يمانيون ـ تقرير

خلال الأيام القليلة الماضية، بدا “رئيس وزراء” الكيان الصهيوني المجرم بنيامين نتنياهو منتشياً، إثر توهمه بتحقق إنجازات ميدانية في لبنان وغزة بالرغم من أن الميدان العسكري يثبت عكس ذلك، لكن ومع سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، اعتقد “نتنياهو” أن الفرصة سانحة لتحقيق الحلم الصهيوني باحتلال المنطقة العربية وبدأ قادة الكيان الحديث عن تغيير “الشرق الأوسط”، وكأن المنطقة باتت تحت السيطرة الصهيونية.

لم تستمر الفرحة الصهيونية حتى لساعات، فمنذ سقوط النظام في سوريا في الـ8 من ديسمبر الجاري أطلقت القوات المسلحة اليمنية العنان لصواريخها الفرط صوتية وطائراتها المسيرة لتُحيل الحلم الصهيوني إلى كابوس مفزع، وتعيد قولبة المشهد وتؤكد من جديد أن “إسرائيل” أوهن من بيت العنكبوت وستظل كذلك حتى الزوال.

يقال في العلوم العسكرية: إن عنصر المفاجأة وقراءة ما يفكر به العدو وجمع المعلومات هي العناصر الأساسية لحسم أي معركة، وتلك العناصر لا يملكها العدو الصهيوني في مواجهته مع الجيش اليمني، الذي أجاد تلك العناصر وأبدع في تفعليها وبجدارة منقطعة النظير، فقد باغت العدو الصهيوني وضربه في مقتل وفي لحظة يعتقد أنه الأقوى في المنطقة بعد مزاعمه القضاء على محور المقاومة.

 

مشاهد صعبة

وفي تعليق العدو الصهيوني على عملية الـ 19 من ديسمبر التي استهدفت مقر “وزارة الدفاع” في الكيان وأدت إلى إصابة 30 مستوطناً صهيونياً بجروح، إضافة للأضرار المادية الهائلة فقد أعلن العدو الإسرائيلي، أنه سيجري تحقيقاً عن فشل دفاعاته الجوية في اعتراض الصاروخ اليمني الفرط صوتي وقال “جيش” العدو الإسرائيلي، في بيان: إنه أجرى محاولات لاعتراض الصاروخ لكنها منيت بالفشل. وفي تحقيق أولي، قال “سلاح الجو” الإسرائيلي: إنه بعد رصد الصاروخ الباليستي تم تفعيل حالة التأهب في المنطقة الوسطى. وأضاف “تم إطلاق صواريخ اعتراضية في الطبقة العليا من الغلاف الجوي أخطأت الهدف خارج حدود إسرائيل، وفي وقت لاحق، تم إطلاق صواريخ اعتراضية باتجاه الصاروخ، وهذه المرة في الطبقة السفلية من الغلاف الجوي، والتي أخطأت الهدف أيضاً”.

وبحسب هيئة البث الإسرائيلية، يعمل نظام الدفاع الجوي في “إسرائيل” على شكل طبقات ويسمى “نظام الدفاع متعدد الطبقات”. وأشارت إلى أنه في الطبقة العليا فوق الغلاف الجوي تعمل مصفوفتا آرو 2 وآرو 3، وفي الطبقة الوسطى تعمل مصفوفة مقلاع داود، بينما في الطبقة السفلية مصفوفة القبة الحديدية. وأضافت “قبل سقوط الصاروخ في يافا، تم اختراق طبقتين من الدفاع الجوي، وهو ما توصل إليه تحقيق سلاح الجو”.

وكشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن ثغرة خطيرة في طبقات “الدفاع الجوي” الإسرائيلي المختلفة، قالت: إنها تفسر الفشل في اعتراض الصواريخ والطائرات المسيّرة اليمنية خلال الأيام الأخيرة الماضية. وتحدثت عن سبيين قد يكون أحدهما وراء الفشل في اعتراض الصاروخ اليمني:

“الأول أن الصاروخ أطلق على مسار باليستي مسطح وربما من اتجاه غير متوقع، ولذلك لم ترصده أنظمة الإنذار الأمريكية و”الإسرائيلية”، وتم اكتشافه متأخراً ولم يكن لدى الصواريخ الاعتراضية وقت للمناورة نحوه”. أما الخيار الثاني فقد زعمت الصحيفة أن “إيران” تمكنت من تطوير رأس حربي مناور، ينفصل عن الصاروخ في الثلث الأخير من مساره ويقوم بالمناورة -أي تغيير المسار والقيام بانعطافات تم برمجتها مسبقا- حتى يصل إلى هدفه المحدد”.

 

تمديد حالة الطوارئ

وقد ألقت العمليات العسكرية اليمنية المُستمرّة بظلالها على مختلف الأوضاع في “إسرائيل”، حَيثُ أقر كيان العدوّ، 24 ديسمبر تمديد حالة الطوارئ في مختلف مدن الأراضي المحتلّة لمدة عام آخر.

وصَوَّتَ “الكنيست” الإسرائيلي، على مشروع قرار لتمديد حالة الطوارئ حتى نهاية ديسمبر من العام المقبل 2025، وهو التصويت الثاني على تمديد الطوارئ منذ بدء طوفان الأقصى قبل نحو عام، حَيثُ يقضي القرار بإبقاء الملاجئ مفتوحة أمام المستوطنين؛ ما يؤكّـدُ أن العمليات اليمنية وسّعت حالةَ الذعر المنتشرة داخل صفوف قطعان الغاصبين.

من جانبه، شن رئيس حزب يسرائيل بيتنا “أفيغدور ليبرمان” هجومًا عنيفًا ضد المجرم “نتنياهو” رئيس حكومة الاحتلال، ساخرًا من حديثه عن الانتصار.

وقال لبيرمان لوسائل إعلام عبرية: “أي حديث عن انتصار يتحدث “نتنياهو” وملايين الإسرائيليين يهرعون عند الثانية فجراً إلى الملاجئ، في إشارة إلى العمليات اليمنية التي تهز الأراضي المحتلّة دون توقف دعماً وإسنادًا لغزة. وتعد تصريحات ليبرمان الذي شغل منصب رئيس حكومة سابق، اعترافاً إسرائيليًّا بالهزيمة في المواجهة مع اليمن.

 

قوة تدميرية غير مسبوقة

بعد الإقرار الصهيوني بفشل الدفاعات الجوية في التصدي للصاروخ اليمني والعجز عن التنبؤ بمكان السقوط ونوعية التقنيات المستخدمة، ذهب الإعلام العبري للحديث عن القوة التدميرية للصاروخ اليمني الذي ضرب “وزارة الدفاع ” في الكيان في الـ19 من ديسمبر حيث قالت صحيفة هآرتس العبرية: إن “الصاروخ اليمني الباليستي الفرط صوتي الذي ضرب قلب “تل أبيب” فجر السبت أحدث حفرة كبيرة بعمق عدة أمتار ودمر واجهات عشرات المباني المحيطة بمكان سقوط الصاروخ، ما يشير إلى حجم القوة التدميرية للصواريخ اليمنية من جهة وأن حجم الرأس الحربي المتفجر كبير ما يؤكد أيضاً تطوير الصواريخ اليمنية بشكل أكبر مما كانت عليه في السابق بحيث يمكنها الوصول لأهدافها على بعد أكثر من 2000 كيلو متر مع حمل رؤوس كبيرة”.

