السيدة صفية زغلول، رفيقة درب الزعيم سعد زغلول، وزوجته المخلصة، كانت شخصية قوية جدًا، فقد كانت مرادفًا لشخصية سعد،ومعاونًا للزعيم القوى والسياسى الصلد، بعدما تمكنت بإرادة حديدية من تحويل منزل الزوجية، إلى مركز للنضال. صفية زغلول لها حكاية مهمة يجب أن نعيد نشرها حتى لاننسى أن الوفد كان رائدًا فى إشتغال المرأة بالعمل العام!!
> ما يجب أن يُنسب لصفية زغلول أنها قالت عقب اندلاع ثورة 1919 والقبض على سعد زغلول: بيت سعد هو «بيت الأمة».
> قال على شعراوى باشا متسائلًا: كيف نعقد الاجتماع فى بيت «سعد باشا» وهو غير موجود؟
> ردت صفية دون تردد: إنه موجود وسوف يكون موجودًا ولو قتله الإنجليز، إن هذا ليس بيت «سعد» إنه «بيت الأمة وقلعة الثورة».
> رد على شعراوى باشا بقوله: لك حق، سنجىء ونعقد الاجتماع فى بيت «سعد باشا»، ولكنى أحب أن أحذرك فقد تتعرضين للمتاعب نتيجة لهذا.. قالت صفية زغلول: بعد أن أخذوه لم تعد لحياتى قيمة، قيمة حياتى وهو هنا.
> وأمرت صفية بفتح أبواب بيت الأمة، وتخصيص كل غرفه للثورة.. وفى اليوم التالى اجتمعت صفية زغلول مع «هدى شعراوى» وحرم «محمد محمود باشا» وقالت هدى شعراوى هانم إنها قامت بكتابة برقيات احتجاج باسم سيدات مصر إلى زوجة المندوب السامى البريطانى، وإن زوجها «على شعراوى» رئيس الوفد بالنيابة أخذ البرقيات وعرضها فى اجتماع الوفد وعاد إليها متهلل الوجه قائلًا لها: لقد أعجب أعضاء الوفد ببرقيتك حتى إنهم قرروا حفظها فى محضر جلسة الوفد.
> قالت «صفية» إن كتابة الاحتجاجات والبرقيات لا تكفى، يجب أن تخرج المرأة المصرية إلى الشارع، تخرج جميع النساء إلى الشوارع متظاهرات هاتفات بسقوط الاحتلال.
> قالت حرم «محمد محمود باشا» بحماس: إننى لم أضع قدمى فى الشارع منذ كنت طفلة، ولكنى موافقة على الخروج إلى الشارع حتى لو ضربنا الإنجليز بالرصاص.. ردت السيدة «هدى شعراوى» مستغربة: يضربوننا بالرصاص! لو قتلوا امرأة واحدة فسوف تلتهب مصر كلها.
> قالت «صفية زغلول» وهذا ما نريده تمامًا.. وبالفعل قادت صفية زغلول هذا الاتجاه بمساندة من صديقتها هدى شعراوى ومعها تلميذة هدى وقائدة المظاهرات النسائية سيزا نبراوى ليصبحن النساء الثلاث قصة تستحق التسجيل والتوثيق فى زمن عادت فيه المرأة للخلف مرة أخرى!
> هذا التوثيق المهم الذى نشره الكاتب الكبير رشاد كامل، استكمله الكاتب الكبير مصطفى أمين فى كتابه «من واحد لعشرة» قصة خروج السيدات فى مظاهرات لأول مرة قائلًا: ما كاد «على شعراوى باشا» يعرض الفكرة حتى ثار وهاج وماج كل الأعضاء ورفضوا خروج النساء فى مظاهرة، وكان من رأى الأغلبية أن هذا الفعل وقاحة وقلة حياء! وكان من رأى الأقلية أنها مع تقديرها للوطنية التى أملت هذه الفكرة الجريئة، إلا أن الأغلبية العظمى للشعب تستنكر خروج النساء إلى الشوارع، وأن هذا سوف يقسم الرأى العام فى مسألة فرعية، بينما هو مُجمع لأول مرة على مسألة واحدة هى مسألة الاستقلال، فخروج النساء إلى الشوارع قد يجعل الإنجليز يتهمون الثورة بأنها تدعو إلى الخروج على الدين الإسلامى! وبذلك تنفض أغلبية الشعب عن الثورة!
> وكانت الأغلبية التى تعتبر خروج المرأة إلى الشارع وقاحة وقلة حياء مؤلفة من «على باشا شعراوى» نفسه، و«عبدالعزيز بك فهمى» و«محمد على علوبة» و«جورج بك خياط» و«حسين باشا واصف» و«عبدالخالق باشا مدكور» و«محمود أبو النصر بك» و«عبداللطيف المكباتى بك».. وكانت الأقلية التى رفضت رفضًا دبلوماسيًا خشية انقسام الأمة مؤلفة من «أحمد لطفى السيد بك» و«مصطفى النحاس بك» و«سينوت حنا بك» و«على ماهر بك» ودكتور «حافظ عفيفى». ورغم ذلك خرجت المرأة للمظاهرات وانتصرت إرادة صفية زغلول وسيدات الوفد المصرى.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: صفية زغلول نور ثورة 1919 بيت الامة سعد زغلول صفیة زغلول فى بیت یجب أن
إقرأ أيضاً:
موريتانيا تنسحب من مؤتمر دولي رفضا لمشاركة الاحتلال.. الفلسطينيون ليسوا وحدهم
انسحب الوفد الموريتاني المشارك في المؤتمر الدولي للعمل بجنيف، من جلسة بعد أن تمت فيها برمجة كلمة لممثل الاحتلال، حيث خرج الوفد الموريتاني مباشرة من القاعة احتجاجا على ذلك.
