بوابة الوفد:
2025-06-24@12:28:18 GMT

ترند «المعلم»

تاريخ النشر: 26th, December 2024 GMT

فى أثناء شرح المعلم الدرس يتقدم طالب ويطلب بابتسامة خجولة ان يبسط معلمه يديه أمامه، يطيعه وهو فى حالة استغراب ولكنه يفعل، وفى أقل من ثانية يضع بين راحتيه قطعة من الشيكولاتة الصغيرة، يبتسم المعلم متصورا انه يريد ان يشكره عن شرحه الوافى بطريقته، ولكن سرعان ما يتدفق تلاميذ المعلم نحوه كل يضع ما يجود به مصروفه من قطع الحلوى وزجاجات المياه الغازية الصغيرة، وحتى أكياس الشبيسى الملونة فى تظاهرة حب وتقدير لمعلمهم، فيحاول المعلم ان يتماسك ولكن تمتلئ عيناه بالدموع تأثرًا بهذا الحب الجارف من طلابه.


هذا المشهد الاستثنائى الذى يجتاح موقع التواصل الاجتماعى الشهير «التيك توك» منذ عدة أيام حتى وصل ان يكون «ترند» تقريباً فى كل محافظات مصر، يعيد مرة أخرى قيمة إنسانية كبيرة فى تصورى افتقدناها منذ سنوات بعيدة ، تعلى من قيمة المعلم ومدى تأثيره في طلابه وقدرته فى اكتشاف مواهبهم ومناطق النور والإبداع لديهم، فهم بهذا الفعل البسيط يريدون ان يرسلوا رسالة للمجتمع مفادها: نحن نحب معلمنا فهو يساعدنا على تحقيق أحلامنا.
ولا أعرف إذا كان هذا التكريم العفوى والبسيط اختراعًا مصريًّا إنسانيًّا انتشر كالنار فى الهشيم عبر موقع «التيك توك» الشهير، أم نحن من استحضرنا التجربة فى محاولة لرد الجميل والقيمة للمعلم، فقد تابعت فيديوهات بالطقس الطلابى نفسه داخل الفصول وفى حرم الجامعات فى تونس ولبنان وحتى فى الدول الغربية.
المشهد لا يتعدى الستين ثانية بالضبط ولكنه كان قادرا على ان يطهر ذاكرة أجيال سابقة تحترم المعلم وتقدر قيمته ولكنها وقعت ضحية أعمال سينمائية وتليفزيونية تصور المعلم بالشخص الانتهازى الذى لا هم له غير جمع المال من الدروس الخصوصية.
ماذا لو أتيح لى أن أعود بالزمن وأشارك فى أحد هذه الفيديوهات المبهجة احتفالًا «بالمعلم»؟ من ستسعفنى الذاكرة لكى أطلب منه ان يبسط يديه فأقوم بتقبيلها امتنانًا وعرفانًا؟
الإجابة عن تلك الأسئلة صعبة، فالقائمة طويلة وكم من عراب ومعلم كان بالنسبة إليَّ بقعة ضوء تتحرك فتشع علمًا وثقافة ونصائح للحياة والعمل، أتذكر جيدًا أبلة «سميحة» معلمتى فى خامسة وسادسة ابتدائى، تلك المعلمة الفاضلة بملامح وجهها الأبيض المريح وقامتها القصيرة وهى تشرح لنا دروس اللغة العربية وتحببها إلينا بأسلوب بسيط وسلس.
أما فى الصفين الأول والثانى الإعدادى فكانت أبلة «فاطمة» الممتلئة الجسم والحنان والطيبة، تدخل الفصل فتنادى باسمى واسم زميلتى العزيزة التى لم أرها منذ أيام الجامعة «هناء شاكوش» مطالبة باقى الزميلات بأن يقرأن موضوع التعبير الخاص بى وبهناء فى إعجاب وحماس.
تزدحم الأسماء فى ذهنى ولكن تظل جملة أبلة «ناهد» معلمة الفلسفة والمنطق فى ثالثة ثانوى عالقة حينما أشادت بتفوقى فى مادتها متنبئة لى بأن أكون فى المستقبل مثلها مدرسة فلسفة شاطرة.
تأتى مرحلة التشكيل والتكوين لنعرف فى اى طريق سنسير فى هذه الدنيا، وأى معانٍ نبيلة سنعتنقها بداخلنا، تقفز فى الذاكرة على الفور معلمتى الأهم والأثيرة إلى قلبى متعها الله بالصحة والسعادة الدكتورة «عواطف عبدالرحمن» أستاذ الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، التى كانت جارتنا فى بيت والدتى فى وسط البلد قبل انتقالها منذ سنوات للإقامة فى الجيزة، كان يفصل بين حجرتنا أنا وأخواتى وحجرتها حائط ، أوقات كثيرة قضيتها معها فبابها مفتوح لنا طول الوقت، هى من جعلتنى أعشق أفريقيا، وأعرف لأول مرة معنى الوطن الضائع فلسطين، ولا أنسى ثقتها بي وأنا مازلت فى بداية عملى بالصحافة، فأتمنتنى على سيرتها، وقمت بتسجيل أكثر من خمس وعشرين ساعة معها، حكت لى فيها ذكريات طفولتها وسنوات الزواج والعمل بالجامعة، لتخرج هذه الساعات على شكل أدب السيرة فى كتاب بعنوان «صفصافة».. و«صفصافة» بالمناسبة هى أخت جدتها الضريرة، والتى كانت معلمتها الأولى فى الحياة. 
أخيرًا هناك من رحل ولم أستطع ان أرثيه بكلمة واحدة من شدة حزنى وفقدى له، وهو أستاذى ومعلمى الجميل الحاضر الغائب «حازم هاشم» الرئيس الأسبق للقسم الثقافى بجريدة الوفد، الذى عملت تحت إشرافه محررة فى الصفحة أكثر من سبعة عشر عامًا، معلمى «حازم هاشم» لو قال لى أحد فى يوم ما إننى أكتب جيدًا فأنت صاحب الفضل فى ذلك.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ترند المعلم موقع التواصل الإجتماعى التيك توك ترند