وبحسب ما ذكرت “إدارة الإطفاء” الإسرائيلية، حسب ما نقلت الصحيفة العبرية، فإن الأضرار الجسيمة التي وقعت في عشرات المباني السكنية المحيطة بمكان سقوط الصاروخ نجمت عن موجة الانفجار الكبيرة، وهو مؤشر آخر على حجم القوة التدميرية للصواريخ اليمنية الفرط صوتية. وأكدت الصحيفة نقلاً عن السكان قولهم: إنهم “لم يتمكنوا من الوصول إلى الملاجئ، حيث سمع صوت انفجار قوي بعد ثوانٍ فقط من تفعيل صافرات الإنذار”.

ونقلت الصحيفة أيضاً حديث “وصفت بيث شاهار“، وهي من السكان المحليين، لحظات الاصطدام قائلة: “ارتديت حذائي، فانفجرت كل النوافذ، ونزلت إلى الطابق السفلي، لكنني لم أتمكن من الوصول إلى الملجأ في الوقت المناسب، كانت شقتي مليئة بالزجاج، وتحطمت كل النوافذ، عرفت أن صاروخًا سقط هنا”.

وأضافت جارتها أوديليا: “لقد تضرر منزلي بالكامل، ولا أعرف ماذا أفعل، ليس لدي مكان أنام فيه، كل مصاريعي وبلاطاتي على الأرض، ليس لدي منزل”، وقال عمر، الذي يعيش في المنطقة أيضًا: “سمعنا صفارة الإنذار ثم وقع انفجار، سقطت جميع النوافذ والأبواب، لا أستطيع حتى الآن استيعاب ما حدث، لم نتمكن من الوصول إلى الملجأ”. وقالت جارة أخرى تدعى كاتيا: إنها لم تتمكن من دخول منزلها لأن الباب لم يكن مفتوحًا بسبب موجة الانفجار”.

 

مشهد مهول

أما صحيفة ” معاريف” العبرية فذكرت في تقرير لها أن ” الهجمات اليمنية الليلة (بين الأربعاء والخميس) تسببت بأضرار كبيرة لعدد من السيارات والمباني في رامات غان، نتيجة لسقوط رأس الصاروخ الباليستي اليمني”. مؤكدة انهيار المبنى الرئيسي لما زعمت أنها مدرسة في الحي. ووفقاً لتقديرات “رئيس بلدية رامات غان” كرمل شاما هكوهن، فإن تكلفة البناء ستبلغ حوالي 40 مليون “شيكل”.

وأوضحت أن المشاهد في حي “رامات غان” الصغير والمريح كانت صعبة للغاية على خلفية أنقاض المبنى.

وقالت: إن “الجيش الإسرائيلي يواجه صعوبة في التصدي لتهديد الحوثيين في اليمن دفاعاً وهجوماً”، وأضافت: إن “الحوثيين يتسببون منذ أكثر من عام في أضرار جسيمة للغاية للاقتصاد الإقليمي بشكل عام وللاقتصاد الإسرائيلي بشكل خاص”.

واعتبرت أن الصواريخ الباليستية التي أطلقت من اليمن تمكنت من التغلب على منظومة صواريخ “حيتس” أو السهم (آرو-3) الدفاعية التابعة للصناعات “الجوية الإسرائيلية” التي فشلت باعتراضها.

وقالت المستوطنة الصهيونية ”ليتل”، التي تسكن بالقرب من المبنى وتعرض منزلها لأضرار من الشظايا: “منزلنا تعرض للأضرار، تطايرت البلاط، الحديقة مليئة بالحطام، النوافذ خرجت من مكانها، حتى الباب تم اقتلاعه. نزلنا فوراً إلى المخبأ، سمعنا انفجاراً ضخماً بعد وقت قصير من انتهاء الإنذار. وعندما خرجنا رأينا الدمار. كنا في صدمة، لم نصدق أن هذا قد يحدث“ وأضافت أن المارة يتوقفون في حالة من عدم التصديق لرؤية الدمار، الذي يعد على الأرجح الأكبر في منطقة “غوش دان” منذ بداية الحرب.

