لجريدة عمان:
2025-05-21@02:37:48 GMT

برزخية الأزمنة .. لا الليل انجلى ولا القيد انكسر

تاريخ النشر: 22nd, December 2024 GMT

تذهب الفكرة هنا، إلى مناقشة بعدين أساسيين، الأول: اجتماعي، في تموضعاته الفردية والجماعية على حد سواء، ومجموعة الإشكاليات التي تواجهها المجموعة هذا ذاتها التي يواجهها الفرد نفسه - على اعتبار أن الفرد هو جزء من المجموعة - وهي عدم قدرته على تحقيق ما يصبو إليه، وذلك بسبب عراقيل لا أول لها لا آخر، والسبب في برزخية الأزمان غير المحققة للآمال على امتداد كل هذه الأجيال هو أن المسألة مرتبطة بتوالي هذه الأجيال، وكأن الأجيال لا تستفيد من أخطاء من سبقها فتعدل وتصحح حتى تتحرر مما وقع فيه ممن سبقها، وعائد ذلك كله إلى سوء إدارة الموارد، سواء كانت موارد بشرية، أو موارد مالية، أو موارد معنوية، وعلى ما يبدو أن سوء الإدارة هذا يعود إلى عدم رغبة الناس في التغيير، فقد أدمنوا ديمومة الأشياء التي ترسخها برزخية الزمن في نفوس الناس، وكأن التغيير سوف يسلب منهم الكثير من ما يعتبرونه استحقاقات شخصية (وجاهية، واجتماعية، وإدارية، وتسلطا).

والبعد الثاني في هذه المناقشة: هو البعد السياسي، والذي تتحكم فيه قوى استعمارية، من خلال أنظمة سياسية متنوعة ومتعددة، لا تستحق أن يطلق عليها سوى «قطاع طرق» وليسوا حكاما سياسيين جاؤوا لتحقيق مصالح البلاد والعباد، يسندهم في ذلك مجموعة كبيرة من خونة الأوطان، مسترزقين من خيانتهم، سواء في خيانة أوطانهم، أو في خيانة شعوبهم، أو خيانة ضمائرهم، أو خيانة دينهم، لا يهم، فالمهم أن يكون هناك عائد مدي، يقتاتون به، وكلا البعدين: الاجتماعي والسياسي، يبقى الفاعل الحقيقي فيهما، والمتحمل وزرهما، وعبء حمولتهما، هو الإنسان الحقيقي -غير الممنهج- والمنهجية المشار إليها هنا، هي: ذلك الإنسان البسيط الذي لا يمتثل لتوجيه معين، أو أنه واقع تحت تسييس، أو أجندة ما، ولذلك فهذا النوع من الناس واقع بين هاجسين: الأمل والرجاء، مع أنه منغمس، حتى أغمص القدمين، في العمل والجد والاجتهاد للخروج بشيء من المكاسب الفطرية التي تتوق إليها الأنفس، أو إحياء الأمل على الأقل، إلا إنه مع نهاية النفق يجد نفسه أنه لا يزال في مربعه الأول، ولذلك تراه في كل مرة يستبق الخطى ليوجد لنفسه موضع الخطوة الأولى ليبدأ في السير، فـ«مسافة الألف ميل تبدأ بخطوة» كما هي القناعة، ولذلك وعلى الرغم من حالات اليأس القاتلة، والتي تداهمه في معظم محطاته في حياته، إلا أنه تظل هناك إشعاعات من أمل خفي، يربك هذا اليأس بين فترة وأخرى، فلا يستطيع اليأس أن يستأسد على الحالة الإنسانية برمتها، ولكن لأن اليأس وقعه ثقيل على النفس، بما يشيعه من فقدان الأمل، هي حالة مناورة مستمرة بين الحق والباطل، ينتصر فيها أحدهما في لحظة زمنية، وينحسر دور الآخر في لحظة مما ثلة، وتعاد الكرة من جديد، حيث تتبدل الأدوار، وتبقى المعركة حامية الوطيس بين كفتي المعادلة، ولعل في ذلك امتحانا يمتحن الله سبحانه وتعالى عباده، إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ووفق الصورة أعلاه تظل برزخية الأزمنة هي المؤمل بأن تغير الكثير من موازين الحياة التي يقف على جانبي كفتيها هذا الإنسان الذي قال عنه إيليا أبو ماضي في رائعته «نسي الطين ساعة»: «نسي الطين ساعة أنه طين حقير، فصال تيها وعربد وكسى الخز جسمه فتباهى، وحوى المال كيسه فتمرد» ويقول: «لك في عالم النهار أماني، ورؤى والظلام فوقك ممتد» إلى أن يقول: « «ما الحياة التي تبين وتخفى، ما الزمان الذي يذم ويحمد أيها الطين لست أنقى وأسمى، من تراب تدوس وتتوسد سدت أو لم تسد فما أنت، إلا حيوان مسير مستعبد».

