نشرت صحيفة نيويورك تايمز مقالا مقتبسا من كتاب سيصدر قريبا بعنوان "غاضبون: لماذا نتشاجر حول الأخلاق والسياسة وكيف نُوجد أرضية مشتركة" من تأليف عالم النفس الاجتماعي الدكتور كورت غراي.

وذكر غراي، في المقال المقتبس من كتابه، أن عالم أنثروبولوجيا، يُدعى ريموند دارت، توصل في أحد الأيام من صيف عام 1924 إلى اكتشاف مذهل، واستخلص منه استنتاجا عن الطبيعة البشرية ضلل الإنسانية طوال قرن من الزمان.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2هآرتس: خطة نتنياهو لاستنزاف القضاة وتمديد محاكمته تنجحlist 2 of 2هل يمكن أن يوفر البعوض لقاحات ضد الملاريا؟end of list

وقال إن دارت كان يفحص مجموعة من المستحاثات المتحجرة (الأحفوريات) التي استخرجها بعض عمال المناجم بالقرب من بلدة تاونغ في المقاطعة الشمالية الغربية بجنوب أفريقيا.

ومن بين تلك الأحفوريات، عثر عالم الأنثروبولوجيا على ما اعتبره "الحلقة المفقودة" بين القردة القديمة والبشر، والتي تعود لعضو يافع من فصيلة أوسترالوبيثيكوس أفريكانوس الأفريقي الذي أطلق عليه فيما بعد اسم "طفل تاونغ".

وتعد هذه الفصيلة من الأوسترالوبيثيكوس، أول الأنواع المبكرة المنقرضة من القردة التي تُصنف على أنها من أشباه البشر.

نسخة طبق الأصل من جمجمة رجل بلتداون (ويكيبيديا)

وأثبتت الجمجمة بشكل قاطع أن أفريقيا كانت مهد الجنس البشري. وبدا أيضا أنها تكشف شيئا "شريرا" عن الطبيعة البشرية، فقد كانت هناك سلسلة من الثلم (شقوق) المحفورة في العظم، والتي اعتقد دارت أنها لا يمكن أن تحدث إلا بأدوات من صنع الإنسان. وقد أقنعته هذه العلامات بأن هذا الإنسان الصغير قد ذبحه وأكله عضو آخر من قبيلته (ربما عمه الجائع)، كما يفيد غراي في مقاله المقتبس من كتابه الجديد.

إعلان

واستنتج دارت أن أسلافنا كانوا قتلة من آكلي لحوم البشر. وجادل بأن أوسترالوبيثيكوس أفريكانوس كان يمثل "مرحلة انتقالية مفترسة" تطور فيها أسلافنا من أكل النباتات والفواكه إلى التهام اللحوم، بأكل بعضهم بعضا.

النزعة الافتراسية

ووفقا للمقال، سرعان ما أصبحت أطروحة دارت محل إجماع علمي، ووجد علماء أنثروبولوجيا آخرون حقائق تدعم النظرية القائلة إن البشر تطوروا وأصبحوا صيادين "قساة القلب".

إن الاعتقاد بأن البشر مفترسون بالفطرة لم تكن مجرد ادعاء علمي -بحسب المقال أو بالأحرى الكتاب- بل وجدت تعبيرا لها في الثقافة الأوسع نطاقا. ففي رواية "أمير الذباب" الصادرة عام 1954 للمؤلف ويليام غولدنغ، تحولت مجموعة من الصبية في سن الدراسة الذين تقطعت بهم السبل على جزيرة، إلى انتهاج العنف الوحشي، كاشفين عن طبيعتهم الحقيقية.

ويبدأ فيلم "2001: أوديسا الفضاء" -المستوحى من رواية بالاسم نفسه لمؤلف قصص الخيال العلمي، الكاتب البريطاني آرثر كلارك- كيف أن قبيلة من القردة في عصور ما قبل التاريخ اكتشفت أنه يمكن استخدام عظمة الساق سلاحا للاعتداء على بعضها بعضا.

إن الافتراض بأن طبيعة البشر تتسم بنزعة "افتراسية" لا تلوِّن حياتنا اليومية فحسب، بل تصبغ تصوراتنا السياسية أيضا، التي تنظر إلى الآخر على أنه يبدو في الغالب عديم الرحمة وسعيدا بإلحاق الأذى بالآخرين.

وفي إسقاط لتلك الفرضية على الواقع السياسي الراهن في الولايات المتحدة، أشار غراي في كتابه إلى أن دراسة أُجريت عام 2022 من قبل فريق من الباحثين بقيادة عالمة النفس الأخلاقي دانييلا غويا توكيتو، كشفت أن الديمقراطيين والجمهوريين ينظرون إلى سياسات خصومهم -في قضايا مثل الضرائب والسيطرة على الأسلحة والتنظيم البيئي- على أنها مدفوعة بنوايا خبيثة.

وعندما يتعلق الأمر بالمداولات حول تحجيم الصناعة عبر فرض إجراءات ترمي إلى حماية البيئة، اعتبر الديمقراطيون أن نظراءهم الجمهوريين يضرون بالبيئة عن قصد، بينما اعتقد الجمهوريون أن الديمقراطيين هم من كانوا يحاولون بهمة القضاء على الوظائف العمالية.

 الباحثون يرجحون أن الجمجمة تعود إلى سلف كان رافضا للتشبث بالبقاء في جنوب شرق آسيا (غيتي إيميجز) افتراض خاطئ

ومع ذلك، فإن عالم النفس الاجتماعي يؤكد، في مقاله، أن هناك مشكلة صارخة مع الافتراض السائد بأن البشر مفترسون بطبيعتهم، مشيرا إلى أن هذا افتراض خاطئ.

إعلان

وللدلالة على ذلك، يعود غراي إلى ما توصل إليه عالم الأنثروبولوجيا ريموند دارت من اكتشاف. وقال إن عالم الآثار لي بيرغر وباحثين آخرين أعادوا، في تسعينيات القرن الماضي، فحص الأحفوريات التي درسها دارت.

وأضاف أن عظام طفل تاونغ عُثر عليها في كومة من عظام حيوانات مذبوحة، مما يوحي بأن المكان كان وكرا لحيوان من آكلة لحوم البشر.

لكن بيرغر وجد أيضا قشور بيض تشبه قشور بيض نسر في ذلك الوكر. وتساءل: لماذا يتكبد البشر عناء جمع بيض النسر وأكله، ويخاطرون بفقدان أرواحهم من أجل وجبة خفيفة صغيرة؟

وبدا أن دارت لم يكتشف دليلا على افتراس بشري بل على وجود عش نسر قديم، مكتمل بقشور بيض مهملة من صغارها. وقد أكدت نظرة فاحصة -على الحزوز أو الشقوق في جمجمة طفل تاونغ- هذه النظرية الجديدة أن تلك الثلم تشبه النقر بمنقار نسر.

فإذا كانت النسور الخطافية في العصر الحديث قادرة على حمل ماعز صغير، فمن المؤكد -كما يعتقد غراي- أن نسور ما قبل التاريخ كانت كبيرة بحيث تستطيع التقاط طفل من البشر، مما يوحي بأن طفل تاونغ كان فريسة لأحد النسور.

وتدعم اكتشافات مماثلة، مثل جماجم أشباه البشر المثقوبة بأنياب القطط ذات الأسنان السيفية، الادعاء بأن أسلافنا (وليس فقط أطفالهم) كانوا فرائس أكثر من كونهم مفترسين. كما أن أجسادنا الضعيفة تكشف أننا نحن الفرائس في الأصل.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات

إقرأ أيضاً:

أستاذ طب نفسي يوضح الكهوف المغلقة لدى البشر

كتبت -داليا الظنيني:

أكد الدكتور محمد المهدي، أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر الشريف، أن هناك العديد من الأسرار التي يفضل الزوج والزوجة الاحتفاظ بها وعدم البوح بها للطرف الآخر، مشيراً إلى أن المال والعلاقات الشخصية هي من أبرز هذه الأسرار.

