقة مصالحة تسمح لهم بالتنقل بحرية وأمان في أنحاء البلاد.

المصادر الإضافية • أب

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية الجولاني يزور مدرسته القديمة في دمشق ويلتقط صورة مع المديرة من ماهر الأسد إلى ماهر الشرع.. تعيين شقيق الجولاني وزيرا للصحة يثير انتقادات شديدة الجولاني يدعو لرفع العقوبات عن سوريا ويؤكد بأنها لن تكون منصة لمحاربة إسرائيل بشار الأسدمحمد البشير الحرب في سورياالجيش السوريهيئة تحرير الشام اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next سوريا والعهد الجديد: المسيحيون بين التفاؤل والحذر من المستقبل والكنيسة تبقى الملاذ الآمن يعرض الآن Next فرحة رحيل الأسد ينغّصها الخوف والقلق مما هو آت.. توجس في أوساط الطائفة العلوية من حكام دمشق الجدد يعرض الآن Next قمة بروكسل تحدد قواعد التواصل مع هيئة تحرير الشام وفون دير لاين واثقة بنفوذ أوروبي واسع لدى دمشق يعرض الآن Next استعدوا لشتاء قارس وأسعار خيالية على وقود التدفئة والسبب.. نقص إمدادات الغاز والتوتر السياسي يعرض الآن Next صواريخ روسية تضرب قلب كييف وتودي بحياة شخصين وتشعل حرائق ضخمة اعلانالاكثر قراءة غارات إسرائيلية على اليمن تقتل 9.. والحوثيون يعلنون استهداف أهداف حساسة في تل أبيب وأبو عبيدة يُبارك بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية.. هل تعلم أن للأسد 348 اسمًا؟ بوتين: لم ألتق بشار الأسد بعد قدومه إلى روسيا وما حصل في سوريا ليس هزيمة لنا السينما كما لم تعرفها من قبل.. متفرجون يخلعون ملابسهم لمتابعة فيلم في إسبانيا مارس الجنس مع 400 من زوجات كبار الشخصيات أمام الكاميرا.. فضيحة مسؤول كيني يعتقد أنه مصاب بمرض الإيدز اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومضحاياقصفبشار الأسدالصراع الإسرائيلي الفلسطيني سورياعيد الميلادإسرائيلروسياقطاع غزةريو دى جانيروأوكرانياالبرازيلالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024

المصدر: euronews

كلمات دلالية: ضحايا قصف بشار الأسد الصراع الإسرائيلي الفلسطيني سوريا عيد الميلاد ضحايا قصف بشار الأسد الصراع الإسرائيلي الفلسطيني سوريا عيد الميلاد بشار الأسد محمد البشير الحرب في سوريا الجيش السوري هيئة تحرير الشام ضحايا قصف بشار الأسد الصراع الإسرائيلي الفلسطيني سوريا عيد الميلاد إسرائيل روسيا قطاع غزة ريو دى جانيرو أوكرانيا البرازيل یعرض الآن Next فی سوریا

إقرأ أيضاً:

إسرائيل بين تأييد ضرب إيران والقلق من نتائجه وتوظيفه

القدس المحتلة- تشهد الساحة السياسية الإسرائيلية حالة من الإجماع حول الضربة التي وجّهها الطيران الإسرائيلي إلى عمق إيران بدعوى ما تصفه حكومة الاحتلال "بتهديدات وجودية متصاعدة" تشكلها طهران.

ويتجلى هذا الإجماع في تصريحات قادة المعارضة، وفي مقدمتهم رئيسها يائير لبيد، الداعمة بقوة لأي عمل عسكري ضد المنشآت النووية والعسكرية بإيران. وهو ما يثير تساؤلات عما إذا كان هذا الإجماع يصب في مصلحة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي يواجه أزمات داخلية متراكمة منذ هجوم طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والمطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة.

لكن هذا الإجماع لا يقرأ بالضرورة كدعم مباشر لنتنياهو، بل كحالة تعبئة تقودها "منظومة الأمن القومي" ومؤسسات الدولة العميقة التي ترى في البرنامج النووي الإيراني تهديدا مصيريا.

من جهة أخرى، تدرك المعارضة أن دعمها لأي تحرك عسكري ضد إيران لا يعني الاصطفاف السياسي خلف نتنياهو، بل محاولة لتسجيل نقاط في معركة القيادة، والتأكيد أنها شريك في القرارات المصيرية، وفق محللين.

ويسعى نتنياهو كعادته إلى "الهروب للأمام"؛ عبر تصدير الأزمة الداخلية إلى الخارج وفتح جبهة جديدة مع إيران قد تتيح له استعادة زمام المبادرة، خاصة بعد فشله في تحقيق نصر حاسم في الحرب على غزة.

إعلان

في هذا السياق، فإن حالة "النشوة الوطنية" التي تعيشها إسرائيل حاليا قد تمنح نتنياهو هامشا للاستفادة السياسية المؤقتة، لكنها تبقى رهينة لحجم الخسائر إن تطورت المواجهة إلى صراع مباشر ومدمِّر.

دفع الثمن

منذ الساعة التاسعة من مساء أمس الجمعة، بدأت إيران هجوما صاروخيا واسع النطاق، أطلقت خلاله نحو 200 صاروخ باليستي باتجاه إسرائيل. وقد دام ساعات وخلّف دمارا واسعا في عدد من المدن الإسرائيلية، وعلى رأسها تل أبيب الكبرى التي شهدت أضرارا جسيمة وتدميرا لعدد من المباني.

وأسفرت الهجمات حتى الآن، بحسب الإسعاف الإسرائيلي، عن مقتل 3 أشخاص وإصابة 172 آخرين بجروح متفاوتة، في حصيلة مرشحة للارتفاع مع استمرار عمليات الإنقاذ ورفع الأنقاض.

وصف شهود العيان المشهد كأنه "نهاية العالم"، مع انتشار صور الدمار الهائل والخراب الذي طال البنية التحتية والعمارات السكنية والمنشآت في المدن الإسرائيلية.

بهذه الخلفية، ناقشت التحليلات الإسرائيلية الإجماع السياسي حول ضرب إيران، وبحثت فيما إذا كان نتنياهو قادرا فعلا على تحويل هذا التوافق إلى رافعة سياسية، أم إنه يغامر بإشعال حرب قد تزيد من تعقيد أزماته بدلا من أن تنقذه منها.

نتنياهو يهرب إلى الأمام للإبقاء على حالة الحرب للحفاظ على حكومته (مكتب الصحافة الحكومي) أبواب المجهول

رغم الإرهاق الذي يعانيه الجمهور الإسرائيلي جراء حرب غزة والانقسام السياسي الداخلي، يقول محلل الشؤون الاستخباراتية في صحيفة "هآرتس" يوسي ميلمان إن إسرائيل دخلت في مواجهة مباشرة مع إيران، في عملية عسكرية اعتبرت "ناجحة تكتيكيا في مرحلتها الأولى، لكنها فتحت أبواب المجهول".

وأوضح أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تأمل في صراع قصير ومحدود، لكن القرار النهائي ليس بيد إسرائيل وحدها، بل في طهران.

وبحسب ميلمان، فإن نتنياهو يبدو مصمما على مواصلة الحرب، مدفوعا بدوافع شخصية وسياسية، بعكس رغبة الجيش والموساد بإنهاء الحدث سريعا. فإيران المعروفة بعنادها واستعدادها لصراعات طويلة قد تختار مسار الاستنزاف بدلا من رد محدود، كما فعلت في حربها مع العراق.

إعلان

ويعتقد أن إسرائيل التي تجمع بهذه المرحلة على ضرب إيران تبقى أمام معادلة معقدة، من ناحية إنجاز عسكري ميداني لا يضمن تحقيق مكاسب إستراتيجية طويلة الأمد، ومواجهة داخلية متوترة قد تتفاقم مع اتساع رقعة المواجهة وتكبد الجبهة الداخلية الإسرائيلية خسائر غير مسبوقة، من ناحية أخرى.

أجندة سياسية

وتحت عنوان" على إسرائيل أن تثبت سبب مهاجمتها إيران الآن"، كتب المحلل السياسي في موقع "والا" الإلكتروني أمير أورن مقالا استعرض من خلاله الضربة الإسرائيلية على إيران التي تطرح تساؤلا محوريا: "لماذا الآن؟".

يعتقد أورن أن الهجوم الإسرائيلي على إيران، رغم ضخامته، لم يكن ضرورة أمنية عاجلة، بل يبدو كأنه مدفوع بأجندة سياسية داخلية، لا بتهديد إستراتيجي وشيك.