ويحضر الزمن هنا بدوره الفاعل في مسيرة هذه الحياة، وتتمثل برزخيته في فتراته الفاصلة بين الأحداث، وقد تكون هذه الفترات طويلة الأمد، فتراكم من معززات اليأس، وقد تكون قصيرة الأمد، فتنعش جانبا من الأمل، الذي يكاد أن يكون مفقودا، وهذه الـ «برزخية» بفواصل فتراتها المستمرة، طولا وقصرا، والتي لا تنبئ كثيرا عن إشراقات الأمل المتتالية، توازي تلهف الناس إليه وحلمه الممتد، بقدر ما تكرس اليأس في نفوس الكثير من الناس أيضا، حيث ينظر إليها على أنها ديمومة لا نهاية لها تتكرر من خلالها الصور النمطية من الحروب التي لا تنتهي، ومن التسلط الذي لا يقف عند حد، ولو وضعنا حسبة مختصرة لمجل الأحداث على مدى خمس من العقود مضت، فسنجد أن البشرية عانت أكثر مما استنشقت حريتها التي تأملها، لا فرق بين هذه العقود وبعدها، حيث لا تزال الحالة الإنسانية تراوح ذاتها، إلا في تطورها المادي البحت، فقط، فالحروب قائمة، ولا تزال الدول مضطربة، ولا تزال النفوس قلقلة، ولا تزال المشاعر مستنفرة، الكل يبحث عن لحظة زمنية فارقة يستعيد فيها متنفسا آمنا، فتراه متنقلا عبر جغرافية الأرض - مشرقا ومغربا - لعله يجد فيها شيئا مما يفتقده في بلده الأم، ويجده في رحلة البحث هذه التي لا تتوقف، وأنى له ذلك في ظل سحابة كونية مغبرة بأتربة الصراعات والمشاحنات التي لا تهدأ ولا تتوقف، والقائمة على ليّ الأذرعة، واستغلال الظروف، وحالات الضعف، وقلة الحيلة، وتعطيل الحكمة، وتحييد المودة، وتعظيم الفارق المادي لمختلف المكاسب، ولو أدى ذلك إلى إنهاء الأنفس التائقة للحياة والأمل والأمان، وبقدر الأمل الذي يرى في الآخرون على أنه البارقة المضيئة في سماوات الكون، إلا أن كل فترة قادمة تمتحن فيها الإنسانية أكثر، تمتحن في صبرها، وفي محنتها، وفي قدرتها على الانعتاق من النرجسية، والخيلاء، والتكبر، والإستقواء على خلق الله، وكأن الطرف المغلوب على أمره لا يصنف من الذات الإنسانية التي تكيل على غيرها صنوف الهوان، والتعذيب، والاستعلاء، فأي إنسانية هذه تعيش هذه الازدواجية في المعايير، وفي اتخاذ المواقف، والكيل بمكيالين، لا عدالة قادرة على توازي الكفتي الخير والشر، على الأقل.