إقرأ أيضاً:

تفاصيل | مشاركة محافظة مطروح فى معرض الجيزة للتراث والحرف اليدوية

أكد اللواء خالد شعيب محافظ مطروح  على حرص المحافظة على المشاركة بالعديد من الفعاليات والمعارض  التى تدعم المنتجات التراثية والحرفية التى تشتهر بها  مطروح لتعزيز فرص التسويق الدولى والمحلى لها، لما له من دور كبير فى التمكين الاقتصادى للشباب والمرأة، والحفاظ على التراث تنفيذا لتوجيهات القيادة السياسية ولرؤية مصر 2030.

مشيرا إلى مشاركة محافظة مطروح فى معرض الجيزة للتراث والحرف اليدوية الذى افتتحه المهندس عادل النجار محافظ الجيزة، بأحد الفنادق بحى جنوب الجيزة،   بمشاركة أكثر من 60 عارض من مختلف محافظات الجمهورية  خلال الفترة من 22 إلى 24 يونيو الجارى.

وأوضح محمد أنور رئيس لجنة المعارض بمطروح أن المشاركة تأتى بتوجيهات اللواء خالد شعيب محافظ مطروح وتحت إشراف الدكتور إسلام رجب  نائب محافظ مطروح  فى إطار  خطة المحافظة  لدعم العارضين وخلق منافذ تسويقية لتوفير عائد اقتصادى لهم،مع الحفاظ على المنتج الثقافى والتراثى المميز للمحافظة  ،  وأضاف أن المشاركة بمعرض الجيزة للتراث من خلال عدد من العارضين بالمنتجات التراثية والحرفية بمطروح وذلك  بالتنسيق بين لجنة المعارض بالمحافظة مع  وحدة إيادى مصر بمطروح ضمن عدد من الفعاليات التى تحرص محافظة مطروح على المشاركة بها لتبادل الخبرات والثقافات بين المحافظات وزيادة التسويق  مع تبنى مطروح لعدد من المبادرات في ذلك المجال من أهمها  تنظيم معرض "كنوز مطروح" هدية مطروح للمحافظات الذى لاقى نجاحًا كبيرًا فى النسختين الأولى والثانية بمحافظتى القليوبية والدقهلية،مع استمراره  ليجوب باقي المحافظات.

مقالات مشابهة

  • تفاصيل | مشاركة محافظة مطروح فى معرض الجيزة للتراث والحرف اليدوية
  • الأطباء تحذر: ترند الكتافاست يقودك إلى الغسيل الكلوي
  • الكركم المتوهج.. تجربة علمية بسيطة تتصدر ترند السوشيال ميديا
  • إنزاغي : سعيد جدًا بأداء الفريق ولكن النتيجة ليست مرضية
  • الروقي : فخر الوطن قدم كل شيء ولكن الكرة عاندت
  • كريمة أبو العينين تكتب: قصف تل أبيب
  • عراقجي: من الضروري ترك باب الدبلوماسية مفتوحا ولكن يجب أن نرد على الهجمات وسنفعل ذلك
  • باريلا على طاولة ريال مدريد صفقة معقدة ولكن مطروحة
  • عمرو الجزار: كنت انتظر جلسة التوقيع للأهلي.. ولكن الأمور توقفت
  • عمرو الجزار: كنت أنتظر جلسة التوقيع للأهلي ولكن الأمور توقفت