اشتباكات مسلحة داخل مجلس كركوك.. دلالات على خروج صراع النفوذ عن السيطرة
تاريخ النشر: 21st, December 2024 GMT
21 ديسمبر، 2024
بغداد/المسلة: شهدت كركوك، المحافظة المتنوعة شمال العراق، تصعيداً جديداً في الصراع السياسي حول تشكيل حكومتها المحلية. هذه الأزمة ليست وليدة اللحظة، بل تأتي امتداداً لتوترات عميقة تعود إلى خلافات تاريخية تتشابك فيها القومية بالمصالح السياسية.
المشهد الحالي يُبرز تعثّر تشكيل إدارة محلية نموذجية وسط انقسام عميق بين الاتحاد الوطني الكردستاني وحلفائه من جهة، وقوى عربية وكردية وتركمانية من جهة مقابلة.
وفق تحليلات محلية، فإن غياب التوافق الذي كان يُعتبر تقليدياً السبيل الوحيد لتجاوز عقبات كركوك، أضعف قدرة الحكومة الوليدة على إدارة شؤون المحافظة. هذه النقطة تُلخّصها تغريدة لأحد المراقبين المحليين، كتب فيها: “كركوك لم تكن يوماً معركة مؤسسات، بل كانت دائماً ميداناً لصراع النفوذ بين المكونات”. وأضاف متابعون آخرون أن هذا الصراع يهدد بتعطيل المشاريع الخدمية وتعميق الفجوة بين سكان المحافظة.
في واقعة أثارت الجدل، اندلع اشتباك بين أفراد حماية المحافظ ريبوار طه وحماية رئيس مجلس المحافظة محمد إبراهيم الحافظ، المنتمي للمكوّن العربي السنّي. وقال مصدر أمني، طلب عدم الكشف عن هويته، إن “الخلاف كان نتيجة محاولة عناصر من حماية المحافظ منع الحافظ من دخول مقر المجلس”. وأشار إلى أن هذا الاشتباك يعكس عمق الانقسام في كركوك، حيث أصبحت الأجهزة الأمنية أداة في النزاع السياسي.
الاتحاد الوطني الكردستاني، بقيادة بافل جلال طالباني، يطالب بمناصب قيادية ويبدو مصمماً على إقصاء غريمه الديمقراطي الكردستاني. “هذه ليست معركة مناصب فقط، إنها محاولة لإعادة تشكيل موازين القوى في المحافظة”، وفق تحليل نشره أحد الصحفيين في تغريدة عبر منصة “إكس”.
الحكومة المحلية تواجه أيضاً أزمة شرعية كبيرة، حيث ترفض قوى رئيسية كالحزب الديمقراطي الكردستاني والتحالف العربي والجبهة التركمانية الاعتراف بقانونية الجلسة التي تمخضت عنها التشكيلة الجديدة. وفي هذا السياق، قال أحد سكان كركوك عبر فيسبوك: “كيف لحكومة لا يعترف بها نصف المكونات أن تدير محافظة بهذا التعقيد؟”.
الأزمة تعمّقت بعد انشقاق رئيس مجلس المحافظة محمد إبراهيم الحافظ عن تحالف السيادة، الذي يتزعمه خميس الخنجر، وهو ما خلق صعوبات إضافية أمامه. “الانشقاق أضاف بُعداً شخصياً للنزاع، مما زاد من تعقيد المشهد السياسي”، وفق ما أفاد به محلل سياسي من أربيل.
مصادر قريبة من أطراف النزاع تحدثت عن محاولات للتوصل إلى تسوية، إلا أن غياب الثقة بين الأطراف يجعل من أي اتفاق هشاً وقابلاً للانهيار عند أول اختبار. وأفاد تحليل بأن “الانقسامات في كركوك هي انعكاس للمشاكل الأعمق التي تعاني منها العملية السياسية في العراق. أي حل في كركوك يتطلب أولاً بناء قاعدة توافقية حقيقية على المستوى الوطني”.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author زينSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
رئيس جامعة أسيوط: انتخابات النواب تجسد روح الانتماء والمسؤولية الوطنية
أدلى الدكتور أحمد المنشاوي، رئيس جامعة أسيوط، صباح اليوم بصوته في انتخابات مجلس النواب 2025 داخل لجنته الانتخابية بمدرسة النصر الابتدائية المشتركة بمدينة أسيوط.
وقال الدكتور المنشاوي، إن هذا الاستحقاق الدستوري يعتبر ممارسة حقيقية للديمقراطية وتجسيدًا لروح الانتماء والمسؤولية الوطنية.
