دراسة أثرية توثق وشمًا مسيحيًا نادرًا في السودان في العصور الوسطى
تاريخ النشر: 31st, December 2024 GMT
نشر فريق من الباحثين مؤخرًا دراستهم حول وشم لشخص سوداني من العصور الوسطى ، أجرى الباحثون تحليلًا بعد التنقيب على أفراد دُفنوا في مقبرة دير الغزالي (السودان)، وقد وجد أن أحد هؤلاء الأفراد كان لديه وشم، وفقا لما نشره موقع" phys".
تقع مقبرة دير الغزالي في صحراء بيوضة شمال السودان، وقد أُنشئت لأول مرة حوالي عام 680 بعد الميلاد، وظلت قيد الاستخدام حتى حوالي عام 1275، وكان الدير يتألف من كنيسة ومساكن جماعية، وقد بُني بالقرب من مرافق صهر الحديد ومستوطنة وأربع مقابر.
وشملت هذه المقابر المقبرة 1، التي كانت تستخدم لدفن الموتى (الدفن بالقرب من المناطق ذات الأهمية الدينية)، والمقبرة 2، التي كانت مخصصة لدفن المجتمع الرهباني، والمقبرة 3، التي كانت بمثابة مكان الراحة الأخير للأفراد العاديين، لا يزال استخدام المقبرة 4 غير واضح.
تم العثور على الشخص الموشوم (Ghz-1-002) في المقبرة 1. من المرجح أن يكون الشخص ذكرًا وتوفي في سن 35-50 عامًا، بناءً على التأريخ بالكربون المشع، من المرجح أنه توفي حوالي عام 667-774 بعد الميلاد.
كان جسده شبه محنط نتيجة للمناخ الطبيعي، كما يوضح الدكتور كاري جيلبوعالم الآثار: "بشكل عام، يميل الحفاظ على الهيكل العظمي إلى أن يكون جيدًا في المنطقة بسبب مناخ الصحراء القاحلة ومع ذلك، فإن الحفاظ على الأنسجة الرخوة محدود، في حين أن جوانب Ghz-1-002، الفرد الموشوم، كانت محنطة بشكل طبيعي، فإن البقايا كانت في الغالب هياكل عظمية في الأساس، لم يحدث تحنيط أو حفظ متعمد، كلتا قدمي Ghz-1-002 هما الاستثناء، حيث تم نقش الوشم على القدم اليمنى.
خلال التحليل الذي تم بعد الحفر، لوحظ تغير في لون القدم إلى اللون الداكن، وباستخدام تحليل الصور الطيفية الكاملة وتقنية DStretch (برنامج تحسين الصور)، تمكن الفريق من تحديد وشم صغير يبلغ حجمه تقريبًا 16 × 26 ملم.
وبحسب جيلبو، فإن الوشم كان يمثل الإيمان المسيحي، وحتى موقعه على القدم ربما كان يدل على ارتباطه بالحج.
لطالما كانت رموز الوشم تمثل الإيمان المسيحي فقد قدم الإمبراطور الروماني قسطنطين رمز "كي رو" الذي تم دمجه في المعيار العسكري، والألفا والأوميجا هما الحرفان الأول والأخير من الأبجدية اليونانية على التوالي، ويرمزان إلى المسيح باعتباره البداية والنهاية، ويغطيان كل شيء، وكانت رسومات الجرافيتي للأقدام تُستخدم على نطاق واسع في منطقة وادي النيل وفي جميع أنحاء العصور القديمة للإشارة إلى الحج إلى الأماكن المقدسة"، كما ذكر جيلبو.
بسبب تصميمه، والذي يعني أنه سيظهر بشكل مستقيم فقط لحاملها، وحجمه الصغير، وموقعه، فمن المحتمل أن الوشم كان بمثابة علامة خاصة على التفاني مخصصة لحاملها فقط.
تاريخ الوشم في وادي النيل طويل جدًا، لذا فإن الوشم ليس جديدًا أو مبتكرًا في العصور الوسطى ، كان الأفراد الأوائل الذين وُشِموا في الغالب من الإناث وكان لديهم تصميمات هندسية من النقاط/الخطوط وزخارف نباتية.
بشكل عام، تم العثور على وشم على الذراعين والجذع والساقين، تم العثور على شخص في مصر لديه وشم على رقبته، وقيل إن شخصًا آخر دُفن في السودان كان لديه وشم على قدمه، ويرجع تاريخ هذا الشخص إلى فترة المجموعة ج (حوالي 2400-1550 قبل الميلاد).
ويعد اكتشاف هذا الوشم اكتشافًا أثريًا نادرًا ومهمًا يوفر رؤى فريدة من نوعها حول الممارسات المسيحية في العصور الوسطى في المنطقة في ذلك الوقت.
اليوم السابع
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: العصور الوسطى وشم على
إقرأ أيضاً:
برلمان أمريكا الوسطى يجدد دعمه للوحدة الترابية للمغرب ردا على المناورات
أعرب عدد من أعضاء برلمان أمريكا الوسطى (بارلاسين) Parlacen عن دعمهم الثابت للوحدة الترابية للمملكة المغربية، مؤكدين على عمق علاقات الصداقة والشراكة التي تربط بين المغرب وهذه المؤسسة الإقليمية.
وجاء ذلك في إعلان مشترك وقع عليه عدد من النواب، عبّروا فيه عن تقديرهم للمغرب كشريك استراتيجي وبلد صديق، مؤكدين أن التعاون بين الجانبين يقوم على أسس متينة من الاحترام المتبادل، والتكامل، والحوار بين الشعوب.
وأوضح الموقعون أن المغرب أضحى فاعلاً محورياً في تعزيز الروابط بين إفريقيا وأمريكا الوسطى وجمهورية الدومينيكان، من خلال مبادرات ثقافية وبرلمانية ودبلوماسية أسهمت في تقوية مكانة « بارلاسين » على الساحة الدولية.
ويأتي هذا الإعلان عقب صدور بيان في 28 ماي 2025 عن مجموعة برلمانية يسارية ضمن البرلمان، أعلنت فيه دعمها للكيان الانفصالي المسمى « الجمهورية الصحراوية » ولجبهة البوليساريو، واصفة إياها بـ »الممثل الشرعي للشعب الصحراوي ».
وردّاً على ذلك، شدد النواب الموقعون على البيان الجديد على:
1. دعمهم الصريح والدائم لسيادة المغرب ووحدته الترابية.
2. اعتبارهم المملكة المغربية شريكاً استراتيجياً ملتزماً بقيم السلام والتنمية والتعاون الدولي
3. دعوتهم لرئاسة برلمان أمريكا الوسطى لضمان أن تعكس التصريحات الرسمية المواقف الجماعية الحقيقية للمؤسسة، دون أن تتحول إلى أدوات لخدمة أجندات إيديولوجية، بما قد يمس بمصداقية وحياد هذه الهيئة الإقليمية.
ويؤكد هذا الموقف مجدداً على الزخم المتزايد لدعم مبادرات المغرب على الساحة الدولية، لا سيما ما يتعلق بقضية الصحراء المغربية، في إطار الاحترام التام للشرعية الدولية ووحدة الدول.
كلمات دلالية الصحراء المغرب برلمان أمريكا الجنوبية