استمع مجلس الأمن الدولي إلى خطة أممية جديدة لليبيا تهدف إلى التغلب على الجمود السياسي، وإعادة البلاد إلى المسار المؤدي إلى الانتخابات الرئاسية التي طال انتظارها، وتجديد شرعية مؤسساتها.

أطلعت ستيفاني كوري، نائبة الممثل الخاص للأمين العام في ليبيا والقائم بأعمال رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، السفراء على المبادرة بعد يوم من تقديمها للشعب.

وتتضمن العملية التي تيسرها الأمم المتحدة إنشاء لجنة استشارية لمراجعة القضايا العالقة في القوانين الانتخابية وتقديم مقترحات قابلة للتطبيق لخارطة طريق شاملة لإجراء التصويت.

وأضافت في حديثها عبر تقنية الفيديو كونفرانس أن اللجنة ستتألف من خبراء وشخصيات مرموقة تعكس طيف القوى السياسية الليبية والمكونات الاجتماعية والثقافية والجغرافية.

تسهيل الحوار وتعزيز الإدماج

وتعتزم البعثة أيضًا العمل مع الشركاء الليبيين لعقد حوار منظم لتعزيز التوافق حول رؤية وطنية موحدة لمستقبل البلاد.

وقالت إن ضمان المشاركة الكاملة والمتساوية والهادفة لجميع شرائح المجتمع - وخاصة الشباب والنساء - يظل أولوية بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا لتعزيز الشمول وبناء الوحدة الوطنية وتعزيز شرعية العملية السياسية، وآمل أن تتمكن هذه العملية من بناء إرث مهم ودعم استكمال عملية صياغة الدستور في المستقبل".

الليبيون يريدون انتخابات وطنية

وبدأت كوري كلمتها بتهنئة الشعب الليبي على نجاح إجراء المرحلة الأولى من الانتخابات المحلية في 16 نوفمبر.

وقالت إن إجراء هذه الانتخابات هو تذكير بأن الشعب الليبي يتوق إلى ممارسة حقه في اختيار من يحكمه، وإن الليبيين يشعرون بالقلق إزاء مستقبل بلادهم.

وأضافت إن الوضع الراهن غير قابل للاستمرار لفترة طويلة، وأن الإجراءات الأحادية التي اتخذتها النخب السياسية أدت إلى تآكل المؤسسات الليبية بشكل عميق وتحويلها إلى هياكل موازية ومتنافسة.

التحديات التي يجب التغلب عليها

وقالت كوري إنها تدرك التحديات المتزايدة التي يجب التغلب عليها.

ووصفت إعادة تشكيل مجلس إدارة البنك المركزي مؤخرًا بأنها علامة فارقة مهمة، بعد حل المواجهة بشأن القيادة وتعليقها لأكثر من عقد من الزمان.

وقالت إنه من أجل تنفيذ السياسة النقدية بشكل فعال والمساهمة في الاستقرار الاقتصادي، يجب أن تتمتع قيادة البنك المركزي ومجلس إدارته بالحرية في التصرف بشكل مستقل وشفاف ونزيه، دون تضارب في المصالح، بالتنسيق مع مؤسسات الرقابة الأخرى.

عقد من الانقسام

تشهد ليبيا حالة من الاضطرابات السياسية منذ الإطاحة بالرئيس السابق الراحل معمر القذافي في عام 2011.

انقسمت البلاد بين إدارتين متنافستين منذ عام 2014، حيث توجد حكومة الوحدة الوطنية في الشمال الغربي، وحكومة الاستقرار الوطني التي تقع في الشرق.

وكان من المقرر إجراء انتخابات تاريخية في ديسمبر2021، ولكن تم إلغاؤها بسبب عدة عوامل، بما في ذلك النزاعات حول أهلية المرشحين.

اقرأ أيضاًرسائل المشير خليفة حفتر في عيد الاستقلال.. مصطفى بكري يكشف التفاصيل

مصطفى بكري: لا حديث في ليبيا إلا عن مبادرة المشير خليفة حفتر للمصالحة الوطنية

المشير خليفة حفتر يشكر مصر ويشيد بتوجيهات الرئيس السيسي بتقديم الدعم لليبيا

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: ليبيا درنة مدينة درنة بلقاسم خليفة حفتر الأمم المتحدة فی لیبیا

إقرأ أيضاً:

تايمز أوف مالطا: الانتخابات والمصالحة طريق الخلاص.. وبدونهما ستبقى ليبيا بلا استقرار

???? “تايمز أوف مالطا”: ليبيا تمثل نصبًا لتدخلات “ناتو” والأميركيين.. والانقسام يمنع الشفاء

ليبيا – سلط تقرير تحليلي نشرته صحيفة “تايمز أوف مالطا” المالطية الناطقة بالإنجليزية، الضوء على الأزمة الليبية التي لا تزال مستمرة بلا حلول ناجعة منذ سقوط النظام السابق في عام 2011، مشيرًا إلى حجم الدمار والانقسام الذي تعيشه البلاد، والسبل الممكنة للخروج من هذا النفق الطويل.

???? ليبيا.. دولة فاشلة ونصب تذكاري لتدخلات الخارج ????
التقرير، الذي تابعت أبرز ما ورد فيه صحيفة “المرصد”، شدد على أن ليبيا باتت “دولة مختلّة وفاشلة”، تمثل نصبًا تذكاريًا للتدخل العسكري الأميركي وحلف شمال الأطلسي “ناتو”، المتسبب في الإطاحة الدموية بالعقيد الراحل معمر القذافي، دون وضع أي تصور لليوم التالي.
وأضاف التقرير أن تركيز الغرب انصب على إسقاط النظام، دون الاهتمام بمصير البلد وشعبه بعد ذلك.

???? تكلفة الفوضى.. أكثر من 1400 مليار دينار وخُمس السكان تحت خط الفقر ????
وأشار التقرير إلى أن ليبيا دفعت منذ عام 2011 وحتى عام 2025 تكلفة باهظة بلغت ألفًا و411 مليارًا و600 مليون دينار، مقابل تدمير وطن يضم 7 ملايين نسمة، يعيش ثلثاهم تحت خط الفقر، والثلث الآخر أسرى للتهجير والنزوح، مع آلاف المنازل والمدارس والمستشفيات المدمّرة، ونقص مزمن في الكهرباء والمياه.

???? بناء ليبيا لا يتم من الخارج ولا من “السقف إلى الأسفل” ????️
وحذّر التقرير من أي محاولات لإعادة إعمار ليبيا بقرارات مفروضة من الخارج، مؤكدًا أن الحل يجب أن يكون من الداخل ومن الأساس لا من السقف، وإلا فإن البلاد ستنهار مجددًا.
وطالب المجتمع الدولي بالتركيز على دعم الليبيين لا التحكم بمصيرهم.

???? الليبيون مطالبون بالاتفاق والعيش والعمل معًا ????
وأكّد التقرير أن إعادة إعمار ليبيا يجب أن تكون من قبل الليبيين ولأجلهم، ما يتطلب تغليب المصلحة الوطنية، والابتعاد عن الاستغلال السياسي أو الشخصي المستمر للأزمة.
كما أشار إلى أن الانقسامات تخدم من يسعون لإبقاء ليبيا عصية على الحكم، سواء من الخارج أو من الداخل.

???? الانتخابات خطوة لا غنى عنها.. رغم أنها ليست علاجًا كاملًا ????️
ورأى التقرير أن المصالحة الوطنية الشاملة أمر لا بد منه، داعيًا الأطراف المتخاصمة إلى أن يكونوا “شركاء الغد”، مؤكدًا أن الانتخابات الرئاسية والتشريعية لا تمثل الحل الكامل، لكنها ضرورية للانتقال إلى مرحلة الشرعية وبناء المؤسسات.

???? غياب الشرعية يعني غياب الاستقرار ????️
وحذّر التقرير من أن عدم إجراء الانتخابات سيُبقي ليبيا من دون سلطة شرعية، ما يجعل توحيد المؤسسات العسكرية والمالية والسياسية أمرًا مستحيلًا، وبالتالي غياب أي فرصة لتحقيق الاستقرار.

???? دعوة لدعم الليبيين واستعادة الثروات من مستغلي الأزمة ????
واختتم التقرير بالتأكيد على أهمية دعم الشعب الليبي في سعيه لاستعادة السيطرة على بلاده وثرواتها، والتصدي لجميع من يسعون إلى تأجيج الصراع للاستيلاء على خيرات ليبيا، سواء من الداخل أو من الخارج.

ترجمة المرصد – خاص

 

مقالات مشابهة

  • تايمز أوف مالطا: الانتخابات والمصالحة طريق الخلاص.. وبدونهما ستبقى ليبيا بلا استقرار
  • في ذي قار تحالفات انتخابية تريد ان تغير الواقع السياسي في المحافظة.
  • مسعد انتقد التحالفات السياسية الموسمية: لا تقوم على مبادئ
  • ترحيب أممي بتشكيل لجنتين لمعالجة التوترات الأمنية وحقوق الإنسان في ليبيا
  • بعثة الأمم المتحدة ترحب بتشكيل لجنتين أمنية وحقوقية في ليبيا: خطوة حاسمة نحو الاستقرار وحماية المدنيين
  • المسلاتي: ترحيب البعثة الأممية يقرارات المنفي والدبيبة الأخيرة إجراء لا يليق بمقام الأمم المتحدة
  • دوغة: كل مدن ليبيا مستقرة باستثناء طرابلس  
  • روفينيتي: الانتخابات البلدية في ليبيا مهمة لكن تواجه خطر الطعن
  • مصر أكتوبر: الإخوان يعيشون حالة من الإفلاس السياسي .. وعلينا توحيد الصف خلف القيادة السياسية
  • دوغة: الانتخابات البلدية هي الوحيدة التي نجحت في ليبيا