دمشق- يستقبل المسيحيون في دمشق أول أعيادهم هذه السنة بعد سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد في أجواء استثنائية تختلط فيها أفراح العيد مع الأفراح الوطنية التي تعمّ مظاهرها شوارع العاصمة وساحاتها وأحياءها.

وتشهد كنائس العاصمة السورية توافد آلاف من أبناء الطائفة المسيحية لحضور "قداس الميلاد"، وهو طقس ديني سنوي يُقام إحياء لذكرى ميلاد السيد المسيح عيسى عليه السلام الموافق لـ25 ديسمبر/كانون الأول من كل عام.

وعادة ما يشارك السوريون من مختلف الطوائف المسيحيين عيدهم بعدد من المظاهر الاحتفالية، ومن أبرزها نصب "شجرات عيد الميلاد" في الساحات العامة وتزيينها وإضاءتها بإضاءة راقصة، والتنكّر بزيّ "بابا نويل" أو "سانتا كلوز" لإبهاج الأطفال في الطرقات.

ويكثّف الباب الروماني العتيق في ساحة باب توما، شمال شرقي المدينة القديمة في العاصمة دمشق، المشهد الجامع في البلاد بين مباهج العيد والأفراح الوطنية، وذلك بعد أن نصب أهالي المنطقة شجرة الميلاد المضاءة أسفل الباب، وعلقوا أعلاها علما كبيرا للثورة السورية (علم الجمهورية الجديد)؛ فتوافد إليها المئات لالتقاط الصور والتفاعل مع الأنشطة الاحتفالية المقامة في محيط الساحة.

إعلان العيد عيدان

وقال سوريون من أبناء الطائفة المسيحية إن عيدهم هذا العام عيدان؛ بعد أن تزامنت فترة العيد مع الأفراح المستمرة للسوريين احتفالا بسقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول الجاري.

وقالت كارلا، وهي طالبة جامعية من أبناء الطائفة المسيحية في دمشق، للجزيرة نت "هذا العيد مميز بعد النصر الذي حققناه، وأشعر بأن كل الناس أصبحت سعيدة، ولدي شعور بأن هناك فرحا كبيرا في سوريا، وأرجو الله أن تتحسن الأمور أكثر فأكثر في المستقبل".

وأشار مجد الذي يعمل مشرفا في أخوية كنيسة اللاتين بدمشق إلى الاختلاف الذي لمسه في هذا العيد قائلا "لهذا العيد طابع جديد، فهو يحلّ علينا والبلد يشهد تغيّرات كبرى، فكنا أمس (بالإشارة إلى عهد النظام السابق) نتجه إلى الحضيض، أما الآن فقد بات لدينا أمل بأن نصعد إلى الأعلى".

ويضيف للجزيرة نت "ومن الطبيعي أن يحمل كل جديد معه الخوف والقلق، ولذا ما زالت الناس خائفة قليلا، ولكن نرجو الله أن يكون المستقبل أفضل".

وتستمر احتفالات المسيحيين في سوريا خلال هذه الفترة من العام وصولا إلى عيد "رأس السنة الميلادية" في مطلع يناير/كانون الثاني من العام الجديد 2025.

تأمين للتجمعات والاحتفالات

وأشارت مصادر إعلامية محلية إلى اتخاذ السلطات السورية إجراءات عبر إدارة الأمن العام لتأمين التجمعات والاحتفالات التي يقيمها أبناء الطائفة المسيحية في جميع أنحاء البلاد.

ورصدت الجزيرة نت في جولتها بالعاصمة دمشق انتشار عناصر قوى الأمن العام السوري أمام الكنائس وتجمعات أبناء الطائفة المسيحية في أحياء القصاع والغساني وباب توما وباب شرقي، وقطع هذه القوى لعدد من الطرق مؤقتا لغرض تأمين الاحتفالات والصلوات.

وتأتي هذه الإجراءات إثر حادثة إحراق مجموعة من المسلّحين الملثمين لشجرة الميلاد في مدينة السقيلبية بريف حماة الاثنين الماضي، وعدم السماح للأهالي بإطفائها.

إعلان

الأمر الذي استجاب له مسؤول إدارة العمليات العسكرية في السقيلبية مساء ذلك اليوم، متوعدا كل من قام بإضرام النيران بالمحاسبة، ومتعهدا بإصلاح الشجرة وإضاءتها مجددا أمام جموع من أبناء الطائفة المسيحية في البلدة.