يحقن الشاعر الكبير -أبو القاسم الشابي- عبر قصيدته الرائعة «إرادة الحياة» النفوس بكثير من الهمة، والأمل وتجاوز معضلات الحياة، ولئن كانت للقصيدة مناسبة قالها الشاعر فيها، إبان الاحتلال الفرنسي البغيض لتونس، فإن المعاني الضمنية الأفقية والرأسية التي تتموضع بين جنبات القصيدة، فإنها ترفرف على سماوات الكون في كل زمن وحين، وإن الحالة الشعورية التي جسدها الشابي قبل أكثر من (80) عاما من اليوم، لا تزال تراوح مكانها، على امتداد، من يتخيل أنه مر على ذلك هذه الفترة ببرزخيتها الزمنية الممتدة، والتي لا تزال تخيم بضبابيتها القاتمة، وأقول بضبابيتها لأن الحالة الإنسانية لا تزال تراوح مكانها منذ ذلك الزمان، وإلى هذا الزمان، وإلى ذلك الزمان التي تستشرفه مخيلتنا كبشر، نتوق في يوم ما، أن نشعر بمكانة هذه البشرية على وجه البسيطة، وإنها هي الحاكمة والضابطة، ليس إلا، وللتأكيد على هذا القول حقيقة وجودنا نحن اليوم، التي، ربما، لم يتخيلها أبو القاسم الشابي قبل أكثر من (80) عاما، ولنحصر المسألة في واقعنا العربي على وجه الخصوص، ماذا تغير من حال؟ ما مجموعة المكاسب التي حققتها المجموعة العربية الممثلة في الـ (22) دولة من المحيط إلى الخليج، ولا أتحدث عن رخاء مادي استثنائي لبعض الدول، من أثر عوائد النفط، فقط، فهذا النوع من الثراء المادي ينظر إليه وفق استثنائيته المحدودة، ولكن تقيم المسألة هنا، وفي هذه المناقشة بالذات، وفق معطيات مختلفة، ومتنوعة، سياسية واقتصادية، واجتماعية، وثقافية، وجيوسياسية، وفي كل معطى من هذه المعطيات، تكتب قصتها الخاصة بها، فحين يتم الحديث عن صورة شاملة عامة، يفترض، أن تكون مجمل معززات الوجود الإنساني متحققة عبر مناخات هذه الشمولية وعموميتها، ولا تستقطع منها أجزاء صغيرة للحكم على الجميع، فالتسيد القاتل الذي تتحكم فيه مجموعة صغيرة في هذا العالم، هو الذي أضر بالإنسانية وضربها في مقتل الذل والهوان والانحسار.

أحمد بن سالم الفلاحي كاتب وصحفـي عماني

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: التی لا لا تزال

إقرأ أيضاً:

هل صلاة العشاء بعد منتصف الليل حاضر أم قضاء؟.. لها 5 أوقات

لعل السؤال عن هل صلاة العشاء بعد منتصف الليل حاضر أم قضاء ؟ ، يهم الكثيرين ممن يؤخرون صلاة العشاء خاصة وأن الوقت بين صلاة العشاء والصلاة التالية -صلاة الفجر- يمكن وصفه بالطويل بعض الشيء، فإن كانت الصلاة في أول وقتها هي الخيار الأمثل الذي يلائم غالبية الصلوات الخمس، فإن الأمر يختلف قليلًا بالنسبة لـ صلاة العشاء حيث يمكن تأخيرها لبعض الوقت، وهو ما يضع أهمية كبيرة لمعرفة هل صلاة العشاء بعد منتصف الليل حاضر أم قضاء ؟ .

دعاء قبل النوم لتثبيت الحفظ وعدم النسيان في الامتحان.. بـ 13 آيةأحلام حذر النبي من تفسيرها حتى لا تتحقق في الواقع.. هل تعرفها؟هل السهر طول الليل حرام؟.. احذره لـ5 أسباب مهلكة يغفلها كثيرونهل صلاة العشاء بعد منتصف الليل حاضر أم قضاء

ورد عن هل صلاة العشاء بعد منتصف الليل حاضر أم قضاء ؟ أن الفقهاء قسموا وقت العشاء إلى خمسة أوقات، أولها مِن غروب الشَّفَق الأحمر (يعني بعد انتهاء وقت المغرب مباشرة)، وثانيها وقت الجواز ويبدأ من الأذان، وثالثها وقت الوجوب، وهو عند منتصف الليل، وفيه يجب على الإنسان أن يُصلي العشاء ما لم يكن لديه عذر، ورابعًا يمتد وقت العشاء إلى قبل الفجر.

وذهب أهل العلم أن تأخير صلاة العشاء بعد منتصف الليل يُعرض الإنسان للملامة الشرعية، وبناء عليه فإن من يؤخر صلاة العشاء عن الثانية عشر بمنتصف الليل بدون عذر يكون كأنه يرتكب خلاف الأولى، ويكون فعله غير لائق ويقع عليه ملامة شرعية.

ورد فيه أن أهل العلم اختلفوا في آخر وقت يُصلي فيه الشخص العشاء حاضرًا، بحيث تكون صلاة العشاء بعد هذا التوقيت «قضاءً»، ومن العلماء من قال إن وقت صلاة العشاء ممتد إلى آخر ثلث الليل الأول، ومنهم من قال إلى نصفه، ومنهم من قال إلى طلوع الفجر الصادق الذي منه بدء الصوم، وهذا هو الراجح، وعليه الفتوى، وعليه فإن وقت صلاة العشاء تكون حاضرًا إذا أديت قبل أذان الفجر، فإذا أذن للفجر، فقد خرج وقتها اتفاقا، وهي بعد ذلك قضاء.

يبدأ وقت صلاة العشاء من خروج وقت المغرب، وهو مغيب الشفق الأحمر عند جمهور العلماء، وأجمع أهل العلم إلا من شذ عنهم على أن أول وقت صلاة العشاء  الآخرة إذا غاب الشفق، والشفق هو حُمْرة تظهر في الأفق حين تغرب الشمس، وتستمر من الغروب إلى قُبَيْلِ العشاء.

والدليل على ذلك ما روي عن عبدِ اللهِ بنِ عَمرِو بن العاصِ رَضِيَ اللهُ عَنْهما، أنَّه قال: «سُئِلَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن وقتِ الصلواتِ، فقال: «وقتُ صلاةِ الفجرِ ما لم يَطلُعْ قرنُ الشمسِ الأوَّلُ، ووقتُ صلاةِ الظهر إذا زالتِ الشمسُ عن بَطنِ السَّماءِ، ما لم يَحضُرِ العصرُ، ووقتُ صلاةِ العصرِ ما لم تَصفَرَّ الشمسُ، ويَسقُط قرنُها الأوَّلُ، ووقتُ صلاةِ المغربِ إذا غابتِ الشمسُ، ما لم يَسقُطِ الشفقُ، ووقتُ صلاةِ العشاءِ إلى نِصفِ اللَّيلِ»

تأخير صلاة العشاء بعد منتصف الليل

أوضح الشيخ عويضة عثمان مدير إدارة الفتوى الشفوية بدار الإفتاء ، إنه لا يجوز تأخير صلاة العشاء إلى ما بعد منتصف الليل أو قبل أذان الفجر بقليل كما يفعل البعض من الناس.

وأضاف «عثمان»، ، أن منتصف الليل يحسب على عدد الساعات من بعد غروب الشمس إلى أذان الفجر، مؤكدًا أنه ليس من الضروري أن يكون منتصف الليل في الساعة 12 صباحا ولكن قد تكون في الحادية عشر والربع مساء.

وبين أنه إذا ورد عن سيدنا رسول الله أنه كان يؤخر صلاة العشاء فهذا صحيح لكن هذا ليس معناه أنه كان يؤخرها إلى قرب أذان الفجر ولكن كان يؤخرها إلى الثلث الأول من الليل حتى كان «يسمع رسول الله للصحابة غطيط» أى صوت كأنهم ينامون في المسجد.

آخر وقت صلاة العشاء

اختَلَف أهل العِلمِ في آخِرِ وقت  صلاة العشاء على أقوالٍ، أقواها قولان: القول الأوّل: يمتدُّ وقتُ صلاةِ العِشاءِ الاختياريُّ إلى نِصفِ اللَّيلِ، والضروريُّ إلى طلوعِ الفجرِ، وهو روايةٌ عن الإمامِ أحمدَ، وبه قال الشافعيُّ في القديم، وهو قولُ ابنِ حَبيبٍ، وابنِ المَوَّازِ من المالكيَّة، واختارَه ابنُ قُدامةَ، والشوكانيُّ، والأدلَّة من السُّنَّة: عن أبي قَتادةَ رَضِيَ اللهُ عَنْه، قال: خطَبَنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال: «إنَّكم تَسيرُونَ عَشيَّتَكم ولَيلتَكم..» وذكر الحديث، وفيه: «أمَا إنَّه ليس في النومِ تفريطٌ، إنَّما التفريطُ على مَن لم يُصلِّ الصَّلاةَ حتى يَجيءَ وقتُ الصَّلاةِ الأخرى...»،الحديثُ فيه دليلٌ على امتدادِ وَقْتِ كُلِّ صَلاةٍ مِنَ الخَمْسِ حتَّى يدخُلَ وَقْتُ الأُخرى، وهذا مُستَمِرٌّ على عمومِه في الصَّلواتِ إلَّا الصُّبْحَ؛ فإنَّها مخصوصةٌ من هذا العُمومِ بالإجماعِ، وعن عبدِ اللهِ بنِ عَمرِو رَضِيَ اللهُ عَنْهما، أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: «وقتُ العِشاءِ إلى نِصفِ اللَّيلِ الأَوسطِ»،  عن أنسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْه، قال: «أخَّر النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم صلاةَ العِشاء إلى نِصفِ اللَّيلِ، ثم صلَّى، ثم قال: قد صَلَّى الناسُ وناموا، أمَا إنَّكم في صلاةٍ ما انتظرتُموها»

القول الثاني: يمتدُّ وقتُ صلاة العشاء إلى نِصف اللَّيلِ، ولا يُوجَدُ وقتُ اختيارٍ وضرورةٍ، وهذا اختيارُ ابنِ حَزمٍ الظاهريِّ ، ومحتمَلُ قولِ الشافعيِّ ، وبه قال أبو سعيدٍ الإصطخريُّ من الشافعيَّة، الأدلَّة: أوَّلًا: من الكِتاب، قال الله تعالى: «أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا» (الإسراء: 78)، وقوله: لِدُلُوكِ الشَّمْسِ، أي: زوالها، وغَسَق اللَّيل: نِصْفه، وهو الذي يتمُّ به الغسقُ، وهو الظُّلمةُ، فمِن الزوالِ إلى نِصفِ اللَّيلِ كلِّه أوقاتُ صلواتٍ متواليةٍ، فيَدخُلُ وقتُ الظهرِ بالزَّوالِ، ثم يَنتهي إذا صار ظلُّ كلِّ شيءٍ مِثلَه، ثم يَدخُل وقتُ العصرِ مباشرةً، ثم يَنتهي بغروبِ الشَّمسِ، ثم يدخُلُ وقتُ المغربِ مباشرةً، ثم يَنتهي بمغيبِ الشَّفقِ الأحمرِ، ثم يدخُلُ وقتُ العِشاءِ ويَنتهي بنصفِ اللَّيلِ؛ ولهذا فصَل اللهُ صلاةَ الفجر وحْدَها فقال: وَقُرْآنَ الْفَجْرِ؛ لأنَّها لا يتَّصل بها وقتٌ قبلها، ولا يتَّصل بها وقتٌ بعدها ، ومن السُّنَّة عن عبدِ اللهِ بنِ عَمرٍو رَضِيَ اللهُ عَنْهما، أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: «وقتُ العِشاءِ إلى نِصفِ اللَّيلِ الأوسطِ»، وعن أنسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْه قال: «أخَّر النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم صلاة العشاء إلى نِصف اللَّيلِ، ثم صلَّى، ثم قال: قد صلَّى الناسُ وناموا، أمَا إنَّكم في صلاةٍ ما انتظرتُموها».