وأوضح أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر الشريف، خلال حلقة برنامج "راحة نفسية"، المذاع على قناة الناس، اليوم الأربعاء، أن الزوج في كثير من الأحيان يخفي تفاصيل دخله، مدخراته، ممتلكاته مثل العقارات والذهب خوفاً من أن تؤدي معرفة الزوجة بهذه المعلومات إلى زيادة الطمع أو مطالبة غير مبررة بالنفقة أو إسراف في الإنفاق، خاصة إذا كانت الزوجة تميل للصرف الزائد، وعلى الجانب الآخر، قد تخفي الزوجة أيضًا أموالها أو ميراثها أو دخلها خوفاً من أن يطالبها الزوج بمشاركتها أو يتحكم فيها.

وأضاف الدكتور المهدي أن العلاقات العاطفية أو الجنسية خارج إطار الزواج تمثل "كهفاً مغلقاً" لا يميل معظم الأزواج أو الزوجات للبوح بها، وذلك بسبب الخجل أو خوفاً من تداعياتها على العلاقة الزوجية.

وأشار أيضاً إلى موضوع العادة السرية، حيث يمارسها بعض الأزواج أو الزوجات بعد الزواج، لكنها تبقى من الأمور التي يخجلون من الإفصاح عنها حتى لشريك الحياة.

كما تناول الدكتور المهدي مواضيع أخرى تعتبر من الأسرار الصعبة مثل التخيلات والأحلام اليقظة التي قد تتعلق بشخصيات أخرى، أو التحرشات الجنسية التي تعرضت لها المرأة في الماضي، وخاصة إذا كانت من أشخاص مقربين مثل الأب أو الأخ أو الأقارب، لأنها تمثل أزمة كبيرة في الثقة والأمان الزوجي.

وأوضح أنه من الأسرار التي يخفيها الكثيرون كذلك الضعف الجنسي أو البرود الجنسي عند الزوج، حيث يلجأ بعض الرجال لاستخدام منشطات جنسية دون رغبة في مشاركة زوجاتهم بهذا الأمر، بينما تحاول بعض الزوجات التظاهر بالاستجابة لتجنب المشاكل.

كما أكد الدكتور المهدي أن الأمراض الجسدية أو النفسية المزمنة غالباً ما تُخفى خوفاً من فقدان فرصة الزواج أو تأثر العلاقة بسبب القلق من العدوى أو الوراثة.

وأشار إلى أن الإدمان بأشكاله المختلفة، سواء إدمان المخدرات أو الإباحية أو اضطرابات الأكل، من الأسرار التي يتم التكتم عليها أيضاً.

وأشار إلى أن أسرار العمل التي تتعلق ببيئة العمل أو معلومات سرية داخل الشركات أو المؤسسات، تعتبر من الكهوف التي لا ينبغي فتحها أمام الزوج أو الزوجة للحفاظ على الخصوصية المهنية.

اقرأ أيضًا:

السيسي ونظيره الأوكراني يؤكدان ضرورة تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران

طرد بعد 7 سنوات.. ننشر النص الكامل لقانون الإيجار القديم بعد إقراره نهائيًا

لجنة فنية وتعويضات.. وزير العمل يكشف لمصراوي تفاصيل حادث حفار جبل الزيت

جمال شعبان يعلق على الموت المفاجئ للمطرب أحمد عامر

لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا

لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا

الدكتور محمد المهدي الكهوف المغلقة لدى البشر برنامج راحة نفسية العلاقات العاطفية أو الجنسية