أما صحيفة يدعوت أحرنوت فعلّقت على حادثة الاستهداف وأكدت أن استهداف اليمن “تل أبيب” جاء كتذكير آخر بأن الحرب لم تنته تماماً فقد استيقظ ملايين “الإسرائيليين” في وسط البلاد في منتصف الليل على إنذارات نتيجة لإطلاق صاروخ من اليمن – حيث فشل اعتراضه فعلياً وانفجر رأسه الحربي على “مدرسة في رامات غان”. وذكرت أنه وبعد ساعات من القصف الإسرائيلي على صنعاء جاءت شهادة على صعوبة إلحاق أضرار كبيرة بمن أسمتهم “الحوثيين” حيث تم إطلاق طائرة مسيرة باتجاه شواطئ “تل أبيب”.

وذكر المعلق العسكري في الصحيفة العبرية “رون بن يشاي” أن العملية الهجومية لن تردع الحوثيين ولن تضر بقدرتهم ونواياهم في مواصلة إطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار باتجاه “اسرائيل” والأسوأ من ذلك، أنهم سيستمرون أيضًا في إلحاق الضرر بالشحن التجاري والعسكري العالمي في البحر الأحمر والأضرار الاقتصادية الهائلة التي لحقت بنقل الطاقة والتي تسببوا فيها لأكثر من عام. وأوضح أن صعوبة استهداف “الحوثيين” تنبع من نقص القدرات الاستخباراتية، فـ”إسرائيل” تمتلك موارد محدودة يمكنها تخصيصها لجمع المعلومات الاستخبارية على مسافة بعيدة حيث يوجد اليمن.

 

لا بد من التعود

“بعدها تتعود” عبارة متداولة في اليمن تطلق على من يبحث عن حلول لمشكلة صعبة الحل، بأن عليه التعود فمشكلته لا يمكن حلها.. وحالياً يقر إعلام العدو العبري أن لا حلول أمام اليمن سوى التعوّد على ضرباته، فكل الخيارات فشلت أمامه.

وقال موقع “زمن” العبري التابع لـ”تايمز أوف إسرائيل”: إن “إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية تواجهان مشكلة في ردع الجيش اليمني، لأن أدوات الضغط التقليدية لا تنفع في اليمن، بما في ذلك الهجمات العسكرية الجوية”.

ونشر الموقع، الإثنين، تقريراً قال فيه: “تثير الضربات الأخيرة بالصواريخ الباليستية التي أطلقها الحوثيون في وسط البلاد مرة أخرى تساؤلاً حول كيفية تعامل إسرائيل مع الساحة اليمنية”، مشيراً إلى أن “إسرائيل هاجمت اليمن ثلاث مرات، وفي كل من الهجمات أصابت أهدافاً للبنية التحتية، ولكن بعد كل هجمة يواصل الحوثيون إطلاق طائرات بدون طيار وصواريخ على إسرائيل”.

وأضاف التقرير أنه “كان من المفترض أن يحمل الهجوم الأخير، الذي استهدف محطتين للطاقة بالقرب من العاصمة صنعاء، رسالة للحوثيين بأن إسرائيل ستكثف ردودها، إذا استمر إطلاق النار، ولكن لم ينجح ذلك، تماماً كما أن الهجمات التي نفذها التحالف الدولي لم تردع الحوثيين الذين يواصلون عرقلة حركة السفن في باب المندب بحكم الأمر الواقع”.

وبحسب التقرير فإن “ما تعيشه إسرائيل والتحالف الغربي الآن، شهدته السعودية منذ ثماني سنوات”.

وأضاف: “على الرغم من أنهم كانوا دائماً في وضع عسكري غير مؤات بشكل مستمر، إلا أن الحوثيين لديهم قدرة استيعاب عالية جداً”.

واعتبر التقرير أنه “يجب التعوّد على هذا الوضع في إسرائيل، إذ أن أدوات الضغط التي مورست على حزب الله في لبنان، وحماس في غزة، والنظام في إيران لا تعمل حقاً ضد الحوثيين”، مشيراً إلى أن “الضغط العسكري على بلد غير متطور أقل فعالية، خاصة عندما يتعلق الأمر بأقلية مشبعة بالأيديولوجية الدينية”.

