الجامعة العربية تحذر ايران من "اشعال الفتنة" في سوريا
تاريخ النشر: 27th, December 2024 GMT
القاهرة - حذرت الجامعة العربية الخميس 26ديسمبر2024، من إشعال الفتنة في سوريا، ورفضت التصريحات الايرانية المُزعزعة للسلم الأهلي في سوريا، بعد إطاحة حليفها بشار الأسد.
وسقطت في الثامن من كانون الأول/ديسمبر حكومة الأسد الذي فر إلى روسيا التي كانت مع إيران أكبر الداعمين له، بعد أن سيطر تحالف الفصائل المعارضة على المدن السورية الواحدة تلو الأخرى، وصولا إلى دمشق.
ومع سقوط الأسد، خسرت إيران حليفا رئيسيا في المنطقة، كما اضعف حزب الله، حليفها في لبنان، إلى حد كبير بعد عام على الحرب مع إسرائيل.
وشددت الامانة العامة للجامعة العربية على "ضرورة احترام كافة الاطراف لسيادة سوريا ووحدة أراضيها واستقرارها، وحصر السلاح بيد الدولة، وحل اية تشكيلات مسلحة، ورفض التدخلات الخارجية المزعزعة للاستقرار".
وبدأت السلطات السورية الجديدة الخميس عملية في معقل الأسد بعد اشتباكات دامية بين مقاتليها ومسلحين تابعين للحكومة السابقة.
وقالت الجامعة العربية "تتابع الأمانة العامة للجامعة العربية بقلق الأحداث التي تشهدها عدة مدن ومناطق سورية بهدف إشعال فتيل فتنة في البلاد".
وتابعت "وفي ذات السياق، ترفض التصريحات الايرانية الاخيرة الرامية إلى تأجيج الفتن بين أبناء الشعب السوري، وتعيد التأكيد على ما جاء في بيان العقبة للجنة الاتصال حول سوريا من ضرورة "الوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق وتقديم كل العون والاسناد له في هذه المرحلة الدقيقة واحترام ارادته وخياراته".
والأحد توقّع المرشد الأعلى للجمهورية الاسلامية علي خامنئي "ظهور مجموعة من الشرفاء الاقوياء" في سوريا مشيرا إلى أنه "ليس لدى الشباب السوري ما يخسره".
وانتقد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي الخميس تقارير إعلامية لم يحددها بشأن "تدخل إيران في الشؤون الداخلية السورية" ووصفها بأنها "لا أساس لها".
وأضاف في بيان أن إيران ملتزمة "دعم وحدة اراضي سوريا ووحدتها الوطنية وتبلور نظام سياسي شامل".
وانتقد قادة سوريا الجدد إيران لدورها في سوريا على مر السنين.
وكتب وزير الخارجية السوري الجديد على منصة اكس الثلاثاء "على إيران أن تحترم إرادة الشعب السوري وسيادة وسلامة بلاده".
وأضاف "نحذرهم من نشر الفوضى في سوريا ونحملهم مسؤولية تبعات تصريحاتهم الأخيرة".
Your browser does not support the video tag.
المصدر: شبكة الأمة برس
إقرأ أيضاً:
السعودية تحذر إيران: إما اتفاق مع ترامب أو مواجهة حرب إسرائيلية مدمّرة
تصاعدت حدة التوترات الإقليمية على وقع تحذير سعودي غير مسبوق وجّهته المملكة إلى إيران، مفاده أن رفض التوصل إلى اتفاق نووي مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد يفتح الباب أمام حرب شاملة تشنّها إسرائيل ضد طهران.
ووفق تقرير لوكالة رويترز، نقل وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان هذا التحذير شخصيًا إلى المسؤولين الإيرانيين، خلال زيارته النادرة إلى طهران الشهر الماضي، والتي جاءت بتكليف مباشر من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز.
رسالة مباشرة إلى خامنئي: “تفادوا الحرب.. خذوا عرض ترامب بجدية”
الرسالة، بحسب مصدرين خليجيين مطلعين ومسؤولين إيرانيين تحدّثت إليهم الوكالة، تم تسليمها إلى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، وتضمنت دعوة واضحة للنظر بجدية في المقترح الأميركي الذي يعرض رفع تدريجي للعقوبات مقابل العودة إلى القيود الصارمة على البرنامج النووي الإيراني.
وحذرت الرسالة من أن تجاهل المبادرة الأميركية قد يؤدي إلى مواجهة عسكرية مباشرة مع إسرائيل، في وقت تتصاعد فيه المؤشرات على اقتراب “الساعة الصفر”.
تل أبيب تستعد لسيناريوهين: الهجوم أو الدفاع
في موازاة التحرك السعودي، كشفت صحيفة معاريف العبرية أن قيادة الأمن القومي الإسرائيلي عقدت سلسلة اجتماعات مغلقة ناقشت خلالها استعدادات لمواجهتين محتملتين: الأول: شنّ ضربة استباقية ضد المنشآت النووية الإيرانية، الثاني: التصدي لهجوم صاروخي مفاجئ تنفّذه إيران أو حلفاؤها الإقليميون.