تابع صفحتنا على أخبار جوجل

تابع صفحتنا على فيسبوك

تابع صفحتنا على يوتيوب

فيديو قد يعجبك:

الأخبار المتعلقة كيفية التخلص من فرط التفكير؟.. أستاذ طب نفسي يجيب أخبار أستاذ طب نفسي يوضح أسباب وطرق علاج الرهاب الاجتماعي أخبار أستاذ طب نفسي يكشف أسباب انتكاسة الاكتئاب لدى كبار السن أخبار أستاذ طب نفسي يكشف أسباب تعرض المرأة للاكتئاب أكثر من الرجل أخبار

إعلان

الثانوية العامة

المزيد جامعات ومعاهد رسالة ماجستير بمعهد البحوث العربية حول "سياسة روسيا الخارجية تجاه مصر" مدارس لن يخرج عنها الامتحان.. ننشر المراجعة النهائية لجغرافيا للثانوية العامة جامعات ومعاهد تنسيق الجامعات.. تفاصيل القبول ببرنامج إعداد معلم الكيمياء لطلاب الثانوية مدارس قرار عاجل من "التعليم" بشأن مصروفات المدارس الرسمية مدارس غدًا.. امتحان "الكيمياء والجغرافيا" لطلاب الثانوية العامة 2025

أخبار رياضية

المزيد رياضة عربية وعالمية "شكر الحكام".. قصة روائي فلومينينسي الساحر في مونديال الأندية 2025 رياضة عربية وعالمية الاتحاد الإسباني يقرر تعيين رئيسًا جديدًا للجنة الحكام رياضة محلية مصدر يكشف لمصراوي تفاصيل تعاقد الأهلي مع محمد شريف رياضة محلية رسمياً.. البنك الأهلي يضم محمد أشرف بن شرقي لمدة 4 مواسم رياضة محلية "على البحر ومشروب أخضر".. المصري البورسعيدي يعلن التعاقد مع عمر الساعي

إعلان

أخبار

أستاذ طب نفسي يوضح "الكهوف المغلقة" لدى البشر

روابط سريعة

أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلاميات

عن مصراوي

اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصية

مواقعنا الأخرى

©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا

طرد بعد 7 سنوات.. ننشر النص الكامل لقانون الإيجار القديم بعد إقراره نهائيًا أسدل الستار.. البرلمان يقر نهائيًا تعديلات قانون الإيجار القديم نتيجة الدبلومات الفنية 2025 برقم الجلوس.. تعرف علي التفاصيل 36

القاهرة - مصر

36 25 الرطوبة: 31% الرياح: شمال غرب المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب الثانوية العامة فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك

مقالات مشابهة

  • الطريق إلى الحسين: مواكب تتحدى الزمان والمكان
  • ميدو: شيكابالا اعتزل وخرج من الباب الكبير..وهو أسطورة ولاعب كبير
  • قانون
  • صفقات صيفية مرتقبة في الاتفاق بعد رحيل غراي إلى برمنغهام
  • الاتفاق يعلن رسمياً بيع عقد غراي لبرمنغهام سيتي
  • الرئيس الشرع: في يوم من الأيام وفي غابر الزمان، ولدت حكاية مدينة اجتمع فيها معشر من الناس، يُقال إن سيرة أوائل الخلق بدأت فيها، وتكاثر الناس، ولكثرتهم بدأت البشرية تحتاج إلى بناء السلوك المنضبط، زرعوا وصنعوا وبنوها، وهكذا حتى بنوا أول عاصمة عرفتها البشرية
  • «عمره 80 ألف عام».. اكتشاف أثري في الإمارات يعيد كتابة تاريخ البشر الأوائل
  • إرادة البقاء
  • بعد توقف دام عقدا من الزمان.. الكويت تعلن استئناف رحلاتها الجوية إلى سوريا
  • أستاذ طب نفسي يوضح الكهوف المغلقة لدى البشر