وقال الوفد الموريتاني إنه من غير المقبول برمجة كلمة لممثل دولة ترتكب إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني، مؤكدا أن انسحابه يأتي تعبيرا عن رفض موريتانيا لأي شكل من أشكال التطبيع أو التفاعل مع ممثلي الاحتلال الإسرائيلي، وتأكيدا لموقف نواكشوط الثابت والداعم لحقوق الشعب الفلسطيني.
وقال عضو الوفد الموريتاني والأمين العام "للكونفدرالية الوطنية للشغيلة الموريتانية" محمد ولد الرباني، في تصريح لـ"عربي21" إن الوفد الموريتاني بجميع مكوناته بادر بمغادرة القاعة حين بدأ مسؤول الاحتلال الحديث، مضيفا أن بعض الوفود من دول عربية التحقت بالوفد الموريتاني بعد مغادرته.
ولفت إلى أن انسحاب الوفد الموريتاني هو رسالة احتجاج على السماح لممثل دولة الإبادة الجماعية بالتحدث خلال المؤتمر.
وأضاف: "هذه رسالة احتجاج على وجود مثل هذا الشخص الذي يمثل نظاما همجيا، يحتل أرضا، ويعمل على إبادة أهلها، ويقطع الغذاء والدواء وكل وسائل الحياة عن شعب أعزل، ورسالة إلى الشعب الفلسطيني المنكوب، إنكم لستم وحدكم، هناك من يهتم بأمركم".
تفاعل شعبي
وتفاعل الموريتانيون بشكل واسع مع قرار الوفد الموريتاني الانسحاب من الجلسة التي تمت فيها برمجة كلمة لممثل الاحتلال الإسرائيلي.
ووصفت "المبادرة الطلابية لمناهضة الاختراق الصهيوني والدفاع عن القضايا العادلة" انسحاب الوفد الموريتاني بأنه: "يعكس إيمان الشعب الموريتاني وأبطاله بالحق الفلسطيني ورفضَه المبدئي لكل تطبيع مع الكيان الصهيوني المحتل".
وأضافت المبادرة في بيان: "بكل فخر واعتزاز تلقى الشعب الموريتاني وكل أحرار الأمة الموقف المشرف للوفد الموريتاني، المشارك في المؤتمر الدولي للعمل الذي تستضيفه سويسرا، انسحابه من إحدى جلسات المؤتمر، احتجاجًا على منح الكلمة لممثل الكيان الصهيوني، وتعبيرًا عن تضامنه مع الشعب الفلسطيني إزاء الاعتداءات التي يتعرض لها في أرضه".
وتابع البيان: "إننا في المبادرة الطلابية لمناهضة الاختراق الصهيوني وللدفاع عن القضايا العادلة لنحتفي بهذا الموقف البطولي الذي يعكس إيمان الشعب الموريتاني وأبطاله بالحق الفلسطيني والمنتصر له على الدوام، ورفضَه المبدئي لكل تطبيع مع الكيان الصهيوني المحتل".
تضامن واسع
وأظهرت الفعاليات المحلية بموريتانيا، المساندة لقطاع غـزة في مواجهة العدوان الذي يتعرض له، إجماع الموريتانيين رسميًا وشعبيًا على دعم القضية الفلسطينية.
ومنذ بدء العدوان على غزة، تنوعت مظاهر التضامن الموريتاني مع سكان القطاع، وقد شملت المظاهرات والاحتجاجات، وحملات التبرع والأمسيات التضامنية، بالإضافة إلى العديد من الفعاليات وأشكال التضامن الأخرى.
وتمكنت مجموعة من القبائل الموريتانية من جمع تبرعات وصلت أكثر من 16 مليون دولار، في مبادرة فريدة من نوعها في العالم العربي.
وتنظم مختلف الأحزاب السياسية الموريتانية من حين لآخر، فعاليات متضامنة مع غزة، ويشارك قادتها أيضا في المسيرات والاحتجاجات الرافضة لحرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على القطاع.
وعلى الصعيد الرسمي يؤكد العديد من المسؤولين الموريتانيين من حين لآخر أن ما تقوم به "إسرائيل" هو جرائم إبادة.
وفي تصريحات صحفية سابقة، قال وزير الخارجية الموريتاني محمد سالم ولد مرزوك، إن "حجم الفظائع التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني جراء القصف الإسرائيلي المتواصل في ظل حصار غاشم يمنع عن المواطنين الغذاء والوقود والماء، يفوق كل تصور" متسائلا: "هل فقد العالم صوابه؟ أين القوانين والمواثيق الدولية؟ أين حقوق الإنسان؟ ما معنى التجاهل الدولي لمأساة الشعب الفلسطيني؟ ما معنى استمرار غلق كل منافذ قطاع غزة منعا لوصول أي مساعدات إنسانية، وتخيِير ’إسرائيل’ سكان غزة بين التهجير والتدمير؟".
ويواصل الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 تشرين أول/أكتوبر 2023 ارتكاب إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلا النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة نحو 180 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال.