السينما الخضراء.. أفلام في حب الطبيعة
تاريخ النشر: 27th, December 2024 GMT
تامر عبد الحميد (أبوظبي)
أنتج صناع السينما المحلية مؤخراً عدداً من أفلام «السينما الخضراء» القصيرة والوثائقية التي تستعرض ضرورة الحفاظ على البيئة والتزام دولة الإمارات في الحفاظ على الطبيعة ودورها الهام في المبادرات المستدامة، وذلك انطلاقاً من أهمية القضايا البيئية وضرورة توظيف «الفن السابع» في تسليط الضوء على المخاطر التي تهدد كوكب الأرض، وتوعية الجمهور بالأخطار البيئية، وتعزيز مستقبل مستدام.
في نهاية 2024، الذي أعلنت فيه دولة الإمارات استمرار عام الاستدامة، نستعرض أبرز أفلام «السينما الخضراء» الإماراتية التي أسهمت قصصها المتنوعة في زيادة الوعي بأهمية التغير المناخي والتحلي بالمسؤولية البيئية، وشاركت في مهرجانات محلية وعالمية وحصدت جوائز وتكريمات.
إنجاز سينمائي
المنتج والمخرج منصور اليبهوني الظاهري، حصد نصيب الأسد هذا العام من الجوائز الدولية والمحلية والعربية بفيلمين، هما «سباحة 62» و«قصة نجاح أبوظبي»، حيث حقق «سباحة 62» إنجازاً سينمائياً بحصده عدداً من الجوائز، منها: جائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان «لوس أنجلوس للأفلام» - (LAFA Lose Angeles Film Awards)، وجائزة «السينما الخضراء» كأفضل فيلم بيئي خليجي عربي، في مسابقة «الصقر للأفلام البيئية» في مهرجان «العين السينمائي الدولي» في دورته السادسة، وجائزة أفضل فيلم وثائقي في المهرجان السينمائي الخليجي بالرياض، وهذا الفيلم استعرض الرحلة البحرية الملهمة للبطل الإماراتي ولاعب الجوجيتسو منصور الظاهري، الذي تمكن من قطع مسافة 62 كيلومتراً حول جزيرة أبوظبي في مدة 34 ساعة متواصلة، مستهدفاً ترك أثر دائم على حركة التغيير البيئي العالمية.
رسالة عالمية
وأشار اليبهوني إلى أن هذه النوعية من الأفلام المتخصصة عن البيئة تفرض وجودها في المهرجانات السينمائية، التي أنشأ بعضها برنامجاً يهدف إلى تحفيز صناع السينما لتوظيف لغة الفن السابع في الحفاظ على البيئة، لاسيما أن أفلام الطبيعة تهدف إلى توجيه رسالة عالمية تنشد إنقاذ الكوكب ومعالجة مشكلات مزمنة كالتلوث البحري وتلوث الهواء وفقدان التنوع البيولوجي، بحيث يصبح محتوى هذه الأفلام أشبه بالمناهج التعليمية والبرامج التوعوية التي تشكل رافداً مهماً في بناء وعي الناشئة والمجتمع عموماً بقضايا البيئة.
رحلة بصرية
أما «قصة نجاح أبوظبي»، فقد شارك في «مهرجان الغافة السينمائي الدولي» للبيئة والمناخ في دورته الأولى، وحصد جائزة «الغافة الذهبية»، لنجاحه في سرد قضية خاصة بالبيئة والتغير المناخي، وهو يقدم رحلة بصرية تحتفي بجمال أبوظبي الملهم، ويستعرض نسيج منسوج بثروات البحر وخيرات الأرض، من السواحل إلى الواحات الخضراء.
«القافلة تسير»
الكاتب والمخرج صالح كرامة الذي نفذ هدا العام فيلم «القافلة تسير» وشارك به في المسابقة الرسمية بـ«مهرجان العين السينمائي»، وتدور أحداثه حول الصحراء والتحديات التي يواجهها أشخاص خلال خوض مغامرة في الكثبان الرملية، أوضح أنه مع تضافر جهود صناع السينما الإماراتيين، تم تقديم إبداعات سينمائية مميزة في الإخراج والكتابة، لإظهار أفلام بيئية تترك بصمة قوية في وجدان عشاق «الفن السابع»، من خلال عرض موضوعات تلامس هموم الناس من مختلف أنحاء الوطن العربي والعالم أيضاً.
جميع الكائنات الحية
وفي ذات السياق، كانت النسخة الرابعة من مهرجان «السدر للأفلام البيئية»، قد انطلق مؤخراً تحت شعار «جميع الكائنات الحية»، بتنظيم من «هيئة البيئة – أبوظبي» وبالتعاون مع جامعة زايد، ومركز الفنون في جامعة نيويورك أبوظبي، التي استضافت فعاليات المهرجان، وتم عرض أكثر من 16 فيلماً من الإمارات والهند واليابان ومختلف أنحاء العالم، من بينها الفيلم الإماراتي «تبراة» الذي استعرض شغف المهندسة ريما المهيري في صنع منتجات حياتية من المواد المستدامة مثل قشور الأسماك.
وأوضح د. نزار أنداري، المدير الفني للمهرجان، أن رفاهية الإنسان ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالبيئة والمناخ والأنواع الأخرى من الكائنات الموجودة على كوكبنا، وشعار «جميع الكائنات الحية» يؤكد مسؤوليتنا كبشر في حماية كل المخلوقات وموائلها.
مستقبل مستدام
فيما، قال أحمد باهارون، المدير التنفيذي لإدارة المعلومات والعلوم والتوعية البيئية في «هيئة البيئة – أبوظبي»: إن «السدر للأفلام البيئية» يتسق مع الأجندة الوطنية لدولة الإمارات، خصوصاً مع استمرار عام الاستدامة في 2024، ويُبرز التزام الإمارات المستمر بحماية الطبيعة، من خلال تسليط الضوء على التحديات البيئية المحلية والعالمية عبر فن السينما، وبناء مستقبل أكثر استدامة للأجيال المقبلة.
«سفاري الشارقة»
يواصل الفيلم الوثائقي «سفاري الشارقة» الذي أنتجته «هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون» بالاشتراك مع «المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة»، وبالتعاون مع «هيئة البيئة والمحميات الطبيعية»، حصد الجوائز من أكبر المهرجانات العالمية، حيث نال هذا العام جائزة أفضل فيلم وثائقي طويل من الشرق الأوسط ضمن فعاليات الدورة الرابعة عشرة من مهرجان الحفاظ على الحياة البرية (WCFF) الذي يقام سنوياً في مدينة نيويورك الأميركية.
مسؤولية بيئية
الممثل والمخرج ياسر النيادي الذي يشارك في «العين السينمائي الدولي» في دورته السادسة بفيلمه القصير «حوار الغد: مقابلة مع السيد بلاستيك»، أكد أن هناك تنوعاً كبيراً في طبيعة الأفلام الإماراتية من نوعية «السينما الخضراء»، التي تم إنتاجها في الآونة الأخيرة، والتي تعمل على زيادة الوعي بأهمية التغير المناخي والتحلي بالمسؤولية البيئية، وتعزيز مفهوم الاستدامة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الطبيعة الأفلام الأفلام السينمائية صناعة السينما السينما المحلية السينما الإماراتية السينما الإخراج السينمائي السینما الخضراء الحفاظ على
إقرأ أيضاً:
الجزيرة ببركة الموز.. وجهة سياحية واعدة بين أحضان الطبيعة
تشهد "قرية الجزيرة" في بركة الموز بمحافظة الداخلية نهضة تنموية بارزة جعلتها من أبرز مناطق الجذب السياحي والرياضي في المحافظة، ويعود هذا التميز إلى ما تزخر به من مقومات طبيعية ساحرة، تتنوع بين مزارع النخيل والموز، والمناظر الجبلية الخلابة، بالإضافة إلى توفر عدد من المقاهي الحديثة التي تضيف طابعا حضريًا راقيا يعزز جاذبية المكان.
وفي إطار دعم البنية الأساسية وتعزيز الجاذبية السياحية، نفذت الشركة العمانية لنقل الكهرباء مؤخرًا مشروعا مميزا لتركيب 80 عمود إنارة تعمل بالطاقة الشمسية على امتداد 1.2 كيلومتر داخل المنطقة، ويُعد هذا المشروع من المبادرات الرائدة التي تخدم الزوار والمواطنين على حد سواء، حيث وفر بيئة آمنة وجاذبة لممارسة الرياضة والتنزه في الفترة المسائية، كما يعكس التزام الشركة بمسؤوليتها المجتمعية وتعزيز استخدام الطاقة النظيفة.
كما تواصل لجنة معسكر بركة الموز الأهلي جهودها المجتمعية الداعمة للسياحة والرياضة، من خلال تنفيذها لمشروع جديد يربط شارع الخدمات الداخلي بالشارع المؤدي إلى منطقة الجزيرة. ويتعلق المشروع بإنشاء ممشى تراثي بطول 150 مترًا مزود بـ12 كشافًا يعمل بالطاقة الشمسية.
وقال هاشل بن سعود الناعبي، رئيس لجنة معسكر بركة الموز الأهلي: "في إطار تفعيل المبادرات الخيرية ضمن روزنامة أعمال اللجنة، شرعنا في تنفيذ مشروع تمهيد طريق مشاة بالقرب من منطقة الجزيرة بلمسة تراثية، مع تركيب كشافات إنارة تعمل بالطاقة الشمسية، لتمكين أفراد المجتمع من استغلال الموقع خلال الفترة الليلية. ويهدف المشروع إلى تسهيل الحركة الداخلية، وتشجيع رياضة المشي، كما يشكل شريانًا أساسيًا يختصر المسافة بين الطرق الحيوية".
وأضاف الناعبي أن المشروع يأتي في تماشٍ مع التوجهات نحو تعزيز الخدمات المجتمعية المستدامة، وقد بلغت تكلفته نحو 1200 ريال عماني بتمويل تطوعي، ما يعكس روح التكاتف المجتمعي وحرص أبناء المنطقة على تطوير بيئتهم بما يخدم مختلف فئات المجتمع والسياح.
وتأتي هذه المشاريع ضمن حراك تنموي متكامل يهدف إلى تحقيق التوازن بين الحفاظ على الطابع التراثي المحلي وتوفير الخدمات الحديثة، بما يعزز من مكانة بركة الموز كوجهة سياحية ورياضية واعدة على خارطة السياحة العمانية.