أفضل وقت صلاة العشاء

ورد أن أفضل وقت صلاة العشاء إذا لم يَشقَّ على الناسِ، وهو مذهبُ الحنفيَّة، والحنابلة، وقول لمالكٍ، وقولٌ للشافعيِّ، وبه قال أكثرُ أهلِ العِلم، واختارَه ابنُ حَزمٍ، والشوكانيُّ، والأدلَّة من السُّنَّة: عن سَيَّارِ بنِ سَلامةَ، قال: دخلتُ أنا وأَبي على أَبي بَرْزةَ الأسلميِّ، فقال له أَبي: كيفَ كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُصلِّي المكتوبةَ؟ فقال: «... وكان يَستحبُّ أنْ يُؤخِّرَ العِشاءَ، التي تَدْعونَها العَتَمةَ، وكان يَكرَهُ النَّومَ قَبلَها، والحديثَ بَعدَها...» وعن جابرِ بنِ سَمُرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْه، قال: «كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يُؤخِّرُ صلاةَ العِشاءِ الآخِرةِ».

طباعة شارك صلاة العشاء بعد منتصف الليل صلاة العشاء هل صلاة العشاء بعد منتصف الليل حاضر هل صلاة العشاء بعد منتصف الليل تأخير صلاة العشاء بعد منتصف الليل حكم تأخير صلاة العشاء بعد منتصف الليل آخر وقت صلاة العشاء وقت صلاة العشاء

مقالات مشابهة

  • وزير الدفاع اللواء المهندس مرهف أبو قصرة في تغريدة عبر X: تلقى الشعب السوري اليوم قرار الاتحاد الأوروبي برفع العقوبات المفروضة على سوريا، وإننا نثمن هذه الخطوة التي تعكس توجهاً إيجابياً يصب في مصلحة سوريا وشعبها، الذي يستحق السلام والازدهار، كما نتوجه بال
  • هيئة المواصفات: لا صحة لتغييرات بنظام فحص المركبات ورسومه
  • رغم تراجع شعبيتها.. 5 مشاهير لن تتوقع امتلاكهم لسيارة تسلا الكهربائية
  • ما هى أكثر دولة عربية تشهد نموا في مبيعات السيارات الكهربائية؟.. وكالة الطاقة تجيب
  • أقوى دعاء للنجاح في الامتحان .. 22 طريقة مستجابة في جوف الليل
  • هل صلاة العشاء بعد منتصف الليل حاضر أم قضاء؟.. لها 5 أوقات
  • باسم الجمل: مصر كانت ولا تزال قلعة العرب الحصينة
  • النائب فايز أبو حرب: مصر كانت ولا تزال داعمة للحق الفلسطيني في كل المحافل الدولية
  • غسان حسن محمد.. شاعر التهويدة التي لم تُنِم. والوليد الذي لم تمنحه الحياة فرصة البكاء
  • حمد بن جاسم: ترامب أنجز في جميع الملفات وغزة لا تزال تنتظر