 

هجمات هي الأعنف

وقال مركز أبحاث صهيوني: إن شهر ديسمبر الجاري شهد أكبر تصعيد لهجمات الجيش اليمني ضد “إسرائيل”، منذ بداية الحرب.

ووفقاً لتقرير نشرته القناة العبرية الثانية عشرة، الأربعاء، فإنه “في الأسابيع الأخيرة، عندما انخفض مستوى القتال في غزة ودخل اتفاق وقف إطلاق النار مع حزب الله حيز التنفيذ، تحول اليمن على نحو مفاجئ إلى ساحة مركزية على نحو متزايد”.

وأضافت القناة أن “الحوثيين، ينجحون بشكل متزايد في تحدي أنظمة الدفاع الإسرائيلية وضرب الأهداف في إسرائيل، بحسب ما تشير بيانات مركز ألما لأبحاث السياسات والتحديات الأمنية، فقد شهد هذا الشهر قفزة في عدد الهجمات من اليمن، أكثر من أي شهر آخر منذ اندلاع الحرب”.

ونقل التقرير عن المركز أن “الحوثيين نفذوا 15 هجوماً على إسرائيل منذ بداية الشهر، بقفزة نسبتها 200% مقارنة بالشهر الماضي، و66% مقارنة مع أي شهر آخر في الحرب”.

وأضاف: “في المتوسط، نفذ اليمنيون 4 هجمات شهرياً منذ 7 أكتوبر، ليصل المجموع إلى 62 هجوماً”.

 

لا يمكن ردع “الحوثيين”

وفي تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال” أكدت أن (الحوثيين) يواصلون تعطيل طرق التجارة في البحر الأحمر، غير مبالين بمئات الضربات التي نفذتها أمريكا وحلفاؤها.

ونقلت الصحيفة تصريحات “يوئيل غوزانسكي” من معهد دراسات الأمن القومي في “تل أبيب”، الذي قال: إن “الحوثيين ليس لديهم الكثير ليخسروه ولا يمكن ردعهم”، موضحاً أنهم “لن يتوقفوا حتى تنهي إسرائيل حربها في غزة”.

وعلق العديد من الصهاينة على الضربة النوعية للقوات المسلحة اليمنية في “تل أبيب” حيث، أشار “نير دفوري” مراسل الشؤون العسكرية للقناة 12 العبرية إلى أن الصاروخ الأخير الذي أصاب هدفه تمكن من اختراق الطبقات الدفاعية بسبب تعديلات على الرأس المتفجر، الذي زُود بمحرك صاروخي يغير اتجاهه عند دخول الغلاف الجوي، مما أعاق عملية الاعتراض. وأوضح أن هذا التعديل، الذي يتضمن زيادة الوقود وتصغير الرأس المتفجر، أسهم في تمديد مدى الصواريخ اليمنية.

من جهته، أكد “تسفيكا حاييموفيتش”، القائد السابق لمنظومة “الدفاع الجوي” في الكيان الصهيوني، أن التطورات الأخيرة تظهر أن “الحوثيين باتوا قادرين على استهداف مناطق وسط إسرائيل بعد أن كانت هجماتهم تقتصر على إيلات”.

وأشار إلى أن “التعديلات التقنية التي أدخلها الحوثيون على صواريخهم تزيد من خطورتها وتفرض تحديات جديدة على الدفاعات الإسرائيلية”.

من جهته أفاد اللواء “ران كوخاف”، القائد السابق لمنظومة “الدفاع الجوي” في الكيان، للقناة 13 العبرية بأن “الإخفاقات الأخيرة في اعتراض الصواريخ لا تعود إلى تقنيات جديدة أو صواريخ فرط صوتية، بل إلى “فشل مزدوج” في عمليات الاعتراض”. بدوره، شدد “رونين مانيليس”، المتحدث السابق باسم “جيش” العدو الإسرائيلي، على أن الهجمات اليمنية ” تشكل تهديدًا يوميًا لمناطق واسعة من إسرائيل، حيث تضطر الآلاف للجوء إلى الملاجئ”، معتبراً أن “الردع الإسرائيلي حتى الآن لم يحقق نتائجه المرجوة”.

أما ”ميخائيل ميلشتاين”، رئيس “منتدى الدراسات الفلسطينية” بجامعة “تل أبيب”، فأكد على “أن مواجهة الحوثيين تتطلب تغييراً جذرياً في الاستراتيجية”. وأوضح في حديث للقناة 12 العبرية أن التركيز يجب أن يكون “على استهداف قيادات الجماعة، كما تم التعامل مع حزب الله، رغم اعترافه بصعوبة تحقيق ذلك بسبب غياب المعلومات الاستخبارية الكافية”.

 

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: الغلاف الجوی الدفاع الجوی فی الکیان فی الطبقة فی اعتراض تل أبیب فی غزة إلى أن

إقرأ أيضاً:

لبنان يعدّ شكوى أمام مجلس الأمن بعد التصعيد الإسرائيلي.. فهل يقف الجنوب على أعتاب مواجهة جديدة؟

طلب رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام من وزير الخارجية يوسف رجي إعداد شكوى عاجلة إلى مجلس الأمن، معتبرًا أن الغارات الإسرائيلية التي استهدفت منشآت مدنية وتجارية فجر السبت تُعدّ خرقًا واضحًا للقرار 1701. اعلان

شهد جنوب لبنان فجر السبت 11 تشرين الأول/أكتوبر تصعيدًا إسرائيليًا جديدًا، حيث نفّذت الطائرات الإسرائيلية عشر غارات متتالية استهدفت منشآت مدنية وتجارية على طريق بلدة المصيلح، ما أدى إلى تدمير مئات الآليات والمعدات الثقيلة. ومع انتهاء الحرب في غزة ودخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، تتصاعد المخاوف في لبنان من أن يكون الجنوب مقبلًا على مرحلة جديدة من التصعيد.

وقالت الوكالة الوطنية للإعلام إن الغارات طالت ستة معارض للجرافات والحفارات، موقعةً دمارًا كبيرًا تمثّل في تدمير نحو 300 جرافة وآلية، فيما أعلنت وزارة الصحة اللبنانية مقتل شخص سوري الجنسية وإصابة سبعة آخرين، بينهم امرأتان.

لبنان يعدّ شكوى إلى مجلس الأمن

وفي سياق متصل، طلب رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام من وزير الخارجية يوسف رجي تقديم شكوى عاجلة إلى مجلس الأمن الدولي، معتبرًا أن الغارات تمثّل "انتهاكًا فاضحًا للقرار 1701 ولترتيبات وقف الأعمال العدائية". وأوضحت رئاسة الحكومة أن سلام أجرى اتصالًا بوزير الخارجية "وطلب منه تقديم شكوى عاجلة بشأن العدوان الإسرائيلي الأخير الذي استهدف منشآت مدنية وتجارية في المصيلح".

من جهتها، أكدت السلطات اللبنانية أن القصف الإسرائيلي شكّل "اعتداءً مباشرًا على البنى الاقتصادية والمدنية"، فيما زعمت إسرائيل أن الغارات استهدفت "بنى تحتية تابعة لحزب الله".

وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أن قواته رصدت في الآونة الأخيرة معدات هندسية في عدد من مناطق الجنوب اللبناني، قال إنها استخدمت من قبل عناصر حزب الله "بهدف إعادة ترميم البنى التحتية العسكرية التي أقامها داخل المناطق المدنية في قرى حدودية".

