عن الصداقة وخيانة الأصدقاء!
تاريخ النشر: 19th, August 2023 GMT
أكثر الصداقات التي لايعود بعدها ودٌ أو مجالٌ للتسامح، هي عندما يخونك الصديق.
وأسوأ الخيانات هو ما يحدث مرتين، واحدة عندما يتخلى الصديق عنك في أوقات الشدة، وفي الأخرى الأكثر سوءًا عندما تعلم متيقناً أنه كان أحد أسباب هذه الشدة!
حتى لو اعتذر منك الصديق (الخائن) ففي أحسن حال قد تقبل منه الاعتذار، لكن النفس تكون قد انكسرت منه، والثقة به لم تعد ممكنة!
أما لماذا تكون خيانة الصديق صادمةً ومؤلمةً مع أنه مجرد صديقٍ وليس أخاً أو إبناً فدعونا نذهب إلى جذر المشكلة.
في موضوع الصداقة وخيانة الأصدقاء كَتَب كثيرون، عبر التاريخ، كتباً وملاحم شعريةً ومسرحيات ورواياتٍ وقصصاً، ورسموا لوحاتٍ وتماثيل ومجسمات.
قدم الكثير غيرهم أبحاثاً ودراسات عميقةً، كلها صبّت في البحث عن ماهية وأسباب حاجة الإنسان السوي إلى صداقاتٍ تعادل أحيانا حاجته إلى عائلته، كما بحثَت عن الآثار النفسية للصدمات التي يتسبب فيها مكر الأصدقاء.
ما يميز االأسرة والأقارب أن علاقتنا بهم غريزية ولها علاقة بكيمياء الدم والجينات والعواطف والعيش الحميم في ذات الدار والسكن وذات الطعام والشراب وحتى رائحة الجسد في الملبس والأثاث وغير ذلك.
أما الأصدقاء فإن العلاقة معهم تنشأ خارج البيت، في ملاعب الطفولة والصبا والشباب، وعبر الزمالة خلال زمنٍ أطول، في سنوات الدراسة والعمل أو العيش المشترك في محيط إجتماعي واحدٍ في القرية أو المجتمع والدولة والوطن.
خلال هذه المرحلة يكتسب الانسان من الأفكار
والطباع من الأصدقاء ربما ماهو أكثر مما غرسته فيه تربيةُ الوالدين والأسرة في البيت من قيمٍ ومفاهيم وعادات.
ما يحيِّر في علاقة المرء بالوالدين وأحياناً بالإخوة والأخوات أنها لا تظل في الغالب كما يجب، بل تتأثر أحياناً بعوامل عدة من بينها قضايا تعدد زوجات الأب أو الطلاق بين الوالدين، إضافة إلى ضيق السكن، أو المشاحنات مع وبين زوجات الأبناء، وخروج البنات إلى بيوت الأزواج في أماكن وبلدان أخرى.. أو (العداوات) الناشئة عن قضايا الميراث، لكن الحنين المشترك يظل غالباً قائماً برغم كل الخلافات.
أما في حالة الأصدقاء الذين يشتركون في ذات الغرفة الواحدة، ومشاريع العمل الطموحة فمن المحزن أن الحنين بعد الخلاف ، خصوصاً إذا اتسع وتعكر بسببه المزاج، لا يبقى ممكناً بل يحل الجفاء والقطيعة ، لكن أسوأ حالات انطفاء وهج الذكريات يحدث عندما تقع الخيانات بين الأصدقاء ، فقد تصبح مريرة وتُسدل من جانب الضحية ستاراً ثقيلاً من التجاهل والنسيان على سنوات أو عقود من الصحبة والذكريات الجميلة، وأحياناً تكون باعثةً على الانتقام والثأر .
كثيرةٌ هي الخيانات التي تعَرََض لها كلٌ منا ، من الأقرباء والأصدقاء على حد سواء ، لكن الخلاصة التي يمكننا الخروج بها هي أنه لا يمكن للخيانة أن تُخْفَى ولو بعد حين، أو أن تُقَيًَد ضد مجهولٍ إلى الأبد!
يقول عبدالعزيز المقالح:
"للصديق الذي خانني مرتين
إنزع الخنجر المغروس في الظهر
ودعني أراك
فإن دمي حين عانقه
أدرك في نَصْلِهِ مقطعاً منك
ورائحةً للعناق القديم"!
المصدر: المشهد اليمني
كلمات دلالية: عضو ثوریة
إقرأ أيضاً:
لجنة أمن ولاية الخرطوم تتخذ عدد من التدابير لضمان تدفق المواد البترولية في اعقاب استهداف المليشيات للنفط
وضعت لجنة تنسيق شؤون أمن ولاية الخرطوم فى اجتماعها الدوري الخميس برئاسة والي الخرطوم الأستاذ أحمد عثمان حمزة عدداً من التدابير الكفيلة بضمان استقرار تدفق المواد البترولية إلى محطات الخدمة إلى جانب انسياب السلع الغذائية في المحال التجارية والأسواق وذلك تحسباً لأي فجوة قد تحدث نتيجة الانتهاكات التي تعرضت لها ولاية البحر الأحمر من أعمال إرهابية نفذتها المليشيا المتمردة المدعومة من كفيلها الإماراتي والتي استهدفت منشآت مدنية وذلك بحضور وزير الداخلية الفريق شرطة خليل باشا سايرين .واستمع وزير الداخلية خلال الاجتماع إلى التقارير الدورية المتعلقة بالموقف العسكري والعملياتي والجنائي والأمني إلى جانب الوقوف على تحديات ولاية الخرطوم في مرحلة التعافي والعودة الطوعية والمهددات الأمنية بمختلف صورها خاصة ما يتعلق بالوجود الأجنبي .وأقرالاجتماع ضرورة الالتزام بتنفيذ مخرجات ورش قانون اللجوء كمرجعية لمعالجة أوضاع الأجانب المقيمين بولاية الخرطوم.وأشار والي الخرطوم رئيس اللجنة إلى أن اللجنة كانت قد أصدرت في وقت سابق قراراً بإبعاد الوجود الأجنبي المخالف ومنحتهم فرصة لتوفيق أوضاعهم القانونية وأن الأجهزة المختصة بدأت فعلياً في ترحيل المخالفين .وأكد حمزة استعداد لجنة أمن الخرطوم بالتنسيق مع وزارة الداخلية لتكثيف الجهود المشتركة في عمليات الإبعاد وتجميع الأجانب المخالفين في مواقع محددة تمهيداً لترحيلهم إلى بلدانهم.إلى ذلك شدد الإجتماع على ضرورة مضاعفة الجهود لكشف الخلايا النائمة والمتعاونين مع المليشيا المتمردة وتقديمهم للجهات العدلية والقضائية لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.وأمن وزير الداخلية الفريق شرطة خليل باشا سايرين على دعم وزارته لحكومة ولاية الخرطوم في تنفيذ مخرجات لجنة الأمن وما صدر من قرارات خلال هذا الاجتماع بما يسهم في بسط الأمن والطمأنينة وسط المواطنين .كما أكد والي الخرطوم أن مشاركة وزير الداخلية في اجتماع لجنة تنسيق الأمن من شأنها أن تسهم في وضع خطط فعالة لحسم التفلتات الأمنية وتعزيز جهود الولاية في تحسين الحالة الأمنية والتعامل مع الوضع الراهن بعد طرد المليشيا وعودة المواطنين إلى ديارهم .إلى ذلك تم الاتفاق خلال الاجتماع على ضرورة الاستفادة من الدروس السابقة وسد الثغرات التي كانت قائمة قبل الحرب لتعزيز .سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب