رئيس جامعة الزقازيق: أهمية التحالفات الإقليمية بين الجامعات والمؤسسات الإنتاجية
تاريخ النشر: 29th, December 2024 GMT
قال الدكتور خالد الدرندلي، رئيس جامعة الزقازيق، إن قطاع تنمية البيئة وخدمة المجتمع بالجامعة يحرص بشكل مستمر على المشاركة فى المبادرات الرئاسية كمبادرة "بداية"، و"حياة كريمة" و"مبادرة ١٠٠ مليون شجرة" للحفاظ على استدامة الغطاء النباتي، وغيرها من المبادرات التى تستهدف تحسين مستوى الخدمات المقدمة لكافة أطياف المجتمع.
جاء ذلك على هامش فعاليات المجلس الأعلى للجامعات، والذي شارك فيه الدكتور خالد الدرندلي بزراعة وغرس 60 شجرة مثمرة باسم الجامعات المصرية، وعلى رأسها زراعة شجرة باسم وزارة التعليم العالي والمجلس الأعلى للجامعات، ومجلس الجامعات الأهلية، ومجلس الجامعات الخاصة.
وأكد رئيس جامعة الزقازيق، أهمية تنفيذ المبادرة الرئاسية "100 مليون شجرة"، لنشر الوعي البيئي في مصر، كأحد أدوات التكيف مع الآثار السلبية للتغيرات المناخية، ونشر ثقافة التحول الأخضر، اتساقًا مع جهود الحكومة للتحول نحو الاقتصاد الأخضر.
وأشار الدرندلي إلى أهمية تفعيل دور التحالفات الإقليمية التي تم توقيعها بين الجامعات والمؤسسات الإنتاجية والصناعية، وتنفيذ خطة التحالفات الإقليمية لدعم البحث العلمي للصناعة والاقتصاد الوطني، ومواجهة التحديات التي تواجه الأقاليم الجغرافية المختلفة على مستوى الجمهورية، ودعم تحويل المؤسسات التعليمية إلى مؤسسات ابتكارية تُسهم في جذب الكوادر العلمية المُتميزة، وذلك تنفيذًا للمبادرة الرئاسية "تحالف وتنمية"، التي تحظى بدعم ورعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي، وتماشيًا مع تحقيق أهداف الإستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي.
وأثنى الدكتور خالد الدرندلي، على ما حققته جامعة الزقازيق من طفرة بمجال البحث العلمي والتصنيفات الدولية، تجسدت فى تقدم الجامعة بالترتيب العالمى والأفريقي والمحلي، علاوة على دخول ٤ تخصصات بها ضمن أفضل ١٥٠ تخصص على مستوى العالم بمجالات النبات والحيوان والذكاء الاصطناعي وعلوم الطاقة والوقود والعلوم الزراعية، بما يعكس جهود الجامعة لتحسين مخرجاتها البحثية وصقل قدرات شباب الباحثين على المستويين العلمي والبحثيي.
وأحيط المجلس بإطلاق المنصة الإلكترونية لأنشطة وإنجازات قطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة بالجامعات الحكومية المصرية، والتي تهدف إلى عرض كافة أنشطة وإنجازات قطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة بالجامعات الحكومية في صورة بيانات إحصائية، وملفات كاملة، وتشمل الأنشطة التي قامت الجامعات بتنفيذها سواء بشكل منفرد أو بالشراكة مع جامعات أخرى من خلال التحالفات الإقليمية أو مع شركاء الصناعة، وغيرها من الجهات في الإقليم، وتهدف هذه الأنشطة إلى النهوض بالمجتمع المحيط بالجامعة في مختلف المجالات.