وأوضح البيان أن هذه الأعمال "لا تقتصر على إصلاح المنازل كما يدّعي حزب الله، بل تشكّل أداة رئيسية لإعادة تأهيل منظومة الإرهاب التابعة له"، وفق تعبيره.

مخاوف الرئاسة اللبنانية

من جهته، ندد الرئيس اللبناني جوزاف عون بالهجمات الإسرائيلية، مشيرًا إلى أن الجنوب اللبناني "يقع مرة أخرى تحت نار العدوان الإسرائيلي السافر ضد منشآت مدنية، بلا حجة ولا حتى ذريعة".

وقال عون إن "خطورة العدوان الأخير أنه يأتي بعد اتفاق وقف الحرب في غزة، وبعد موافقة الطرف الفلسطيني فيها على ما تضمنه هذا الاتفاق من آلية لاحتواء السلاح وجعله خارج الخدمة". وأضاف أن هذا الواقع "يطرح علينا كلبنانيين وعلى المجتمع الدولي تحديات أساسية، منها السؤال عما إذا كان هناك من يفكر بالتعويض عن غزة في لبنان لضمان حاجته لاستدامة الاسترزاق السياسي بالنار والقتل".

بري: الرسالة الإسرائيلية واضحة.. ممنوع الإعمار

وفي موقف لافت، أشار رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى أن الغارات التي طالت المنطقة الممتدة من بلدة النجارية إلى المصيلح جاءت بعد أقل من 24 ساعة على دعوته الحكومة إلى تخصيص بند في موازنة عام 2026 لإعادة إعمار البلدات الجنوبية المدمّرة. وقال إن "إعادة الإعمار ممنوعة، وهذا ما يكمن وراء تدمير أكثر من 300 آلية من جرافات وحفارات ورافعات تُستخدم لإزالة الركام تمهيدًا لورشة الإعمار".

وأوضح بري في حديث إلى صحيفة "الشرق الأوسط" أن "الرسالة الإسرائيلية بمنع إعادة إعمار البلدات المدمّرة وصلت على عجل بتدمير المعدات التي تستخدم لرفع الركام وإعادة تأهيل البنى التحتية". ورأى أن إسرائيل "اختارت الوقت المناسب لدخولها بالنار على السجال الذي دار بيني وبين رئيس الحكومة نواف سلام حول تغييب إعمار الجنوب من مشروع الموازنة".

وأكد بري أن "الإصرار على إعادة إعمار البلدات المدمّرة وتأهيل البنى التحتية هو الردّ العملي على مخطط إسرائيل بتحويل البلدات الحدودية إلى منطقة عازلة منزوعة السلاح يصعب العيش فيها"، مشددًا على أن "أولى الأولويات هي إعادة بنائها وتأهيل مرافقها الحيوية".

Related حزب الله يحذّر من "مخاطر" في خطة ترامب بشأن غزة: الفلسطينيون يقرّرون ما يرونه مناسباًغارات إسرائيلية على جنوب لبنان تُسفر عن قتيل وجرحى.. عون يندّد: "عدوان سافر بلا ذريعة""مخطط تفجيرات" خلال ذكرى نصر الله.. والأمن اللبناني يعلن: فككنا شبكة تعمل لصالح إسرائيل

وتساءل بري: "أين هي مصداقية الولايات المتحدة التي ترعى إلى جانب فرنسا اتفاق وقف النار الذي التزم به لبنان حرفيًا، فيما تمعن إسرائيل في خروقها واعتداءاتها على مرأى من هيئة الرقابة الدولية التي يرأسها جنرال أميركي؟".

وكشف أن "الجنوب على موعد مع اجتماع هيئة الرقابة في الخامس عشر من الشهر الحالي"، متسائلًا: "ما الذي يمنعها من التدخل لوقف الاعتداءات؟ وهل سينتهي الاجتماع بلا أي نتيجة كما في المرات السابقة؟".