صوت للصعيد داخل مجلس النوابوأكد رئيس جامعة أسيوط، أنه لابد أن يكون هناك صوتا ممثلا عن الصعيد للتعبير عن مطالبهم داخل مجلس النواب الذي يمثل السلطة التشريعية التي تضع القوانين المنظمة لشؤون الدولة وتسهم في صياغة السياسات العامة، وهو ما يجعل اختيار أعضائه مسؤولية وطنية تستوجب الوعي الكامل من الناخبين.
وأكد رئيس الجامعة أن انتخابات مجلس النواب 2025 تمثل محطة جديدة في مسار الاستحقاقات الدستورية التي تشهدها الدولة المصرية، والتي تمضي بخطى ثابتة نحو بناء الجمهورية الجديدة وتعزيز مشاركة المواطنين في صياغة مستقبل وطنهم.
وأشار إلى أن مصر تمتلك ديمقراطية راسخة ومؤسسات قوية صمدت أمام مختلف التحديات، موضحًا أن الحياة النيابية المصرية تمتد لأكثر من 135 عامًا من الممارسة البرلمانية المشرفة، بما يعكس عمق التجربة الديمقراطية وريادتها على مستوى المنطقة.
وكان اللواء دكتور هشام أبوالنصر، محافظ أسيوط، اعلن فتح جميع اللجان الانتخابية في الدوائر الأولى والثانية والرابعة في موعدها المحدد صباح اليوم الأربعاء، إيذانًا بانطلاق إعادة انتخابات مجلس النواب 2025 في الدوائر الثلاث التي أُلغيت نتائجها بقرار من المحكمة الإدارية العليا، والمقرر إجراؤها يومي 10 و11 ديسمبر 2025.
كما تابع فتح اللجان من داخل غرفة العمليات الرئيسية بديوان عام المحافظة، الدكتور مينا عماد نائب المحافظ، والمحاسب عدلي أبوعقيل السكرتير العام للمحافظة، و خالد عبدالرؤوف السكرتير العام المساعد، والعديد من القيادات التنفيذية والأمنية ووكلاء الوزارات ورؤساء الهيئات الخدمية وممثلي شركات المرافق.
وأكد المحافظ أن اللجان الثلاثة شهدت انطلاقة هادئة ومنظمة منذ اللحظات الأولى، دون تسجيل أي تأخير أو معوقات، بعد أن استقبلت مقار الاقتراع أعضاء الهيئات القضائية المشرفة على العملية الانتخابية في المواعيد المقررة، مشيرًا إلى أن المحافظة التزمت بتنفيذ توجيهات فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، وتكليفات دولة رئيس مجلس الوزراء، بتهيئة مناخ انتخابي منضبط يعكس وعي المواطنين واستعدادهم للمشاركة في هذا الاستحقاق الدستوري المهم.
وأوضح أبوالنصر أن نطاق الدوائر الثلاث يمتد على مساحة جغرافية واسعة حيث أن الدائرة الأولى تضم قسمي أول وثان أسيوط ومركز أسيوط، والدائرة الثانية تشمل مراكز ديروط والقوصية ومنفلوط، والدائرة الرابعة تغطي مراكز أبوتيج وصدفا والغنايم وقسم أبوتيج.
وأشار إلى أن الأجهزة التنفيذية جهزت 285 مركزًا انتخابيًا يضم 353 لجنة فرعية تستقبل أكثر من 2 مليون و251 ألف ناخب وناخبة يخوض أمامهم 87 مرشحًا منافسة قوية على 9 مقاعد بنظام الفردي، مؤكدًا أن جميع المقار الانتخابية بدأت العمل في أجواء مستقرة وسط إشراف قضائي وتأمين شامل من مديرية الأمن.
وأكد أبوالنصر أن المحافظة أنهت ربط غرف العمليات الفرعية بغرفة العمليات الرئيسية عبر منظومة الشبكة الوطنية للطوارئ والسلامة العامة، بما يضمن متابعة دقيقة لحركة الناخبين وسرعة مواجهة أي موقف قد يستدعي التدخل.
وفي ختام تصريحاته، دعا محافظ أسيوط أبناء الدوائر الثلاث إلى ممارسة دورهم الوطني والمشاركة الإيجابية في الانتخابات، معتبراً أن الصوت الانتخابي مسؤولية وطنية ورسالة دعم صادقة للدولة المصرية في مسيرتها نحو البناء والتنمية بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، مؤكدًا أن المحافظة تقف على مسافة واحدة من جميع المرشحين وستواصل تقديم كل الدعم الفني واللوجستي لضمان خروج العملية الانتخابية في أبهى صورة تليق بمحافظة أسيوط وأهلها.