وتتوقع الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية أن أي مواجهة ستشهد إطلاق آلاف الصواريخ على الجبهة الداخلية، مع خسائر اقتصادية قد تصل إلى عشرات المليارات، ما دفع الحكومة الإسرائيلية إلى رفع جاهزية الطوارئ، فتح الملاجئ، وتعزيز قدرة المستشفيات.
إدارة ترامب: شروط مشددة ومقترح مُحدّث
من جانبها، تستعد إدارة الرئيس ترامب لتقديم صيغة معدّلة من الاتفاق النووي السابق، تتضمن مطالبة إيران بالتخلي الكامل عن تخصيب اليورانيوم، وتوسيع آليات الرقابة الدولية، وضمانات أمنية لدول الخليج وإسرائيل.
إلا أن إيران، بحسب تصريحات مسؤولين كبار، ترفض هذه الشروط وتعتبرها انتهاكًا لسيادتها، مؤكدة أنها لن تقبل بأي اتفاق لا يضمن رفعًا شاملًا للعقوبات الاقتصادية وتفكيك منظومة “الضغط الأقصى”.
خليج يرفض الحرب ويخشى تداعياتها
ورغم اللهجة السعودية الحازمة، أفاد موقع أكسيوس الأميركي بأن قادة خليجيين آخرين، خاصة في الكويت وقطر وسلطنة عُمان، أبلغوا واشنطن بمعارضتهم لأي عمل عسكري ضد إيران، خشية أن يؤدي إلى سلسلة من الهجمات الانتقامية تطال البنية التحتية النفطية والمراكز الاقتصادية في الخليج.
ويضيف التقرير أن هذه الدول ترى في التصعيد العسكري تهديدًا للاستقرار الإقليمي والاقتصاد العالمي، وتدفع باتجاه مسار دبلوماسي بديل بقيادة ترامب وتحت إشراف أممي.
قلق دولي ومخاوف من اشتعال المنطقة
على الصعيد الدولي، أبدت عدة عواصم أوروبية قلقها من التصعيد المتسارع، محذّرة من أن أي مواجهة مفتوحة بين إسرائيل وإيران ستؤدي إلى انهيار ما تبقى من الاتفاق النووي، وإشعال جبهات إقليمية من لبنان إلى العراق واليمن.
في هذا الإطار، دعت فرنسا وألمانيا إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن لمناقشة تطورات الملف النووي الإيراني وتبادل الرسائل العسكرية في المنطقة، فيما قالت روسيا إنها تتابع “بقلق بالغ” التحركات الإسرائيلية – الأميركية.
الولايات المتحدة تجهز ورقة شروط جديدة لإيران: وقف كامل لتخصيب اليورانيوم أو مواجهة تصعيد محتمل
تستعد الولايات المتحدة الأمريكية لتقديم ورقة شروط جديدة لطهران تشمل وقف تخصيب اليورانيوم بشكل كامل، حسبما أفادت تقارير إعلامية صادرة اليوم الجمعة.
ونقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن مسؤول أمريكي قوله إن واشنطن “تجهز لتقديم ورقة شروط لإيران تتضمن وقف تخصيب اليورانيوم، وإذا لم تقبل إيران الشروط فلن يكون يوما جيدا لها”، في إشارة إلى ضغوط متزايدة على طهران.
وأكدت الصحيفة نقلاً عن مسؤولين أمريكيين أن الإدارة تأمل من خلال هذا الإطار الجديد معالجة مخاوف إسرائيل، وإقناعها بتأجيل أي هجوم عسكري وشيك على المنشآت النووية الإيرانية. ومع ذلك، أعرب مسؤول أمريكي عن وجود خلافات مع إسرائيل حول النهج المتبع تجاه إيران، مشيراً إلى أن السياسة الأمريكية قد تتغير في حال رفض إيران التوصل لاتفاق.
وكشفت “وول ستريت جورنال” أيضاً عن أن إسرائيل كانت تخطط لهجوم على إيران خلال العام الحالي، لكنها أرجأته بطلب من إدارة الرئيس دونالد ترامب، وسط شكوك حول مدى فعالية أي عمل عسكري في إبطاء البرنامج النووي الإيراني لأكثر من عام.
في المقابل، شددت إيران على أن تخصيب اليورانيوم حق سيادي لا يمكن التفاوض عليه، ونفت استعدادها لتعليق هذا البرنامج، مؤكدة أن استمرار البرنامج النووي السلمي مبدأ راسخ.
تأتي هذه التطورات في ظل جولات تفاوض مستمرة، حيث جرت مؤخراً جولة رابعة من المحادثات غير المباشرة بين واشنطن وطهران في أوروبا، وسط تحذيرات أمريكية من أن فشل الاتفاق قد يؤدي إلى تصعيد عسكري في المنطقة.
وأمام هذا المشهد يقف الشرق الأوسط أمام مفترق حاسم: إما إحياء المسار الدبلوماسي بين طهران وواشنطن برعاية وسطاء إقليميين، أو الانزلاق إلى حرب متعددة الجبهات تقلب المشهد الجيوسياسي رأسًا على عقب، وبين ضغوط سعودية، تهديدات إسرائيلية، ورفض إيراني للتنازلات، يبدو أن نافذة الحلول تضيق سريعًا، فيما تترقب المنطقة والعالم ما ستحمله الأيام المقبلة من تحولات قد تكون حاسمة.