وأشار إلى أن "لبنان كان ولا يزال مع الحل الدبلوماسي لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي"، مؤكدًا أن بلاده "رحّبت بإنهاء الحرب في غزة وأيّدت خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي شكّلت الإطار العام للتوصل إلى اتفاق في هذا الخصوص". وأضاف أن "القرار بيد واشنطن، ولديها القدرة على الضغط على إسرائيل في حال قررت أن يشمل الاتفاق جنوب لبنان"، متسائلًا: "ألم يحن أوان انسحابها؟ وإلى متى سنبقى على لائحة الانتظار؟".

إصابة جندي من اليونيفيل بانفجارفي كفركلا

تعرّض أحد عناصر الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (اليونيفيل) لإصابة، بعدما ألقت مسيّرة إسرائيلية قنبلة انفجرت قرب موقع تابع للقوة في بلدة كفركلا الحدودية، في حادث جديد يضاف إلى سلسلة اعتداءات مماثلة شهدها الجنوب اللبناني خلال الأسابيع الماضية.

القوة الدولية وصفت ما جرى بأنه "انتهاك خطير آخر للقرار 1701" و"تجاهل مقلق لسلامة جنود حفظ السلام"، مؤكدة أن الانفجار وقع قبل ظهر السبت حين كانت تقوم بدوريات اعتيادية بالتعاون مع الجيش اللبناني.

وأوضحت في بيانها أن المصاب تلقّى الإسعافات الأولية، مشيرة إلى أنها تواصل العمل مع السلطات اللبنانية للحفاظ على وقف إطلاق النار المعلن في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، والذي أنهى مواجهة استمرت أكثر من عام بين إسرائيل وحزب الله، بينها حرب مفتوحة دامت شهرين.

إسرائيل: القنبلة استُخدمت لإبعاد "مشتبه فيهم"

الجيش الإسرائيلي من جانبه قدّم رواية مغايرة، إذ قال الناطق باسمه أفيخاي أدرعي إن وحدات الجيش "أبعدت مشتبهًا فيهم حاولوا إعادة إعمار بنية تحتية عسكرية تابعة لحزب الله في كفركلا، عبر إلقاء قنبلة يدوية".

وأشار أدرعي إلى أن قوة اليونيفيل نقلت عبر قنوات الارتباط العسكري بلاغًا يفيد بإصابة أحد جنودها، مؤكدًا أن الحادث خضع للتحقيق، وتم التشديد على إجراءات الأمان في تنفيذ العمليات بالقرب من مواقع القوة الدولية.

الحادث الأخير هو الثالث من نوعه في غضون شهر ونصف، بعد وقائع مشابهة سقطت خلالها قنابل أطلقتها مسيّرات إسرائيلية قرب مواقع تابعة لليونيفيل.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • 14 أكتوبر.. ثورة لم تكتمل بعد، وطرد المحتل الجديد هو السبيل الوحيد لإعادة الاعتبار لأكتوبر المجيد
  • ماكرون: ترامب الوحيد القادر على إيقاف نتنياهو
  • السيسي: حل الدولتين السبيل الوحيد لتحقيق السلام
  • السيسي: حل الدولتين السبيل الوحيد لطي صفحة الصراع والعيش بأمان
  • الرئيس السيسي: حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام
  • الرئيس التركي: حل الدولتين السبيل الوحيد لتحقيق سلام دائم في غزة
  • على هامش قمة شرم الشيخ للسلام.. الرئيس التركي: حل الدولتين السبيل الوحيد لتحقيق سلام دائم في غزة
  • لبنان يعدّ شكوى أمام مجلس الأمن بعد التصعيد الإسرائيلي.. فهل يقف الجنوب على أعتاب مواجهة جديدة؟
  • ألمانيا: اليمن بحاجة لحكومة قوية وموحدة وعلى الحوثيين مراجعة أنفسهم
  • وسائل إعلام صهيونية: وقف العدوان على غزة هو الطريق الوحيد لإنهاء الحصار الجوي اليمني