ومن جهتها، أعلنت حكومة تصريف الأعمال السورية عن عطلة رسمية في يومي 25 و26 ديسمبر/كانون الأول الجاري بمناسبة عيد الميلاد.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات من العام

إقرأ أيضاً:

ميسي يقود مشروع بناء إنتر ميامي بأول صفقة!

 
معتز الشامي (أبوظبي)

أخبار ذات صلة ميسي يكشف النقاب عن تمثال شاهق له في الهند ضمن جولة «الأعظم» ميسي يواصل التراجع في «القيمة السوقية»!


بعد أيام من تتويجه التاريخي بلقب كأس الدوري الأميركي للمرة الأولى في تاريخه، بدأ إنتر ميامي في رسم ملامح مستقبله الفني، مستنداً إلى مشروع يقوده ليونيل ميسي داخل الملعب وخارجه، ويهدف إلى الحفاظ على الاستقرار وتعزيز التنافسية في السنوات المقبلة.
وأعلن النادي رسمياً تفعيل بند شراء عقد لاعب الوسط الأرجنتيني رودريجو دي بول من أتلتيكو مدريد مقابل 15 مليون دولار، ليصبح بطل العالم 2022 عنصراً دائماً في الفريق، بعد فترة إعارة ناجحة، وأثبت دي بول (31 عاماً) قيمته سريعاً منذ انضمامه عقب كأس العالم للأندية، حيث خاض 20 مباراة، سجل خلالها هدفين وصنع 7 أهداف، وكان أحد الأعمدة التي أسهمت في حصد لقب الدوري.
وأشار تقرير لصحيفة «ماركا»، إلى أن ميسي برهن مرة أخرى، على قدرته الاستثنائية في رفع مستوى أي فريق ينضم إليه، ليس فقط بأدائه داخل المستطيل الأخضر، بل أيضاً بتأثيره على قرارات النادي وبناء المجموعة المحيطة به. 
حيث لعبت العلاقة الوثيقة التي تجمعه بدي بول، دوراً محورياً في إتمام الصفقة، بحسب الصحيفة، ليواصل الثنائي رحلته المشتركة التي بدأت مع منتخب الأرجنتين وتتجدد الآن في ميامي.
ويمتد عقد دي بول مع إنتر ميامي حتى عام 2029، على أن يشغل اعتباراً من موسم 2026 أحد مقاعد اللاعب المميز ، وفق نظام الرواتب هناك، بعد شغور هذا المقعد إثر اعتزال كل من جوردي ألبا وسيرجيو بوسكيتس، ما يمنح النادي مرونة مالية وفنية أكبر.
وفي المقابل، شهدت قائمة الفريق بعض التغييرات، أبرزها رحيل الظهير مارسيلو ويجاندت وعودته إلى بوكا جونيورز بعد نهاية إعارته، كما لا يزال الغموض يحيط بمستقبل المهاجم الأوروجوياني لويس سواريز، في ظل تقارير تربطه بخوض تجربة جديدة خارج ميامي.
وبينما ينجح إنتر ميامي في تأمين بقاء أقرب أصدقاء ميسي داخل الفريق، تبقى الأنظار موجهة نحو مصير سواريز، في انتظار القرار النهائي الذي يحدد الشراكة الهجومية في المرحلة المقبلة.

مقالات مشابهة

  • رئيس الطائفة الإنجيلية: «الإعلام الرقمى» ليس تهديدًا لـ«الرسالة المسيحية»
  • ماراثون مصر الخير بالأقصر.. احتفالات العيد القومي تتجمل بروح التطوع
  • ميسي يقود مشروع بناء إنتر ميامي بأول صفقة!
  • مسيحيو لبنان.. هويات مشرقيّة صغيرة بين محدودية التمثيل وتحديات الوجود
  • ضغوط على بيروت لتسليم مدير المخابرات الجوية السورية السابق
  • وقفة قبلية مسلحة في بني منصور بالحيمة تعلن النفير العام وتؤكد الجهوزية الكاملة لمواجهة العدو
  • أحمد رحال لـعربي21: فلسطين في الوجدان.. والاتفاقية مع إسرائيل ليست تطبيعا أو سلاما دون مقابل
  • بالوثيقة..نواب يوقعون مذكرة تطالب بمناقشة ملف مستخدمي «الخدمة المدنية» في الأمن العام
  • أحمد الرحال لـعربي21: فلسطين في الوجدان.. والاتفاقية مع إسرائيل ليست تطبيعا أو سلاما دون مقابل
  • عام من التكويع.. قراءة في مواقف الفنانين السوريين بعد سقوط الأسد