يشار إلى أن برنامج زيارة رئيس جامعة الزقازيق تضمن أيضاً عددًا من الفعاليات البارزة من بينها: افتتاح مجموعة من المشروعات الجديدة التي تعزز البنية التحتية لـ جامعة سوهاج، وتشمل كلية طب وجراحة الفم والأسنان، وكلية الحاسبات والذكاء الاصطناعي، وكلية الصيدلة، ومبنى الاختبارات الإلكترونية، وافتتاح وحدات طبية متخصصة بالمستشفى الجامعي الجديد.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: 100 مليون شجرة مجلس الجامعات الأهلية مواجهة التحديات حياة كريمة الجامعات الأهلية الجامعات المصرية نشر الوعي مؤسسات ابتكارية رئيس جامعة الزقازيق تغيرات المناخ الغطاء النباتي التحالفات الإقلیمیة رئیس جامعة الزقازیق
إقرأ أيضاً:
لنستفيد من الصين بذكاء
مايو 21, 2025آخر تحديث: مايو 21, 2025
محمد الربيعي
بروفسور متمرس ومستشار دولي
في خضم التطلعات نحو تطوير التعليم العالي في العراق ومواكبة التطورات العلمية العالمية، برزت دعوة من وزير التعليم العالي والبحث العلمي لتأسيس جامعة عراقية صينية متخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية المتقدمة. هذه الدعوة تثير لديّ جملة من التساؤلات والاستغرابات التي تستدعي التفكير والتأمل.
اول ما يثير الاستغراب هو التركيز على انشاء جامعة جديدة تماما وكأن الساحة الاكاديمية العراقية تعاني من نقص في المؤسسات التعليمية. الواقع يشير الى ان التحدي الاكبر الذي يواجه التعليم العالي يكمن في تطوير جودة المناهج الدراسية، وتحديث البنى التحتية القائمة وتعزيز قدرات الكوادر التدريسية بدلا من اضافة صرح اكاديمي جديد قد يواجه نفس التحديات التي تعاني منها الجامعات الحالية.
الامر الاخر الذي يدعو للتساؤل هو التوجه نحو انشاء جامعة متخصصة في مجال ضيق ومحدد كالذكاء الاصطناعي. في حين ان التخصص الدقيق له اهميته في البحث العلمي المتقدم، الا ان فكرة انشاء جامعة بأكملها تركز على موضوع واحد تبدو غير معهودة وقد لا تكون مستدامة على المدى الطويل. فهل يعقل ان يكون لدينا جامعة للفيزياء واخرى للكيمياء وثالثة للاقتصاد؟ الجامعات عادة ما تزدهر بتنوع تخصصاتها وتكاملها، مما يخلق بيئة اكاديمية ثرية تحفز على التفكير النقدي والابتكار الشامل.
بدلا من ذلك، ارى ان الاولوية يجب ان تنصب على الاستفادة القصوى من التجربة الصينية الرائدة في مجال التعليم وربطها بالنهضة الاقتصادية. الصين، التي حققت قفزات هائلة في مختلف المجالات، اولت اهتماما بالغا بتطوير نظامها التعليمي وجعلته اساسا لتقدمها. الاجدر بنا هو السعي الى:
مساعدة الجانب الصيني في تحسين وتحديث المناهج الدراسية في مختلف التخصصات في جامعاتنا القائمة، بما يواكب احدث التطورات العالمية. التعلم من الاسلوب الاستراتيجي الصيني في جعل التعليم ركيزة اساسية للنهضة الاقتصادية، وكيفية استقدام كفاءاتها في الدول الغربية لتساهم في ادارة الجامعات، وكيفية مواءمة مخرجات التعليم مع متطلبات سوق العمل. استقدام الخبرات والكفاءات الصينية والعالمية للمساهمة في تطوير قدراتنا الاكاديمية والبحثية من خلال برامج تبادل الاساتذة والباحثين وورش العمل المتخصصة.ان انشاء اقسام ومراكز بحثية متخصصة في الذكاء الاصطناعي والتقنيات الرقمية المتقدمة داخل الجامعات العراقية القائمة قد يكون خيارا اكثر فعالية واستدامة. هذا النهج يستفيد من البنية التحتية المتوفرة ويساهم في نشر المعرفة وتطوير الكفاءات في هذا المجال على نطاق اوسع.
اخيرا، لا يمكن انكار اهمية الذكاء الاصطناعي ودوره المتزايد في مستقبل العالم. الا ان الطريقة المثلى لتعزيز قدراتنا في هذا المجال تتطلب تفكيرا استراتيجيا ياخذ في الاعتبار الاولويات الحقيقية للتعليم العالي في العراق. بدلا من الانشغال بانشاء هياكل جديدة قد تستنزف الموارد والجهود، يجب ان نركز على تطوير الجودة والاستفادة من التجارب الناجحة للدول الاخرى، ومنها الصين، في بناء نظام تعليمي قوي ومستدام يخدم طموحات العراق في التنمية والتقدم.