وأوضح المحلل السياسي أنه منذ سنوات، كان الهجوم على إيران حلما يراود نتنياهو، لكنه ظل مؤجلا بلا موعد. وبعد "هجوم 7 أكتوبر"، تغيّر كل شيء، فقد بات الهجوم على إيران طوق نجاة سياسيا له، وفرصة للهروب من مساءلة الفشل الأمني في غزة، ولإعادة رسم صورته كرجل أمن لا يتردد في اتخاذ قرارات مصيرية.

لكن هذه المغامرة العسكرية، كما يقول المحلل السياسي، "لم تكن لتتم لولا استمرار الحرب في غزة التي رفض نتنياهو إنهاءها، حتى في ظل عروض تشمل إعادة جميع الرهائن. والسبب هو وقف الحرب الذي يعني انهيار الائتلاف". ومن ثم، فإن الحفاظ على الحرب كان السبيل الوحيد لبقاء الحكومة، ومن خلالها تنفيذ الهجوم على إيران.

ولم يكن الهجوم كالهجمات الإسرائيلية السابقة على مفاعل العراق أو سوريا، التي نُفذت بصمت ومن دون تبنٍّ رسمي. وهذه المرة كان الهدف استعراض القوة، وفرض رد علني من طهران، وتقديم نتنياهو كبطل قومي في مواجهة "الخطر الإيراني". ذلك كله رغم أن الموساد أثبت مرارا أن العمليات الدقيقة ممكنة دون اللجوء إلى حرب شاملة، برأي المحلل.

إسرائيليون يتجمعون في أحد الملاجئ في ظل استمرار الرد الإيراني (رويترز) واقع مضطرب

في قراءته لواقع الجبهة الداخلية منذ الهجوم على إيران، وصف الكاتب والناقد التلفزيوني الإسرائيلي عيناف شيف المشهد بأنه "إغلاق تام مغلف بالخوف والذعر، في واقع بلا مدارس أو صلوات أو مظاهرات أو ثقافة، حيث لا تنفع شعارات الصمود أمام أيام طويلة ومعقدة قادمة".

وفي إشارة إلى حالة النشوة التي تعيشها إسرائيل، وصف شيف في "يديعوت أحرونوت" الإنذار الذي دوى فجر الجمعة بأنه لم يكن تحذيرا من صواريخ أو مسيّرات، بل رسالة صادمة تعكس واقعا مضطربا ومستقبلا لا يقل قلقا".

إعلان

ويتابع شيف متسائلا: "كم يمكن لإنسان أن يحتمل واقعا كهذا؟ عزلة طويلة فرضت على الجميع، والآن يعود القلق مع آلاف استيقظوا فجرا ليجدوا أنفسهم في دوامة جديدة، يطرحون الأسئلة ذاتها: إلى متى؟ ولماذا؟".

و"المأساة"، كما يراها شيف، أن "من يهتمون حقا بإسرائيل لا يقدمون جوابا واضحا لسؤال بسيط: هل ما يحدث ضروري؟ فالقيادة تفتقر إلى الوضوح والثقة، والردود غائبة أو مرتبكة، بعد أكثر من 615 يوما من حرب غزة وانهيار الثقة بالقرار السياسي والإستراتيجي".

مقالات مشابهة

  • لماذا لم تتفاعل تونس مع التغيير السياسي في سوريا؟
  • الحوثي كذراع إيران النووية.. شراكة المصير وسط تصعيد يهز الشرق الأوسط-تقرير خاص
  • الانتخابات ومفهوم التغيير
  • لأول مرة منذ سقوط الأسد.. قافلة الأمل تحمل سكان مخيم الهول الى حلب
  • وزير خارجية السعودية ومبعوث واشنطن إلى دمشق يبحثان دعم سوريا
  • حرب المصير...!
  • مفتي عمان : رد إيران الحازم أثلج صدورنا وفتح باب الأمل بزوال الاحتلال
  • إسرائيل بين تأييد ضرب إيران والقلق من نتائجه وتوظيفه
  • العراقيون بين حاجتهم إلى التغيير وإرادتهم المعطلة
  • الأمن الداخلي يضبط مستودعاً يحتوي على أسلحة وذخائر في القرداحة